آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

ملفات وتحقيقات


الحروب وآثارها المنعكسة في المجتمع..انتشار ظاهرة الخطف والتطرف(إستطلاع)

السبت - 12 يناير 2019 - 03:47 م بتوقيت عدن

الحروب وآثارها المنعكسة في المجتمع..انتشار ظاهرة الخطف والتطرف(إستطلاع)

عدن(عدن الغد)خاص:

 

للحرب اثار عديدة على مجتمعنا، فالحروب الداخلية في هذه الأيام تكون لنا تأثيرا كبيرا الى المدنيين اكثر من الدولة، يرجع ذلك إلى الإتجاه المتزايد من المتصارعين لاستهداف المدنيين وجعلهم هدفاً استراتيجيًا.

 

فقد أدى ذلك الى العديد من الاضرار النفسية اكثر من الاضرار البيئية، حيث نتجت اثار عميقة في أنفس أفراد المجتمع فالبعض أصبح مجرد من الإنسانية ومليء بالقسوة وانتشار الخطف والفساد بأنواعه، والبعض الاخر اصبح يعيش برفقة الخوف والهرع واسعة النطاق بسبب الفظائع والمعاناة للسكان المدنيين وهو إرث آخر من هذه الصراعات ، مما يخلق التوتر العاطفي والنفسي الواسع النطاق نتيجة ماتعرض لها من صدمات وخوف في الحروب، إضافة الى الفقر والبطالة الذي نتجت الجماعات والانضمام الى الجماعات المتطرفة.

 

الحرب لها العديد من الآثار ، ونحن نرى ذلك واضحاً في كل يوم ، دعونا ننظر في تلك الآثار من خلال الاستطلاع لموضوعنا هذا.

 

استطلاع/سامية المنصوري

كرب ما بعد الصدمة

 

قالت مريم زكي مرشدة نفسية " هناك الكثير من الاثار النفسية والبيئية غيرت واثرت في نفوس المواطنين و كرب مابعد الصدمة نتيجة أصوات الصواريخ ، تدمر أحد أركان البيت، فقدان أحد أفراد الأسرة، الإصابات الجسدية، النزوح، فقد الأمن الغذائي والسكني، تراكم السكان في أماكن معينة كالمدارس يترتب عليها عواقب كبيرة، تهميش التعليم، البطالة وعدم الرغبة بإكمال التعليم، الاضطرابات النفسية الذي يصيب المتفوقين دراسياً ولا يحصلون على وضائف، صعوبة التعلم خاصة للشباب لصعوبة توفير لقمة العيش، الرضى بأقل الحقوق، التعصب للقبائل والمناطق، قبول الرجل بأن يكون عالة على المجتمع.

 

وتابعت زكي" هناك طرق عديدة تساعد في ترقيع الفجوة الذي تعرض لها المجتمع منها أولاً عمل جلسات إرشادية جماعية علاجية ونمائية ووقائية لتخفيف المعاناة ليسهل التكيف فيما بعد وإحالة الحالات التي أصبحت في مراحل متقدمة لدكاترة نفسيين، ثانياً توفير أماكن لعلاج جرحى الحروب وتأهيلهم وجعل الكوادر منهم يعلم العامة منهم، ثالثاً توفير فرص عمل للشباب تأهيلهم قبل ذلك لسوق العمل والتسويق، رابعاً إبراز الفئات المتميزة في المجتمع كالمخترعين والمثقفين وإن كان من العامة حتى ولو لم يُكْمِل تعليمه.

 

 

افراد قاطنة تعاني ويلات الحروب

 

قال الناشط السياسي احمد اليافعي : الحروب جملا وتفصيلا سياسة دول ضد دول يعم فيها الجهل والتخلف لاستخدامها في مصالحها الشخصية ويدفع ثمنها المواطنين من أضرار نفسية وجسدية بالإضافة الى أضرار البيئية من تدمير المباني والبنيات التحتية.

 

وتابع اليافعي" ساحات الحروب مسرح لعملياتها السياسية من بيع الأسلحة والمخدرات وغيرها من الامور المحرمة دوليا ومن جهة اخرى هناك أفراد قاطنة في مربع الحروب تعاني من ويلات الحروب بالتشرد والجوع، العطش، ونقص المواد البسيطة في حياتهم اليومية؛ أكثر شيء يولم هو فقدان الأحباب والأقارب والاصدقاء بسبب تلك الحروب فكم من نساء تأرملين وكم من اطفال تيتموا وكم من اسر ذهبت بأكملها.

 

 واضاف اليافعي" حتى وأن انتهت الحروب فالذاكرة لا تنسى والعامل النفسي في انحطاط والشيء الذي يؤلم وهو كم من عزيز اهتان بعد الحرب وكم من بغيض اصبح له شأن ما بعد الحروب بسبب انضمامه لجماعات متطرفة وبيع الضمير؛ ينقلب المجتمع ويتأثر بسبب ظروف الحرب الوحشية وترى الناس تغيرت قلوبهم بسبب ما عانوه ويتقاتلوا على أتفه الأسباب وتنتشر العنصرية والكراهية، فالنتائج كارثية واسوء حالا من مرحلة الحرب".

