آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:53م

ملفات وتحقيقات


حكاية مأساة مدرسة تحولت الى مأوى للأغنام...مدرسة الشهيد عباس الموحدة بالمسيمير في طريقها للاندثار!

الإثنين - 22 أكتوبر 2018 - 10:35 ص بتوقيت عدن

حكاية مأساة مدرسة تحولت الى مأوى للأغنام...مدرسة الشهيد عباس الموحدة بالمسيمير في طريقها للاندثار!

عدن(عدن الغد)خاص:

كتب/محمدمرشدعقابي:

مدرسة الشهيد عباس رضوان للتعليم الثانوي ذات الطوب الأصفر بعاصمة مديرية المسيمير محافظة لحج تعد المدرسة النموذجية الاولى التي انشئت عقب الوحدة اليمنية، ومن بين جدرانها ترعرعت العديد من الأجيال وتخرجت منها قوافل من مشاعل العلم والمعرفة والتي لاح بارقها في الكثير من مجالات الحياة وتقلدت مناصب عليا في اجهزة الدولة المختلفة.

فهذه المدرسة هي من تعلم فيها كاتب هذه السطور، حيث كانت مزاراً ومقصداً للعديد من طلاب القرى والمناطق النائية الذين كانوا يرتادونها طلباً للعلم نظراً لعدم توفر المدارس أو لشحتها في تلك الفترة التي أعقبت الالفيه الثانية وبالتحديد في أواخر العام التسعينيات من القرن المنصرم، واليوم وبعد فترة وجيزة من تحويلها الى مدرسة خاصة بالبنات من صف اول ابتدائي الى الصف التاسع ما لبثت هذه المدرسة إلا أن أضحت اثراً بعد عين واطلالاً من الماضي الغابر فعلى الرغم من حداثة إنشائها الذي لا يتعدى العشرين عاماً إلا أنها تحولت وقاعاتها الدراسية ال 20 الى مطمعاً للطامعين الذين يتقاسمون فصول هذه المدرسة جاعلين منها مكاناً ملائم للسكن ليس لهم فقط وانما تحولت بعض القاعات مأوى للأغنام والطيور والزواحف وهذا الكلام ليس جزافاً أو من نسج الخيال انما موثق في عدسة كاميرا كاتب هذة السطور خصوصاً بعدما تناثر طوب المبنى وتفتت بعض أجزائه وأصيب جدرانه بالملوحة والتصدع وانخلعت أبواب السور الخارجي مما جعل منها وكأنها ساحة مستباحة للعابثين، وبحكم وجود مبناها بالقرب من منزلي ولكوني أنظر إليها دوماً بأم أعيني فقد ورثيت لحالها وتذكرت تلك الحقبة الزمنية الذهبية التي مرت بها هذه المدرسة خاصة ايام طيب الذكر عملاق التربية والتعليم بالمسيمير الاستاذ فاروق احمد هاشم (الحيمدي) رحمة الله عليه عندما كان يشغل منصب مدير المدرسة فعندما تلف بخاطري وتنبعث في تلافيف ذاكرتي ومخيلتي هذة الذكريات العطرة التي لم ولن تمحى مهما تعاقبت السنين وتبدلت المراحل وتغيرت الوجوه فتبقى هذة الذكريات عالقه في الذهن ولن تنتسي عموماً بسبب تلك التراكميات العبثية تولد في ضميري دافع الكتابة عن هذا الصرح الذي كان بمثابة بيتي الثاني وقد ترعرت فيه بمعية عدد من الزملاء الكرام اتذكر منهم الاستاذ بسام جمال سعيد وعز الدين عبدالله ناصر وبسام عبد ناصر وعلاء فاروق ونشوان العثماني ووهيب أحمد علي وصلاح الحلالي واياد حسن محيسن وغيرهم من رجال ذلك الجيل الذين لا يسمح المجال لسرد اسمائهم بالكامل هؤلاء الكوكبة وغيرهم الذين كانوا في الصفوف الاعلى او الاسفل كان لهذة المدرسة دور في تنمية مداركهم وصقل افكارهم وقدراتهم العلمية والفكرية حيث اسهمت هذة المدرسة في غرس وتنمية قيم ومبادئ الاخلاق والتربية عندي وعند غيري من التلاميذ الذين نهلوا من ينبوعها الذي كان لاينضب حينذاك، فكيف لا اتألم وانا اراها تحتضر وهي في آخر رمق تلفظ انفاسها الاخيرة في ظل صمت غير مبرر من قبل الجهات المسؤولة؟؟؟.

