بقلم:رفيدة عبد الحفيظ.
شهرٌ و نَيف ..مرّا على آخرِ مرةٍ مارستُ فيها هوايتي في دفتري الخاص ..
حينما أسرتُ قلمي بين وريقاته ، ولا زال حتى اللحظة سجينُ تلك الصفحات..
لَكَم باتت الكتابة مضنية ، و لَكَم بات اعتزالها أشقّ و أضنى !
أنا التي كنتُ أقف في وجهِ كلّ كاتبٍ عزم على حبسِ حرفه ، وما ترددتُ يوماً لأن أبدي له مدى استيائي من قراره ، أجدني أقترف الخطأ الفادح ذاته!
مُذ قرّرتُ حبسُ خلجاتُ حرفي ، و الروح في محنة !
و كلما تحدثتُ هوى صوتي لمنحدرٍ أكرهه ..
لم يخبرني أحدهم أن الصمت عذاب ..
استنتجتُ ذلك وحدي عندما كرّرت فيروز مقطعها " بيعز عليّ غني يا حبيبي" ، وأنها ما قالت تلك العبارة إلا و هي تغنيها هه! ما قَوَت على الصمت أصلاً..
صدقاً ما كنتُ أعرف أن الكتابة بحد ذاتها ورطة !
و أنني كلما قررت أن أتوبُ عنها سأشعر قسراً بالرغبة الفظيعة للعودة ..
ستسفزني الأقلام ، و سيشد شعري الإلهام ..
سيقرصني الحنين ، و ستمد لي الكلمات لسانها من بعد..
سيُشعَل فتيلُ التيه في رأسي ، و ستُضرم به الحرائق ..
سأزفر البارود إلى أن يتلظّى الحرف في عنقي ، و تُسَعّرُ نارٌ كبيرة تصلاها روحي..
و سأشقى دونها ..
و أشقى
و أشقى ..