آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:10م

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تبحث في الأخطاء الممنهجة التي رافقت طبع المقرر الدراسي

الأربعاء - 09 يناير 2019 - 06:59 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تبحث في الأخطاء الممنهجة التي رافقت طبع المقرر الدراسي

عدن (عدن الغد ) خاص :

خبراء في علم التاريخ : أخطاء بالجملة رافقت كتب التاريخ ومقرراته الدراسية طيلة السنوات الماضية.

علم التاريخ واحد من العلوم الإنسانية المهمة في المجال المعرفي والدنيوي ويعد من الركائز الرئيسية والأساسية التي تستند عليها الكثير من العلوم في المؤسسات والمراكز التعليمية العلمية والتنويرية.

وعند قراءة الكثير من المناهج الدراسية المقررة لهذه المادة خصوصاً للصفوف الابتدائية والإعدادية توجد فيها العديد من الأخطاء التي تجانب الدقة والصواب.

(عدن الغد) ناقشت مع مؤرخين وخبراء تربويين مختصين في مجال التاريخ والأرشفة والتدوين وخرجت بهذه الحصيلة التي تؤكد وجود بعض الأخطاء والهفوات في طبعة العديد من المقررات لمادة التاريخ والتي للأسف الشديد فقد مرت مرور الكرام على المختصين والأكاديميين في مجال الإشراف والرصد والمتابعة في الوزارة خصوصاً في مناهج أعوام ماضية وتم تدريسها في جميع مدارس الجمهورية اليمنية فالى هذا الحديث التاريخي الشيق.

تحقيق/محمد مرشد عقابي:

المؤرخ والخبير التاريخي عبد الودود خالد عمر سالم يقول : هناك بعض الأخطاء وردت في كتاب تاريخ العرب الإسلامي للصف السادس طبعة 2008 منها ما ورد في الصفحات 9.10.14.19.39.47.48.58.67.72.88 حيث ورد في الصفحة التاسعة ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد ما جاء إليه جبريل سلام الله عليه وهو في غار حراء كان في حالة خوف شديد من هو ماسمع وعندما وصل الى زوجته ام المؤمنين خديجة استلقى على فراشه وهو يقول زملوني وهذا الكلام غير صحيح لان الرسول صلوات ربي وسلامه عليه لم يقل زملوني وإنما قال دثروني دثروني فنزلت سورة المدثر، اما سورة المزمل فنزلت بعدها بزمن.

وأضاف : اما في الصفحة الأخرى جاء في الكتاب ان الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بدعوة عشيرته الى اعتناق الدين الإسلامي الحنيف، ثم بعده صعد الى رأس جبل الصفاء واعلن دعوته لقريش وهو ما يفهم منه دعوة الرسول لعشيرته وقريش في ذات الوقت والصحيح هو دعوته لعشيرته اول ما نزل عليه الوحي عام 610م قال تعالى : (وانذر عشيرتك الأقربين) وظلت الدعوة سرية لمدة ثلاث سنوات الى ان امر الله بدعوة قريش للإسلام قال تعالى : (فأصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين) وكان ذلك في السنة الثالثة مع نزول الوحي 613م.

وتابع قائلاً : اما في صفحة 14 ورد ان عام الحزن هو العام العاشر من البعثة والصحيح هو التاسع على مقاطعة قريش لبني هاشم التي بدأت في العام السادس واستمرت ثلاث سنوات اي الى العام التاسع، وورد أيضا ان هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة كانت في سنة 14 من البعثة بينما الهجرة كانت سنة 12 من البعثة 622م وحدوث الردة عن الإسلام بعد وفاة النبي بينما هي كانت في اوآخر أيامه، والدليل ان الرسول بشر أصحابه بمقتل الأسود العنسي، ومعركة القادسية وقعت في 15 هجرية بينما هي في 14 هجرية ومعركة نهاوند في 31 هجرية بينما الصحيح في 21 هجرية ومعركة اجنادين في الكتاب وقعت عام 13 هجرية بينما هي في 15 هجرية ومعركة اليرموك في عام 15 هجرية بينما هي في 13هجرية اما بالنسبة لقادة الجيوش الأربعة وهم ابو عبيد وشرحبيل وعمرو ابن العاص ويزيد بن ابي سفيان فلم يبين المؤلف للكتاب وجهة كل قائد وجيشه.

واستطرد : في ص 58 ورد الكثير من الأخطاء في تواريخ حكم ابرز خلفاء بني العباس ناهيك عن الإشارة إلى ان هارون الرشيد هو مؤسس بيت الحكمة بينما مؤسسها هو ابنه ابو عبدالله المأمون وفي ص 67 هناك أخطاء في تواريخ قيام وانتهاء الدويلات اليمنية الوسطى، وفي ص 88 جاء في طبعة الكتاب ان القائد المغولي هولاكو وجه رسالة الى السلطان المملوكي قطز سلطان مصر يطالبه فيها بالاستسلام، وهذا الكلام غير صحيح لان هولاكو في ذلك الوقت كان قد عاد من الشام الى بلاده اثر تلقيه خبر وفاة أخيه الملك منجوخان مما اضطره الى ان يؤكل مهمة قيادة جيوشه في الشأم الى احد إتباعه وهو القائد كبتغا، وبالتالي فان كبتغا هو الذي راسل السلطان قطز والخطأ الآخر هو معركة عين جالوت في 660 هجرية بينما هي في 658 هجرية.