 

موضوع الكتابة عن مدرسة الشهيد عباس يندرج تحت تراجيديا الأسى والألم المستوحاة من واقعها المر اليوم فهي تعيش اهمالاً غير مسبوق منذ انجازها وتضاعف هذا الاهمال في الاعوام الاخيرة، هذه المدرسة الواقعة في قلب مدينة المسيمير كبرى مدن الحواشب ومركز الاشعاع الفكري ومرجل الثقافة والرياضة والعلوم والمعارف تغيرت معالمها وتبدلت صورتها وخبا بريقها، حيث طالت ايادي النهب والعبث غالبية أدوات ومعدات صالاتها ومكاتبها ودمرت ملحقاتها وهدمت معظم جدرانها وتحطمت زجاجات نوافذها وتجهيزاتها وطال العبث والنهب والتكسير غالبية المستلزمات والمعدات التعليمية والتطبيقية الموجودة فيها وغيرها من من الأثاث كالكراسي (المقاعد) والطاولات والسبورات وادوات الكهرباء والتجهيزات المكتبية وتعدى الامر هذا الحد ليصل الى استباحة حرمتها ووضع أساسات بناء بحجة امتلاك الأرض  بداخل ساحة المدرسة (مكان إقامة الطابور الصباحي للطلاب وملعب الاستراحة المدرسية) حيث تحولت ابواب سور المدرسة الى اشلاء متطايرة هنا وهناك في قم الاستهتار بالعملية التعليمية وبقيمة ومكانة هذا الصرح التربوي الكبير فمنظرها اليوم ينطق ببنت الشفاه عن سر معاناتها المتراكمة ويفصح عن احزانها الدفينة.



أصول المدرسة.

 

محتويات المدرسة ومرافقها امتدت إليها يد العبث ابتداءً من قبل الحرب الاخيرة (حرب الحوثي) ومابقي منها بعد الحرب طالته يد الاستيلاء بفرض قانون القوة وشريعة الغاب!؟ ففي وقت اصبحت فيه لغة السلاح هي السائدة والمعمول بها لفرض الواقع واستتبابه في ظل غياب تام للغة العقل والمنطق والحكمة فليس من العجب ان يصبح الحق باطل والباطل حق، والمظلوم ظالم والظالم مظلوما، والمعتدي معتدى عليه والمعتدى عليه معتدي آثم، ففي فترة من الفترات وبحسب مصادر موثوقة قامت مجاميع خارجة عن النظام والقانون والاعراف والاخلاق بالسطو على اجهزة ثمينة ومعدات وادوات مكتبية ترجع لأصول المدرسة بالاضافة الى ما تعرضت له محتويات المدرسة ووسائلها التعليمية والتثقيفية والرياضية من أعمال قرصنة ونهب وسطو وسرقات من قبل أياد خفية لم تحرك ازاءها السلطة أي ساكن، و المخزي والمعيب في الأمر هو وقوف من توكل إليه مسؤولية حماية هذا الصرح موقف المتخاذل المكتوف الايدي، بل ان البعض ممن يجب ان توجه اصابع الاتهام واشارات اللوم عليه بحسب موقعة يقف موقف المتفرج أمام هذه المآسي وكانه مجرد من روح المسؤولية ومسلوب الارادة، بل كانهم دمى لا تتحرك ولا تهز بشاعة منظر المدرسة مشاعر الذمة عندها..ولله في خلقه شؤون!!!.

 

معاناة مبنى المدرسة:

مبنى المدرسة يبدوا وكانه في ايامه الاخيرة، ومن يشاهد هذا المبنى يراوده الشك بان المبنى هل حقاً هو لمدرسة الشهيد عباس التي كان يديرها يوماً ما الاستاذ فاروق الحميدي طيب الله ثراه او لمدرسة اخرى؟

لكن الحقيقة هو لمدرسة الشهيد عباس بالفعل وحالياً تقطن فيه عدد من الاسر وقد تغيرت كل ملامح هذا المبنى واضحى آيل للسقوط والانهيار في اي لحظة، واتذكر في عام من الأعوام الدراسية التي أعقبت تخرجي من هذه المدرسة تقدم لي عدد من الطلاب ببلاغ يريدون مني نشره عبر الصحيفة كان ذلك قبل الحرب بحوالي 3 أعوام وتضمن ابلاغهم بظهور عدد من التصدعات والتشققات في الجدران الداخلية والخارجية لفصول المدرسة، مؤكدين وجود أعمال تخريب وعبث قد طالت كل مايتعلق بالفصول ومرافق وملحقات المدرسة في حين لم تحظى بأي أوجه للعناية والاهتمام من جانب المسؤولين ولم تنل منذ تأسيسها اي اصلاحات او اعمال صيانة وتأهيل وترميم الأمر الذي منح الفرصة لأولئك المتربصين ليمارسها اعمال السلب والنهب لكل محتوياتها وأصولها العامة اضافة الى قيام بعض المواطنين بالحجز والاستيلاء على معظم غرف المدرسة بمختلف شققها وأدوارها وكذلك تحول بعض الشعب والفصول كما اسلفنا آنفاً الى سكن واحواش للأغنام والنعاج تعيش وتطرح مخلفاتها فيها، كما هو الحال بالحشرات والزواحف والديدان والغربان والطيور الليلية المختلفة التي لا تجد مأوى عدا التوجه والالتجاء الى غرف هذا الصرح التعليمي المنهار للمكوث والسكن بداخله،



نقص المعلمين في مدرسة الشهيد عباس الثانوية.

