للمرة الأولى.. تطلعات شعب الجنوب أمام مجلس الأمن الدولي
تفاصيل مطالبة بمجلس الأمن لمنح الجنوبيين تقرير المصير
رسالة من الجنوب.. من حملها لمجلس الأمن والأمم المتحدة؟
أسباب أعاقت القضية الجنوبية دوليا.. ما هي؟
إقصاء لقطاعات شمالية واسعة.. سيطال من منها؟
جريفيث: هذا ما تبقى للجنوبيين
تقرير/ محمد فضل مرشد:
دعوة هامة وجهها المبعوث ألأممي إلى اليمن أمس من تحت قبة مجلس الأمن الدولي بضرورة تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
مارتن جريفيث سلط الضوء على الملف الجنوبي في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة أمس السبت – بتوقيت واشنطن – خلال تقديمه إفادته بشأن التحضيرات السياسية الجارية لاستئناف المفاوضات بين أطراف الصراع اليمني.
ورغم عدم ذكر جريفيث صراحة تمسك الجنوبيين بمطلب الانفصال عن الشمال، إلا أن تركيزه على وجوب "تلبية تطلعات اليمنيين في جنوب اليمن" حمل اعترافا ضمنيا بالأمر لا يقل أهمية عن الاعتراف الصريح.
- جريفيث: يجب تلبية تطلعات اليمنيين في الجنوب
وقال المبعوث الاممي الى اليمن مارتن جريفيث في كلمته الأخيرة والإحاطة التي قدمها الى مجلس الامن الدولي انه يجب تفعيل مبدأ الحوكمة في جنوب اليمن.
وقال غريفيث في إفادته لمجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالجنوب: "بالنسبة لجنوب اليمن اعتقد أنه يجب أن يتم التوصل إلى طريقة لتلبية تطلعات اليمنيين في الجنوب وأن يكون هناك حوكمة جيدة لليمنيين وأنا أقول هذا لأهمية تسجيل هذا الهدف هنا".
وأضاف المبعوث ألأممي: "من مسؤوليتي هنا أن أقول لكم أن هناك عمل غير مكتمل في جنوب اليمن".
وتعني الحوكمة هي تدعيم مراقبة نشاط المؤسسات الحكومية ومتابعة مستوى أداء القائمين عليها حيث لاتزال المؤسسات الأمنية والحكومية هشة رغم انتهاء الحرب جنوبا منذ 3 سنوات مضت.
ويرى مراقبون ان هذا التحذير الاممي يوضح مدى المخاوف الدولية من حالة الفوضى التي تثيرها الميليشيات المسلحة في جنوب اليمن منذ 3 سنوات.
- إعاقة الملف الجنوبي
تأكيد جريفيث في إفادته ان "في جنوب اليمن عمل غير مكتمل حتى اللحظة"، كشف أيضا عن حقيقة الأسباب التي أدت إلى إعاقة الملف الجنوبي في إحراز التأييد الدولي، حيث أوضح المبعوث ألأممي ان الوضع في الجنوب لم يصل الى شكل الدولة ولا شكل الحرب.
وتحررت كل مناطق جنوب اليمن منذ 3 سنوات من قبضة سيطرة ميليشيا الحوثي الا ان الأوضاع فيها لاتزال صعبة ومعقدة وتحديدا في مدينة عدن التي تعيش حالة من الفوضى الأمنية وضعف مؤسسات الدولة.
- رسالة سياسية جنوبية هامة
من جانبه أوضح الخبير السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور، في منشور له أمس، أن قضية الجنوب ليست أزمة سياسية يمنية كما يراد تصويرها، بل هي قضية الجنوب مع اليمن.
وأشار إلى أن محاولات الالتفاف على هذا المفهوم الوطني للصراع، لن يسهل مهمة أحد فقط سيطيل أمد الصراع.
