آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:40م

أخبار وتقارير


تقرير: الحراك العدني.. هل حانت لحظته؟

الثلاثاء - 23 أكتوبر 2018 - 09:12 م بتوقيت عدن

تقرير: الحراك العدني.. هل حانت لحظته؟

عدن (عدن الغد ) خاص :

تقرير/ محمد فهد الجنيدي:

عدن العاصمة الجنوبية المؤقتة لليمن التي تتخذها حكومة هادي مقرًا لها، لم تشهد استتبابا حقيقا للأمن منذُ أربع سنوات، رغم وجود كم هائل من التشكيلات العسكرية والأمنية المسلحة والسبب عدم وجود قيادة عدنية على رأس السلطة تسعى إلى استقرار المدينة.

  مؤخرًا ارتفعت أصوات العدنيون من أبناء المدينة الباسلة، لانتزاع حقوقهم لكنهم وجدوا أنفسهم أمام قوى لا تجيد سوى لغة السلاح ، بعكس أبناء عدن والذين يعرفون بالمدنية منذ الأزل.

وعلى الرغم من ان المحافظات الجنوبية المحررة، تولى قيادتها أبناؤها عقب حرب صيف 2015، لكن عدن لازالت إلى اليوم بلا حقوق وفي فئة المهمشين دون أن يعرف أسباب ذلك.

- أول حراك سياسي لانتزاع الحقوق

بدأ عدد من الساسة العدنيين التحرك خلال الأيام القليلة الماضية بهدف ما قالوا انه انتزاع لحقوق أبناء المدينة المغتصبة.

وعقد عدد من الساسة العدنيين اجتماعا ورفعوا علم بلادهم الذي كان سائدا قبل فترة الاستقلال عن التاج البريطاني.

وعقد الاجتماع يوم الأحد بمدينة عدن بحضور ومشاركة عدد من النشطاء والسياسيين العدنيين الذين قالوا ان تحركهم هذا يأتي بهدف انتزاع حقوق أبناء المدينة.

وقال السياسيون ان أبناء عدن ضحوا خلال الحرب الأخيرة لكنهم باتوا يتعرضون للاضطهاد والمصادرة ويتم الزج بالمئات من أبناء عدن في السجون دون وجه حق.

وتصاعدت دعوات انتزاع حقوق أبناء عدن مؤخرا وسط حالة من المصادرة من قبل قوى سياسية مختلفة.

- أبناء عدن: أين حقوقنا؟

ضحى أبناء مدينة عدن، بالآلاف من الشهداء في حرب صيف 2015، كما قتل نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح المئات في التظاهرات المناوئة له، ولكن كل ذلك لم يشفع لأن يتمكن ابناء المدينة من تولي قيادة محافظتهم وأصبحوا أشبه بالمنفيين.

قال مواطنون عدنيون لـ"عدن الغد"، أنهم باتوا وقود صراع في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، موضحين أن كل من أراد أن يقتل ما عليه إلا أن يأتي إلى عدن ويفعل جريمته ويقلق سكانها، وكل تلك الأجهزة لا تحرك ساكنًا.

واستغرب المواطنون من وجود كم هائل من التشكيلات المسلحة، قائلين ان عدن بحاجة إلى جهاز أمني واحد يكون من أبنائها، مضيفين بالقول: عدن ضحت بخيرة الشباب وفي نهاية الأمر بتنا خارج المعادلة،أين حقوقنا وأولوياتنا؟ هذه مدينتنا لكننا نشاهد منذُ أربع سنوات غرباء يحكمونها وحولوها إلى قرية.

مواطنون عدنيون آخرون قالوا إنهم لا يحبذون ان يتولى السلطة عدني في المحافظة أو في مركز قيادي  لأن أبنائها لم يصلوا بعد إلى أن يتوحدوا على كلمة سواء، وليست لديهم المقدرة بعد أن يقوموا بالدفاع والوقوف إلى جانب هذا المسئول العدني أو ذاك خصوصاً عندما تكثر عليه السكاكين فلن يلقى أحدا يسانده أو يقف معه وحادثة جعفر محمد سعد ليست علينا ببعيد.

