آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

رياضة


استطلاع آراء الرياضيين في عدن والمحافظات المحررة .. حول غياب المنشآت الرياضية

الثلاثاء - 13 نوفمبر 2018 - 07:36 م بتوقيت عدن

استطلاع آراء الرياضيين في عدن والمحافظات المحررة .. حول غياب المنشآت الرياضية

عدن (عدن الغد ) خاص :

عبدالكريم اسماعيل: التلال فقد كل ما لديه وجهودنا مبعثرة

الزامكي: البنية التحتية مهترئة وتحتاج إلى تضافر جميع المؤسسات

عبدالباري عوض: بدون هذه المنشآت سنظل محلك سر

باعامر: تطوير الأداء من خلال خلق بيئة ومنشآت رياضية ملائمة

الراعي: لا يوجد لدينا ملاعب صالحة للعب

فدعق: الرياضة في حالة ركود وتدهور وتفتقر لأبسط الأشياء

المشاركات الخارجية اقتصرت على كرة القدم فقط

استطلاع / وعد امان

تعتبر المنشآت الرياضية احد المرتكزات الأساسية لتطوير مستوى أداء الرياضيين لمختلف الألعاب ولا يختلف اثنان قط ان جوانب التطوير تعتمد على البنية التحتية في المقام الأول وغياب هذه البنية يؤدي بالضرورة إلى تراجع مستويات الأداء بل وتؤدي أيضًا إلى عزوف كثير من المواهب عن ممارسة هوياتهم وبالتالي تتزايد باضطراد العوامل المنفرة وتتناقص عوامل الجذب والاستقطاب مع مرور الوقت وتصبح الرياضة مجرد وسيلة لتمضية الوقت وسد الفراغ .

عائق كبير

لقد شكل غياب المنشآت الرياضية في المحافظات المحررة وخصوصًا في العاصمة المؤقتة عدن عائقا كبيرا امام جميع الرياضيين ، هذا الغياب الذي جاء نتيجة الحرب التي لم تفرق بين منشآت اقتصادية او مواقع عسكرية او مؤسسات حكومية او حتى رياضية فدمرت الملاعب والصالات المغطاة والأندية الرياضية ، والمؤسف ان طيلة ثلاث سنوات تقريبا لم تقم الجهات الحكومية المختصة بإعادة تأهيل منشأة رياضية واحدة.

وبقى اللاعبون كبارا وصغارا يمارسون الألعاب في ملاعب لكرة القدم أرضيتها غير صالحة ، مما سبب ذلك في العديد من الإصابات التي لحقت ببعضهم في ظل عدم وجود مركز طبي رياضي يهتم بعلاجهم ، وفي ملاعب لكرة الطائرة والسلة في العراء أرضيتها إسمنتية في ظل عدم وجود أو إعادة تأهيل الصالات المغطاة.

ظلت المنشآت الرياضية في عدن ولازالت على حالها منذ الحرب مدمرة والصمت لازال يخيم على القائمين على هذا الأمر ، اما الرياضيون فقد انصرفوا في ظل الركود الذي ساد قطاع الرياضة وغياب المنشآت وعدم الاهتمام  ، انصرفوا إلى أمور حياتهم تاركين خلفهم بقايا منشآت متهرئة وذكريات لرياضة أصبحت من بقايا ذكريات.

جهود مبعثرة

كان ينبغي الاهتمام بإعادة تأهيل المنشآت الرياضية مباشرة بعد انتهاء الحرب في النصف الثاني من عام2015م ، كخطوة تبادر بها الرياضة والقائمين عليها في تطبيع الحياة على اقل تقدير ثم الاستمرار في مشاريع إعادة التأهيل لجميع المنشآت وفق خطط وبرامج استثمارية مدروسة بعناية وصولا إلى سد احتياجات كافة اللاعبين في جميع الألعاب لممارسة هواياتهم وتطوير مهاراتهم باعتبار الرياضة في هكذا حالة هي السباقة إلى جوانب التطبيع لكن ذلك لم يحدث ولم يتم إعادة تأهيل منشأة واحدة ، وها هو نادي التلال النادي العريق وعميد الأندية يقبع تحت الركام .

يقول الاستاذ عبدالكريم اسماعيل نائب رئيس نادي التلال في لقاء مع عدن الغد أن : "النادي فقد كل ما لديه بعد الدمار الذي لحق به في 2015م وتدمرت كل مبانيه وملاعبه ، وتمكنا بفضل الله والمحبين لهذا النادي من الحفاظ على بعض الجوانب المتصلة بالأنشطة الرياضية و استمراريتها وإدارتها من داخل غرفة صغيرة في ملعب الحبيشي ، وتمكنا من المشاركة في العديد من الفعاليات في بعض المحافظات المحررة".

