آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

ملفات وتحقيقات


ثقافة الكافيهات تنتقل من عدن إلى المكلا.. خطوة جديدة لزيادة الاستثمار

الجمعة - 14 ديسمبر 2018 - 10:45 م بتوقيت عدن

ثقافة الكافيهات تنتقل من عدن إلى المكلا.. خطوة جديدة لزيادة الاستثمار

المكلا (عدن الغد) خاص :

تقرير/سامية المنصوري

بدأت ثقافة الكافيهات في العاصمة عدن لتنتقل لاحقا إلى المكلا حيث ان عدن انتشرت منذ السنوات السابقة حتى الوقت الحالي بالعشرات من الكافيهات في اغلب مديرياتها، فهي تعد من المدن اليمنية الأكثر تفتح و تكيف للثقافات الجديدة بأنواعها، وعبر زائرون الكافيهات في العاصمة المؤقتة عن حبهم وشعورهم بالهدوء عند تواجدهم في أحد الكافيهات، كما انها الملجأ الأكثر تناسباً للالتقاء بالأصدقاء وزملاء العمل والدراسة والاجتماعات، إضافة الى إقامة احتفالاتهم كونها تعد من أكثر الأماكن تهيئاً من المسيقة و الديكور.

انتقلت الكافيهات إلى مدينة المكلا ببداية خجولة، حيث بدأت بفتح كوفي واحد في وسط المدينة وبعد فترة قصيرة فتحت كافيهات اخرى، فلم يكن ظهور الكافيهات مشروع ربحي بقدر ما كان حيزاً أسروياً تفوح منه روائح الحميمة والعلاقات الطيبة بين الناس الذين يقصدونه للتخلص من همومهم وأحزانهم، وتزجيه الوقت والتجمعات.

كان لانتشار ثقافة الكافيهات الي مدينة المكلا اثر إيجابي على سكانها، حيث عبروا عن سرورهم للبداية هذه الذي كانت تنقص مدينة المكلا الساحلية، وأكدوا بتشجيعهم للمثل هذا مشاريع تساعد على تحقق وظيفة التواصل الاجتماعي بين البشر الذي قد تتحول الى بؤر للفكر والإبداع.

تطبيع الحياة المدنية

وقالت نوارس اليزيدي ناشطة مدنية في المكلا" ان إفتتاح الكافيهات شي جيد و يدل على تطبيع الحياة المدنية داخل المكلا و فرصة الإقبال عليها كبيرة إلى متوسطة في ظل وجود العائدين من السعودية بعد القرارات الأخيرة و توفر العملة السعودية و ارتفاع الصرف".

وأكدت اليزيدي " ان كل هذه عوامل أدت إلى إزدهار الاستثمار و تزايد فرص افتتاح كافيهات أكثر داخل المكلا كونها العاصمة و القبلة الأساسية لحضرموت، وتابعت الزيدي، في الحقيقة أنا أعتب على التجار الحضارم عدم توجههم لمثل هكذا استثمار من قبل، لكن الآن الحياة الآمنة و الحماية الأمنية العالية في ظل وجود قوات النخبة و قادتها يؤدي لمزيد من الراحة و يعطي المستثمر طابع بالارتياح لافتتاح مشاريع مشابهة تخدم المدنية و التالف داخل المدينة، و تعتبر هذه الأماكن متنفسات للعائلات و الأصدقاء و بتنوعها تجعل الخيارات أمام المستهدفين كثيرة و متوفرة و هو بالأمر الجيد بلا شك".

خطوة كبيرة ومفائلة

ووافقها بالرأي صلاح السعيدي احد سكان المكلا قال" كان لافتتاح الكوفيهات في مدينة المكلا خطوة كبيرة ومفائلة لبداية تطوير المكلا، وبالرغم من ان المكلا خاصة وحضرموت عامة تحتضن الكثير من رجال الأعمال الا أنها مازالت تفتقر لكثير من الخطوات الجريئة التي تغير نمط حياته سكانها وتضخيم دخلها الاقتصادي وفرصة لتواصل والألفة بين شبابها".

وتابع السعيدي"سعيد جداً لوجود مثل هذا المشاريع الاستثمارية الجديدة، الكوفي هو نقطة الالتقاء بين الشباب ومنه قد تجد أصدقاء قديمين أشغلتنا عنهم مشاغل الحياة، وبالرغم من تأخر افتتاح الكوفيهات في المكلا إلا انها تميزتها بتقديمها لخدمات بمستويات عالية تنال إعجاب كل من يزورها، كما انه يوجد كوفي خاص للنساء ليجتمعوا بكل أريحية.

واكد السعيدي" في كل مره كنت ازور عدن وصنعاء كنت أتساءل لماذا حتى الآن لا توجد الكوفيهات في المكلا بالرغم إنه بستطاعتها؟، إضافة الى ان بعض مالكين الكوفيهات في عدن جاءوا من حضرموت؛ الان وبعد قدوم المغتربين للاستقرار في المكلا بدأت المكلا تزدهر بخطوات بطيئة لأستقبال مشاريع ربحية وتساعد على تبادل المعرفة والود بين سكانها، ونتمنى فيما قريب بافتتاح كوفيهات تحوي مكتبة كتب مفيدة وتنمي ثقافة زوارها بعيداً عن السجائر والشيشات داخلها، ونتمنى من تجار ورجال أعمال حضرموت بدعم الشباب بمشاريع مثل هذا لتخلص من البطالة بشكل تدريجي ".

لم يكن الكوفي مكان لشرب المشروبات والوجبات والخفيفة، بل يلعب دوراً كبيراً اجتماعياً وفكرياً، فبينما يدور النادل لتقديم المشروبات والوجبات السريعة بين مرتادون الكوفي (الزبائن) تدور الأفكار والرؤى وتتداخل القناعات وتحتدم الجدالات والنقاشات وتتبادل بينهم الثقافات والأفكار.

لم تكن مسيرة الكوفيهات سليمة دائماً، كما حدث في عدن حيث تعرضت بعض الكوفيهات للحرق، ولكن كالعادة صمدت مدينة عدن امام التقييد والقمع وحاولت التخلص منها واستمرت بتكيف واستقبال كل مايجدد ويطور ثقافتها من خلال الاجتماعات وإلقاء بأشخاص جدد ويخفف من البطالة بين الشباب.