آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


في عدن : الإهمال يسلب حدائق ملاعب الأطفال جمالها .. وجهات الاختصاص صامته

الأحد - 27 يناير 2019 - 09:57 ص بتوقيت عدن

في عدن : الإهمال يسلب حدائق  ملاعب الأطفال جمالها .. وجهات الاختصاص صامته

عدن(عدن الغد)خاص:

تحقيق / الخضر عبدالله :

تعاني المتنزهات والحدائق المنتشرة في محافظة عدن من إهمال شديد في أعمال النظافة والصيانة، وأبسط الأساسيات التي يجب أن تتوفر فيها، مما يفقدها الغرض الذي أقيمت من أجله وهو توفير المتنفس لمواطني هذه المدينة وما حواليها،

وبالأخص في هذه الفترة المليئة بالتوترات السياسية، في أنحاء متفرقة من البلد, وأكثر هذه الفئات التي لها الحق المكفول بممارسة حياتها الطبيعية، من دون مكدرات أو منقصات، وبعيداً عن الخلط في العمل السياسي الذي يسلكه الكبار، وبين

حياة أولئك "الأطفال" الصغار كأبسط الحقوق، و يأتي هذا كله؛ حتى لا يلجأ الأطفال إلى "بدائل سيئة"، تتهدد حياتهم وتعرضها للخطر، كاللعب في الشوارع وطرق المركبات والحافلات، أو السباحة في أماكن خطرة..

"عدن الغد " حاولت الاتصال بالجهات المختصة، لكن تلفونات تلك الجهات كانت مغلقة، ولكن بدورنا قمنا بالنزول إلى عدد من الحدائق والمنتزهات، في مختلف مديريات المحافظة لتشخيص الأمور، و معرفة وضعها، والتقت المرتادين، الذين أكدوا أن الإهمال هو الصفة السائدة في تلك الحدائق، حيث تفتقر تلك المرافق العامة للنظافة، ولا توجد بها الخدمات الضرورية، لقضاء وقت ممتع مع الأهل أو الأصدقاء.

أطفال طالهم الحرمان من اللعب :

وللأطفال حق اللعب والتمتع واللهو وهذا ما كفلته كل القوانين والدساتير، وعلى عاتق الدولة يقع توفير الحدائق والألعاب في الأماكن العامة، باعتبار أن هذه الأمور من الأشياء الضرورية للطفل، غير أن الإهمال وعدم المسؤولية التي بات يتسم

بها مسؤولو الدولة، حرمت هؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم، المتمثلة في اللعب واللهو في الأماكن المخصصة لذلك.

أطفال مدينة عدن كغيرهم، من فئات المدينة طالها الحرمان في الحصول على أبسط حقوقها والمتمثل باللعب واللهو والتمتع بالألعاب في الأماكن العامة، ويفترض على الدولة توفيرها لهم، باعتبارها حقاً من حقوقهم، وذلك الحرمان لم

يقتصر على أبناء مديرية دون اخرى بل طال جميع أبناء مديريات مدينة عدن ، وحرم الأطفال من التمتع بأوقاتهم، وقضاء أوقات فراغهم ومناسباتهم في الأماكن المناسبة لهم، لعدم وفرة كافية للحدائق العامة.

المنتزهات تعاني من الإهمال :

من جهتهم، أكد مرتادو المتنزهات وحدائق الألعاب، من المعاناة من هذا الإهمال الذي ينعكس على نفسياتهم وعلى

شخصياتهم، التي قالوا أنه يغلب على طابعها الحدة بسبب عدم تفريغ الطاقات السلبية في هذه الأماكن، للعودة إلى الحياة بطاقات أكثر تجددا , الحالة المزرية لألعاب الحدائق المنتهية والمكسرة، وكذلك شكوا من عدم توفر .

الحمامات اللازمة التي تأتي أهميتها كمتلازمة لدور الحديقة العامة أو المتنزه، ولا يمكن أن يتم إطلاق مصطلح متنزه، إذا

لم تتوافر فيه حمامات تلبي الغرض، وإن وجدت فإن حالتها يرثى لها، إما لأبوابها المكسرة، أو لعدم توفر المياه فيها، أو حتى لعدم صلاحيتها، حتى تفي بغرض الاستخدام.

مرافق غير صالحة للاستخدام :

وعلى صعيد متصل، قال المواطن "صلاح خالد" الذي صادفته  "عدن الغد " وهو في إحدى حدائق ألعاب الأطفال،

حيث أنه يرتاده منذ افتتاحه لممارسة  التروية اللازمة لأطفاله، بحكم قربه من منزله، حسب قوله لنا، مشيراً إلى أنه بعد

الافتتاح بفترة قصيرة عانت الحديقة  من الإهمال خصوصاً فيما يتعلق بالمرافق, بالتشجير وأماكن  اللعب.

وأوضح "صلاح" بل وصلت الحال في حدائق ومنتزهات المحافظة أنها لم تعد صالحة للاستخدام  ، متسائلاً أين تذهب ميزانية الحدائق، وهل تستخدم بالشكل المطلوب؟؛ لكنه أضاف إلى ذلك، لا يمكننا تحميل الجهات المسؤولة كل شيء، إذ

أنه أيضاً يقع على عاتق المواطنين رفع وعيهم للمحافظة على هذه المرافق الخاصة بهم، فهي منهم وهي لهم، حسب قوله.