 

ربطاً لحديثنا السابق لابد لنا ان نشير هنا بالتزامن مع ولوج العام الدراسي الجديد (2018-2019) حول وجود نقص كبير في عدد المعلمين يترافق مع إضرابهم المعلن والذي يطالبون من خلاله بكافة مستحقاتهم وتسوياتهم الوزارية المالية، عموماً دعونا نشير هنا الى معاناة ثانوية الشهيد عباس الرائدة والعريقة في المجال العلمي من بين كل مدارس الحواشب فهذه المدرسة لم تعد كما كانت من سابق بحسب شكاوى عدد من الطلاب والطالبات فهؤلاء التلاميذ يشكون نقص الكادر التربوي الذي يدير العملية التعليمية في المدرسة مؤكدين بأن معظم المعلمين الموجودين حديثي التخرج من الكليات والمعاهد وقليلي الخبرة والكفاءة وهذا ليس تقليلاً من شأنهم إنما بحسب رواية وشكوى عدد من الطلاب الذين يؤكدون بان هؤلاء المعلمون الجدد يقومون بالتغطية كبدائل لاخرين هم موظفين أساسيين وتتم هذه العملية برضا الجانبين و بمبالغ شهرية زهيدة جداً يتم استقطاعها من رواتب المعلمين الأساسيين وذلك لتسيير العمل دون النظر إلى حصيلة المخرجات الفكرية والعلمية التي يختزنها عقل كل تلميذ نهاية كل موسم دراسي، ووصف الطلاب حال المدرسة بأن مثل جسد مريض مسجى بموت سريري في غرفة عناية مركزة، محملين جميع السلطات المعنية المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع التعليمية داخل المدرسة ومطالبين مكتب التربية والتعليم بمعالجة كافة هذه الاختلالات وتغطية النقص الحاد في عدد المعلمين وانقاذ مبنى الثانوية الحالي قبل فوات الاوآن والذي قد يطاله التخربب والاذى مثل ماطال من سابق مبنى المدرسة القديمة التي تحدثنا عنها باسهاب آنفاً خصوصاً بعدما عمدت بعض الايادي على تحطيم زجاجات جميع نوافذ معظم الفصول دون مراعاة للمصلحة العامة اوحتى لادنى الاخلاقيات.



أنين وآهات أولياء الأمور ومطالبهم الموضوعة على طاولة المختصين.



العديد من الأهالي والآباء وأولياء أمور الطلاب في المسيمير ابدوا استيائهم و تذمرهم وسخطهم من الحالة المزرية التي تعاني منها مدرسة الشهيد عباس التي كما قالوا حالة يرثى لها، يأتي مبعث ذلك خوفاً منهم على مستقبل فلذات أكبادهم الذي يكتنفه الغموض ويمشي نحو المصير المجهول، وطالبوا في أحاديث كثيرة مع الصحيفة كافة الجهات ذات العلاقة بالنظر الى أوضاع مدرسة الشهيد عباس بجناحيها الأساسي والثانوي التي كانت بالأمس القريب مصدراً للإشعاع التنويري العام ومنبعاً لتصدير العديد من اللؤلؤ والإعلام حاملي رايات ومشاعل العلوم والمعارف بعين المسؤولية والرحمة تجاه أبنائهم الطلاب و الاستجابة لكافة المطالب الحقوقية للطلاب والمعلمين على حداً سواء، مطالبين في هذا السياق المتصل بضرورة رفد المدرسة بالكادر التربوي المؤهل وتوفير وتزويد المدرسة بالكتب والمقررات اللازمة وبالطبيعة الكافية وبجميع المستلزمات العلمية والادبية والتطبيقية والمواد المكتبية والقرطاسية وبالوسائل العملية والتعليمية وكذا ترميم وتأهيل مبنى المدرسة القديم المجاور لمبنى المستشفى وإدارة الأمن والذي تحول الى ملكية خاصة عند البعض ومأوى للأغنام والمبنى الجديد الذي بدت أعراض وعلامات التخريب تظهر على الكثير من ملامحه.