الباحث عبدالودود معتر هادي يقول : في كتاب تاريخ الحضارة العربية والإسلامية للصف الثامن بجزأيه الأول والثاني (طبعة 2007)و(طبعة2005) والتي للأسف ما يزال تداولها بنسخ نفس المقررات والدروس حصلت الكثير من الخطأ فعلى صعيد تواريخ نشأة وانتهاء الدويلات اليمنية في العصور الوسطى وجدت العديد من الأخطاء التي تكررت في كتاب التاريخ للصف السادس ففي ص 32 ورد ان الصحابي الجليل معاذ بن جبل هو من بنى الجامع الكبير في صنعاء والحقيقة ان معاذ بن جبل بنى جامع الجند اما الجامع الكبير بصنعاء فقد بناه فروة بن مسيك المرادي في العام السادس للهجرة وفي ص 45 و46 جاء ان سورة النصر نزلت في الوفود اليمنية التي ذهبت الى المدينة لكي تعلن إسلامها امام الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الوفود والصحيح ان السورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عمرة القضاء في العام العاشر من الهجرة وقال الرسول صلوات ربي وسلامه عليه ان السورة تبشره بقرب اجله، اما الوفود اليمنية فقال عنها النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة (جاء الفتح وجاء النصر، أتاكم أهل اليمن الإيمان يمان والحكمة يمانية) ويمكن التاكد من تفسير ابن كثير الجزء الرابع ص (2085).

وقال : في ص 49 ورد ان اهل اليمن أعانوا الخليفة ابو بكر في القضاء على أهل الردة في الجزيرة بينما الصحيح هو عكس ذلك، وكان الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه قد بدأ اولاً بالقضاء على ردة طليحة بن خويلد الاسدي في الطائف ثم انتقل الى البحرين ومنها ارسل جيوشه الى اليمن، فكيف شارك اهل اليمن في القضاء على المرتدين في الجزيرة بينما هم كانوا واقعين فيها في ذلك الوقت.

وأضاف : بعد القضاء على الردة في البحرين توجهت الجيوش الإسلامية بقيادة المهاجر بن أميه وعكرمة بن ابي جهل الى اليمن حيث تمكنت من اخماد نار الردة الثانية بقيادة الأشعث بن قيس الكندي وقيس بن مكشوح المرادي لذلك كانت اليمن آخر منطقة مرتدة تم إعادتها الى حضن الدولة الإسلامية في المدينة، وفي نفس الصفحة أشار المؤلف الى ان اليمنيين أعانوا العباسيين على إقامة دولتهم بينما يعرف الجميع ان الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس وانطلقت من خراسان في أفغانستان لذلك قال عنها المؤرخون بانها دولة أعجمية وليست عربية.

وعرج في حديثه قائلاً : في ص 49 ذكر المؤلف ان اليمنيين هم من اقام الدولة الأموية وأسقطها وهذا محض افتراء وطمس وتضليل للرأي الصحيح وصدق ودقة المعلومة والصحيح ان الفرس والعباسيون هم من اسقطوا دولة الامويين فهذه الحقائق لاتحتاج الى جدال، ولا يعني زواج معاوية بن ابي سفيان من ميسون بنت بحدل الكلبية اليمنية ان اليمنيين هم اول من اقام الدولة، لكن كان لليمنيين دور بارز في الاسهام بتأسيس الدولة الاموية في الأندلس عام 138هجرية حيث كان للصراع بين القحطانيين والعدنانيين دافع لاستعانة بني أميه بالقحطانيين في تثبيت أركان دولتهم.

المؤرخ بلال سيف قائد شاطر زميله الحديث في هذا السياق قائلاً : في ص 55 ساق مؤلف الكتاب معلومة مفادها ان موسى بن نصير كان من أعظم القادة في فتح شمال إفريقيا والمغرب والمعلوم ان موسى بن نصير لم يذهب الى شمال إفريقيا والمغرب الا والياً، وكان ذلك ايام الخليفة الوليد ابن عبدالملك وفي تلك الفترة كانت شمال إفريقيا والمغرب العربي قد فتحت وأول من بدأ بفتحها هو عقبه ابن نافع حتى تم قتله من البربر في 61 هجرية بمنطقة تهودا.

وأضاف : جاء بعده ابو المهاجر دينار ثم حسان ابن النعمان الغاني وظل والياً على افريقيا والمغرب حتى نهاية حكم عبد الملك بن مروان ثم خلفه موسى بن نصير الذي كان له دور كبير في فتح الأندلس.

