آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

أدب وثقافة


الشاعر الغنائي أحمد سالم البيض ورحلة الوداع الأخير

الثلاثاء - 25 ديسمبر 2018 - 12:48 م بتوقيت عدن

الشاعر الغنائي أحمد سالم البيض ورحلة الوداع الأخير

عدن(عدن الغد)خاص:

في الساعة السابعة ليلا، وقت صلاة العشاء، كان المرحوم الشاعر أحمد سالم البيض، الذي اختاره الله فجر يوم الاربعاء 12/19، إلى جواره، وقد اسلمت روحه مطمئنة راجعة إلى ربها راضية مرضية، على موعد بعد الصلاة، للصلاة على جثمانه الطاهر، لتشييع ليتوارى في تربة مقبرة مسجد (عمر) عليهما رحمة الله وغفرانه ، في رحلة وداع أخير، ذهابا لا رجعة بعده، في ذمة الله في يوم الاربعاء الموافق19 ديسمبر الجاري، وقد ودعته الجموع من السلطة المحلية بالمديرية ممثلة  بمديرها العام الدكتور عدنان محمد حمران، والاتحادات الثقافية والادبية والفنية، وناسه واهله ومحبيه من غيل باوزير والمكلا والشحر، ونعته الجموع من ساحل حضرموت، انا لله وانا اليه راجعون.

لقد كانت الصور تتزاحم امامنا، فلا نستطيع الا ان نعانقها واحدة بعد الأخرى، من خلال دموعنا وفجيعتنا كلها تلتقي في صفات كبيرة لهذا الرجل الشاعر الانسان، أحمد سالم البيض، في الفاجعة الحزينة، فالدنيا في ناظري أضيق من سم الخياط، والقلم بين اناملي يهتز ألما والعين تذرف الدموع، واعادة الفائت محال، قضاء وقدر وقوة ايمان، بأن الموت حق والحياة حق وكل نفس ذائقة الموت، والحمدلله.

ووفاء وعرفانا لهذا الشاعر الحبيب والصديق الذي عاصرناه وعايشناه وتفاعلنا مع ابداعه ، نحن وكافة الفنانين، في داخل الوطن، وتفاعل كبار الفنانين الحضرميين معه بالكويت الشقيق التي اختار الغربة على أرضها الرحبة عملا ونشاطا ثقافيا وفنيا، وتفاعلنا مع كلمات شعره الرائعة، كمبدع وهبه الله موهبة كبيرة ليقول الكلمة العاطفية والموضوعية والوطنية عشقا وهياما بوطنه حضرموت عامة ولمسقط رأسه غيل باوزير خاصة، وما أسهمت به قريحته  بالشعر مع الفنانين المرحومين الملحنين الاخ جمعان احمد بامطرف، والاخ محمد علي عبيد، كل منهم تقاسم ما جاء في ديوان شعره، فغاصا في بحره الذي لا ينقطع هديره، وطلعوا منه بالذريه وكسوها بألحان جميلة رائعة، تغنى بها الفنانون بحضرموت، ساحلها وواديها بمثل ما تغنوا بأغاني الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار، الذي اثنى على ما أبدعته قريحة البيض، شاعرا مرموقا، ونالت اعجاب الجماهير المستمعة والمتابعة، لكل جديد من شعره، ولنعطِ من كلمات شعره نموذجا للحنين والعشق لمسقط رأسه غيل باوزير من مطالعها وهو في الاغتراب، يقول:

والغيل لاذكرتها سالت دموعي

وفاجأني البكاء والنحيب

 فيها حبيب الصبا

شمعة فؤادي.. ومن غيره فؤادي كئيب



هذه صورة من صور حنينه لمسقط رأسه،  مطلية بلون الحنين، أبعادها شوق وتلهف، وملامحها ألم وتوجع، كما وصفها الاستاذ الاديب عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، رحمه الله، في مقدمة ديوان الشاعر البيض(حنين مغترب)،

كما أننا لا ننساه في كلمات شعره الوطنية مشاركا في ثورة اكتوبر المجيدة في1964م واستقلال الوطن في 30 نوفمبر 1967م حيث قال:



يا شعبنا على الجهل ثور



وغيرها في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وإذا عدنا لكلمات شعره العاطفية ليعبر في هذا الجانب المثير عن عواطف العاشقين، وعن احاسيسه وانفعالاته التي لامست اوتار المزهر، فتغنى بها الهزار وغنت الحمامة، ووضع لحنها الملحن الفنان محمد علي عبيد :

 

ما اظن اني بدونك

 في الهواء باعيش وحدي

أو بنظره من عيونك

بحترق في نار وجدي

لا الزمن دايم ولا ايام سعدي

نحمد الله جات منك كيف لاقد جات مني

غناها الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال، وابوبكر سالم بلفقيه، يرحمهما الله وبقية فناني حضرموت.

والفنان الكبير المرحوم كرامة مرسال،تغنى بحنجرته الذهبية بكلمات البيض الجميلة من لحن المرحوم الفنان الشاعر جمعان احمد بامطرف (من مننا معصوم ماقد يوم زل)

وتغنى الفنان المبدع عبدالله مخرج (بس ارجوك لاتروح)كما تغنى بها بعد سماع لكلماتها ولحنها عدد من فناني حضوموت وغيرهم في الخليج، مثل خالد الملا و الفنان الكبير الموسيقار عبدالرب ادريس إسهام في تلحين كلمات البيض (طيعني وارحم شبابي) تغنى بها مع وضع الموسيقى والتوزيع.

إذا استعرضنا كل من تغنى من الفنانين بحضرموت بكلمات البيض نجد منهم الفنان شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين والجوهرة الفنان بدوي زبير. والفنان القدير مفتاح سببت، والعندليب الفنان محفوظ بن بريك والفنان الإعلامي عبدالرحمن الحداد، وغيرهم من الفنانين.

هذا هو الشاعر الراحل أحمد سالم البيض، وهو من مواليد 1940م ويعد ثمرة من ثمار المعهد الديني بغيل باوزير، رحمه الله.. واسكنه فسيح جناته

من<محمد احمد باعباد: