آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

أدب وثقافة


طاولة رقم "7"

الجمعة - 07 ديسمبر 2018 - 07:16 م بتوقيت عدن

طاولة رقم "7"

عدن (عدن الغد ) خاص :

في ليلة باردة من ليالي شتاء قاسٍ  كان الثلج

فيها ينزل بكثافة.

دخلت الى المطعم فتاة من نوع اخر

كأنها مشتقة من لهيب الشمس،

جلست على الطاولة رقم( 7)

لحظتها كنت ممسك بورقة وقلم انظر الى كل من هناك وينظروا الي منذ قرابة ساعة

لا اجد فكرة نص

حتى دخلت تلك الفتاه المفعمة بالحرية

تبدو انها في منتصف العشرينات

بيضاء، عيناها عسليتان

أنفها صغير

وشعرها بني

رشفت أول رشفة من قهوتي فدونت في مذكرتي

"فتاة تشبه شمس الصيف" تلك الشمس التي احتاجها في عز هذا الشتاء

ارتشفت الرشفة الثانية وانا انفخ في يدي من شدة البرد وكتبت تبدو عازبة فهي لاتلبس محبسا

ههه قد تكون هذه في المستقبل شريكتي

ماهذا التفكير المجنون 

حسنا... سأكتب مأحببت في هذه الفتاة

هادئة وناعمة كالأميرات

انتظر ايها القلم انها ستطلب وجبة سأرى اذا كانت مثلي نباتيه وتحب السلطات ام لا

الجرسون يأتي إليها  بخطى ثقيلة

يقترب الى جانبها وهو يمسك بورقة وقلم ليدون ماتطلب،

استرق السمع...

ماذا ستطلب؟؟؟

هي!

أعطيني بطاطس مقرمشة وعليها جبن مبشور

وبرجر  باللحم

وخبزا

ياللهول! هي ليست نباتية مثلي  لاتصلح لي أبدا فأنا رجل نباتي ولن افاوض على هذا أبداً.

يذهب الجرسون ،بينما تنتظر تلك الجميلة وتنظر الى ساعتها بتوتر وتنظر لنافذة المطعم

كنت انا الى جانب النافذة

ياالهي تنظر الي!

اخفي راسي بيدي واظهر لها انني منهمك بالكتابة.

ياالهي انها تنهض لتتجه الي

ماذا افعل؟

هل اقطع الورقة ام ماذا ..لا ..انا في قلق انها تقترب أكثر فأكثر

هي إمامي تنظر من النافذة للشارع

ياترى الى ماذا تنظر

هل تنتظر احد!!

انها تبتسم وتشير بيدها من النافذة

من ذلك الرجل الذي معه طفل ومن هذا الطفل الذي يشير اليها

سأنتظر وارى

يدخل الرجل ومعه الطفل الى المطعم

ينطلق الطفل بقوة الى الفتاه تحتضنه كما تحتضن الام ابنها

تأخذه الى الطاولة والرجل الذي معه كان يلتزم الصمت ..لايتحدث

يجلسا على الطاولة،

يأتي الطعام

وتبدءا في إطعام الطفل

اووه! هذا الطعام ليس لها هو للطفل

هههه وسط كل هذا الجو الغريب مازلت افكر هل هي نباتيه ام لا ....

ينتهون من الأكل ،يأخذ الرجل هذا الطفل بينما تحاول إلام التشبث به ولكنهم يمضون الى خارج المطعم

بينما تبقى هي مطأطئة رأسها على الطاولة

دقائق وتأخذ إغراضها وتخرج هي ايضاً،

وبينما يأتي الجرسون لينظف الطاولة نهضت  لأباشر بسؤالي عن هذه الفتاه وماقصتها

فيخبرني أنها تأتي هنا كل شهر مره وتطلب نفس الأكل الذي يحبه طفلها،

طفلها!

نعم سيدي هذا طفلها وذاك الرجل طليقها.

بمثل هذا اليوم من الشهر يلتقيا هنا لتراه لدقائق ومن ثم يذهب الرجل والطفل.

يذهب الجرسون  ليكمل عمله بينما انظر انا الى التاريخ في هاتفي وأدونه

والأمل يملا مقلتي في انتظار الشهر القادم لأراها.

* من مختار عوبل