آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:05م

رياضة


كيف فزنا على (الصين) بعد الخسارة من العراق بالستة

السبت - 12 يناير 2019 - 06:53 م بتوقيت عدن

كيف فزنا على (الصين) بعد الخسارة من العراق بالستة

كتب / مختار محمد حسن :

في تاريخ 22 مايو 1993 ، خاض منتخبنا الوطني لكرة القدم أولى مبارياته في تصفيات كأس العالم 1994 ، ضد الأردن (منظم تصفيات الذهاب) وبعد مباراة قوية تعادلنا معهم 1-1 ، وبعدها بيومين لعبنا ضد باكستان وفزنا 5-1 .

بعد مباراة باكستان ارتفعت معنويات اللاعبين ، وبدأو في الإستعداد لمباراة العراق (حينها كان بطل التصفيات) .. كان لدينا لاعبين كبار أمثال عبد الله الصنعاني ، أمين السنيني ، وجدان شاذلي ، ابو علي غالب ، شرف محفوظ ، ابراهيم الصباحي ، حسين جباري وعمر البارك وغيرهم ، بعد الفوز على باكستان كان الحديث بين اللاعبين على أنهم قادرين على الذهاب إلى أبعد من الفوز على باكستان ، فيما كان البعض متحفظ على الأمر ، وقبل مباراة العراق احتدم النقاش (وهذا الشيء الأيجابي ) الذي نتعلم منه أن اللاعبين السابقين كان شغلهم الشاغل كيف يفوزون وكيف يتألقون .

المهم كان الحديث بين اللاعبين وأبرزهم الكابتن وجدان شاذلي أننا لازم بمهاجم صريح أمام العراق أفضل أن نلعب بمهاجم وهمي ، فيما كان المدرب حينها البرازيلي (لسيانو) أننا لازم نلعب بواقعية ، وعند بدأ المباراة أمام العراق هاجم منتخبنا بقوة وسجلنا هدف السبق عبر الهداف شرف محفوظ ، وبعد الهدف طمع منتخبنا وأراد تسجيل العديد من الأهداف ، وبعدها ترك اللاعبين الفراغات في الدفاع مما جعل منتخب العراق يسجل في مرمانا ستة أهداف متتالية .

بعد المباراة لم ينهار لاعبينا .. مع أن هناك حصلت حكاية مثيرة كذلك هي درس للاعبي هذا الزمن : فقد أنسحب الكابتن وجدان الشاذلي من قائمة المنتخب وعاد لليمن وسبب العودة أنه كان مخطئ في تفكيره فقط في تفكيره (ركزوا هنا) واللعب بمهاجم صريح أمام منتخب العراق ..

المهم وبعد هذه الاحداث ، كانت الجلاسات متتالية ومتلاحقة وبقوة بين اللاعبين الكبار وفي غرفهم الخاصة خاصة غرفتي عبد الله الصنعاني وابراهيم الصباحي  ، وبين اللاعبين والجهاز الفني في غرفة الإجتماعات .. واجتماع بين قائد الفريق أمين السنيني والجهاز الفني في عرفة خاصة ، وبين الجهاز الفني ورئيس الإتحاد (علي الاشول) رغم أن الفترة مابين مباراة العراق ومباراة الصين هي يومين فقط .

وفي يوم 28 مايو وعلى ملعب (الحسن) في الأردن نزل لاعبينا وهم يزأرون كالأسود ، مما جعل ( التنين الصيني) يخشاهم من لحظة نزولهم .. وخاض لاعبينا يومها مباراة من العيار الثقيل ، وأنتهى الشوط الأول بالتعادل 0-0 ولاعبينا الأفضل في المباراة ، حتى حانت الدقيقة 62 من زمن الشوط الثاني ، توغل شرف محفوظ وتحصل على ضربة حرة من 30 متر ، وهنا توقفت القلوب ، ذهب للركلة عمر البارك وصالح بن ربيعة ، الحكم العالمي (جمال الشريف) يضبط الحائط ، حارس الصين يرتجف في مرماه .

البارك قرر تمرير الكرة إلى بن ربيعة الذي أطلق قذيفة لاتصد ولاترد مسجلاً هدفاً تاريخيا هد به سور الصين العظيم .

بعد المباراة مباشرة شعر المدرب البرازيلي أن الفرحة بالفوز يمكن أن تقتل لاعبينا .. وتكون المبالغة بالفرحة كبيرة ، فماذا عمل ؟

أقام تمرين خفيف بعد المباراة مباشرة .. تمرين للاستشفاء العضلي والجهد العضلي الشاق بعد المباراة القوية .. وهذا ماقابلته الصحافة الآسيوية والصينية وحتى الأردنية بشيء من الأستغراب .

بعد الفوز على الصين تم مكافأة اللاعبين من قبل إتحاد الكرة بمبلغ 300 دولار لكل لاعب مقدمة من المؤسسة الاقتصادية العسكرية ، الي جانب تم توزيع مواد غذائية لكل لاعب الي منزله وفي محافظته ومعها خروف العيد .. كون اللاعبين سافروا الي الصين في يوم عيد الأضحى المبارك وهذا (الكبش والمواد الغذائية) تعويض لآهلي اللاعبين (وهذه أيضاً ركزوا عليها وكيف كان الإتحاد يتعامل مع اللاعبين) .

فهل يستفيد لاعبي هذا الجيل من هذه الدروس المجانية قبل مباراة العراق .