آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:32م

ملفات وتحقيقات


تحقيق : تيجي نروح سينما عدنية !

الثلاثاء - 08 يناير 2013 - 12:31 ص بتوقيت عدن

تحقيق : تيجي نروح سينما عدنية !
دار سينماء مزدهرة في عدن خلال العقود الماضية

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

-        الرئيس سالم ربيع علي عندما يأتي السينما يقطع تذاكر له ولأسرته في البلكون بل كان يجلس في الطابور أمام الشباك .

-        تسمية سينما "هريكن" جاء على أسم طائرة حربية انجليزية كانت تقاتل الايطاليين دفاعا عن مستعمرة عدن.

-        وأطلق اسم "شهناز" على سينما " ريجل"وهي أسم ابنة "بيكاجي قهوجي"

-        الشواذ هم من يدخلون السينما اليوم .

-        أمل عياش :

 

 

نطوف بك عزيزي القارئ في في هذه الصفحة أرجاء مدينة عدن ، مقربين الصورة ناحية بنايات كانت بالأمس يتعالى منها الهمهات تارة والتصفيق تارة أخرى، واليوم صارت قفرا تسكنها الطيور البرية ، وتنمو في شقوق جدرانها شجيرات البين . دور السينما في عدن ، على منضدة الصحافة منذ نشأتها حتى اليوم ، تعالوا ندخل في دهاليزها مستوضحين قضايا تنشر لأول مرة على لسان من عايشها :

الاسم : عبدا لله علي مقبل

-         الحالة الاجتماعية متزوج ولديه سبعة أولاد .

- درس في شمال الوطن في مدارس غير منتظمة نزل إلى عدن وهو صبيا يافعا تم عمل في مجال السينما .

- عمل في سينما المعلاعام1967م قاطع تذاكر ثم مسير لآلة العرض.

- من مواليد 1954م

- تعلم الانجليزية والترجمة أثناء عمله في السينما .

- يعمل حاليا مشرفا على سينما سبأ.

                                       تأميم دور السينما

تحدث الأخ عبدا لله عن مشواره الطويل مع السينما قائلا:(منذُ انطلاقة المؤسسة العامة للسينما في عدن ، كان يحكمها التوجه الأيدلوجي للحكم في اليمن الجنوبي ، لهذا حظيت هذه المؤسسة بدعم الدولة ، مما جعل المؤسسة أكثر حيوية وتتعامل مع أكبر الشركات المنتجة للأفلام في العالم .وكانت بدايتي مع السينما بائع تذاكر تم مشرف عرض في سينما المعلا التي كانت تسمى سينما "راديو"لكون تصميم واجهتها أشبه بالراديو.(مستطردا): ومن أهم دور السينما في عدن هي سينما بلقيس في منطقة حقاتتتمتع بمزايا حتى أن المرء ليشعر انه خارج البلد ، حيث رُتبت مقاعدها على أرقام متسلسلة في التذاكر والمساحة مقسمة إلى مربعات معينة ، وفي 20 ديسمبر 1970م تم تأميم دور السينما ، وأحيلت ملكيتها إلى الدولة ممثلة بالمؤسسة العامة للمسرح والسينما ، كان عمل المؤسسة على اتجاهين ، الاتجاه الأول كان قطاع السينما وبالأخص تلك المملوكة للأجانب منها السينما الأهلية في كريتر وسينما بلقيس في حقات وسينما البريقة وسينما سبأ في خور مكسر وسينما "برافين " في كريتر هذه الدور خضعت للحراسة بعد قانون التأميم حينها شكلت لجنة لتسير الأمور ومن أعضاءها : عبدا لله غانم ، طه أحمد غانم ، وحسين السيد، وسعيد عولقي ، وسعيد النجاشي ، وعبدا لله عبد الرزاق باذيب.والاتجاه الثاني بناء دور للسينما خلال تلك الفترة في المحافظات الأخرى بعد الاستقلال . عدن العاصمة لم تبنى فيها أي دور سينما بعد الاستقلال . ومن تلك الدور السينمائية التي عرفتها مدينة عدن السينما الشعبية في الشيخ عثمان لعبد عبد القادر وأربع دور سينما لطه ماستر حمود " المعلا راديو سينما" و" سينما هريكن " و" سينما التواهي  نيو سينما " وسينما " الشرقية " .

