تقرير: انتشار مجاري الصرف الصحي كارثة بيئية تنشر الأمراض وتنتهي بالوفاة

تقرير/ سامية المنصوري

مأساة يعاني منها سكان مديرية الشيخ عثمان وأحيائه بقلب العاصمة المؤقتة عدن،  و بعض المديريات الجانبية منه؛ نتيجة الإهمالات المتراكمة وقلة الرقابة .

سكان مديرية الشيخ عثمان ومديرية ممدارة  عبروا عن استيائهم من إهمال الجهات المختصة ، بعد طفح المجارى لتغرق الشوارع بطريقة مشمئزة،  وزادت مخاوف مع زيادة نسبة المياه أسفل أساسات البنايات الذي قد يعرضها للسقوط، وأصبحت المشكلة بيئية بسبب انبعاث الروائح الكريهة والمياه الملوثة .

*أضرار مياه الصرف الصحي على الإنسان*

يعد وجود مجاري الصرف الصحي (المياه السوداء) كارثة طبيعية تهدد البيئة ، و تهدد صحة الإنسان بالأمراض الخطيرة ، فهي من أخطر المياه على حياة الإنسان نظراً لاحتوائها على الكثير من البكتيريا ، والطفيليات ، والفيروسات ، هذا الى جانب الكثير من المواد السامة و المعادن الثقيلة التي تستخدم في التنظيف .

بالإضافة الى أنها تحتوي على العديد من الميكروبات الهوائية والغير هوائية مثل بكتيريا السالمونيلا التي تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة ، مثل التيفوئيد و النزلات المعوية الحادة و غنية ببكتيريا أخرى موجودة ، وبالأخص إذا كان هناك أطفال في المكان فتصبح الخطورة أكبر مما نتخيل، و من الممكن أن تسبب الوفاة ؛ بالإضافة الى مرض الشجيلا والتي تسبب الدوسنتاريا والإسهال ، وهي سهلة الانتشار لذلك دائماً ما نلاحظها منتشرة بين السكان في المحافظة المؤقتة عدن .
و يأتي السبب في معاناة انتشار الصرف الصحي ، هو تدمير البنية التحتية بعد الحرب الذي تعرضت لها العاصمة المؤقتة عدن من قبل ميليشيا الحوثي في 2015 ، ونتج بعد ذلك تدمير البنية بما فيها الأنابيب والمضخات، والمرشحات، والقنوات، إلخ المستخدمة في نقل مياه الصرف الصحي من مصدرها إلى نقطة التجميع .
*الاستغاثة بالجهات الحكومية*
استغاث أبناء العاصمة المؤقتة عدن وبالأخص سكان مديرية الشيخ عثمان ومديرية ممدارة بالجهات الحكومية ، وكما حاولوا الاعتماد على أنفسهم في العناية والوقاية قدر الاستطاعة، عن طريق تغطية مجاري الصرف الصحي بكميات من الأتربة حتى لا يتم تلوثهم عند السير او تلوث أطفالهم بها ، وقال أحد سكان في احد إحياء الشيخ عثمان ، أن كل هذا ما هو الا حل مؤقت لن يجري نفعاً ، إلا اذا تم معالجتها عن طريق محطات معالجة او شفطها ، ويجب التدخل السريع من الجهات المختصة قبل انتشار الأمراض بشكل أوسع .

*تنتشر الأمراض وتنتهي بالوفاة*

وقالت الدكتورة سيناء الشيباني " هناك مخاطر عديدة على الإنسان تتمثل في وجود أنواع عديدة من البكتيريا والطفيليات والفيروسات من جهة ومن جهة أخرى المواد السامة والمعادن الثقيلة ، ويتمثل الخطر بانتشار الأمراض التي قد تنتهي بالوفاة .

وتابعت الشيباني "  هناك أنواع أخرى من البكتيريا التي يسهل انتشارها خصوصاٌ بين أوساط الأطفال وكبار السن بالعديد من الالتهابات والشلل وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي .

وأشارت الشيباني " تتمثل الوقاية عن طريق:-

•الحفاظ على المياه الجيدة بعيدا عن مياة الصرف الصحي .

•حسن تسليك مواسير  الصرف الصحي .

•تجنب غرس الأشجار والزراعة بالقرب من البيارات .

•التبليغ عند وجود خلل في تصريف المجاري او اي تسريب .


*يحاسب نفسه قبل ان يُحاسب*

وفي السياق نفسه قال بسام عبدالله أحد سكان الشيخ عثمان " المجاري المنتشرة والنفايات خطيرات جدا وتؤدي أطفالنا ، حيث إننا أكثر الشوارع الذي نعاني من انتشار المجاري وبالتالي الأمراض وبالأخص مرض الملاريا بسبب البعوض الذي يأتي بسبب انتشار المجاري والنفايات، وكل ذلك يأتي نتيجة إهمال الجهات المختصة واستهتارها حول مهمتها الأساسية ، وتظهر كل يوم نقابة تطالب بزيادة الرواتب  ويضربوا عن الأعمال وهم بالأصح لا يؤدون أعمالهم بشكل جيد وبأمانة ، وبعد ذلك يأتوا ببيان فيه مجموعة من المطالب وكأنهم عمال حقيقيين وهم ليسُ إلا أشباه العمال فالجميع يجب أن يحاسب نفسه قبل ان يُحاسب .

وتابع " نتمنى من الجهات المختصة والمسئولين في عدن أن يهتموا بجانب النظافة ، فالرسول علية الصلاة والسلام أوصانا بالنظافة فالنظافة من الإيمان ، بالإضافة يجب على العاملين أن يؤدوا أعمالهم بأمانة ، ولا ننسى أننا جميعاً مسؤولون عن بلدنا من جميع النواحي ، فإذا كنا يداٌ بيداً لما حصل ما حصل من إهمالات وأزمات متتابعة وغيرها من المصائب الذي عجزنا عن حلها .


*غياب تام من الحكومة*

أشار أهالي مديرية ممدارة في استغاثتهم أنهم يعيشون منذ وقت طويل في مأساة  مع استمرار المهزلة والتكاسل واللامبالاة المتعمدة من قبل العاملين ومسؤولين الصرف الصحي ، وسط غياب تام من الحكومة بالرغم قيامهم بتقديم شكاوي دون جدوى ؛ المعاناة اليومية لا توصف فهناك أطفال وكبار فى السن ومعاقين ، أصبحت مجاري الصرف الصحي تهدد حياتهم وسلامتهم وتعوقهم فى الحركة والتنقل ، وأكدوا أن مجاري الصرف الصحي ازدادت و ارتفعت حتى خرجت من الحمامات داخل المنازل، وهذا بحد ذاته خطر على حياة أسرهم ، وليس لدى الجميع المقدرة على العلاج اذا أصاب احد أفراد أسرهم من الأمراض ، اصبح الحل أمام الأهالي هو الانفجار فى وجه المسئولين  .

يعتبر المحافظة على البيئة من مجاري من أهم العمليات اللازمة لضمان توفر البيئة الصالحة للأفراد والأسرة في كل المجتمعات الريفية والحضرية، و يتم ذالك بطريقة هندسية مناسبة وفقا للأسس الفنية العلمية المقررة والمتفقة مع معايير الصحة العامة ومقتضيات الأمن والسلامة وكذالك الأسس الاقتصادية ، وهذا ما ينتظره السكان المحافظة المؤقتة عدن من الجهات المختصة .

شهد بعض سكان المديريات في المحافظة المؤقتة عدن ، حالة من الغضب والاستياء الشديد بين المارة وأهالي المنطقة، بسبب طفح المجارى، وغرق الشارع بمياه الصرف دون تحرك المسئولين لإنهاء المشكلة.