آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:35ص

أدب وثقافة


خاطرة:خلجات خفية

الإثنين - 24 ديسمبر 2018 - 02:24 م بتوقيت عدن

خاطرة:خلجات خفية

عدن(عدن الغد)خاص

بقلم:رفيدة عبد الحفيظ.

شهرٌ و نَيف ..مرّا على آخرِ مرةٍ مارستُ فيها هوايتي في دفتري الخاص ..

حينما أسرتُ قلمي بين وريقاته ، ولا زال حتى اللحظة سجينُ تلك الصفحات..

لَكَم باتت الكتابة مضنية ، و لَكَم بات اعتزالها أشقّ و أضنى !

أنا التي كنتُ أقف في وجهِ كلّ كاتبٍ عزم على حبسِ حرفه ، وما ترددتُ يوماً لأن أبدي له مدى استيائي من قراره ، أجدني أقترف الخطأ الفادح ذاته!

مُذ قرّرتُ حبسُ خلجاتُ حرفي ، و الروح في محنة !

و كلما تحدثتُ هوى صوتي لمنحدرٍ أكرهه ..

لم يخبرني أحدهم أن الصمت عذاب ..

استنتجتُ ذلك وحدي عندما كرّرت فيروز مقطعها " بيعز عليّ غني يا حبيبي" ، وأنها ما قالت تلك العبارة إلا و هي تغنيها هه! ما قَوَت على الصمت أصلاً..

صدقاً ما كنتُ أعرف أن الكتابة بحد ذاتها ورطة !

و أنني كلما قررت أن أتوبُ عنها سأشعر قسراً بالرغبة الفظيعة للعودة ..

ستسفزني الأقلام ، و سيشد شعري الإلهام ..

سيقرصني الحنين ، و ستمد لي الكلمات لسانها من بعد..

سيُشعَل فتيلُ التيه في رأسي ، و ستُضرم به الحرائق ..

سأزفر البارود إلى أن يتلظّى الحرف في عنقي ، و تُسَعّرُ نارٌ كبيرة تصلاها روحي..

و سأشقى دونها ..

و أشقى

و أشقى ..