آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:02م

ملفات وتحقيقات


المغتربون اليمنيون في المملكة ... معاناة مستمرة تؤرق كاهل عيشهم(تقرير)

الجمعة - 16 نوفمبر 2018 - 05:33 م بتوقيت عدن

المغتربون اليمنيون في المملكة ... معاناة مستمرة تؤرق كاهل عيشهم(تقرير)
ارشيفية

عدن(عدن الغد)خاص

 
تقرير / سامية المنصوري
 
يعيش الآلاف اليمنيين بالغربة بعيدا عن أرض الوطن بحثا عن الأعمال الذي تعينهم على مشقات الحياة؛ لم يكن أمامهم خيار إلا تحمل فراق الأهل والأحبة بدلا من الجلوس دون عمل مستقر في بلادهم، التي تعيش ظروفاً متدهورة وتزداد سوء في كل عام أكثر من العام السابق، نتيجة الحروب التي بدأت إعلان الحوثي الحرب في 2014م.
وفي الفترة الأخيرة ازدادت معاناة المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية بسبب القرارات الأخيرة الذي فرضت ضرائب و رسوم إجبارية عليهم فوق قدرتهم, مما جعلهم يضطرون للعودة لأرض الوطن وتحمل الأوضاع المزرية التي يعيشها البلاد من حروب اقتصادية وسياسية وانفلاتات أمنية.
 
العودة إلى ارض الوطن
وأكدت المملكة العربية السعودية إن القرارات جاءت لجميع الأجانب الذي في المملكة ولم تستهدف فقط اليمنيين، وإضافات أن والقرارات جاءت نتيجة لارتفاع نسبة البطالة عند مواطنين المملكة.
ونتيجة لتلك القرارات الذي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية، دفعت الآلاف من المغتربين العودة إلى أرض الوطن يحملون على أكتافهم الخيبة والقلق لما سيواجه مصيرهم بعد أن تجاوزوا كل الصعاب في بداية غربتهم وشعروا بالاستقرار في حياتهم وأعمالهم، ولم يكن بحسبانهم الاستعداد لقرارات كهذه.
وكانت تلك القرارات مثل الصاعقة المفاجئة على المغتربين اليمنيين خاصة الذين يعدوا الدخل الوحيد لأسرهم, حيث صرح المواطنون في الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي أن أغلب الأسر سوا كانت في المدن أو الأرياف تعتمد على تحويلات احد أفراد أسرتهم الذي يعيش في الغربة بعيدا عنهم لأجل العمل الذي لم يجده بأرض الوطن.
وتشير الدراسات أنه من المتوقع أن يزداد معدل الفقر في اليمن مع استمرار عودة المغتربين، إذ بلغ معدل التحويلات المالية إلى البلاد نحو 3.4 مليارات دولار خلال عام 2016، حسب تقرير سابق صدر عن صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية.
وبحسب تقرير رسمي أصدرته لجنة «ترتيب أوضاع المغتربين اليمنيين العائدين لليمن»، فإن «1534 أسرة تم رصدها عادت إلى اليمن بخروج نهائي منذ 26 مايو - 15 يوليو من العام الحالي»، موضحا أن «292 من الأسر عادوا إلى أرض الوطن من دون رب الأسرة».
 
تحمل مشتقات الغربة لأجل لقمة العيش
وقال صالح المطري، وهو مغترب في المملكة العربية السعودية: "المغترب اليمني في كل الدول وخاصة المملكة العربية السعودية كالريال اليمني في الوقت لحالي, ليس له أي قيمة بالنسبة للتعامل سواء من قبل الحكومات أو المواطنين، والسبب حكومته كلما قلة هيبة الحكومة كلما قلة هيبة المواطن؛ لذالك وللأسف المغترب اليمني كالغنم بدون راعي لا أحد يحميهم ولا بيت يؤويهم ولا حكومة تحميهم ولا وطن أمن مستقر يحميهم.
وتابع المطري" و بالنسبة للشغل في أوطانهم والاستقرار بجانب أهاليهم خاصة في الوقت الحالي صعب جداً, بسبب غلا في الأسعار، وعدم استقرار العملة، وسوء الأمن؛ مهما فكرت بمشروع تعين به نفسك وأهلك نهايته الخسارة, والسبب كما قلت سابقا هو الغلاء وعدم استقرار العملة والمواد كل ساعة لها سعر؛ أصبح المواطن يتحمل مشقات الغربة من أجل لقمة عيشة وعيش أهله.
 