وأضاف النائب : النادي بطبيعة الحال هو جامع لكل الألعاب والأنشطة لكن في وضعنا الحالي فجهودنا مبعثرة حيث اننا نزاول أنشطتنا في ملاعب متفرقة  فتدريباتنا مثلا كرة السلة نزاولها في مدرسة باكثير النموذجية للبنات ، وكرة الطائرة في ملعب ثانوية ابان النموذجية للبنات ومدرسة الغرباني ، اما تنس الطاولة في قاعة الجندوح وكرة اليد في ملعب كلية التربية في خورمكسر وألعاب القوى في مدرسة شمسان".

بنية تحتية مهترئة

هذا بالنسبة لنادي التلال كواحد من الأندية الرياضية وهو نموذج لغياب مشاريع إعادة تأهيل المنشآت ، اما بقية الرياضة كالملاعب والصالات ومركز الطب الرياضي فقد أخذت نصيبها هي الأخرى من هذا الغياب الذي يكون قد مر عليه ما يقارب الثلاث سنوات.

وبهذا الشأن يقول الكابتن خالد الزامكي مدرب نادي وحدة عدن لعدن الغد: "أتمنى ان يتم إعادة ترميم جميع المنشآت الرياضية وكذا التوسع في بناء منشآت حديثة تتناسب مع تحديات وتحديثات العصر بالتوازي مع التخطيط لإقامة المسابقات لجميع الألعاب والتخطيط والتنسيق الدقيق لأي مشاركة خارجية وباهتمام عالي يبدأ من رأس السلطة لأننا شعب يتنفس رياضة وبلاد زاخرة بالمواهب في جميع الألعاب".

وأضاف الزامكي: "البنية التحتية في الحقيقة مهترئة وتحتاج إلى تضافر جميع مؤسسات الدولة لإعادة ترميم مادمر والذهاب إلى ابعد من ذلك وهو بناء منشآت رياضية حديثة تساهم في رفع مستوى الأداء لجميع الألعاب بدون استثناء".

سنظل محلك سر

اما الكابتن عبد الباري عوض مدرب نادي التلال سابقا يقول : "لابد من البدء بتشييد وإعادة تأهيل المنشآت الرياضية في كل المحافظات المحررة ولكل الأندية لأننا بدون هذه المنشآت المهمة في تطوير الرياضة ورفع مستوى أداء اللاعبين وصقل مواهبهم سنظل محلك سر".

وأضاف عبدالباري : "الآن كل الدول تستضيف بطولات لكافة الألعاب ونحن لانستطيع تنظيم أي بطولة بعد هذا التاريخ الطويل للرياضة والتي بدأناها مع بداية القرن التاسع عشر ، ولابد من الاستعانة بدوي الخبرات في هذا الجانب".

خلق بيئة ومنشآت رياضية

فيما أدلى الكابتن عبدالله باعامر نجم كرة القدم ومدرب المنتخب الوطني سابقا بدلوه في الأمر ، إذ قال في حديث لعدن الغد : "ان أهمية المنشآت الرياضية بطبيعة الحال تكمن في تطوير الأداء من خلال خلق بيئة ومنشآت رياضية ملائمة ترتقي بالألعاب جميعها وتقي اللاعبين لجميع الفئات العمرية من الإصابات لذلك من الضروري توفير أجواء صحية لهم وتجنبهم مخاطر الإصابة التي قد تبعدهم عن الملاعب".

لا يوجد ملاعب صالحة

وكان لنجم حسان ابين السابق الكابتن احمد صالح الراعي ومدرب منتخب وطني سابقا رأيا أيضًا حول أهمية المنشآت الرياضية ، حيث قال : "بالتأكيد غياب المنشآت الرياضية لها تأثير سلبي على مستوى الرياضة وجميع الألعاب فحاليا لا يوجد لدينا ملاعب بمواصفات دولية وقانونية صالحة للعب".

وأضاف: "في أبين نحن نعمل جاهدين على متابعة السلطات والجهات المختصة على إعادة تأهيلها وفعلا تم البدء على سبيل المثال بإعادة تأهيل ملعب الشهداء بتوجيهات من قبل المحافظ لكن المشروع توقف في مراحلة الأولى نتيجة لأسباب تتعلق بفارق سعر الصرف للعملة المحلية امام الدولار ، اما المنشآت الاخرى كالصالة الرياضية المغلقة أعدت الدراسة ومنتظرين فقط التوجيه من قبل  الحكومة باعتمادها".

