آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:05م

فن


وصية مرسي "الحكيم" تنهي عصر "حريم السلطان"

الإثنين - 24 ديسمبر 2012 - 09:13 م بتوقيت عدن

وصية مرسي "الحكيم" تنهي عصر "حريم السلطان"

العرب اونلاين

باتت أيام المسلسل التركي "الأعوام المئة العظيمة"، والمعروف في العالم العربي بـ "حريم السلطان"، معدودة بعد الحملة التي شنّها عليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

لبنى الحرباوي 

أنقرة- أعلن مخرج مسلسل حريم السلطان أن الجزء الثالث من العمل الدرامي التركي سيكون الجزء الأخير بعد الهجوم الذي تعرّض له العمل من قبل رئيس الوزراء التركي ر جب طيب اردوغان الذي اعتبر المسلسل مسيء للسلطان سليمان ولتاريخ الإمبراطورية العثمانية.

والمسلسل تدور قصته داخل قصر السلطان سليمان الذي حكم الامبراطورية العثمانية في القرن السادس، وتتمحور أحداثه حول دور النساء في حياة السلطان وفي تلبية رغباته .

وهذه الصورة من المسلسل حول النساء لم تعجب الرئيس المصري محمد مرسي الذي نبه أردوغان من إساءة العمل لتاريخ العثمانيين وبالتالي لتاريخ الامة الإسلامية . وكانت صحفية -مقربة من الحزب الحاكم في تركيا- نقلت عن مسؤول يعمل مع أردوغان، ان مرسي عاتب ضيفه بسبب المسلسل الذي لم يكن أردوغان قد شاهد أياً من حلقاته.

وقال مرسي "انه من غير اللائق ان يصور السلاطين العثمانيون بهذه الصورة داخل قصور فارهة يتلاعب بهم حريمهم وأبناءهم، وأن التاريخ العثماني جزء من تاريخ الأمة الإسلامية الذي يعتز به المسلمون جميعاً. فبادر أردوغان فور عودته إلى تركيا إلى الاستفسار عما يعالجه المسلسل والهجوم عليه.

وعقب العريضة التي تمّ التقدّم بها لوقف عرضه، يبدو أنّ السياسة إنتصرت في تركيا على حريّة الفن والإبداع، إذ صدر القرار بإيقاف "حريم السلطان" –المسلسل الأنجح في الدول العربية والعالم العربي- عام 2013.

وأعلن منتج العمل تيمور ساوجي بأنّ حلقات الجزء الثالث لن تطول كالأجزاء السابقة وسيحاول الإسراع بالأحداث وإختتام القصة التاريخيّة بأسرع وقتٍ ممكن، مؤكّداً أنّه لن يكون من جزءٍ رابع في العام الجديد وأنّ الجزء الثالث الذي يُعرض حاليّاً في تركيا، سيكون الأخير.
بطل حريم السلطان الأوّل، النجم خالد آرغنش، الذي يؤدّي دور "السلطان سليمان القانوني"، إكتفى بالقول إنّه لا يفهم كيف يمكن أن يوقفوا عملاً بهذه الضخامة والشعبيّة والذي أصبح مصدر رزقٍ وعيشٍ للكثير من العاملين فيه

يذكر أن المسلسل اسمه بالتركية "الأعوام المائة العظيمة"، لكن المترجمين له، استبدلوه بـ "حريم السلطان"، لأن المزاج العربي يميل علدة إلى "الحريم" أكثر من ميله الى الأعوام العظيمة!!

يذكر أن الأمر المعارضة التركية الليبرالية عدت إيقاف العمل موجة جديدة من موجات التضييق على الحريات المستمرة منذ أكثر من عامين بقيادة أردوغان.

وعبّر عدد كبير من الفنانين والسياسيين المعارضين عن رفضهم لإصدار قانون يفرض رقابة على الإنتاج الفني، معتبرين أن أردوغان يسعى إلى فرض رقابة صارمة على الفن بعد أن قيّد الصحافة والإعلام.

وتساءل معلّقون سياسيون وصحفيون عن سبب هذا الانزعاج الكبير من تصوير التاريخ العثماني والإشارة إلى بعض سلبياته. وتساءل بعضهم لماذا هذه المحاولة لإضفاء نوع من القدسية على التاريخ العثماني بينما لا يفوت أردوغان أي فرصة لجلد تاريخ الجمهورية الحديث بأقسى الاتهامات؟

لكن البعض أرجع البعض غضبة إردوغان على "حريم السلطان"؛ إلى نسفف غير المباشر لأجندات إردوغان وحزبه، من العثمانيين الجدد الذين تقوم أجندتهم السياسية على طرحهم التقليدي، وهي إحياء قوة وعزة وهيمنة الدولة العثمانية.
يذكر أن المسلسل التركي التاريخي الأضخم "حريم السلطان" -الذي حصد عدة جوائز تركية وعالمية، لدرجة قبول النجم والممثل العالمي، براد بت، للمشاركة في الجزء الثاني منه- يعد نقلة نوعية في صناعة الدراما التركية التي أوصلته وبجدارة لمستوى العالمية.

ويحكي جانب من حياة عاشر سلاطين الدولة العثمانية وأعظمهم سمعة وقوة. وقد تناول المسلسل الجانب العاطفي للسلطان سليمان القانوني.