آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:32م

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تضع الكتاب المدرسي تحت المجهر... تربويون: كثافة المقررات الدراسية عامل أساسي في نفور التلاميذ !!

الأحد - 25 نوفمبر 2018 - 04:34 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تضع الكتاب المدرسي تحت المجهر... تربويون: كثافة المقررات الدراسية عامل أساسي في نفور التلاميذ !!

عدن(عدن الغد)خاص:

تحقيق / محمد مرشد عقابي:
 
"العلم في الصغر كالنقش في الحجر".. هذه مقولة تترجم حقيقة واقعية وملموسة فأين تعليمنا منها؟!.. عندما يشتكي المعلمون والتربويون من هشاشة المقررات الدراسية وضعفها ويصفونها بأنها لا تؤدي الغرض المطلوب منها في ترسيخ المعلومات الأولية كالقراءة والكتابة في عقول التلاميذ في مراحل التعليم الأولى ماذا سيقول التلاميذ عنها ؟!.
الكثير من الطلاب وأولياء الأمور في محافظات لحج وعدن والضالع وأبين اشتكوا من الكتاب المدرسي حيث يعاني هؤلاء الكثير مع بداية هذا العام الدراسي وأيضا الأعوام السابقة منها شكواهم من نقص الكتاب المدرسي في المدارس رغم وجودة في أرصفة الطرقات والأكشاك وبعض المكاتب المتواجدة في الأسواق بجانب الشكوى من كثافة المناهج التي تسبق أعمار الطلاب في مراحل التعليم الابتدائي بجانب الحشو غير المبرر، بحسب قول التربويين والطلاب.
(عدن الغد) أفردت مساحة للنقاش حول هذه القضية فإليكم ما حفلت به هذه السطور.
العوذلي: مادة العلوم فيها غموض في بعض الدروس !!
الأستاذ ناصر محمود العوذلي، أحد الشخصيات التربوية في محافظة عدن يقول: "المقرر الدراسي فيه كثافة وخاصة مادة العلوم فيها غموض في بعض الدروس، ولا يستطيع الطالب أن يفسرها إلا بوجود المعلم، وإذا كان الدرس تلقينا لا يستطيع الطالب أن يكتسب مهارات من خلال ما يتلقاه من معلومات".. مؤكدا أن وجود التطبيقات العملية لمادة الدرس تفك بعض الطلاسم والرموز الموجودة في هذه المادة الدراسية، ويتلقى الطلاب معلومات صحيحة.
وقال العوذلي: "في رأيي أن الكثافة الطلابية تلعب دورا أساسيا في عدم استيعاب الطالب وفهمه وإدراكه للمعلومات التي يتلقاها، حيث لا تستطيع المدرسة إيصال المعلومات بالقدر الكافي فينحصر الأمر على الطلاب الجيدين والنشطين الموجودين في الصفوف الأمامية فقد يصل العدد في الصف الواحد إلى 60 طالبا إضافة إلى كثافة المنهج فمادة الاجتماعيات مثلاً محشوة بالمعلومات والتواريخ وفيها قصور من حيث ترتيبها كمادة علمية وهذا يعكس نفسه على الطالب الذي يضطر للحفظ دون الفهم والاستيعاب".
وأكد العوذلي: "أن هذه الأمور هي التي دفعت بالطلاب إلى امتهان فكرة التدوين على المذكرات التي تحمل العديد من العيوب، فالطالب يستسهل المعلومة الموجودة فيها ولا يعي أنه يدرس من خلالها مجتزأ الجزء، فالطالب يبحث عن الملخص السهل ولا يأخذ المعلومة الكاملة من الكتاب المدرسي".
وأضاف العوذلي: "أن ذلك يؤدي إلى نوع من التباطؤ والتساهل العقلي وعدم التفكير وعلى وزارة التربية والتعليم أن تراقب هذه المذكرات وتعطي ترخيصاً ورقم إيداع لمن يصدر هذه الكتيبات وبإشراف لجنة من التوجيه المركزي في الوزارة حتى تخرج إلى الأسواق وتكون كتباً فيها معلومات وليس مجرد سين وجيم ملخص للمنهج بحيث يستفيد الطالب وتكون المعلومات فيها متكاملة وليس مجزأة، فهذه المذكرات فيها إجابات مختصرة بشكل كبير".
وعن الوسائل التعليمية قال: "مع احترامي الشديد الوسائل التعليمية لا توظف داخل قاعة الفصل توظيفا صحيحا وهذا ينعكس على موضوع الدرس خاصة في السنوات الأولى، وكذلك في الثانوية العامة وكثير من المدرسين لا يستخدمون الوسائل التعليمية والبعض يأتي بالوسيلة ويضعها في الفصل ولا يعرف كيف يستخدمها ولا الوقت المقدر لها وهذا يؤثر على الطالب لانشغاله بالوسيلة فبعض المعلمين يجعلون الوسيلة ثابتة في الفصل وهذا لا يؤدي الغرض من الوسيلة إذا تبقى هي مجرد ديكور للفصل فتفقد مضمونها لذا نطالب أن يتم تفعيل دور الوسيلة التعليمية وعمل أهداف خاصة بها غير أهداف الدرس لكي تلبي تطلعات الطالب وتنمي مداركه بالفهم والاستيعاب السريع وهذا بدورة سوف يؤدي إلى ترك الطالب المذكرات ووسائل الغش".
 