                                   أصل تسمية (هريكن) و(شهناز)

وبالمناسبة أن تسمية سينما "هريكن" جاء على أسم طائرة حربية انجليزية كانت تقاتل الايطاليين دفاعا عن مستعمرة عدن ، وسينما " البينيان " غير أسمها إلى سينما الحرية . وسينما " ريجل " كانت تابعة لشركة أسمها " يوناتيدانتربرس" ل"بيكاجي قهوجي" أطلق عليها أسم ريجل على أسم سينما في الهند حصلت بعدها إشكالات وأطلق عليها سينما "شهناز" على أسم ابنة "بيكاجي قهوجي" وكان بالجانب الأخر من السينما " بار " أطلق عليه  أسم " شيلمار " على أسم ابنة" قهوجي" الأخرى ، وبعد قيام الثورة والتأميم أطلق على هذه الدور " 26سبتمبر " بقرار من وزير الثقافة آنذاك المرحوم عبدالله عبد الرزاق باذيب ، تم بعد ذلك تم بعد ذلك أطلق عليها سينما سبأ إلى يومنا هذا . وهذه السينما مملوكة للدولة باعتبارها ضمن المالكين الأجانب .

                                 إدخال البروجكتر في عرض الأفلام

وتعد السينما في اليمن الأقدم على مستوى الجزيرة العربية والخليج وشمال أفريقيا على على سبيل المثال بدأت السينما في فرنسا عام 1905م في عدن دخلت السينما أليها عام 1910م أول من ادخلها الأخ / محمد حمود كانت متنقلة في التواهي وتعرف بـ" السينما الصامتة" التي كانت تعرض أفلام "شارلي شابلن" ، بعدها بنيت دور العرض . " وعن الاستمرارية بعد التأميم، قال :

"بالنسبة لاستمرارية عرض الأفلام استمرت دور العرض خاصة في سينما"أروى" وسينما"سبأ" حتى "خليجي 20" ، بحيث كان العائد محدود إلا انه يغطي المصاريف بل أننا إلى عام 2002م كنا كمؤسسة نستورد أفلام ونغطي قيمتها ،و آخر عشرة أفلام عرضت  حتى 2002م ، قبل 2010م كانت المؤسسة تمد دور عرض في الحديدة وتعز وصنعاء أفلام مقابل 30% من الإيرادات ، وأستمر ذلك تقريبا إلى 2006م ، على مستوى عدن كانت كل دور السينما تعمل إلا انه في 2006م بدأ طه حمود بإدخال جهاز"البروجكتر" الأمر الذي أدى إلى عدم قبول الرواد بالعروض إلى 2010م وبالمناسبة أقول انه بعد أن أعيدت دور العرض إلى الملاك المحليين استخدم " البروجكتر " وهو من الناحية الصحية " عالميا" ممنوع يؤثر على النظر " قوته 150 فولت" بينما قوة إضاءة الأفلام السينمائية " 5 آلاف فولت " .

                     أكثر من 1400 فيلم وثائقي سحبت الى صنعاء

 كانت سينما (سبأ) و(أروى) تغطيا نفقاتهما .ولكن بعد تعيين الأخ / صفوت الغشم مديرا عاما لمجلس الإدارة للمؤسسة العامة للسينما والمسرح في صنعاء انتهت العروض بعد فترة الاحتضار السابقة . حيث أخذت مخصصات السينما كافة حتى مخصصات الكهرباء فقطعت الكهرباء والمياه وغيرها . بل تم سحب الأجهزة والأفلام الوثائقية التي أنتجتها المؤسسة إلى صنعاء منها أفلام وثائقية عن المناورات العسكرية وزيارات الرئيس الراحل "سالم ربيع علي" بل الأفلام الوثائقية التي تحكي عن تاريخ اليمن بشكل عام وهي بالتقريب أكثر من 1400 فيلم وثائقي كلها سحبت إلى صنعاء ، ولألأت المستخدمة للعرض موجودة هنا في حوزة سينما "سبأ" لهذا بقيتالأفلام حتى اليوم في صنعاء دون استخدام أو عرض ومن ضمن تلك الأفلام أفلام وثائقية روسية مترجمة بالعربي ومنها مقاطع المعارك حية في مدينة الشيخ عثمان . سلمت للمؤسسة في صنعاء أيام المرحوم حسين ا لشيباني والحمدلله كل الأفلام المستلمة موثقة حسب ترتيبها في المخازن لدى المؤسسة في صنعاء مفهرسة وهي بحدود 540 فلم وثائقي ، البرودة في صنعاء ستساهم في حفظ الأفلام سليمة بعكس الأفلام في عدن التي فاقم قطع التيار الكهربائي من مخازن المؤسسة في إتلاف جزء منها . وحجم الأفلام الوثائقية المسحوبة من عدن والمتواجدة حاليا في صنعاء كبيرة جدا لأتملكها بعض الدول العربية حيث نقلت بخمس سيارات " دينا " مع آلتين مونتاج وكاميرات ."

