آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:34ص

فن


عيد الجلاء بعيون الشعراء

السبت - 01 ديسمبر 2018 - 01:39 م بتوقيت عدن

عيد الجلاء بعيون الشعراء

كتب/علوان شمسان

مريرة هي سنوات النضال اكن مرارتها تذوب وتنسى عندها يتوج هذا النضال بالانتصار, ولو بعد حين هكذا كانت السنوات الفاصلة ما بين ثورة 14أكتوبر الظافرة عام 1963م وصباح الاستقلال في 30 نوفمبر عام 1967م اربع سنوات لم تمر هيئة على الاحرار في الشطر الجنوبي ـ سابقا, وهم يناضلون من اجل نيل الحرية الكاملة غير المنقوصة ,بعيدا عن الوصاية والانتداب وغيرها من المسميات الناعمة .!!

يوم الاستقلال الخال الذي تخلص الشغب فيه من محتليه الاسمي عيدا؟

انه والله عيدة كما سبق ان قال امير الشعراء احمد شوقي عن يوم جلاء نفس المحتل من مصر:.

والله ما دون الجلاء ويومه

يوم تسمية الكلنانة عيدا

وكأن شوقي تحدث بلسان الدول العربية كلها وليست مصر بعنيها في هذا البيت, ولا غرابة فكلنا في لهم شرق.

قلم الشاعر:

لا تمر الاحداث العظام دون تسجيل وقد يغفر للشاعر تراخيه في الاحدث الروتينية اليومية ,لكن اذا دقت ساعة الحرية, حمل الشاعر قلمه ليسجل ذلك اللحظة الخالدة للأجيال التي لم تعاصرها, ودعونا نستمع للشاعر /لطفي جعفر امان

في قصيده المشهورة.

((يا مزهري الحزين.
يا مزهري الحزين.

من يرعش الحنين؟

الى ملاعب الصبا وحبنا الدفين هناك حيث رفرفت.

على جناح لهونا.

اعذي ساعات السنين.

يا مزهري الحزين.

الذكريات...الذكريات.

تعيدني في مركب الاحلام للحياة.

لنشوة الضياء في مواسم الزهور.

وبعد هذا كله

في صحوة الحقيقية .
ينتقض الواقع في دقيقه يمزني.

.قراءة في القصيدة يسجل الاحتلال البريطاني للبلد منذ البداية ,في لمحة خاطفة يربط الماضي بالحاضر ليدون التاريخ مكبوسا ,وكان تيلي علية ليدلي بشهادته أمام التاريخ عند الحظة الانتصار التي انتقض بها الزمان, ودقت الساعة الاخيرة هنا انتقل من مكان للزمان في ترابطهما الازلي العميق ,وكان يصنع المسرح للحدث الذي يقول عنه:.

فافد فقت جموعنا غفيرة ..غفيرة.

تمز معجزات اتما في روعة المسيرة.

الزحف يا رجال.

 

ولفظة ((برع))منتزعة من نبض الشارع ,وتذكرنا بالأغنية الشهيرة((برع يا استعمار))للفنان/محمد محسن عطروش ,تلك الاغنية التي كانت بحد ذاتها السمفونية اليمنية التي الهبت الجماهير المناصلة لتواصل عطاءها لتصل الى افق التحرر من المستعمر الغاصب ,ولنستمع لمؤلف ومحلين ـ ولا اقول مغني الاغنية الوحيد ـ لان الشعب اليمن الحبيب قاطبة غناها معه لنسمتع له وهو يصدح:.

برع يا استعمار برع

ولى الليل ليضويك التيار تيار الحرية تيار القومية.

برع يا استعمار من ارض الاحرار

تيار الجبار خلي شعبي ثار.

طيارتك يا استعمار ما تفزعني.

وانا ثابت والانوار تضويني .

ولا سحرك بعد اليوم يعنيني.

برع اقول لك برع شعبي ما بيذعن.

برع وارجع بلدك لندن.

 

والشاعر/ مرور مبروك ابيات شعبية عن ذلك اليوم الاعز يربطه بيوم((14اكتوبر 1963م)),فيقول:.

ها نحن نشترك بأربعة عشر اكتوبر.
حول الثلاثين أخر يوم نوفمبر.

والاجنبي قبل وعدة يلد نافر.
والشعب فيها استقل بعيدنا الاكبر.

يوما عظيما على طول المدى يذكر.
عاما فعاما به شغب اليمن يفخر.

ويحتفل في المدن والريف والنبدر.

بيوم خالد تسجل بالدم الاحمر.
من بعد ما بالأجانب والأعداء نتشر.

جوا وبحرا ومنهم عن طريق البر.

وفي صباح الحرية والاستقلال كان للشاعر الكبير/ محمد سعيد جرادة قصيده عنوانها ((ب 30 نوفمبر 1967م)) يقول فيها :.

غرد بشعرك يا شادي الجماهير.

ففي قوافيك انت تحفة الصور .

بعثتها عن اماني الشعب ناطقة.
والشعب اروع من يوحي بتعبير.
اليوم تشرق فيك الشمس يا وطني.

سنية الوجه غراء الاسارير.

شمس لها تعلو عراء من شفق.

كغيب صب حليف السهد مهجور .

لعاها قطرات من دماء في .

ضرب بروح لوجه الله مقدور .

و للقذائف اعوام اعوال الاعاصير .

أو تفر صغير شاركت يده.

في فتح نار وفي احداث تفجير.

شمسان حدث عن الماضي فأنت له.

راو له صدق اسناد وتقرير.

بالأمس كان هنا المستعمرون لهم .

نظام حكم ضعيف الوجه كشرير.
جاء و اقراصنة في البحر تدفعهم.

اطماع شر نظام امبراطوري.

هنا يوثق الشاعر الكبير محمد سعيد جراده للأحداث التي جرت ومشاركه صغار السن والنساء في النضال حتى تم الاستقلال ,وكذلك التفت الى جبل شمسان لكي يحدث عن الماضي وعن القراصنة الذين جاو ء باسوا نظام حكم امبراطوري.

ونعود الى الشاعر الكبير/ لطفي جعفر امان وهو يكتب هادرا:.

الله واكبر...اكبر

وهتف الزمان ..وللزمان تلفت وتحير.

من ذا الذي يدوي السماء بجانبيه ويزخر.

شعبي يشق الشمس عبر نضاله ويتحرر.

يمضي به التاريخ عن ابطالنا يتفجر.

حمما تناثر من شنظا يا نارها مستعمر .

ما كان الا باالسلاح.. و بالضحايا ..يقهر.

ويرد مندحرا .. على شهواته يتحسر.

يبكي عروش التابعين لة..هياء تنثر.

لم يبق سلطان حقير.. او امير احقر .

لم يبق الا الشعب يكدح باسلا ويعمر .

لم يبق الا مواطنين بين الكواكب يخطر.

وابيات كان الشاعر يلخصى نضالات عشرات السنين ليخلص الى ماسطرة في اخر الابيات التي سنردها معه قائلين:.

لم يبق الا الشعب يكدح باسلا ويعمر

لم يبق الا الحق يحميه السلاح وينصر

لم يبق الا مواطنين بين الكواكب يخطر

وفي الختام بعد ان تم الجلاء في ال((30نوفمبر1967م))تزعت من ارض الجنوب طفية مسمومة التي ادمت فؤاد شعب كامل وليس فؤاد الشاعر المتألم وحدة لما قال شارنا محمد سعيد جراده