الحكومة هي السبب
وشاركه بالرأي هشام السيد وهو مغترب في المملكة العربية السعودية "كل ما يمر به المغترب اليمني يعود السبب إلى الحكومة، فكلما قامت الحكومة بتهميش المواطن وعدم تقديره كل ما زاد تهميشه ومظلمة من قبل الدول الأخرى، وهذا الأمر ليس بعجيب فقد تم إهمالنا وتهميشنا من قبل الحكومة ونحن في بلادنا وارض أجدادنا فكيف سيكون مصيرنا خارج الوطن.
وتابع السيد" في بداية دخولي المملكة تعرضت لصعوبات شديدة ولكنني حاولت التحمل والصبر حتى وجدت العمل وبعد عام كامل من استقراري بالعمل بدأت اشعر بالاستقرار النفسي وكنت العون والدخل الأساسي لأسرتي الذي باعوا كل ما يملكوا لمساعدتي على السفر والغربة، والآن بعد مرور 6 أعوام على العمل في المملكة كل شيء عاد يضطرب ويتشتت وتعب الست السنوات ضاع بيوم واحد من صدور القرارات من قبل المملكة، وحاولنا النداء والاستغاثة بالحكومة اليمنية ولا ننكر أنهم حاولوا مساعدتنا وحاولت التواصل مع المملكة لكن دون أي جدوا.
وأضاف السيد "لو كان الأمر متعلق بي وحدي لن اشعر بالقلق والهلع عند صدور هذا القرارات ولكن الأمر متعلق بأسرتي فهم لا يملكون مصدر دخل سواي، وبالرغم أنني عملت لمدة ست سنوات في المملكة إلا أنني لم أستطع أن أجمع رأس مال أعود به إلى دياري بسبب مرض والدي الذي تعرض لحادث سير قبل خمس سنوات وأصبح مقعد ويحتاج الكثير من المال للعلاج الطبيعي بعد عدة عمليات أجريت له، بالإضافة إلى أنني الوحيد رجل بين أربع أخوات اصغر مني وليس لهم بعد أبي مصدر دخل إلا أنا".
وأشار السيد "بلادنا تمر بظروف سيئة جدا نتيجة الحروب والصراعات، ومن الصعب وجود العمل بها أو حتى فتح مشاريع صغيرة، ومن المفترض أن تنظر لنا المملكة نظرة خاصة عن باقي الأجانب المغتربين عندها".
وأكد السيد "بعد كل ما تعرضنا له داخل المملكة من التضييق، لا نستطيع الاستمرار والاغتراب فيها فالعودة لأرض الوطن وتحمل البطالة والفقر أفضل، فالرزق على الله وربنا ما ينسى عبد رفع يده ويطلب الرحمة والتوفيق".
 
نتائج غير ملموسة
وبالرغم أن الحكومة اليمنية شكلت وزارية للتواصل مع حكومة المملكة، لمعرفة المعوقات التي واجهت المغتربين اليمنيين، بعد عدة نداءات من المغتربين اليمنيين في المملكة، إلا أن ذلك لم يأت بأي نتائج ملموسة، حيث إن المغتربين مازالوا يتعرضوا لترحيل من قبل المملكة. أضطر أغلب المغتربين ترك المملكة العربية السعودية والعودة إلى اليمن، بالرغم حاجتهم إلى العمل ولإعانة أسرهم ولأبناء مستقبلهم بطريقة مستقلة بعيداً عن أوضاع اليمن المتوترة.