                       مؤسسة السينما  أكبر مؤسسة في الشرق الأوسط

 وعن الإدارة الحالية للمؤسسة مضى الأخ عبدا لله علي عقيل قائلا :"الأخت هدى علي ابلان حاليا هي رئيس مجلس الإدارة تفتقر إلى  الخلفية التي تعينها على فهم الأوضاع في المؤسسة حراس مبنى دور العرض لايتحصلون على معاشهم التقاعدي كل الأصول الثابتة لدور العرض المملكة كلها في عدن مثل المباني والآلات السينمائية " 35 مل " موجودة أفلام منذُ الستينات والسبعينات ، ومن تلك مثلا فيلم " عيون الليل " وأفلام أجنبية كثيرة فالقنوات الفضائية لاتملك حق عرض الفيلم بينما نحن نملك حق عرض الفيلم كمؤسسة تابعة للدولة نحن نستطيع عرض تلك الأفلام في التلفزيون أو غيره لهذا إذا ما أدركت المؤسسة العامة للسينما ذلك ستصبح أكبر مؤسسة في الشرق الأوسط ."

ويروي لنا الأخ عبدا لله ببلوغرافيا بناء دور السينما بتسلسل من الأقدم إلى الأحدث في عدن ، على النحو الأتي :

( أولا سينما ريجل في عام 63م ثم سينما هريكن وبعدها سينما برافين وبعدها الأهلية وبعدها مباشرة بلقيس  ، وخلال العام 65م تم بناء سينما المعلا والتواهي والشرقية وسينما الشعبية في الشيخ عثمان وسينما دارسعد ، بالإضافة الى تلك الدور أشرفت المؤسسة على ما يقرب من 40 دور عرض بما في ذلك المسرح الوطني الذي يحتوي على آلة عرض سينمائية ، فضلا عن أشرافها على الدائرة الايدولوجية للقوات المسلحة التي تملك لوحات عرض سينمائية متنقلة تعرض في المعسكرات كافة وسينما خاصة للبحرية )

                             بعد 2006م أدخلت الأفلام المهربة

وعن الأفلام المهربة وجودة الآلات المملوكة للمؤسسة قال : (وبالعودة إلى الآلات التي تملكها المؤسسة لدينا احدث آلات عرض السينما صناعة ايطالية لاتملكها كثير من الدول العربية اليوم ، الملاك المحليين الذين عادوا إلى دور العرض ، لم يفيدوا االسينما حيث أنهم فكروا بالربح والتجارة و كانت العلاقة بينهم وبين المؤسسة علاقة مربحة في البدء للطرفين إلى عام 2006م بعد ذلك أدخلت الأفلام المهربة عبر شرق أفريقيا " مطبوعة " نحن نفهم وقادرين على تميز الفيلم المهرب من غير المهرب إذ انه بدلا من تأتي الصورة من اليمن تأتي من اليسار ، وتكون لغة الأفلام المهربة فرنسية وليس انجليزية ، ولا تعطي الأفلام المهربة ذات الصوت بالموسيقى التصويرية وفوارق أخرى . واستمر هذا التدهور باستخدامهم آلة "البروجكتر"، غير المريحة لهذا بدأ العد التنازلي لرواد السينما في عدن ، وهذا الأمر أدى إلى توقف المؤسسة من الاستيراد وبالإضافة إلى هذا فأن الأفلام التي كان التجار أو المالكين المحليين يأخذوها بالإيجار من المؤسسة يعملوا على تكسير الثقوب في حواف الفيلم لضمان عدم استخدامه مرة أخرى هذا السلوك عزز غياب دور المؤسسة الحريص على الأصول ووقوفي أمام هذا التسيب الذي أصاب المؤسسة جعلني ادفع ثمن وهو الخروج المبكر إلى العمالة الفائضة ."