وتابع : في ص 56 من الكتاب أورد المؤلف أيضا ان اليمنيين وصلوا الى مرتبة الملوك مثل ابراهيم بن تاشفين وهذا الكلام لا أساس له من الصحة وعار عن الحقيقة، لاسباب أهمها ان بني تاشفين ليسوا يمنيين بل هم ينتمون الى قبيلة صنهاجة التي كانت تعيش في ادغال الصحراء الإفريقية وانتقلت بعد ذلك للعيش في المغرب العربي وكان الأمير يوسف بن تاشفين المؤسس الحقيقي لدولة المرابطين وباني مدينة مراكش، كما ان ما ورد في هذا المقرر حول ابراهيم بن تاشفين كآخر ملوك دولة المرابطين لا صحة له، أذان ابراهيم لم يكن آخر حكام هذه الدولة بل كان آخرهم اخاه يوسف بن تاشفين الذي انقلب على اخيه ابراهيم سنة 541 هجرية، وفي نقب اسقط الموحدون دولة المرابطين وقتلوا يوسف بن تاشفين.

التربوي المختص في مجال التأريخ سعيد ابراهيم مغلول يقول : الجزء الثاني لطبعة عام 2005 لنفس الصف والمرحلة الدراسية شهد العديد من الهفوات والأخطاء فقد جاء في ص 51 عن اشهر علماء الحضارة الإسلامية واهم مؤلفاتهم اخطاء عديدة من بينها ان محمد بن حوقل هو مؤلف كتاب المسالك والممالك والصحيح هو ان مؤلفه ابن خرداذبه، اما اشهر كتاب لابن حوقل فهو كتاب صورة الأرض وورد في الجدول ان كتاب العبر لابن خلدون هو كتاب فلسفي بينما هو في الأصل كتاب علم الاجتماع، وكتاب حي بن يقظان لابن طفيل والمدينة الفاضلة للفارابي هما كتب اجتماع بينما هما في الحقيقة كتابان فلسفيان وفي ص 77 ذكر المؤلف ان الحروب الصليبية بدأت عام 1095م وانتهت في 1492م والصحيح انها بدأت في عام 1096م وانتهت في 1244م اما عام 1492م فهو تاريخ سقوط غرناطة بيد الاسبان وفي ص 78 ورد ان مبرر الصليبيين في غزو المشرق العربي هو تخليص مهد المسيح في بيت المقدس من ايدي المسلمين والحقيقة ان كنيسة مهد المسيح توجد في مدينة بيت لحم بالضفة الفلسطينية الغربية، حيث ولد المسيح، اما بيت المقدس ففيها كنيسة القيامة.

وأردف قائلاً : في ذات الصفحة ذكر المؤلف ان من اسباب الحروب الصليبية هو سقوط الدولة البيزنطية والدمار الذي أحدثته الغزوات الجرمانية القادمة من شمال أوروبا، وفي هذه الفقرة يمكن إيجاز الأخطاء بالاتي : القبائل الجرمانية التي غزت روما سنة 476م ودمرتها بقيادة ادواكر كانت قد أسقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في روما اما الإمبراطورية البيزنطية الشرقية الموجودة في آسيا فقد سقطت عام 1253م من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح فكيف يكون سقوط روما عام 476م سبباً من اسباب الحروب الصليبية عام 1096م بينما في الحقيقة هي قد سقطت قبل حدوث او قيام الحروب الصليبية بستة قرون من الزمن.

واستطرد : في ص 80 من نفس الكتاب بهذه الطبعة وردت الكثير من الأخطاء في قادة الحملات فالحملة العاشرة ذكر ان قادتها هما فيردناند وايزابيلا عام 492م والحقيقة ان الحملات الصليبية كانت تسع حملات فقط، ثمان الى المشرق العربي، والتاسعة كانت الى تونس، بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع الذي توفي في تونس، اما الحملة العاشرة الواردة في الكتاب فلم تكن حملة صليبية بقدر ما هي حرب استرداد قام بها الأسبان لتحرير بلادهم من المسلمين،فلم نجد اي إشارة لخروج جيش اسباني بقيادة فيردناند وايزابيلا الى المشرق العربي بل قاما بحرب او ثورة لتحرير أرضهما.

واختتم بالقول : في صفحة 82 ورد ان الدولة الأيوبية في الشام حررت مصر من الصليبيين والحقيقة ان مصر كانت تعاني من صراع مستديم بين وزيري الدولة الفاطمية شاور وضرغام فحدث سباق بين الصليبيين في فلسطين واتابك الموصل نور الدين محمود للسيطرة على مصر وتمكن نور الدين من حسم الامر بالسيطرة على مصر في الحملة الثالثة التي قادها اسد الدين شيركوه.

خاتمة.

اكد هؤلاء الخبراء والمختصون في هذا العلم الحيوي الهام ان هذه ظلت ومازالت تترافق مع طبعات المنهج الدراسي ومقررات هذه المادة وهو مايثبت عدم حرص واهتمام وجدية القائمين في اعداد وطباعة مناهجنا الدراسية بجانب التدقيق والتنقيب والبحث عن المعلومة الصحيحة الأمر الذي يعد سبباً من أسباب تجهيل الأجيال.