آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:44ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: مركزي النخيلة وفرعه ومنطقة قيف نموذج لواقع البؤس والظلم والحرمان

الثلاثاء - 23 أكتوبر 2018 - 05:24 م بتوقيت عدن

تقرير: مركزي النخيلة وفرعه ومنطقة قيف نموذج لواقع البؤس والظلم والحرمان

عدن(عدن الغد)خاص:

بأمر من ضميري شدت قدماي الرحال في اول زيارة تقوم بها مطبوعة صحفية و إلكترونية يمنية إلى مركزي النخيلة وفرعه ومنطقة قيف المتاخمة لهما في المسيمير بمحافظة لحج ليترجم حبر القلم من هناك آهات الالم التي صدحت بها أفواه الأهالي في هذة المناطق الريفية النائية المحرومة من ابسط الخدمات والمشاريع الواجب توفرها لخلق الله في بقاع ارضه المختلفة.

الصحيفة انطلقت في رحلة مضنية شابها التعب والعناء جراء طول المسافة وبعد السفر بين منطقة وأخرى هناك لتستطلع أوضاع أبناء هذه المناطق وتلامس همومهم عن قرب انطلاقا من واجبها المهني والانساني والأخلاقي وروح المسؤولية  التي تتحلى بها دوما والمتمثل في البحث والتنقيب الدائم والمستمر عن معاناة المواطنين اينما كانوا، فقد قهرنا تلك الصعاب ومشقة الترحال بعزيمة وارادة صلبة وفولاذية لنصل إلى عمق جراح الساكنين في تلك المناطق البعيدة والمعزولة وننقل من هناك صنوف المآسي بالكلمة والصورة المعبرة فاليكم اعزائي القراء جانباً مبسطاً من تلك الصور التي يتلظى بها اهالي مركزي النخيلة وفرعه ومنطقة قيف التي تقع جميعها في نطاق جغرافي وإداري تابع للمسيمير بمحافظة لحج تجدونها بين ثنايا الأسطر التالية.

تقرير/محمد مرشد عقابي:

عند نزولنا إلى هناك عبرنا ونحن سالكي الطريق بعدد من القرى والمناطق التي تترامى هنا وهناك على جانبي الطريق الفرعي وهذه القرى المتناثرة هي(الوشيج-جول العجلة-الشواكة-المشياف-المعكرة-ضميدعي-المتين-السحال-جول صدام-اللجفة-المتن-الصبط-القضايا-صميرة-الخشب-العبد-حبيل شجاري-فرعه-البيضاء-العناشط-حبيل الحامض-قييف)خلال مسيرنا لاحظت طبيعة الطريق التي كانت تبدوا بتضاريس غاية في الوعورة والتعرج والانحدار ومليئة بالنتوءات في الكثير من الاماكن فيها ولا يوجد فيها ما يدل بأنها تنتمي للعصر الحديث وأثناء الرحلة كان برفقتي أحد الزملاء الذي ذهب معي ليرشدني فكان بالنسبة لي الدليل والمرشد خلال ذلك المسار فقد تبادلنا اطراف الحديث الشجي وكان ايضا يقصص لي بعض الروايات والحكايات عن مايعانيه أهالي تلك المناطق لكونه هو احد ساكنيها فقال:كما تلاحظ يا محمد هذه الطريق التي نعبر عليها ذهابا وايابا فهي كما تراها يااخي لاتصلح لعبور الحيوانات وبسببها نحن نعاني من العزلة عن باقي خلق الله،ونتيجة لهذه الطريق غير الملائمة تتضاعف اجرة المواصلات لتصل الى مستوى يفوق دخل المواطنين انفسهم،حيث يؤخذ على الراكب سواء ذهابا أو إيابا من هذه المناطق الى عاصمة المديرية أو منطقة العند او العكس مبلغ الفين ريال يمني  والحال نفسة ينطبق على باقي المواد التي يقوم المواطن بنقلها على متن السيارات من أو إلى منزلة في وقت يعاني فيه عامة السكان عندنا من ظاهرة فقر مدقع وحاجة وعوز لا يوجد لها مثيل في اطار محافظة لحج ككل.

 

حيث أن السواد الاعظم من الأهالي يعتمدون  على الماشية وبيع الاحطاب والفحم المستخرج من الخشب في توفير ضروريات العيش،

 

واضاف:للاسف يوجد لدينا اعتماد لتنفيذ طريق بمواصفات ومعايير تتطابق مع تضاريس وطبيعة مناطقنا تم اعتماد إنشائها في زمن تولي عبدالوهاب يحيى الدرة زمام المحافظة ادارياً الذي وجه حينها برسالة خطية نحتفظ بنسخة منها الى مكتب الاشغال العامة والطرقات بالمحافظة تقضي بضرورة إدراج هذا المشروع ضمن خطة موازنة العام 2008م،ولكن لم نلمس أي تجاوب  من قبل مكتب الأشغال الذين تجاهلوا حينها كل تلك الأوامر والتوجيهات ومن بينها توجيهات الوزير الذي تجاوب مع مطالباتنا لإنجاز هذا المشروع الذي في حال انجازه سوف يخفف الكثير من أعباء المواطنين ومشقتهم الناتجة من وعورة الطريق الحالية،لذلك نحن نتعشم خيرا في المحافظ الحالي احمد الصبيحي باعتماد وإنجاز طريق تنهي صور معاناتنا المستمرة،

 

المياه.

 

ابرز عناوين لمآسي ومعاناة أهالي النخيلة وفرعة وقيف هي المياه،

فهذه المناطق تكاد تنعدم فيها المياه بشكل كامل وقد سبق وان مرت بسنوات عجاف سيطر فيها الشح والجفاف سيطرة كاملة على أراضيها فنصبت الآبار وهلك الزرع والضرع ونفقت الثروة الحيوانية وتلفت المزروعات والاشجار واضطر عدد من المواطنين الى مغادرة مناطقهم الى اماكن اخرى هرباً من العطش وبحثاً عن شربة ماء بسبب تلك الموجات الحادة المدمرة المهلكة،فالمياه كما يقول صديقي ورفيق رحلتي تكاد تنعدم حاليا في مناطقنا والجميع يعانون شحة المياه الصالحة للشرب والاستهلاك الآدمي والاستعمالات اليومية،فنحن في هذة المناطق النائية نعاني من عدم وجود مياه نقية وغياب تام للمشاريع الخدمية ونحن محرومون من أبسط مقومات الحياة وما يربطنا بهذه الأرض هو أنها مسقط رؤوسنا ورؤوس ابائنا واجدادنا،فالماء الذي نشربه  يااخي محمد ونستخدمة في ضروريات واستعمالات الحياة ذو طعم مالح وهو متطحلب وملوث ومليئ بالجراثيم والميكروبات والطفيليات لكون تلك المياه تجلب من آبار خاصة ببعض الأهالي في طريقها للنضوب وطريقة جلبها تتم على ظهور الحمير او فوق رؤوس النسوة علماً بان من يمتلك حماراً يعتبر في نظر الكل عندنا هو الرابح والفائز.

 

وأردف:أدعو من على منبر صحيفتنا الغراء التي كلفت نفسها بالنزول إلينا وتفقد أحوالنا قيادة السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة إلى النظر بعين الرحمة وعدالة المسؤولية الى مناطقنا المعزولة والمحرومة وتوفير مشروع مياه ينقذنا من ويلات الإصابة بأمراض الفشل الملوي وعدوى المسالك البولية البكتيرية والترسبية التي يسببها الماء الملوث الذي نتناوله نحن واطفالنا واسرنا بشكل يومي ومستمر،فنطالب عبركم هذه الجهات باعتماد وإنجاز مشروع مياه على وجه السرعة نظرا للضرورة الملحة لذلك تفاديا لتفاقم ازمة الجفاف والمياه الملوثة،كما نطالب كل الجهات المسؤولة بضرورة تنفيذ مشروع سد منطقة قيف(المائي)الذي تم اعتماد انجازه في عام 1999 وإلى اليوم لم نلمس وقعت على الارض ولا ندري أين ذهبت مخصصاته المالية،علما بان جميع الأهالي كانوا  يعولون عليه خيراً باستيعاب مياه الأمطار والسيول التي تهل على مناطقنا في بعض مواسم الخير لحجزها وتسخيرها لمصلحة خدمة المزارع والاراضي الزراعية،

 

الصحة.