 

واكد اليافعي "لكل مشكلة حل والحل هنا هو التعليم ونبذ الجهل والتطرف من المدارس ومن العقول ومن الوعي، الثقافة تبدا الرقي وتتغير النفوس وتتغير المعاملة ويتغير المجتمع وتصلح البلاد وتمحى ذاكرة الحرب علينا ان نجعل ونأخذ الفائدة من غيرنا ونعتبر مثل الحرب العالمية وماحدث لليابان وخصوصا هروشيما بعد الحادثة المأساوية، ولكن رغم الدمار الشامل للمدينة لكن أبو ان لا تتوقف الحياة و درسوا تحت انقاض ما خلفته القنبلة، جعلوا سلاحهم الوحيد العلم ليواجهوا المستقبل، والآن انظروا اليها كأنهم في كوكب آخر هنياً لهم حياتهم هذه وذلك يعود الى الإصرار وعدم فقد الامل.

 

نتائج عكسية

 

ومن جانبه قالت هيام بريك " مررنا بكثير من النتائج العكسية نتيجة آثار الحرب على المجتمع مثل انتشار الاسلحة بشكل كبير مما أدى إلى قتل الكثير من الناس أثناء النزاعات فيما بينهم، وانتشار الفساد ادى الى التردي في المستوى الأخلاقي بشكل بشع جدا، وكثرة الاغتصاب والخطف، انتشار الفقر ونتج الى ذلك السرقة، انتشار الجهل وبالتالي تدني في المستوى التعليمي بشكل كبير، وضياع مستقبل الشباب، انعدام الأمن والأمان وضياع الاستقرار، استشهاد الكثير من الناس مما تسبب ذلك في أرملة الكثير من النساء وتيتم الأطفال، العقد النفسية، التشرد والتشتت، و الجوع؛ وهناك اثار بيئية منها تدمير المنازل والممتلكات، انقطاع الكهرباء والماء، انهيار الوضع الاقتصادي، ارتفاع الأسعار، اللجوء.

 

 

وتابعت بريك" هناك بعض من الطرق التي قد تساعد على تحسين هذه الإضرار :

النصح والإرشاد والموعظة الحسنة حتى نستطيع إنقاذ البلاد من الفساد الأخلاقي، الطلب من الجهات المسئولة بتحسين وضع الاقتصاد والعمل على إنقاص الأسعار خصوصا في المواد الغذائية، ودعم العملة، محاوله تحسين التعليم داخل البلاد بتعاون مع المدارس والتربية، تقديم وتوفير المعدات الحربية اللازمة من قبل الجهات المسئولة لحماية الوطن والشعب، إصدار الأمر من الرئاسة بأن يتم مصادرة جميع الأسلحة من الشعب لتفادي المخاطر، وتعطى فقط لرجال الامن، أخراج الصدقة والزكاة للمحتاجين حتى لا يضطر الفقراء والمحتاجين للسرقة والجوع.

 

الوضع مزري

 

وقال مجدي القبلاني" للحرب أثر كبير جدا بنتائج عما كان الوضع سابقآ على الفرد وعلى الحياة الإنسانية حيث اصبح الان الفرد متأثر من بقايا الحرب والوضع المزري جدا، ولعدم وجود تنمية وبناء البنية التحتية اصبحت الأمور اكثر تعقيد وللأن نحن ما زلنا في صراع نفسي نرى كل يوم جرائم بشعة وإختطاف للأطفال وللنساء وكل يوم نسمع في ظاهرة جديدة وغريبة والقتل مازال مستمر كل يوم نسمع رنين الإسعاف والأكثر شيء رأينا الجيل الجديد يفتخر في حمل السلاح او المشاجرة ولاسيما الأطفال، هنا نحكم وكلا بوجهة نظرة هل نحن تحررا من الحرب؟

 

وتابع القبلاني" نحن مازلنا نعاني كثير من اثار الحرب ولن نعلم الى متى هذه المعاناة تطول؛ بإعتقادي ومن صميم تخصصي الإعلامي فقوة تغيير النتائج السلبية هي وجود إتحاد إعلامي في كل الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي بأن نرسم صورة جديدة ونقل الأشياء الجميلة التي تؤدي الى التأثير على الفرد والمجتمع في إقامة حملات وتوعيات وعملية مكتفة في الوسائل الإعلام في إعادة الأنشطة المجتمعية من الفن والرياضة والمسابقات والحفلات والمؤتمرات البعيدة تماما عن الجوانب السياسة والعنصرية والتطرفية والطائفة، فقط نشغل الشباب في فرص عمل التي تبعدهم عن الفراغ الزائد.