                         أول رئيس للمؤسسة كان مستشارا للرئيس سالمين

وتحدث عن اثر الفيديو السلبي على السينما قائلا : "امتلكت خبرة من خلال زيارتي لقبرص واليونان في مجال المحافظة على الأفلام واستطيع القول أن هناك اختراق للمؤسسة من خلال العقود مع المؤسسة ذاتها .والفيديو لم يؤثر على مستوى إقبال الجمهور إلى السينما في عدن كما يذهب البعض إلى هذا القول ، على سبيل المثال عرضنا فيلم " جسر الشاطئ " في عام 2003م وفيلم أجنبي آخر في 2006م الفيلم الأخير حقق إيراد طيب والفيلم الأول حقق إيراد طيب أيضا في الوقت الذي لم يسبق ذلك العرض إعلانات عن الفيلمين مما يدل على عدم تأثير الفيديو والقنوات الفضائية لوكان هناك مناخ سليم وعمل صح سيعود العمل بالسينما ونحن لم نقم بإنتاج الأفلام الروائية ولكننا أنتجنا أفلام ثوثيقية كما أسلفنا و أول رئيس للمؤسسة العامة للسينما في عدن هو ناصر حسين ياسين وزير الإسكان وكان مستشار للرئيس سالم ربيع علي لأهمية السينما ، وكان الرئيس سالم ربيع علي عندما يأتي السينما يقطع تذاكر له ولأسرته في البلكون بل كان يجلس في الطابور أمام الشباك .)

 وعن التعيينات المتلاحقة على رأس المؤسسة ، قال :

-         (تم تعين مطلق عبدا لله حسن ، أيضا هو الأخر مستشار للرئيس

-         تم د. أحمد سالم القاضي ."

وتوقف عن الحديث منتقلا إلى حكاية فيلم العصفور، قائلا :

"الرقابة والمصنفات في عدن اعترضوا على فيلم " العصفور" وفيلم "الكرنك"، طبعا كل الجماهير تحب جمال عبدا لناصر لكن هناك قضايا يجب أن توضع للنقد . حسم الأمر الرئيس عبد الفتاح إسماعيل بتصريح عرض الفيلم . لقد منع " العصفور " من العرض في الأقطار العربية كافة وزار عدن آنذاك بطل الفيلم "صلاح قابيل" والممثلة "سميحة أيوب" و"رشيدة عبد السلام" وعمل للفيلم مهرجان في سينما بلقيس وكان في الصف الأول الفنان" صلاح قابيل" .

وكان التلفزيون في عدن يقوم بالإعلان من الأفلام التي ستعرض في دور السينما قريبا أو التي تعرض حاليا . وشكلت الأفلام اليسارية أو ماتعرف بالأفلام التقدمية ظاهرة في دور العرض في عدن .)

 

الصفوف الأولى للسفراء

ارتسمت على محياه أمارات الندم ، قائلا: (رجعت المؤسسة العامة للسينما للوراء ، حيث أن من يدخل السينما اليوم حسب مانلمسه من أحاديث الناس هم الشواذ من الناس ، بينما كانت سينما سبأ تحجز الصفوف الأولى للسفراء حسب الاتصالات المسبقة ومن أهم القادة في الدولة يحضرون مع أسرهم مثل الرئيس عبد الفتاح إسماعيل والخامري وعبدا لله عبد الرزاق باذيب  اعرق الأسر تدخل السينما، لايوجد فوضى ، ألان استطيع القول أن جيل كامل تغير بل تغيرت ملامح الحياة وانتهى زمن الفن الجميل . كان يوم الأحد من كل أسبوع في سينما بلقيس يوم مخصص للنساء من تلك الأفلام التي تعرض في يوم الأحد المعروفة " أفواه وأرانب " " وأريد حلا" وكانت السينما تعمل في اليوم ثلاث أوقات . حيث خصصت الفترة الصباحية للطلاب لعرض الأفلام الوثائقية بالتنسيق مع الجامعة من ضمن تلك الأفلام " رجال في الشمس " لغسان كنفاني .)

                                  الفساد هو السبب وليس التيار السلفي

ولعل من أهم أسباب هذا التراجع هو الفساد الإداري والمالي ، وفي هذا السياق أوضح الأخ عبداللة الذي سلخ سني عمره لخدمة السينما في عدن ، قائلا:

(أن المخصصات المالية للمؤسسة العامة للسينما ما زالت ترصد حتى اليوم إلا أن عملية توجيه الصرف وكيفية الصرف ولمن الصرف هي الأساس وراء مقتل المؤسسة العامة للسينما . ولعب في الإدارة .

