آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:15م

ملفات وتحقيقات


تقرير:أطفال الحديدة بين سندان الحرب ومطرقة التشرد .. فمن يعيد لهم أبسط حقوقهم المسلوبة ؟!!

الجمعة - 23 نوفمبر 2018 - 03:16 م بتوقيت عدن

تقرير:أطفال الحديدة بين سندان الحرب ومطرقة  التشرد .. فمن يعيد لهم  أبسط حقوقهم المسلوبة ؟!!

عدن(عدن الغد)خاص

 

تقرير / سامية المنصوري

يواجه أطفال اليمن مستقبلاً مجهولاً قاتماً بعد السنوات الأخيرة الذي جاءت بصراعات دامية، وحسب الإحصائيات والبحوث الذي أجرتها المنظمات الدولية، أتضح أنه في خلال أربع سنوات حرم مليوني طفل من الدراسة خاصة في المدن الذي مازالت تحت الاحتلال الحوثي، إضافة إلى 11 مليون طفل الحاجة إلى مساعدات إنسانية أو غذائية في كثير من المدن والأرياف اليمنية حيث أن منظمة اليونيسيف تقول إن «400 ألف طفل في اليمن مصاب بسوء التغذية الحاد، و8,6 مليون طفل حرموا من الوصول إلى المياه المأمونة والصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض».، إضافة إلى سوء التعليم في المدارس الحكومية بسبب انقطاع الرواتب في مدارس شمال اليمن وإضراب نقابة المعلمين لفترة طويلة في جنوب اليمن.

ارتسم مستقبل جيل كامل بين الصراعات والنزوح مما جعلهم وسيلة سهلة للضياع والتسول والأعمال الشاقة بجهود بدنية وأجور زهيدة، ويستمر القتال في مدينة الحديدة غرب اليمن، التي يسكنها 600 ألف مواطن وجميعهم معرضين للخطر والنزوح وزيادة الفقر.

واحتفلت العديد من دول العالم باليوم العالمي للطفل الثلاثاء الماضي 20 نوفمبر، وللتأكيد على حقوق الطفل حيث العيش بحياة كريمة، من خلال توفير التعليم والسعادة والأمان والحب والصحة.

بينما أطفال اليمن النازحين يفتقدون لأبسط حقوقهم ليجدوا نفسهم بين أرصفة الشوارع للكثير من الانتهاكات التعسفي، والتعذيب النفسي والجسدي، منسيين من قبل السلطات والإعلام المنشغلين بالحروب والصراعات، تاركين الأطفال يواجهون كوارث الحياة لوحدهم".

 

الأطفال ثاني أفضل نعم الإلهية

وقال الناشط أحمد اليافعي وهو أحد تجار محلات التجزئة "حسب ما أرى كل يوم من النازحين الذين أراهم كل يوم بجانب متجري أن بعض الأطفال المتسولين وهم نازحون من بعض المحافظات التي مازالت تحت الصراعات، أصبحوا يمارسون التسول كتجارة يومية ويرددوا بعض المفردات الرديئة فيما بينهم وتضييع نظرة المجتمع لهم كأطفال وكأن أحد قام بتعليمهم بها لأنهم في أعمار لا تعي عما تقوله، وكل ذلك يأتي بسبب قضائهم وقت طويل بين أرصفة الشوارع يتسولون أو يعملون، حتى نراهم في بعض الورش التي جميع من فيها كبار وهم أطفال بينهم و هناك وحوش بشرية؛ فالشارع خطير عليهم وقد يتعرضوا لأشخاص تستغلهم لمصالحهم سوا بالتحرش الجنسي أو العنف الجسدي، فالسبب والذنب الأول هو غياب الجهات المختصة عنهم، والسبب الثاني أسرهم والذي بنسبة لي أنهم لا يستحقون أن يملكوا أطفال بريئة فهم ثاني أفضل النعم الإلهية.

وأضاف اليافعي: "أن مآسي الحرب لا تنتهي بتوقفها، فآثارها وتبعاتها ستظل لعقود قادمة، فالحرمان من التعليم يخلف جيل جاهل ليس لديه القدرة على التخطيط لمستقبله، يظل عرضة للاستغلال وانتهاك حقوقه، ويجتر معه إعاقات جسدية وتشوهات ذهنية واضطرابات نفسية. أما الأطفال العائدون من جبهات القتال، فسيواجهون صعوبة في الاندماج مع المجتمع".

 

أطفال الحديدة بين أرصفة الشوارع

يعاني نازحو مدينة الحديدة من الإهمال والنسيان من الجهات المختصة، مما جعل الأسر الفقيرة تخرج هي وأطفالها لتسول أو للعمل بين أرصفة الشوارع باحثين عن ما يغني جوعهم، وأصبح كل ما يحلم به أطفال أسر نازحين الحديدة كسرة الخبز تتخفف الألم الجوع، تاركين أبسط حقوقهم من الأمان و الصحة والتعليم، ومن جهة أخرى يعاني الأطفال الذين لم ينزحوا من الخوف وعدم شعورهم بالأمان وهم في مدينتهم.

 

الأطفال في صدارة الاهتمام

وقالت المرشدة النفسية سبأ السيد" بينما الأطفال في اغلب الدول يحتفلون باليوم العالمي الذي جاء بنفس يوم مولد النبي علية الصلاة والسلام، أطفال مدينة الحديدة يعانوا ويتمنون الشعور بالأمان والنوم دون خوف من أصوات التفجيرات، فهم حرموا من أشياء مفروضة وواجبه لهم من أمان والصحة والتعليم، أتمنى أن تهتدي البشرية إلى الوصول إلى سلام شامل يحفظ حقوق الأفراد والمجتمعات بما فيهم الأطفال والمرأة".

وتابعت السيد" سعادة.. تعليم.. أمان.. حب.. صحة.. هذا ما نتمناه لكل طفل، ومع ذلك يحرم الأطفال من حقوقهم في كل يوم وقع على عريضتنا بالأزرق في اليوم العالمي للطفل في هذا العام، لمطالبة قادة العالم بوضع الأطفال في صدارة الاهتمام".

تتلخص مبادئ الاتفاقية الأساسية الأربعة لحقوق الطفل في: عدم التمييز؛ تضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل؛ والحق في الحياة، والحق في البقاء، والحق في النماء؛ وحق احترام رأي الطفل.

مع ذلك في كثير من الدول الذي تعيش في الصراعات من بينها اليمن، يحرم الأطفال من حقوقهم في كل يوم وكل عام من اليوم الذي يتم الاحتفال بهم، ويأتي التساؤل حول مصير الأطفال ومعاناتهم في الدول الذي تعيش سنوات متتالية من الصراعات والحروب.

 

أطفال ملتحقين بالحرب

لم تتوقف انتهاكات أطفال الحديدة بالنزوح والتشرد والحرمان من التعليم، بل كان هناك وضع كارثي لا يمكن تجاهله، أن الكثير من الأطفال تعرضوا للخطف من مليشيات الحوثي وزجهم في الحرب، وسقط العشرات منهم في جبهات الصراع، وتعرض الكثير منهم للإصابات.

وتغيب الإحصائيات الموثوقة عن الأطفال الملتحقين بالحرب في اليمن، بسبب العبث بهذه القضية من قبل الميليشيات، ومن نجا منهم من خوض الحرب فقد شاهدوا قصف المدن، الأشلاء والجثث، حرمتهم القذائف من النوم، جاعوا، تقطعت السبل بأسرهم، فقدوا الاتصال بجيرانهم وأصدقائهم، خسروا أناساً يحبونهم.