وتابع: "قضية الجنوب ليست أزمة سياسية يمنية كما يراد تصويرها من قبل القوى اليمنية او حتى الدولية بل هي قضية الجنوب مع اليمن.. محاولات الالتفاف على هذا المفهوم الوطني للصراع مع اليمن لن يسهل مهمة أحد لا المبعوث الأممي ولا دول التحالف أن هي حاولت القفز عليها لأن ذلك فقط سيطيل أمد الصراع".
- مطالبة صريحة لمجلس الأمن بمنح الجنوب حق تقرير المصير
بدورها قالت الناشطة الحقوقية وممثلة منظمات المجتمع المدني اليمني في مجلس الأمن الدولي رشا جرهوم انه يجب منح سكان جنوب اليمن حق تقرير مصيرهم في اي تسوية سياسية يمنية قادمة.
وقالت رشا جرهوم وهي ممثلة شؤون المجتمع المدني في كلمتها المقدمة لاجتماع مجلس الأمن انه يجب أنصاف الجنوب ومنحهم حق تقرير المصير الحل العادل للقضية الجنوبية.
وأكدت ان هناك إقصاء للجنوبيين في مفاوضات السلام حيث يبرر البعض هذا بالقرار الأممي الخاص باليمن ٢٢١٦ .
- الغفوري: إقصاء سيطال قطاعات من اليمنيين
بدوره حذر الكاتب اليمني د. مروان الغفوري، من تهميش وإقصاء سيطال قطاعات واسعة من اليمنيين، مؤكدا أن شرائح من المجتمع اليمني سيام استبعادهم من مواقع صنع القرار.
ورصد مُحرر صحيفة "عدن الغد" تغريدة لـ "الغفوري" قال فيها:
من المحتمل أن يستعبد الهاشميون "الحوثيون" قطاعاً كبيراً من اليمنيين لعشرات السنين، وسيحرثون بهم الأرض، وسينزلون بهم درجات متفاوتة من الذل، وسيقطرونهم بطريقة أو أخرى، وسيحنون رقابهم.
وأوضح في تَغريدته التي نشرها بمنصة "تويتر" والذي قال فيها بأن اليمنيون بِذاتهم هم من اختاروا طَريق الذُل، ويُعتقد بأنهم سعيدين بِذلك، مُغردًا بـ: "اليمنيون من إب إلى صعدة على موعد مع ذل مستدام، وأياً كان ما سيحكيه التاريخ فثمة حقيقة لا يمكن إغفالها، ذلك الجزء من أهل اليمن هو من اختار طريق الذل، وطرح ظهره للاستخدام، ويبدو سعيداً باختياره".
- بريطانيا تحث مجلس الأمن على وقف الحرب اليمنية
إلى ذلك قالت بريطانيا إنها ستحث مجلس الأمن الدولي على تأييد تطبيق هدنة إنسانية في اليمن في الوقت الذي قال فيه مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة لليمن إن الأطراف المتحاربة قدمت ”تأكيدات قاطعة“ بالتزامها بحضور محادثات سلام تعقد قريبا في السويد.
وقالت كارين بيرس سفيرة بريطانيا بالأمم المتحدة إنها ستطرح على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يوم الاثنين تتضمن الطلبات الخمس التي قدمها مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة والتي تحث إحداها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية. وقالت بيرس إن هدف القرار سيكون وضع دعوة لوكوك ”موضع التنفيذ“.
ولم تحدد إطارا زمنيا للموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت.
وتشمل الطلبات الأربع الأخرى حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي وزيادة التمويل والدعم الإنساني وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام.
- حسم دولي
وبالعودة إلى المبعوث ألأممي فقد أكد جريفيث أمام مجلس الأمن الدولي أن "هذه لحظة حاسمة لليمن. تلقيت تأكيدات قاطعة من قيادات الأطراف اليمنية.. بالالتزام بحضور هذه المشاورات. أعتقد أنهم صادقون". ويحاول جريفيث عقد محادثات للسلام في السويد قبل نهاية العام.
ويحاول جريفيث التوسط في إحلال السلام في الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي يُنظر إليه على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وتدخل تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة في اليمن في 2015 إلى جانب القوات الحكومية التي تحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
