حَظي المهرجان الوطني للمسرح المنظم بعدن للفترة من 10 وحتى 20 من ديسمبر العام المنصرم 2018م والمدعوم من الهيئة العربية للمسرح بقراءة موضوعية قدمها مجموعة من المسرحين والمخرجين النقاد والفنانين والإعلاميين المشاركين تناولت جانب التنظيم والمستوى الفني والأداء للعروض والمستحقات المالية المخصصة للأعمال الإبداعية.
جاء ذلك وعيره بأمسية ثقافية فنية نظمت أمس الأول بمنتدى باهيصمي بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن، ضمن الأنشطة الأسبوعية التي ينظمها المنتدى
وبمستهل الأمسية قدم رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي امتعاضه من ضعف تجاوب المسرحين ووزارة الثقافة ومكتب الثقافة للأمسية والمخرجين والكتاب للحضور للفعالية التقييمية سواء من قبلهم او ممن ينوبهم.
وأشار باهيصمي إلى أهمية هذه التجربة وخاصة وإن تجربة المهرجان الوطني للمسرح بعدن جاءت بعد طول انقطاع تعد محطة هامة ومن الأهمية بمكان ان تحظى بمثل هكذا تقييم ونقد.
وقال للأسف لم يجاوب المسرحين مع أنفسهم وتجربتهم وان المنتدى أراد تقييم ذلك العمل من خلال الندوة والتي سيتناول فيها المهرجان الوطني سوأ اكان ذلك التناول سلبا او إيجابا الأمر الذي من شانه ان يقلص الأخطاء فيما لو كررت تلك التجربة.
واستعرض بالأمسية الفائز بجائزة أحسن مخرج المؤلف والمخرج عمر مكرم تقارير وملاحظات ومقالات كتبت من وحي المهرجان كان أول تلك التقارير ملاحظة قدمها الناقد والكاتب المسرحي عبدربه الهيثمي تطرق خلالها للجانب التنظيمي والفني.
وقال الهيثمي إن المهرجان الذي قدمت فيه تسعة إعمال مسرحية على مدى تسعة أيام متتالية لم يرتقي لمستوى المهرجانات المسرحية من حيث التنظيم لكنه ارتقى لمستوى المهرجانات المسرحية من حيث العروض حيث نجح المهرجان فنيا على مستوى العروض وفشل على مستوى التنظيم.
بدورها قيمت الإعلامية المتخصصة للشؤون الفنية أمل عياش المهرجان والمتضمن كثير من النقد مستنده بتقييمها على مشاركات لها كإعلامية لمهرجان عربية خارجية كثيرة.
وقالت عياش إن الترتيب للمهرجان عشوائي وغير مدروس، مدللة على ذلك بقولها: فأنا مثلا وصلتني رسالة عبر الواتس ليلة المؤتمر من رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة مدير مكتب وزير الثقافة، يخبرني فيها أني من ضمن لجنة الإعلام، وقد استنكرت الأمر، لكن المهرجان صار حسب عشوائيتهم ومن غير أعلامين.
وأشارت إلى ان العروض المسرحية اشترط تقديمها باللغة العربية، وقالت:"ولكن أثناء العروض حدث ولا حرج، ما عدا مسرحية ( زبد) التي أشرف عليها لغويا الاستاذ والصحفي القدير احمد السقاف.
وختمت عياش تم تكريم أشخاص مقابل عملهم في تجهيز العروض وتقاضوا علية مبالغ مالية، بينما كان الأفضل تكريم المسرحيين المقعدين والمتعبين الذين أثروا الساحة الفنية والإبداعية كما نرى في المهرجانات الخارجية ردا للوفاء لهم ورفع من معنوياتهم النفسية.
من جهته قدم مدير عام السينما والمسرح بعدن د.عبد السلام عامر لرئيس المنتدى وللرواد اعتذاره نيابة عن المتخلفين بالحضور.
وقال عامر ان تقييمي للمهرجان بالرغم من حاجتنا الماسة للمهرجان كان الأولى ان تصرف ما خصص للمهرجان من مبالغ لأغراض أولى كبناء وتجهيز البنى التحتية للعمل المسرحي والفني في عدن، وخاصة وان المهرجان قام على حساب فن آخر قاعة "الأكروبات" الأمر الذي ننكره.
أشار إلى ان مجمل الأخطاء والكوارث التي تضمنها تجربة مهرجان مسرح عدن الوطني عائد بالدرجة الأساسية إلى غياب فكر ثقافي لواقع الثقافة بالإضافة إلى غياب الرؤية الإستراتيجية للواقع الثقافي بعدن من قبل القائمين عليه اليوم.
* من رعد الريمي
