آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:35ص

ملفات وتحقيقات


د/المفلحي يستفيض بالحديث عن آخر حالاته، ويقرع مجددًا جرس إنذار القلب لمريض السُكري

الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018 - 10:45 م بتوقيت عدن

د/المفلحي يستفيض بالحديث عن آخر حالاته، ويقرع مجددًا جرس إنذار القلب لمريض السُكري

عدن (عدن الغد) خاص:

 

* أقرب ألم بصدر مريض السُكري قد يكون إعلان صريح عن مرحلة من تضيق شرياني!

* تخذل الأعصاب مريض السُكري بتقدير خطورة الآلام، فما البال بانسداد شرياني كامل؟

يوضح استشاري أمراض القلب والقسطرة في مستشفى عدن الألماني الدولي دكتور/طارق المفلحي، عن آخر الحالات "متأخرة/مُعقدة" الوافدة إلى مركز القلب في المستشفى: وصلت إلى المركز امرأة في العقد السادس من عمرها، تعاني من مرض السُكري منذ فترة طويلة، بدأت في السنوات الأخيرة تشكو من آلام في الصدر وضيق في التنفس أثناء بذل جهد، واشتدت تلك الأعراض في الأشهر الأخيرة، وبعد معاينتها والكشف عليها في عيادة القلب وإجراء بعض الفحوصات، منها تخطيط القلب وبجهاز "الإيكو"، تبين أن هناك نُقص في تروية عضلة القلب، بما يعني وجود تضيق أو انسداد في واحد أو أكثر من الشّرايين التي تزود عضلة القلب بالدم.
ويواصل دكتور "المفلحي": تم إقرار عملية قسطرة قلبية تشخيصية، وأظهرت أثناء إجراءها، انسداد كامل متكلس "مُزمن" CTO في الشريان الأيسر، أكبر الشرايين في القلب، وكذا تضيق شديد بنسبة 90 – 95 % في بداية الشريان الأيمن، لاحقًا .. كان لا بد من تحضير الحالة بالعلاجات اللازمة لترطيب وتليين الشريان على مدى ثلاثة أيام؛ لإعدادها لدخول عملية قسطرة قلبية علاجية، التي كانت من أكثر العمليات تعقيدًا، استغرقت قرابة ثلاث ساعات، وتطلبت جهد كبير ومحاولات عديدة، بالتعامل مع فتح شريان مسدود "مُزمن" منذ فترة بعيدة، وتمثلت الصعوبة بدخول "الواير" و"البالون" و"الدعامة" لتركيبها، حيث كان على الحالة إجراء العملية في وقت سابق، لكنها تأخرت كثيرًا، وذلك لأسباب وظروف خاصة بها، حينها وحتى وقت قريب كانت المنطقة تفتقر لمركز قلب محلي متخصص؛ لإجراء عمليات قسطرة قلبية سواء تشخيصية أو علاجية.
ويضيف دكتور "المفلحي": تكللت العملية بالنجاح بنسبة 100% رغم نوعية وتعقيد الحالة، وذلك بالتمكن من فتح الشريان الأيسر المسدود بشكل كامل؛ بدخول "الواير" كما يجب؛ ووضع "البالون" في مكان الانسداد لتوسيع مجرى الشريان، وتركيب "الدعامة"، من جانب آخر وفي ذات عملية القسطرة القلبية العلاجية، تم فتح الشريان الأيمن كاملًا، الذي كان يعاني من تضيق شديد في بدايته، بنسبة عالية بلغت 90 – 95 %، وذلك بتوسيع مجراه بالشكل المطلوب وتركيب "دعامة" أخرى، مشيرًا أن المرأة راجعت عيادة القلب بعد أسبوع من إجراء العملية، وتم التأكد من تخلصها من كافة الأعراض السابقة، وتتمتع حاليًا بصحة جيدة.
ويؤكد دكتور "المفلحي" أن حالة المرأة كانت صعبة ومُعقدة، بمواجهتها أبرز الأمراض، بالغة الخطورة، انسداد كامل "مُزمن" CTO لشريان، الذي قد يؤدي إلى توقف العضو عن أداء وظيفته وموته أو تلف جزء منه يعتمد على ذلك الشريان بتغذية الدم، فما البال لو كان هذا العضو هو القلب؟!..، واستشعارًا للمسئولية يُشدد دكتور "المفلحي" على حزمة من النصائح التي يجب أن يتقيد بها أي شخص خضع لعملية قسطرة قلبية؛ وتتمثل في اتباع نمط حياة صحية؛ بتناول أغذية معينة خالية من الكوليسترول والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين، بالإضافة للمواظبة على تناول الأدوية الموصوفة؛ حتى لا تعاود الأعراض بالظهور من جديد، وفي حال ذلك يتعين مراجعة استشاري قلب متخصص على الفور.
ونوه دكتور "المفلحي": أن التضيق في الشريان يزداد ويتطور مع مرور الوقت، وصولًا إلى انسداد كامل، أحيانًا بعد سنوات، وقد لا تلاحظ الحالة وجود مشكلة، وتلجئ إلى التبريرات المعروفة في الأوساط الشعبية، لذا يجب على أي شخص خاصةً كبير السن، إذا بدأ يشكو من آلام في الصدر أو ضيق في التنفس، وكان يعاني من مرض السُكري؛ الإسراع لمراجعة استشاري قلب متخصص وإجراء الفحوصات اللازمة ذات العلاقة، وفي حال تم اكتشاف نقص في تروية عضلة القلب، يُنصح بإجراء قسطرة تشخيصية، وإن لزم الأمر قسطرة علاجية، أيضًا في أقرب وقت ممكن؛ فليس من صالح المريض استمرار معاناته مع تلك الأعراض، وبشكل خاص مريض السُكري، الذي تتأثر أعصابه وتكون غير قادرة على تمييز الشعور بالآلام ومدى خطورتها أو أي ضرر يلحق بالجسم.