آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:31ص

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تناقش مع أكاديميين ومثقفين اختيار الطالب للكلية والتخصص المناسب

الأحد - 18 نوفمبر 2018 - 09:10 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تناقش مع أكاديميين ومثقفين اختيار الطالب للكلية والتخصص المناسب

لحج (عدن الغد ) خاص :

متحدثون : انعدام التوجه الواضح للطالب وجهل الأسرة أسباب مباشرة للاختيار الخاطئ.

الحديث عن اختيار الطالب للكلية الملائمة او التخصص المناسب يتجذر ليوضح مشاكل حية في العملية التربوية عامة والتعليمية بشكل خاص، ومن ينظر بعمق إلى لب هذه المشكلة يرى ضرورة اشتراك الجميع في مسألة حاسمة وجدية بشأن الاختيار الذي يسبب النجاح والإفادة او قد يسبب التعثر ثم الفشل في المحصلة النهائية على الفرد اولاً ثم البيئة (مجتمع ومستوى تعليم).

والإشارة إلى الطالب الذي يحول مجال دراسته من كلية إلى أخرى تبرز أسئلة مهمة حاولنا الإجابة عليها في الاستطلاع التالي الذي أجرته الصحيفة مع عدد من الشخصيات الأكاديمية والمثقفين والشخصيات الاعتبارية ذات الخبرة والتجربة فإلى تفاصيل هذا التقرير.

تقرير/محمد مرشد عقابي:

الأكاديمي د.عبدالعليم يحيى المنتصر يرى ان ماينبغي الانطلاق منه عند القيام بعملية التفكير واختيار الكلية او التخصص الملائم هو معيار الرغبة الخاصة بالطالب ثم إمكانياته العلمية وغيرها وما تمثله المواد او المجالات بالنسبة له، إضافة الى النظر في احتياجات سوق العمل الذي يستطيع من خلاله ضمان الحصول على معاش او راتب (اي وظيفة) فهي ايضاً تسهم في خلق اتجاه لدى هذا الطالب او ذاك ليختار تبعاً لذلك ولميوله وإرادته كلية او تخصصاً مناسب لهذه المضامين.

ويضيف : أيضا حب المجال وكذا تأثير الزمالة او وجود شخصية مؤثرة على الطالب قد تسهم في تعديل فكره ومزاجه وتجعل منه يصدر قراراً متأثرا بهذه الرؤى في حال اذا لم يكن لديه الذي يستشيره من الأهل،لاسيما وغالبية الأسر في هذا الزمن لا تتابع هذا الجانب بجدية او تمتلك معلومات كافية ومفصلة عن الأقسام والتخصصات المختلفة، ومن ينظر الى الوضع السائد يجد ان العامل الرئيس في اختيار التخصص هو النسبة المئوية للنجاح في شهادة المرحلة الثانوية من التعليم التي على ضوئها يتقرر مصير الطالب واتجاهاته المستقبلية.

ويؤكد د. عبدالعليم بان معدلات ونسب الطالب في الثانوية العامة هي العامل الأساسي والحاسم والفاصل في عملية الالتحاق بكلية او تخصص معين، خاصة والطلاب ليس لديهم توجه او توجهات محددة قبل او إثناء هذه الفترة، وربما يصل الطالب إلى مفاجأة مفادها انه لايمكنه حتى دخول الجامعة.

ويشدد د. عبدالعليم على أهمية التفكير وبعمق وتأني قبل اتخاذ قرار بهذا الصدد او غيره من القرارات المصيرية التي يترتب عليها مصير المستقبل، فبعض القرارات تترتب عليها آثار سلبيه على نفسية الطالب ومستقبلة وأخرى تجعل منه يواجه ضغوط ومشاكل وعوامل إعاقة وتثبيط فلابد للطالب هنا ان يستشير غيره من ذوي الخبرة الذين عاصروا وخاضوا غمار الحياة وتشربوا من تجاربها وعليه ان يوازن بين كل البدائل التي يولدها هو وان يتمعن ويتفحص فيها تماماً ويعي فوارق معايير الكلفة والعائد.

د. ياسين علي إسماعيل يؤكد في مستهل حديثه بالقول : النسبة المئوية هي المحدد الأساسي والرئيسي لاختيار الكلية او التخصص وبالتالي فأصحاب المعدلات والنسب العالية والمرتفعة يتجهون في الغالب نحو الكليات المهمة، وهكذا تتدرج خيارات الالتحاق للطالب تنازلياً بحسب النسبة المئوية لشهادة الثانوية العامة.