 

يوجد في النخيلة وحدة صحية يقصدها الاهالي في تلك المناطق المذكورة سلفاً وغيرها من المناطق المجاورة في كثير من الاحيان طلباً للخدمة الاستطبابية،عدد من المواطنين في هذا الصدد تحدثوا الينا قائلين: الوحدة  الصحية عندنا عبارة عن غرفة واحدة ولايوجد فيها اقسام كالمختبر والاشعة وغيرها من الاقسام التي يحتاجها المواطنون بحسب ظروف وطبيعة مرضهم،ويوجد في الوحدة الصحية عامل واحد هو الاخ احمد فضل حيدرة(حيدور)هذا العامل يداوم لفترات معينة وايام محددة فقط بالاسبوع،واهم ماتقدمة الوحدة الصحية لمرتاديها من المرضى وقاصدي طلب العلاج هو التغذية المخصصة لمعالجة الاطفال والنساء المصابين بامراض سوء التغذية بجانب علاجات اسعافية بسيطة اخرى مقدمة من الهيئة الطبية الدولية كمسكنات الالم ومهدئات الحمى شراب للاطفال وعلاجات الديدان(الطفيليات)شراب وحبوب وبعض المغذيات الوريدية(قرب ملح او سكر) التي لا يوجد معها انابيب(بيبات توصيل السائل المغذي الى وريد المريض) بجانب بعض العلاجات التي يحتاجها المريض بكثرة،ومن هنا نطالب برفد الوحدة الصحية بعمال آخرين وتوفير العلاجات اللازمة التي يحتاجها المرضى بحسب طبيعة الامراض الشائعة التي تستوطن وتنتشر في المنطقة،كما نطالب بتوسيع مبنى المرفق الصحي وبناء اقسام حتى تتمكن من تقديم خدماتها بشكل افضل وبالطريقة المرجوة،

 

التعليم.

 

يوجد في النخيلة وفرعه رغم كثافتها السكانية مدرسة مكونة من 3 فصول بينما عدد الصفوف الدراسية سبعة حيث يتعلم بقية طلاب الصفوف من رابع الى سابع تحت الأشجار، كما توجد في منطقة قيف مدرسة تتكون من 3 فصول هي الأخرى وعدد الصفوف صفان، حول ذلك يطالب الاهالي برفد المدرستين بالطاقم العملي التدريسي والكتاب المدرسي (المنهج المقرر) نظرا للنقص الكبير في المعلم وطبعة الكتاب الذي تعاني منه هاتان المدرستان منذ مدة ليست قصيرة لاسيما وابواب الموسم التعليمي قد فتحت لهذا العام الدراسي على الرغم من حالة الأضراب التي شلت حركة سير العملية التعليمية في معظم المدارس،كما طالب المواطنون بضرورة اعتماد وانجاز مبنى مدرسي يكفي لضم كافة الطلاب القاصدين بالتحديد طلب العلم في النخيلة وفرعه،

 

الكهرباء.

مناطق مركزي النخيلة وفرعه ومعهم قيف يعاني فيها السكان من الحرمان التام من الخدمات حتى ان البعض منهم نعتوا  أنفسهم بأنهم من سكان القرون الوسطى،ومعاناة الأهالي في تلك المناطق كما اسهبنا آنفاً لا تتوقف عند حد معين، فلا مياه ولا طرق ولا كهرباء والفانوس اسوة بباقي مناطق المسيمير يعتبر المؤنس الوحيد لمن يقطنون بين جدران تلك المنازل من وحشة دياجير الظلام،حول الكهرباء وأوضاع أخرى يقول المواطن عمر محسن الزبيري تم انزال فريق هندسي في أواخر عام2007م لمسح جميع مناطقنا بعد ان شملتنا المرحلة الأولى من مشروع الربط بالتيار الكهربائي وقد قامت هذة الفرق في ذلك الوقت بمعية مدير عام المديرية بزيارة لجميع مناطقنا ولكن تم التماطل والكذب والتسويف واتى الحرب ودمر كل شيء ونحن الى اليوم نعيش في دهاليز الظلام الموحش ونعتمد اعتماداً كلياً على الفانوس في انارة منازلنا وفي هذا السياق نطالب كل الجهات ذات العلاقة النظر بعين الرحمة والمسؤولية الينا وان تعطف على حالنا وما نحن فيه،

