آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:15م

أخبار وتقارير


رحلت، وستبقى تضحياتك منهاج للاجيال

الجمعة - 18 يناير 2019 - 03:52 م بتوقيت عدن

رحلت، وستبقى تضحياتك منهاج للاجيال

عدن(عدن الغد)خاص:

 

كتب: الاستاذ/ عمر سلمان مجمل

 

طوبى لمن خلد مواقفه الشعب، ودون صفحات مجده في ذاكرة الوطن … وان غاب جثمانه الطاهر عن الانظار، وارتقت روحه الزكية الى بارئها الاعلى، فمأثره ستظل تفخر الاجيال ان تنهل من وحي وهجها المعطاء الحافل بدروس الصمود والتضحية الوطنية مدى الزمن…

 

لست بصدد الوصف، فهامة بمقام الشهيد طماح لايحصرها مقال اكتبه بل وليس بمقدور مدوني ادوار جهابذة الساسة وكبار القادات ان يسرد لها مجلدات، وان كتبت فما ذلك الا يسيراً يحاكي بعض مآثر بارزة من سيرة الشهيد القائد الخالد الذكر طيب الله ثراه...

 

اتحدث عن قائد فذ ذات الرتبة الرفيعة في وطنه قاتل  بصمود وعنفوان حتى كان آخر قيادي يغادر الوطن بعد ان كتب النصر للاعداء، انسحب شامخاً ليس خاسراً الى خارج البلاد، وعلى الرغم من الاغراءات والعروض مقابل عودته بالاموال والمناصب، العليا، الا انه لم يعود الا الى الميدان ثائراً قيادياً مقاوماً درب على يديه مئات المقاومين، وتتلمذ تحت حنكته العسكرية ثلة من القيادات البارزين….

قائداً تعامل مع قيادات هو صانعها الفعلي بخبراته العسكرية بتواضع الكبار بل ضل يمدها بالمشورة والعون بكل اعتزاز…

 

اخلاصه للوطن ووفائه لتراب الارض جعله عن حصوله على اللجوء السياسي في دولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية لم يطلب تأمين مستقبل بقية حياته واسرته او يوافق على الالتحاق كمحاضراً في اكاديمياتها العسكرية العليا وعند مقابلة وزير خارجيتها رايس له في العام ٢٠٠٢ ليقدم طلباته فلم يطرح سوى مطلب واحد ولا سواه وهو ان لي شعب في الجنوب يذبح من الوريد الى الوريد من محتل شمالي غاشم..

 

قائداً ترك امريكا مطلع العام 2006م وجال في دول الخليج مجتمعاً بالمغتربين من ابناء الجنوب ليس لعقد صفقات استثمارية او مشاريع تجارية بل لضرورة شحذ الهمم ومساندة حراك شعبي وثورة تحررية قادمة يعتزم انطلاقتها في الوطن المحتل..

وقد ولد الحراك السياسي ثم الشعبي وانطلقت الثورة السلمية ثم المسلحة فجمع ودرب المقاومين وخلق نواة جيش جنوبي مسلح قهر به قوات الغزاة في جبل الاحمرين بردفان وكسر به حصار قيادات في زنجبار استجابة لنداء وجهه  الرئيس البيض.

 

قائداً ومقاتليه حاصر معسكر العر بيافع ورفض فك حصاره مقابل صفقة المليارين التي عرضتها رئاسة دولة الاحتلال في العام 2011، فابى الا ان يطردهم ويلحق بهم شر هزيمة محرراً عر يافع…

 

ومن مواقفه الوطنية الجنوبية الاصل والهوية  عند فرض الاقامة  الجبرية ومحاصرة الرئيس هادي في منزله بصنعاء عاد اللواء الركن طماح من الخارج على جناح السرعة ليشكل ويعلن مجلس عسكري جنوبي كان عوناً لهادي عند وصوله للعاصمة الجنوبية عدن.

 

هو طماح لم يرفض قيادة قاعدة العند بما لايتجاوز المئة مقاتل فقط، على الرغم من تواجد قرابة السبعة الالف مقاتل من جيش الاحتلال، فظل مقاوماً بعدها في جبهات العند امام المليشيات الغازية الى ان تم تطهير العند وماحولها..

 

هو طماح كما اسلفت سابقاً وان اجتهدت اعدد بعض بطولاته وتضحياته فلن استطيع، كيف لا وهو القائد الذي لم يرضخ ولم يستكين على الرغم من تعذيب الاحتلال لابنائه والتعذيب والقتل الذي طال مقاومين من اسرته واقربائه…

 

لم املك ما اعبر عنه او اكتبه ولا يسعني اخيراً الا ان اتضرع للمولى عز وجل ان يتقبله بمنزلة الشهداء الصديقين الابرار في عليين، وان يلهمنا واهله وذويه الصبر والسلوان، ويثبت الاجيال للاقتداء بهنج بطولات الهامة الشهيد القائد طيب الله ثراه