عبدالحبيب: المناهج بحاجة إلى دراسة متأنية وليس نقلا آليا كما هو حالها الآن!  
التربوي عبدالحبيب منصور عامر من محافظة الضالع قال: "المناهج بحاجة إلى دراسة متأنية وليس نقلا آليا كما هو حالها الآن، فالمكلفون بوضعها  طباعتها وإقرارها ينقلون آلياً من كتب عراقية أو مصرية أو خليجية فمن المفترض أن يكون المنهج يتناسب مع مستويات وقدرات وطاقات طلابنا بمدارسنا وان ندرس الكيف والكم ولا نحشوا المنهج بالغث والسمين وبالكثير من المعلومات التي لا يستفيد منها الطالب بقدر إصابته بالكلل والملل منها، فمثلاً مادة التربية الإسلامية هناك تشابه كبير في الدروس خاصة التوحيد وكثرة السور القرآنية ويطلب من الطالب أن يحفظها عن ظهر قلب".
وأضاف عبدالحبيب: "نحن لسنا ضد أن يحفظها الطالب لكنها تتراكم عليه بالإضافة إلى مادة الفقه والحديث فكم سيستوعب الطالب وكم سيحفظ وكم سيفهم لكي يفرغه في ورقة الاختبار أو الامتحان والمصيبة الكبرى أن تدرس هذه المقررات وبكثافة متناهية في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية فيجب أن يختصر المنهج بمعلومات محددة يرتقي بها الطالب إلى مستوى عال من التعليم ويستفيد من هذه المعلومات فهذه المواد تنقل آليا من كتب الفقه والسنة الكبيرة التي تدرس على مستوى عال ولا يوجد تفسير لبعض المعلومات وبعض المدرسين مع احترامي لهم غير متخصصين ويأخذون المادة كاجتهاد لتدريسها وهم يفتقرون للكثير من المدارك والمعلومات الفقهية أو تفسير القرآن وكل هذا يجب أن يعالج في إطار وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج التعليمية والمتخصصين الذين يضعون المناهج فالطالب في الأخير يجب أن تكون حصيلته العلمية مبسطة حتى يتمكن من الاستفادة ويخرج إلى المجتمع وعنده معلومات عامة لهذا سميت هذه المرحلة الدراسية بالابتدائية أو الثانوية العامة".
وأردف عبدالحبيب: "الكثافة في المنهج لتؤدي إلى استيعاب الكم الهائل من المعلومات فيجب أن تكون كل مرحلة لها مقرر مناسب ومعلومات مناسبة كيفية وليست كمية.
 