عمر محسن الزبيري استعرض اثناء حديثه الينا جملة من الهموم والمشاكل التي يعاني منها السكان في هذه المناطق وخاصة من حيث حرمانهم من الوظيفة الحكومية وكذا ما تخلفة شركة الوطنية للأسمنت من أضرار كارثية بحق المواطن في النخيلة على وجه الخصوص وقد زكى حديثة كافة المواطنين الذين التقيناهم وفي مقدمتهم الفندم حسين سعيد الزبيري وماجد عبد حيدرة وعدنان محمد عباس.

حيث اكدت كلماتهم بأن ابناء وشباب مناطقهم كافة محرومون من حق الوظيفة في السلك الأمني والعسكري وما يتم منحه لهذه المناطق من حصص وظيفية يعتبر نسبة ضئيلة وقليلة جداً مقارنةً بحجم البطالة الكبيرة بين أوساط الشباب، ووصفوا  في مقتطفات أحاديثهم بأن تلك الحصص تمنح لمناطقها بالتقطير غير الكافي نظرا لكثرة وتضخم البطالة المتفشية والفقر الذي يعم أرجاء النخيلة وفرعه وقيف،مؤكدين بان ما تم منحه لهم من درجات وظيفية مؤخرا في الأمن والجيش لايفي بالغرض ولا يكفي لاستيعاب كافة الشباب الموجودين،

الى ذلك عبر هؤلاء وغيرهم من اهالي مناطق وقرى مركزي النخيلة وفرعه عن استنكارهم للعبث بالصحة والبيئة الذي تسببه الشركة الوطنية للأسمنت التابعة لمجموعة هائل سعيد انعم،

مشيرين إلى أن مصنع الاسمنت هذا ومنذ تأسيسه قد انهى كل صور الحياة في مناطقهم عن بكرة أبيها واحدث لهم كوارث لن تسقط  بتقادم السنين من بينها تسببه بنشر السموم والغازات الكيماوية أسقطت الكثير من السكان صرعى بعد إصابتهم بالسرطانات التي أوضحت التقارير الطبية بأن ادخنة هذا المصنع القريب منهم والذي يقع اصلاً في أراض من أملاكهم هو السبب فيها،

وسرد الأهالي العديد من قصص معاناتهم الدائمة والمستمرة من هذه المنشأة التابعة لأولاد هائل سعيد كالغبار والأدخنة التي تعكر عليهم صفو الحياة في منازلهم وايضا نفوق عدد كبير من مواشيهم بسبب استنشاق الهواء المحمل بالسموم والغازات السامة التي يطلقها المصنع عبر مداخن والبعض منها ينفق نتيجة الرعي في أماكن قريبة أي عند تناول الأعشاب الجبلية التي تتجه إليها تلك الغازات والسموم،مجددين التأكيد بأن حياتهم تحولت إلى جحيم لا يطاق منذ انشاء هذا المصنع فالى جانب استثنائهم من العمل والوظيفة فيه ظهرت العديد من الأمراض والأوبئة الغريبة والفتاكة بين صفوفهم يرجعون اسبابها الى هذا المصنع وأهمها كما ذكروا من سابق امراض السرطانات المختلفة والتي كما اكدوا آنفاً اودت بحياة الكثير المواطنين الأبرياء باعمار سنية مختلفة،

مطالبين بالاجماع كافة الجهات الحكومية التدخل السير لانقاذهم من هذا الخطر الداهم الذي يهدد هم واطفالهم بالموت المحقق والفناء إذا أراد الله وان تعمل هذه الجهات على إلزام هذه الجهة بوقف مهازلها بحق أبناء النخيلة وفرعه،ووضع حد لممارساتها العبثية تجاه المواطنين بقدر يحفظ لنا حقوقنا وكرامتنا فوق تراب أراضينا.