يجب أن تتكاثف الجهود اعتبارا من أعلى هرم في السلطة ووزير الثقافة الذي بدوره يجب أن يدرك أن السينما هي الفن السابع وإذا انتهى هذا الفن في البلد ستتحول المحافظات كافة إلى  محافظات نائية . إذانا أي محافظة أو مديرية لاتوجد فيها سينما لأتعد حضارية . على القيادة أن تستغل وجود البنية التحتية لإعادة الحياة إلى السينما يجب الاستفادة من الكوادر الموجودة التي خسرت عليها الدولة ، ولا صحة للقول أن التيار السلفي هو السبب بل السبب هو وجود ثقافة النهب للمال العام أو بالأصح عصابات .)

                         عارف ناجي : قيمة الفيلم 7000 دولار وعرضه يومين

والرؤية الأخرى الأخرى لحكاية دور السينما في عدن يحكيها لنا الأخ / عارف ناجي مدير العلاقات لواحد من أشهر رجال السينما في عدن وهو المرحوم طه حمود الهاشمي الملقب ماستر حمود ،الذي قال:(من أهم أسباب تدهور أو عزوف الجمهور عن السينما هو انتشار أطباق الدش وهناك أسباب أخرى تخص الملاك أنفسهم مثل تدني مستوى الدخل هذا التدني لايمكن المالك  من شراء أفلام من الخارج ، اقل فيلم سعره " 7000دولار   سبعة ألاف دولار " ومدة عرضة لاتتعدى يوم أو يومين لقلة الجمهور المرتاد إلى السينما بمعنى أن السوق لايلبي أو يغطي الأنفاق على السينما اليوم ، بالإضافة إلى تدني دخل المواطنين .)

                          السينما هي مركز ثقافي

 ومضى الأخ عارف قائلا : (السينما في الأساس هي مركز ثقافي حيوي في المجتمع ، كان المستثمرين في قطاع السينما في عدن موردين للأفلام في الجزيرة العربية وشمال إفريقيا وكانت الأفلام تعرض  في آن واحد في القاهرة وعدن كان هناك رواج غير عادي للسينما في الخمسينات والستينات أما اليوم شتان بين ماكان وألان . ولهذه الأسباب لم نتمكن من عرض الأفلام عبر العجلة بواسطة كاميرا العرض السينمائية  بل عبر "البروجكتر" ، وصحيح أن"البروجكتر" وسيلة اقل وضوحا من آلة  عرض السينما لكن الظروف المالية كما أسلفت هي السبب لهذا تم تسخير السينما لخدمة الشباب في مجال المسرح أو العروض السينمائية القصيرة التي يتخللها الندوات بمعنى تذكير الناس بأهمية السينما في عدن ودورها الاجتماعي والثقافي ، والكل في عدن يتذكر تلك الطقوس التي تعتمدها الأسر العدنية عندما تستعد لمشاهدة فيلم سينمائي . ومع هذا يمكننا القول انه مازالت شريحة من الناس تداوم مشاهدة الأفلام السينمائية رغم مايشاع عن وجود بعض المنحرفين وهم قلة لأتذكر ، ومن الشريحة المداومة  على الحضور كبار السن والمتقاعدين . كانت أفلام فريد الأطرش تعرض في مصر وعدن في ذات الوقت وأفلام عبد الحليم وعبد الوهاب ، بل قيمة التذكرة في عدن أعلى من قيمتها في مصر ، للسينما نكهة خاصة أيام زمان في عدن  تشبه إلى حد ما استقبال الناس لأغنية أم كلثوم في الإذاعة أيام الفن الجميل وهكذا الأفلام الجديدة للفنانين ).

                                   آخر أمل كان في خليجي عشرين

وعن الحركة الدءوبة للسينما زمان يحكي الأخ / عارف ، قائلا : (كان الفيلم عبارة عن عجلات كما أسلفت و عندما يتم لانتهاء من عرض عجلة من الفيلم يتم أخذها عبر " سيكل موتور " إلى سينما أخرى لتوفير نفقات نسخ الفيلم في عجلة أخرى . (مضيفا) (السينما أهملت، و آخر أمل لنا كان في" خليجي 20 " حيث تم إعداد الفنادق وعدن بشكل جيدلاستقبال هذا الحدث ، ولكن مع الأسف لم يتم إعادة تأهيل دور السينما من جديد من حيث الترميم والتكييف،  العالم  اليوم تطور وتطورت معه الملامح الجمالية للبناء ،المكان هو السبب في شعور المرء بالراحة النفسية  خاصة وان السينما هي مكان للترويح عن النفس فالمحال التجارية اليوم مكيفة وتعتني بالشأن الجمالي .)

