آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:05م

ملفات وتحقيقات


مواطنون : الريال اليمني أستعاد عافيته وأقراص الروتي والرغيف - تبحث عن العافية !

السبت - 24 نوفمبر 2018 - 02:05 م بتوقيت عدن

مواطنون : الريال اليمني  أستعاد عافيته وأقراص الروتي والرغيف - تبحث عن العافية !

(عدن الغد)خاص:

لقد أضحت معظم الحاجيات الضرورية التي يستهلكها المواطنون تفصح عن انفلات غير مسبوق، ولا يوجد ما يدل على أن هنالك رقابة أو مواصفات أو مقاييس لضبط الجودة وإعطاء كل ذي حق حقه، وعلى ذلك تحول أصحاب المخابز والأفران إلى متقطعين بأساليب فنية حديثة.

وبسبب عدم الرقابة والضبط والربط فكل خباز يعمل حسب هواه، مضيفاً صبغة الهزال والضعف والقصر على ما يخبزه، الأمر الذي حول الأمور المعيشية إلى فوضى عارمة، وكل وأحد حر بخبزه، في جميع المحافظات اليمنية وخصوصا عدن أينما ذهب الفوضى أمامك، "عدن الغد " بدورها أجرت هذا الاستطلاع لتلمس معاناة الناس وهمومهم في قوت حياتهم.

تقرير / الخضر عبدالله :

(تعددت الأمراض والهزال وأحد) لم يعد هناك ما يشغل الناس سوى لقمة عيشهم اليومي وفي ظل وضع كهذا لا يمكن للإنسان أن يتحدث عن الكماليات ويدخل ميدان المزايدات السياسية والمشاريع الخارقة دون أن يعرج على الخبز تلك المادة الضرورية التي أصبحت سبب ثراء المتاجرين من أصحاب المخابز في ظل تواطؤ الجهات الرقابية المختصة. رغم  هبوط العملات الأجنبية أمام الريال اليمني بقية التفاصيل في التقرير.

انعدام الرقابة :

كل شيء بات يفصح عن انفلات غير مسبوق ولا يوجد ما يدل على أن هناك رقابة أو مواصفات ومقاييس لضبط الجودة وإعطاء كل ذي حق حقه ،وعلى هذا الأساس تحول أصحاب الأفران والمخابز إلى متقطعين بأساليب فنية حديثة.. وعليكم إذا ما أردتهم شراء الخبز أن تستخدموا الميزان الحساس لكي تعرفوا فداحة الاحتيال والابتزاز الذي يمارسه أصحاب الأفران والمخابز الذين يجنون الأرباح المضاعفة نتيجة غياب الرقابة الفاعلة التي تلزمهم باعتماد موازين معينة للخبزة الواحدة بحيث يصبح وزنها معروفاً، علاوة على اعتماد الكيلو لشراء الخبز لكي يتم ضبط الاحتيال بحيث يتم تسعير الخبز (بكذا) بهدف الحد من الظلم الفادح للمستهلك الذي لا يشعر أن هناك حكومة أو دولة إلا عند استلام الفواتير ودفع الضرائب والرسوم المتنوعة من تحسين واستهلاك وضرائب أرباح وعقارات وزكاة ومجالس محلية وغيرها الكثير الكثير من صنوف وأنواع الرسوم التي تدفع إلى الخزينة العامة وفي المقابل لا توجد رقابة ولا ضبط ولا ربط وكل يعمل ما يشاء حسب هواه والفران يخبز الخبز كيفما شاء.. هزيلاً ضعيفاً قصيراً بحسب المزاج الأمر الذي حول الأمور الاقتصادية إلى فوضى عارمة وكل واحد حر بخبزه في جميع المحافظات اليمنية وضواحيها وأينما ذهبت الفوضى أمامك.

احنا نعمل ما يخارجنا :

سألت صاحب أحد الأفران عن سبب هزال الخبز والروتي والرغيف  رغم هبوط العملات الأجنبية فرفض الإجابة قائلا: وأنتم ما دخلكم تدخلون أنفسكم في سروال ضيق ما أحد يسألنا إلا أنتم تشغلوا أنفسكم.. قلت له: الحرية والديمقرطية تقصران على الرأي والرأي الآخر فقط ولا تشملان العبث بعيش الناس وخبزهم، فأجاب قائلاً: والله احنا مافيش معانا نظام وكل واحد يعمل ما يخارجه أنا ما يخارجني إلا هكذا أعجبهم مافيش طز.. يشرب من ماء البحر.

حديث المواطنين :

أحد المواطنين كان وقفاً أمام أحد المخابز وقد رد قائلاً:«إن الأمور مربوشة وكل واحد يعمل ما يشتهي وأنتم تعلمون أن الحكومة مايهمهاش عيش الناس والدليل على ذلك عدم انتشار جهة مختصة بالرقابة على أصحاب الأفران والمخابز لكي تعمل على وضع نظام معين لوزن وحجم الروتي والرغيف والخبز حتى لا يطمع هؤلاء ويمارسوا الجشع كما يحدث الآن.

لقد كنت قبل أعوام أشتري بعشرين ريال خبز ونحن أسرة مكونة من شخصين والآن نحن أربعة وأشتري بثلاثمائة ريال وأحيانا باربعمائة . وهكذا بحسب قناعة صاحب الفرن الذي أشتري منه مع أنهم الآن كلهم متفقون على ابتزاز المواطن .