حيدرة: غياب دور الأسر في مراقبة أبنائهم 
الأستاذ حيدرة عوض سالم، أحد التربويين في محافظة أبين قال: "مشكلة المنهج هي معضلة تعاني منها كافة مدارس محافظة أبين وغيرها فمثلا مكتب التربية والتعليم بأبين يعتبر الموجه الأساسي لسير العملية التعليمية داخل الفصول الدراسية هو التوجيه التربوي فنحن لدينا عجز في التوجيه التربوي ليس في الموجهين فنحن نمتلك موجهين أكفاء يمكن أن يقوموا بأداء مهامهم على أكمل وجه لكن إذا كان التوجيه متواجداً داخل المدرسة فهو يقيم المعلم ومستوى استيعاب الطلاب ونتيجة لعدم الرقابة والمحاسبة ليؤدي بعض المعلمين مهامهم بالشكل الصحيح هذا أن لم يكونوا في الأساس متواجدين فوق العمل فالكثير منهم كما نعلم متغيبين ويوجد من يغطي بدلاً عنهم من الخريجين عديمي الكفاءة والخبرة والتخصص وهناك أيضا مشكلة الكثافة الطلابية ونقص الوسيلة التعليمية حيث يعتمد المعلم في اغلب الأحيان على وسائل وطرق بدائية كالطبشور والكتاب والسبورة فقط لتعليم الطلاب وإيصال المعلومة إلى أذهانهم، فهذه من الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام الطالب وتتسبب في نفوره وتسربه من الدراسة ضف إلى ذلك غياب دور الأسر في مراقبة أبنائهم فبعض الأسر لا تعين المدرسة في تربية وتهذيب وتعليم أبنائها".
 
حبريش: المناهج الحالية بحاجة للتغيير في ظل التسارع في المتغيرات الحديثة
 الأستاذ محمد يسلم حبريش تربوي من محافظة لحج قال: "في ظل التسارع في المتغيرات الحديثة فان المناهج الحالية بحاجة للتغيير مع الحفاظ على الثوابت الأربعة الأساسية للمناهج وتطويرها وهي الأساسي الفلسفي الذي يعنى بعقيدة الأمة وقيمها الأساسية والاجتماعية من خلال اخذ حاجات الأمة إلى جانب مراعاة الأسس النفسية للطالب في كافة مراحل التعليم المختلفة والأساس المعرفي (المعلوماتي) والمقصود به رأس المال المعرفي للطالب وعلى هذا الأساس تتغير المناهج وتتطور نحو الأفضل وعند شعور الأمة بالحاجة إلى قيم مستجدة يجب إضافتها للتحسين والتطوير وليس لتغيير المبادئ والقيم الأساسية".
وأضاف حبريش "أن منهج الاجتماعيات مثلاً يتناول الخطوط الجغرافية والتوزيع السكاني لعدد من الدول الأوروبية والإفريقية ويسأل لماذا لا ننظر إلى التطور الحاصل في الانترنت؟ لماذا لا نتطور لنواكب عصر التطور الحديث؟".
وعن المواد العلمية أكد حبريش "هي ثوابت قائمة تعلمناها ونعلمها الآن وهي جهود علماء لا غبار عليها". مضيفا "أن خمسة كتب كثير على طالب في سنة أولى ابتدائي فلماذا لانعتني بمادة واحدة ونعلم الطالب مهارات القراءة والكتابة وكيفية الصلاة وحفظ الآيات القرآنية في أولى وثانية ابتدائي، فهنا لابد من التكثيف من مهارات الكتابة والقراءة التي يفقدها الطالب والتي تجعل منه في بعض الأحيان لا يجيد كتابة اسمه أو غيرها من الجمل بالشكل السليم وهنا يصل إلى مستوى رابع ويهبط بسبب اعتماده على التوصيل وعلى الشفوي والخطوط في سنة أولى وثانية، كما أن هناك قصور في الفهم بالنسبة للنقل للمراحل من (1---3) بعدم دخول الامتحان حيث تشير اللائحة إلى أن هذه المراحل الثلاث يتم التركيز فيها على العمل اليومي للطلاب لتقرر الجهات المعنية في التربية مع الإدارة المدرسية والمشرف الاجتماعي من هو الطالب الذي يمتلك جزء من مهارات القراءة والكتابة والذي هو قادر على السير والانتقال إلى المرحلة التالية بتفوق، وتألق وجد واجتهاد".
وأردف "بالنسبة لكتاب سنة أولى المجزأ إلى جزأين فالجزء الأول منه عبارة عن خصائص نفسية ودراسة المهارات والخصائص التي تمهد الطالب نفسياً وحسياً لينتقل إلى الفصل الثاني أما الجزء الثاني فكله إشارات وخطوط عبارة عن مهارات جسدية وعضلية وهي تبين هل يستطيع الطالب أن يمسك القم بمعنى آخر تقيم قدرة الطالب على الإمساك بالقلم والتحكم بحركته عبر أصابع اليد، وفي  نهاية العام يكون للطالب القدرة على الانتقال إلى سنة ثانية وهو قادر على الكتابة بشكل كامل حتى يستطيع في سنة ثالثة أن يندمج كلياً مع القراءة والكتابة، ولكن من الأفضل في سنة أولى ابتدائي الابتعاد عن كل شيء والتركيز على القراءة والكتابة".
وتطرق حبريش إلى المقرر الدراسي والحشو الموجود فيه خصوصاً في مناهج التربية الإسلامية والقرآن والرياضيات واللغة العربية".. مؤكدا أن "منهج التربية الإسلامية والقرآن الكريم يتكرر فيها درس أركان الإسلام في الثلاث المراحل الأولى فلماذا لا تؤجل إلى سنة ثالثة؟ فإذا أنهى الطالب السنوات الدراسية التمهيدية أولى وثالث وهو متمكن من القراءة والكتابة ويعرف الزائد والناقص وحافظ بعض الآيات القرآنية ويعرف تجريد الحروف ويعرف متى يكتب الحرف في أول الكلمة أو أوسطها أو في آخرها فسيتمكن من تكوين كلمة تتألف من ثلاثة أحرف أو حتى من خمسة أحرف وإذا أعطي حروفاً فيها متغيرات يكتبها بهذا الأساس فيجيدها فهنا نستطيع أن نحد من تدني مستوى الطالب".
واستطرد "هناك نقص في الكتاب المدرسي وهذا شيء لايمكن إنكاره وخصوصاً في السنوات الأولى من التعليم الأساسي لأنها كتب استهلاكية لهذا يأتي الكتاب قرب انتهاء الفصل الدراسي وهو ما يسبب إرباك للعملية التعليمية وذلك ناتج عن الطبعات المتكررة بسبب أن الطالب لا يعيد الكتاب المدرسي خاصة في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية".
 