ألعــاب متهالكة :

" أم فهمي" هي الأخرى إحدى الساكنات بالقرب من هذه  احدى الحدائق , عبرت عن ارتياحها بالقول: “قرب هذه الحديقة من الحي الذي نسكنه مكن أبناءنا من اللهو واللعب والاستمتاع بأوقاتهم بالقرب من أعيننا وهو ما يجعلنا نطمئن عليهم”.

غير أنها عبرت عن “استيائها مما تعانيه الألعاب الخاصة بهذه الحديقة والتي قالت بأنها ألعاب متهالكة، وصدأة”، متمنية في ختام حديثها “بضرورة الاهتمام بنظافة الحديقة باعتبارها الحديقة الوحيدة في مديريتهم ”.

لعبتان في حالة سيئة :

مديرية "الشيخ عثمان" والتي تُعد من أكثر مديريات المحافظة كثافة سكانية هي الأخرى يفتقر أطفالها إلى مثل هذه

الحدائق التي من شأنها أن تمكنهم من اللعب واللهو كغيرهم من أطفال العالم، ففي هذه المديرية توجد حديقتان في حي

"عمر المختار"  واحدة مهن تحتوي على بعض الألعاب  والاخرى باتت في حالة سيئة متهالكة لقدمها , بل أصبحت مقر لقوات الدعم والاسناد .

وعن افتقار تدهور الألعاب في هذه الحدائق والتي لم تعد صالحة للعب بعد أن دمرها الصدأ قال المواطن " فواز علي " وهو من أبناء الحي : “إنه من السعادة أن يرى الأب أولاده وهم يلعبون بالقرب منه في حديقة الحي، ولكن مع الأسف

كانت هذه الحديقة حديقة عمر المختار في الماضي متميزة من جوانب كثيرة، حيث كانت تتوفر فيها ألعاب مختلفة

كالمراجيح، والدراهين وغيرها أما الآن فلا تجد فيها سوى لعبتين اثنتين فقط هما الدراهين والطواحين، وهما الأخريان قد

أكلهما الصدأ، في حين تعرضت الألعاب الأخرى إلى التعطل ولم تقم الجهات المعنية والقائمين على الحديقة من إصلاحها أو تجديدها”.

حرمان تام :

أطفال مديرية المنصورة لم يكن حالهم أفضل من غيرهم من الأطفال في مديريات المحافظة الأخرى،  فتوجد حديقة صغيرة تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد أضحت قديمة ومتهالكة.

عن هذه الحديقة وأوضاعها الحالية قال المواطن "مختار المشقري:“في الآونة الأخيرة باتت مديرية المنصورة تفتقر بشكل تام لمثل هذه الحدائق الخاصة بالأطفال، وهو ما أجبر الأطفال للخروج إلى الشوارع للعب في الآونة الأخيرة رغم

الخطورة التي يتعرضون لها بشكل مباشر تصل في كثير من الأحيان لتعريضهم للموت، ولهذا نطالب من كل الجهات ذات العلاقة في المديرية والمحافظة بضرورة توفير حدائق للأطفال في عموم أحياء المديرية”.

أطفال محرومون من اللعب :

المواطن  واصف اكرم  أحد أبناء كريتر أوضح جانبا من معاناة الأطفال في هذه المديرية بالقول: “الأطفال في هذه المديرية جميهم يقضون أوقات لعبهم باللعب في الشوارع نتيجة لعدم توفر حدائق عامة يذهبون إليها، وهو ما يعرض

حياتهم للخطر”. وأضاف “نتمنى من الجهات المعنية إنشاء مشروع يضمن للطفل حقه في اللعب كغيره من الأطفال”.

واختتم بالقول: “جميع أحياء المديرية يفتقر الأطفال فيها لأبسط الألعاب وهو ما يضطرهم للخروج للعب إلى الشارع رغم

الأضرار التي تلحق بهم كالإصابة بالزجاج والحجارة أو للحوادث وغيرها، الأمر الذي أدى بكثير من الأسر والعائلات

من منع أطفالهم من الذهاب للعب حفاظاً على سلامتهم”.

حدائق بلا ألعاب :

وعن هذه المشكلة التي يعاني منها الأطفال قال المواطن فادي الدبعي أحد أبناء مديرية المعلا: “توجد في المعلا خمس

حدائق إلا أنها تفتقر إلى كثير من الألعاب، حيث لا تتوفر في هذه الحدائق سوى مرجيحة أو اثنتين يحرم الكثير من

الأطفال إلا بعد طول انتظار، بالإضافة إلى الافتقار إلى النظافة بشكل كبير”.

وأما مديرية "دار سعد" المديرية فتخلو تماماً من هذه الحدائق وهو ما جعل الأطفال فيها يقضون أوقاتهم باللعب في

الشوارع، ومديرية خور مكسر هي الأخرى تفتقر أحياؤها لمثل هذه الحدائق والتي من شأنها أن توفر الألعاب للأطفال.