آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: أزمة الغاز في المكلا .. تنعش السوق السوداء والمواطنون يقبلون على الحطب

الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018 - 10:48 ص بتوقيت عدن

تقرير: أزمة الغاز  في المكلا .. تنعش السوق السوداء والمواطنون يقبلون على الحطب

عدن(عدن الغد)خاص:

تقرير/سامية المنصوري

 

تشهد مديريات محافظة حضرموت شحة في غاز الطهي مما أدى إلى رفع سعر اسطوانات الغاز في السوق السودا الى 10 الف ريال بدلاً من 2000 ريال، وفق ماقالوه أهالي سكان مدينة المكلا.

وتعود أزمة غاز الطهي بسبب تحويل اغلب السيارات محركاتها الى الغاز لارتفاع أسعار الوقود في المحطات، حيث أن أسعار الوقود في المحطات الخاصة يتجاوز 10 الف ريال، ولم يكن أمام المواطنين الى تحويل محركات السياراتهم والمركبات إلى الغاز، خاصة سائقين المركبات الأجرة.

*تحويل محركات المركبات إلى غاز*

وقال محمد باوزير وهو سائق لمركبة أجرة" سعر البترول أصبح 15000 ريال في المحطات الخاصة و وكل ما أجنيه من عملي يذهب بقيمة دبة واحدة من البترول، ولا أستطيع رفع سعر أجرة المواصلات على الركاب لأنه الجميع سيعارض ويحتج لذلك اضطريت إلى أن أحول محرك باصي إلى غاز لأنه اقل سعر من البترول، ولكن الآن أصبح الغاز منعدم بشكل نهائي ولكنه متوفر في السوق السوداء بسعر 10000 الى 11500 ريال، وتابع باوزير، أزماتنا أصبحت عادة وليست استثناء، ونحن اليمنيين نتكيف مع الأوضاع ولن يتغير شيئ للأفضل لاننا نصمت والصمت لن يغير شيئ بل سيزيد الطين بلة".

 

بالرغم أن حضرموت تعد من اكثر محافظات اليمن أماناً واستقرار إلا أنها اصبحت تمر بأزمات متكررة، وحسب شكاوى السكان في مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الحضرمي أن السبب يعود إلى سوء الرقابة فيها والفساد، وترتفع أصوات سكانها بمطالبتهم لتوفير أسطوانات غاز الطهي ومنع بيعه في السوق السودا، حيث أن بعض الأسر خاصة أصحاب الدخل المحدود فضلت إستخدام الحطب بدلاً عن اسطوانات الغاز بسبب شحتة وارتفاع سعره في السوق السوداء.

*الحطب بدلاً عن الغاز*

ويقول صالح الكثيري وهو فلاح في أحد المزارع في حضرموت في كل أزمة يظهر تجار يستغلون الأزمة لصالحهم، حيث أن الكثير من تجار الحطب وهم أحد سكان المدينة، يأتون إليه بشكل مستمر لشراء الحطب وبيعه في مديريات محافظة حضرموت، مستغلين أزمة الغاز وحاجة الناس له بسبب أزمة أسطوانات غاز الطهي.

ويضيف الكثيري لـ عدن الغد" لم اشهد بحياتي كلها مثل الآن إقبال كبير من سكان المديريات للحطب، حيث كانوا يتسابقون للمكاتب والدراسات ومشهورين بالثقافة والعلم لعمق حضارة حضرموت، أصبحوا يتسابقون لأتفه مطالب الحياة التي كانت متوفرة لعقود عديدة، وأشار الكثيري " أنا لم أذهب الى المدرسة ولم اتعلم ولكنني أعي ومتأكد ان كل مايحدث الآن لا يبشر بالخير فبدلاً ان نتطور نعود للادنى ونعاني الأزمة في ابسط حقوقنا، ولن يتحسن الوضع لان كل ما نعيشة مدروس ومخطط له من جهات مجهولة".

 

وفقد اليمنيون -مع الانحدار بالوضع المعيشي الصعب وارتفاع العملة الخارجية مقابل العملة الوطنية - القدرة  على شراء أسطوانة غاز الطهي من السوق السوداء، ويلحقه إرتفاع سعر الحطب أيضا بسبب إقبال الأغلب عليه ، ليجبر الفقراء على احتطاب الأشجار التي تزين بعض شوارع المدينة، إضافة الى أكوام الحطب أمام بعض المنازل والمطاعم حسب إفادات سكان محليون لـ عدن الغد.

يتجمع عشرات بائعي السوق السوداء في مديرية الديس شارع ملعب بارادم بجوارهم جالونات من الوقود لبيعها بأسعار مرتفعة حيث تباع على الاقل 15 ألف ريال، والبعض الاخر من البائعين يحملون اسطوانات غاز الطهي لتفريغها للمركبات أو بيعها من خلال التبادل بتسليم الاسطوانة الممتلئة بدلا من الاسطوانة الفارغة مقابل 15 ألف ريال إلى 19 الف ريال، ويقدم اليهم المئات من مواطنين مديريات حضرموت لشراء خاصة أصحاب المركبات الأجرة.

*مبررات لأزمة الغاز*

تزداد صرخات و احتجاجات سكان مديريات حضرموت يوماً بعد يوم، مطالبين بتوفير حقوقهم وأنهاء أزمة الغاز وحسب ماقال أحد المواطنين مدينة المكلا أنهم كل يوم يستيقظوا على أزمة جديدة، وكانت المبررات التي ساقتها الجهات المختصة بالمحافظة أن « ما يحدث خارج عن إرادتها، ويوجد خلل في الآبار منذ شهر وهي تحت الصيانة الأمر الذي خفض من إنتاج الغاز المخصص للمحافظة، إضافة تعرض ناقلات المنشأة لتقطعات عند طريقها إلى المحافظة، وقريبا ماستنتهي المشكلة.

وبالرغم المبررات الذي وردت من الجهات المختصة الى أن سكان مدينة حضرموت لم يتقبولها، و يوجهون الاتهامات للجهات المختصة أنها شريكة للتجار الأزمات، وقالت عايشة علي وهي أحد سكان مدينة المكلا " السبب الرئيسي والأول هم المسؤلين حيث انهم غير أهل للمسؤولية وكل ما شهدنا مشكلة قاموا بحلول سطحية ولا يبحثوا عن حلول تنزع المشكلة من جذورها، كل ما يستطيعون فعلة هو جمع مجموعة من إعلاميين المجردين من الضمير ومبادئ اخلاقيات الإعلامي ليقوموا بخداع المواطنين بإنجازات وهمية ليعم الصمت المؤقت في الشارع الحضرمي ويستمر الناس في طوابير للحصول على الغاز في كل مديريات محافظة حضرموت ، بينما تجار الأزمات يستمروا بتهريب الغاز إلى خارج حضرموت.

لم تشهد مديريات محافظة حضرموت أزمة لأسطونات الغاز المنزلي كهذه من قبل، ولم تكن هذه أول أزمة يتعرض لها الشارع الحضرمي، حيث زادت من أكوام الحزن بين سكانها، وكما عبروا سكانها انهم كل يوم يستيقظوا على أزمة جديدة تزيد من صعوبة الحياة والفقر، ويطالب سكان مديريات حضرموت من السلطة المحلية بالمحافظة بواديها وساحلها من تحسين الإدارة والرقابة المتواصلة ومحاسبة السبب في اختلاق الأزمة.