وأضافوا بالقول: "كل الذي عملناه لأجله هو البكاء والنحيب والترحم عليه ولم نأخذ بحقه مثلما يفعل أبناء القبائل المجاورة إذا قُتل أحد من أبناء محافظاتهم يأتون الى عدن ولا يغادرونها حتى يأخذوا بحق قتيلهم، بينما نحن ليست لدينا الجرأة للأسف، لأنه حتى وإن تعين محافظ من أبناء عدن للمحافظة، لن تكون لديه صلاحيات أو القوة لكي يتحكم بزمام الأمور، سيأتون به فقط لتنفيذ ما يريدونه منه".

- فوضى متعمدة

تشهد العاصمة المؤقتة، فوضى متعمدة منذُ أربع سنوات بين فصائل مسلحة توالي أطرافًا عدة، حد الوصول الى التصعيد في الدخول بمعارك بين الفينة والأخرى.

ولم تستقر المدينة إطلاقاً بسبب عدم وجود جهاز أمني حقيقي يرسي دعائم والأمن والاستقرار.

وخلف الانفلات الأمني الذريع عشرات الضحايا، وباتوا يتساقطون بشكل يومي في المدينة، إما بحوادث اغتيال تقيد ضد (مجهولون) وإما برصاص راجع وإما الموت في إحدى السجون بالتعذيب.

- عدن.. والاستقرار

قال سياسيون جنوبيون، إن خروج كافة التشكيلات المسلحة من عدن والإبقاء على جهاز امني واحد سيولد حالة نسبية من الاستقرار الأمني، وطالما بداخل المدينة تشكيلات مسلحة متعددة لن يستقر حالها على الإطلاق.

وأوضح السياسيون، ان شبوة وحضرموت حينما تواجد فيها جهاز أمني واحد استقرت امنيا، وباتتا تشكل نموذج يحتذى بها، بعد انفلات امني استمر لسنوات خصوصا في "شبوة".

وعلى الرغم من تشكيل دولة الإمارات جهاز أمني واحد في كلتا من عدن وحضرموت وشبوة ، يعتقد السياسيون ان الحزام الأمني في عدن أخفق في خلق نموذج يحتذى به بسبب اصطدامه بقوى أخرى على الأرض.

- السعدي: عدن ظلمت

اعتبر السياسي الجنوبي عبدالكريم السعدي ان هذا الحراك الذي انبثق، حالة من حالات التصدع الذي يعصف بالصف الجنوبي وهي حالة ليست فريدة بل مستسقاة من حالات أخرى منطقية  سبقتها تجثم باثقالها على أنفاس الجنوب  اليوم.

وأضاف السعدي: "عدن ظلمت نعم ولكن الظلم لم يكن محصورا عليها فمحافظات الجنوب الست ظلمت في كل المراحل ومن ساهم في ظلمها عقليات تنتمي لهذه المحافظات الست اعتنقت سياسات أضرت بالجنوب عامة بقصد وبغير قصد".

ويعتقد السعدي أن التسابق على إنشاء المكونات المناطقية لا يحمل أي مشروع سوى مشروع واحد وهو وأد القضية الجنوبية.

وتابع: "من العقل والحكمة أن الباحث عن حق اختطف وسلب منه  يقف ويطالب بهذا الحق مكتملا  لا ان يذهب للمطالبة به بالتجزئة  وهذه الحقيقة التي أدركها خصوم الجنوب وأغفلها دعاة محبة الجنوب".

وقال: "عدن ظلمت ولكن ظلمها ليس حكرا عليها فقد شارك أبناء عدن في كل الحكومات التي شهدها الجنوب واذا كان هناك ظلم لحق بها فإن رفع الظلم عنها لن يكون باختطافها من قمة مصاف المدن التي شهدت المدنية والديمقراطية والتعايش إلى قاع المناطقية والتخلف فعدن رأس وقلب الجنوب فإذا مات الرأس والقلب فأقيموا مأتمكم وتلقوا التعازي في الجنوب".

من جهة أخرى، استبعد سياسيون ان يكتب للحراك العدني الذي قال انه يسعى لاستعادة حقوق أبناء المدينة اي "نجاح" خصوصا وان من يواجههم يديرون "عدن" ولديهم قوى خاصة بهم تتلقى تمويلا من أبوظبي والرياض والشرعية.