غير وارد

لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم علوي فدعق المبعد مؤخرًا من صفوف المنتخب يقول في حديثه عن ذات الموضوع : "في ظل الأوضاع المتدهورة فإن الاهتمام بالمنشآت الرياضية غير وارد ، والرياضة في حالة ركود وتدهور وللأسف رياضتنا تفتقر لأبسط الأشياء".

واضاف فدعق : "رغم انه في بلادنا يوجد الكثير من المواهب الشابة في جميع الألعاب سرعان ما تنتهي لعدم الاهتمام بها وتوفير البيئة المناسبة لهم".

وأكد فدعق : "ان الحكومة والوزارة إذا عملت على تأسيس البنية التحتية للرياضة من ملاعب وصالات رياضية تشمل جميع الألعاب عندها سيكون لنا منتخبات قوية ومشرفة في جميع المسابقات الرياضية لجميع الألعاب".

ويقول الكابتن اوسان الرعوي امين عام اتحاد السلة : المنشآت الرياضية هي اساس تطوير الرياضة واللاعبين أكان في لعبة كرة السلة او في بقية الألعاب دون استثناء فبدون بنية تحتية للرياضة لا يمكن الارتقاء بمستوى الألعاب وأداء اللاعبين ، ونحن نعاني من هذه المشكلة ومن عدم قيام الجهات المختصة بإعادة تأهيل الصالات المغطاة التي نحن بحاجة إليها .

لا جدوى من التجميد

وحول مقترح كان تم تداوله في صفحات التواصل الاجتماعي لناشطين ولاعبين ومدربين بشأن تجميد المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية خلال عام 2019م حتى يتم البدء بإعادة مشاريع المنشآت الرياضية فقد توجهنا بهذا المقترح للأخوة المدربين واللاعبين المشاركين معنا في هذا الاستطلاع إلى جانب آخرين لا يتسع الحيز لنشر آرائهم لكنهم جميعهم تقريبًا كانت آرائهم متوافقة على عدم جدوى تجميد المشاركات.

 فيرى مثلا الكابتن خالد الزامكي ان "توقيف المشاركات الخارجية خلال إعادة تأهيل المنشآت امر غير مجدي" ، وقد علل ذلك لعدة أسباب أوردها في سياق تصريحه أهمها ان "هذه المشاركات من شأنها ارتفاع مستوى اللاعبين وعودة الروح لمنشآتنا المهترئه الحالية وعدم التحجج بالوضع السياسي والأمني لعدم إقامة هذة المسابقات فمن يتحجج بذلك فكأنما يهرب من العمل والتحدي ويجنح للكسل والفتور ".

المشاركات الخارجية اقتصرت على كرة القدم فقط

وفي تقريرنا هذا لابد من تذكير الجميع مسؤولين في الوزارة والاتحادات مدربين في الأندية او المنتخبات لاعبين في هذه اللعبة او تلك ، إداريين ومحبين للرياضة ولجميع الألعاب ان مشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية منذ العام 2014م اقتصرت فقط على لعبة كرة القدم بدرجاتها الثلاث ممتاز و اولمبي و ناشئين .

وقد توافق معظم المدربين المحليين ان تلك المشاركات لم تكن مشرفة وكانت للمشاركة فقط وليس للمنافسة ، لكن بالمقابل كان نادي التنس الأرضي استثناء فقد حقق أبطال هذه اللعبة في جميع مشاركاتهم الخارجية للفئات العمرية نتائج مشرفة بل واعتلوا منصات التتويج وذهبوا إلى ابعد من ذلك حيث أحرزوا المراكز الأولى في البطولات العربية والأسيوية وحصدوا الذهب ، اما بقية الألعاب مثل كرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد وغيرها فلم تحضي بأي مشاركة خارجية رغم ان لديها إمكانيات وقدرات للاعبين متميزين قادرين على المنافسة وقد سبق للأستاذ محسن صالح رئيس الاتحاد العام للكرة الطائرة ان أدلى بتصريح في مقابلة معه انه "يتمنى ان توافق الوزارة على مشاركة منتخبنا للناشئين في البطولة العربية التي ستقام في السعودية في شهر سبتمبر 2019م" ، ووعد من خلال تصريحه انه في حال مشاركتهم في هذه البطولة وعد بأن يصل منتخبنا إلى المربع الذهبي  ، وهو ما يؤكد ثقة الرجل بمستوى وإمكانيات اللاعبين الذين حرموا من المشاركات الخارجية منذ العام 2014م .