آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:46ص

أدب وثقافة


شبدلو - قصة قصيرة

الأربعاء - 16 يناير 2019 - 02:54 م بتوقيت عدن

شبدلو - قصة قصيرة

هدى العطاس

قصة قصيرة
إلى روح أمجد عبدالرحمن، شهيد الفكر الحر

شبدلو*

رفعت اطراف عباءتها وعقدتها على خصرها تاركة لساقيها حرية الحركة، واخذت تقفز برجل واحدة وملتفتة نحوه: تعال شاركني "الشبدلو" 
تهادى نحوها بخطوات سريعة تاركا أثر قدميه على الرمل الرخص: 
ارخِ عبائتك على قدميك قبل ان يروك فيهاجمونا.
استمرت تقفز وترمي الحجر داخل المربعات: هييييييي ربحت هذا المربع، هذا صار بيتي، ومتضاحكة نادته مجددا: 
امجد الا تريد بيتا على الرمل.
بعينيه الداكنتين اللامعتين: انظري، وأشار الى صدره بيتك هنا. ثم اردف بهمس واهن:
لا اريد بيتا على الرمل تجرفه الامواج.
في تلك اللحظة بدا الليل يرخي ظلالا رمادية على المدينة، بينما الشمس الغاربة رسمتهما شبحين ذهبيين بلون الشعاع المتلاشي.
قالت المعشوقة لامجد: 
انظر رسم خطوتك لها عينين.
بابتسامته الناصعة نظر أليها: 
حينما تشتاقين اليّ عودي إلى هنا ستناجيك هاتين العينين .
زقزقت ضحكتها ونظرت إلى الافق:
لن آتي الا معك.
وعلى بعد زقزقة ضحكتها وعينية تدافعت تدافعت جموع كانها غيلان بافواه مزبدة رافعة شخير همهمتها في فضاء المدينة.
وقبل ان ترتد نظرتها إلى عينيه شرخت رصاصة المسافة بينهما.
استلقى الجسد المضرج في سائله الارجواني. وارتفعت ابتسامته الناصعة، تلقفها الفضاء...
ليلتها شاهد السكان نجمة بوميض عجيب اشرق ليل المدينة التي اصبحت جرفا مصدوعا تتراكض فيه الغيلان .
وعلى بعد شاطئ من حافة ذاك الجرف كانت خطوة بعينين على الرمال تراقبان الامواج الدافقة.
* "الشبدلو" لعبة يقوم فيها الاطفال برسم مربعات على الارض، ويحوز كل لاعب حجرا خاصا به يرميه داخل المربعات التي عليه ان يتجاوزها قفزا برجل واحدة، وإذا وقع الحجر داخل احد المربعات يضع عليه اشارة كبيت يخصه وممنوع على اللاعبين ان يقفزوا داخله اثناء اللعب. وتعرف اللعبة في بلدان كثيره باسماء مختلفة.