المواطن  عبدالناصر  أحمد ابتدأ حديثه بالقول:الرغيف والروتي  والخبز مع الأسف خف وزنهم، وغلاء ثمنهم، وكذلك ذلك نقص وزنهم عن الوزن السابق،كذلك أصبح القرص والقرصين من الروتي والرغيف او الخبر الطاوة غير قادر على إشباعي، ويتطلب إسكات الجوع أن تناول خمسة أقراص بخمسين ريالاً حتى أشبع قليلاً،واضاف متحسراً:

ماالذي يتوجب علينا أن نفعله، إذ ماعلينا إلا أن نصبر، ولايمكن أن نذهب إلى أي جهة حتى نشتكي.

لأنه ليس من احد سوف ينصفنا وأصحاب الأفران يقولون إن سعر الدقيق زاد رغم هبوط العملات الأجنبية ، فيضطرون إلى تخفيف وزنه، وحين تأتي للتأكد من الزيادة في سعر الدقيق فإنها بسيطة جداً، ولاتكاد تذكر.

 

ويضيف "عبدالناصر "لوأن هناك نزولاً من الصحة لوجدوا العجب العجاب من صراصير وذباب وغيرهما، وقد صادفت ذات مرة وأنا أتناول قرص الروتي بشراهة برجل صرصار، وذات مرة صادفت ذباباً جعلني أخرج كل ما في  بطني، وهناك تعامل بين أصحاب الصحة ،وأصحاب المخابز، إذ أن الأخيرين يدفعون لهم فلوساً تافهة، فيمنحهم أولئك شهادة تؤكد إلتزامهم بقواعد النظافة الصحية ،وهذه أمور واضحة ومنتشرة حتى في المطاعم القذرة المليئة بالصراصير، ولو كان هناك حزم لأغلقوا المحلات غير الملتزمة بالنظافة، وفرضوا عليهم غرامات مالية، وأختتم حديثه متأوهاً: مهما شكا المواطن فإن الوضع هو الوضع، والأبواب دائماً أمامه موصدة، ولاتبقى الشكوى في الأول والأخير سوى الله تعالى،ولو أن المواطن راح واشتكى بالتاجر بمخالفة معينة،فإن الشاكي المظلوم هو من سيتحمل سوء العاقبة..

المواطن/  أحمد علوي - قال: بصراحة أصبح شكل الروتي مثل القلم الحبر وهذا قليل في حقه، وهذا ظلم كبير كوني أحد المواطنين ومتزوجاً وكنت أولاً أشتري بمئة ريال أما الآن نتيجة لصغر حجم الروتي أصبحت أشتري بـ (300) ريال ولا يكفينا في وجبة العشاء.. والزيادة لم تواكب الأسعار المرتفعة كل يوم إلى جانب أن علينا التزامات أخرى لا ترحم كالكهرباء والماء والتلفون وأشياء أخرى وذلك للحياة المعيشية.. أملنا في الحكومة أن تنظر إلى الأسعار وتخرجنا من دائرتنا المغلقة التي نعيشها يومياً وأملنا كبير لعل وعسى!!

أما المواطن  علي عبده جهاد يقول ": فقد أبى الا أن يشاركنا برأيه قائلاً: أنا آكل أربعة أقراص من الروتي أو الرغيف، ولدى في المنزل سبعة أطفال أشتري لهم في الصباح بمائتي ريال، وفي العشاء كذلك، وكل هذا يعود إلى التجار الكبار أما أصحاب المخابز والأفران فإنهم بريئون،

وأضاف قائلاً : لقد ارتفع السعر وخف وزن الروتي والرغيف والخبز، وحين سألنا أصحاب الأفران عن السبب، قالوا ان الدقيق زاد، وأذهب إلى الحكومة لكي ترخص ثمنه،وعند ذلك نرضخ للأمر الواقع، مع أن الراتب لايفي بذلك، فأنا راتبي ثلاثون الف ريال منها عشرة الاف إيجار، ولدي سبعة اطفال، ولا يتبقى لدي سوى عشرين الف ريال لا أدري ماذا أصنع بها!؟

أربعة أقراص خبز لا تشبع الزبون :

يقول صاحب أحد المطاعم الشعبية في " إن الخبز أو الروتي أو الرغيف أصبح يعاني من الهزال وهناك زبائن يتذمرون من ضعف وهزال الروتي.. وكان الزبائن يكتفون بقرصين من الروتي فقط أو حتى واحد أما اليوم فأقل زبون لا يشبع من أربعة أقراص وفوق.. هذا تجده زعلان وغير راض عن خدماتنا مع أنه ليس لنا أي علاقة بصناعة الروتي لأن اصحاب الأفران والمخابز هم الذين يحتالون على المواصفات والمقاييس من أجل مضاعفة مكاسبهم.. وهذا يتم برضى الجهات الرقابية التي لا تسألهم عن هذه المخالفات والاحتيال والواضح وضوح الشمس على قوت الناس وخبزهم اليومي».

من المسؤول عن هذا؟

وخلاصة القول وإن كان الموضوع متشعباً لأهميته إلا أن عدم اهتمام الجهات المعنية بالحكومة بخبز الناس هو الذي دفع الجشعين من أصحاب الأفران والمخابز لممارسة الاحتيال الواضع والكسب السريع على حساب الاستقرار الاقتصادي والمعيشي للمواطن الغلبان، والحكومة هي المسئولة عن كل هذا العبث والفوضى.