ماطر: وضع المنهج في أقراص إلكترونية
الأستاذ ماطر سعيد حيدرة من لحج قال: "يجب تعليب المنهج ووضعه في أقراص الكترونية ويجب أن تأخذ المناهج للصفوف الدراسية  الأولى بعين الاعتبار وذلك بان يكون المقرر كتاباً واحداً لا كتابين بحيث نضمن إجادة الطالب لمهارات وإبداعات القراءة والكتابة خلال السنوات الثلاث الأولى من مرحلة التعليم الابتدائي".
أضاف "المشكلة التي نعانيها أن الأمية موجودة في الصفوف الأساسية وهذا الأمر يجب أخذه بعين الاعتبار ومراعاته تماماً ويجب أن يتم الالتفات بعين المسؤولية لطلاب هذه المرحلة السنية ومتابعة دروسهم ومراجعتها وتلقينهم حيث أن مناهجنا كانت في السابق مبسطة وكانت عبارة عن كتاب واحد خفيف ومركز يتضمن كل أسس وقواعد ومبادئ التعليم الصحيح فكان يحتوي كل مايفي بالغرض".
وأردف ماطر  "من لديه شهادة متوسط قديم يوازي من لديه شهادة ماجستير في وقتنا الراهن ومن يحمل شهادة ثانوية عامة قديمة كمن يحمل شهادة دكتوراه حالياً والسبب يعود إلى الفهم والاستيعاب في الأساس وقلة المناهج المحشوة، ونحن نطالب بان تكون المناهج في متناول الأطفال وترتبط ببيئتهم بحيث توصل خيوط المعلومة المعرفية وتنمى القدرات الإدراكية والاستيعابية".