ويشير إلى ان إفراز السوق ومتطلباته تفرض على البعض الانخراط في كليات القمة وهي (الطب والهندسة والتجارة) كونها تسهم في خلق فرص عمل لاستيعاب المخرجات أفضل من غيرها وكذا فرص للبدء في تكوين مشاريع خاصة والتوجه نحو العمل الحر، وفيما يتصل بدخول الطالب كلية تحت ضغط الأهل وهو غير راغب للالتحاق فيها نلاحظ وجود تشوهات في معطيات خيارات الطالب واختياره للتخصص الذي يناسبه ويتفق مع قدراته وإمكانياته واحتياجات المجتمع من حوليه، وبالتالي يبرز التأثير بالاتجاه العام كالزملاء والبيئة المحيطة.

الشخصية الاعتبارية والثقافية الاستاذ محسن عبد الواسع ناصر يقول : عملية التفكير والاختيار يعتمد أساسهما على منظومة الأسرة والمدرسة، حيث هما من يعد الطالب الإعداد التربوي والتعليمي فبعناية التربية والإعداد السليم المتدرج من المرحلة الابتدائية مروراً بالإعدادية ووصولاً الى الثانوية تظهر الملامح الحقيقية لصورة الطالب العلمية والفكرية والثقافية فهذه المرحلة مهمة جداً وهي تعتبر أساس البناء القويم والصحيح لمستوى الطالب، فعلى المعلمين التركيز في هذه المحطات الفاصلة من الحياة العلمية والمستقبلية للطالب.

ويرى ان معايير وأسس القبول في الجامعات بمختلف كلياتها وأقسام هذه الكليات مهمة ومعايير الاختيار ايضاً كانت وماتزال تعتمد على النسب المئوية للنجاح في الثانوية العامة فهي التي يعتمد الطالب عليها في تقرير مصيره المستقبلي من الناحية العلمية.

وأضاف : اذا تحدثنا عن توجهات قطاع الفتيات الطالبات فانا أرى ان أفضل اتجاه للطالبة هي الالتحاق بسلك التربية والتعليم فنيل هذه الوظيفة  في حقل التعليم تلاءم ظروف وطبيعة العنصر النسائي واعتقد ان إي فتاة تريد مواصلة مشوارها التعليمي قد تجد نفسها اقرب إلى مجال التربية والتعليم الذي يتناسب مع تكوينها الأنثوي كمعلمه ومربيه بعكس الرجل ذات الطبيعة الخشنة الذي بامكانة ممارسه اي عمل، وما يؤكد كلامنا هو الإقبال المتزايد لفئة الإناث (الفتيات) اللواتي يقبلن على كلية التربية او أقسام أخرى تراها تلك الفتيات مناسبة، اما جانب سهولة المواد الأدبية في رأي الكثير من الطلاب يعد اساساً في اقبال واتجاه الكثير منهم نحو الكليات والأقسام والتخصصات الأدبية خصوصاً أولئك الذين تتناسب هذه الكليات مع قدراتهم الفكرية والعقلية، وبالنسبة لرأيي حول أسباب اختيار الطالب للكلية فانا اعتقد ان الأسرة تلعب دوراً كبيراً في تحديد عقارب هذا الاتجاه وتحريك بوصلته فالأسرة لها تأثير كبير حسب اعتقادي في هذا الجانب.

التربوي نصر سالم سعيد يقول : انا أرى الرغبة والتأثر بالزملاء او تأثير الأسرة عوامل في تحديد وجهة الطالب او تعديل اختياره ولأن المشكلة كما قال تبقى دائما في مخرجات للثانوية اكبر وطاقة استيعابية للتخصصات الأكاديمية اقل، وبالتالي ضرورة الانتقاء والإسهام في معرفة مهارات الطالب ورغباته منذ مراحل مبكرة كالمرحلة الثانوية او حتى الإعدادية، ويؤكد على أهمية التفكير المتأني في الاختيار وضرورة ان يسهم الجميع في توجيه الطالب او مساعدته للاتجاه في الطريق الأفضل والاختيار الصائب.

التربوي احمد عبدالحميد عامر يشير في حديثه الى عواقب الاختيار الخاطئ فيقول : في أسوأ الأحوال يكون الفشل او التعثر ملازماً للطالب في بعض المراحل وهنا يلجأ الطالب للبحث عن مخارج لإنقاذ مستقبله كالتحول من قسم الى آخر او من كلية إلى أخرى او الانسحاب كخيار اخير وترك الدراسة الجامعية نهائياً، وهناك العديد من العوامل والأسباب الأخرى التي تقف وراء اختيار الطالب للكلية او التخصص الذي يريد إكمال مشواره العلمي والدراسي من خلاله وجميعها تتوافق مع ما ذكره الزملاء آنفاً.