                        مؤسسة السينما اعتدت على أملاك الآخرين

دور السينما في عدن اخدت لها وظائف أخرى لخصها الأخ / عارف ، قائلا : (السينما استغلت كمسرح في ظل الفراغ السينمائي ، واستغلت كقاعة  أفراح ، بل بيعت دور السينما جراء حالة الإحباط التي شعر بها المالك طه حمود بعد التأميم الذي طال التأميم أغلب مايملك كانت ضربة أيضا للاستثمار في مجال السينما في عدن حيث أخذت عدد من عجلات الأفلام التي كانت لدى  طه حمود رحمة الله عليه إلى المؤسسة العامة للسينما ومع ذلك لم تستفد منها المؤسسة ولم تعيدها إلى الملاك ، وأغلب الأفلام التي بحوزة المؤسسة هي أفلام لاتحاد السوفيتي والمجموعة الاشتراكية لاتملك أفلام " أكشن " رغم أنها تملك موظفين وإمكانيات دولة لكنها  لأتقدم أي شيء ، المؤسسة لم تطور عملها،لم تقم بأعمال  الصيانة بل قامت بالتعدي على أملاك المستثمرين في السينما ، كما انه لايوجد أي دور للثقافة ، حتى في حالة تقديم الشكوى نرى في الثقافة التقاعس وعدم الأكثراث .)

                   ذكريات افلام فريد الاطرش

وللمشاهدين أيام زمان رايا في حال السينما :

أحمد فريد : " 60" من سكان مدينة عدن ، قال :

(أنا حتى ألان اذهب  إلى  سينما "هريكن" استذكر أيام الشباب والصبا التي كانت فيه السينما تعج بالبشر وكان صاحب " الحنظل " يدور على الناس وكانت قرقعة قوارير المشروبات الغازية التييتداولها الناس صدى ورنين في الذاكرةمازلت استرجعها حتى ألان، وان نسيت فلن أنسى أفلام  فريد الأطرش حيث كان جمهور  عدن مهووس بهذا الفنان حيث كانت ترمى النقود على الشاشة لمجرد ظهوره ، أيام أيامياريت تعود فيا صحافة وإعلام طالبوا بأسمنا لعودة الحياة إلى مباني دور السينما في عدن .

                         احساس افتقدناه

أسماء حميد : امرأة من عدن " 54" عام ، قالت :

(كنا نستعد لمشاهدة الأفلام  السينمائية كأسر وجيران وصديقات نستعد من خلال التجهيزات " الحنظل واللوز " ونلبس الثياب الأنيقة وكأن الجو العام فرائحي وكأننا في يوم عيد، أما اليوم أصبح  دور السينما مغلق، اصبحنانشاهد الأفلام بالتلفاز والمسلسلات في التلفزيون وجاء انشغالنا في الهم الخاص والعام ليبعدنا عن ذكريات السينما وأيامها الجميلة أن هذا الجيل الذي لم يتعود على مشاهدة السينما في ظل جمع غفير من الناس أصبح محروما من جو الالفةوالإحساس بالمشاركة مع الآخرين كنا نضحك معا ونضفق معا ونتألم معا . احساس فقداناه )

                     السينما اهم متنفس عاشه جمهور عدن

وفي لقاء مع احد المواطنين ويدعى محمد السقاف " 70 عام "، قال بعد ان تنهد  :

( زمان كانت السينما  مكان تزوره الأسر العدنية  باستمرار، بعدن كنا نشاهد أفلام " روبن هود " و"فريد الأطرش"، وكانت هناك نجمات سينما شباك شغلنا الباب الشباب في ذاك الزمان وسينما " بلقيس" هي من أهم دور السينما في عدن كونها مغلقة ومكيفة وتعتمد تقاليد مثل أيام خاصة للنساء وغيرها من الأمور التي تشعر فيها الأسر بالراحة وكانت تذاكر الدخول أسعارها مناسبة فئتين فئة أغلى وفئة أقل قيمة . بإغلاقهم لدور السينما أغلاق للحياة الثقافية والاجتماعية وأهم متنفساتعاشها المواطن في عدن .)

هي جولة شاقة ولكنها في اطار البحث كانت لذيذة وممتعة ، رغم انها حديث بصيغة الماضي ، الا ان الماضي سيضل المجال الذي نتحدث عنه وعيوننا شاخصة تجاه الحاضر ونحو المستقبل ، لا شك سيكون لنا شريط آخر يروي ذكريات وتطلعات هذا الجيل مع مشوار السينما .