آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

دولية وعالمية


جمال خاشقجي: إدارة السعودية للأزمة في ميزان الصحف العربية

الإثنين - 22 أكتوبر 2018 - 08:03 ص بتوقيت عدن

جمال خاشقجي: إدارة السعودية للأزمة في ميزان الصحف العربية

( عدن الغد) بي بي سي العربية :

لليوم الثاني على التوالي، احتلت قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مكانة بارزة في تغطية العديد من الصحف العربية، خاصة السعودية والقطرية.

 

وأشادت صحف سعودية بأسلوب تعامل السلطات في المملكة مع القضية، مؤكدة براءة المسؤولين في مقتل خاشقجي.

لكن بالمقابل، انتقدت صحف غير سعودية الرواية الرسمية بشأن الحادث.


وأصدر النائب العام في السعودية بيانا، أفاد بمقتل الصحفي في شجار بالأيدي داخل قنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية.

 

واختفى خاشقجي بعد دخوله القنصلية يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول. وقالت السلطات التركية في وقت سابق إنها تعتقد أنه قُتل على يد عملاء سعوديين، وهو ما نفته السعودية في بادئ الأمر، قائلة إن الصحفي غادر القنصلية.

وأشار بيان النائب العام إلى استمرار التحقيق مع 18 سعوديا بشأن القضية.

 

وبالتزامن مع اعتراف بيان النائب العام السعودي بمقتل الصحفي داخل القنصلية، أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية بإعفاء مسؤولَين بارزَين في جهاز المخابرات والديوان الملكي، إضافة إلى عزل عدد من ضباط الأمن البارزين من مناصبهم.

 

"إشادة عالمية"

جاء أحد عناوين صحيفة "المدينة" السعودية كالتالي: "ترامب وحكومات العالم يشيدون بمصداقية التحقيق السعودي في واقعة خاشقجي".

 

صحيفة "عكاظ" تقول في السياق نفسه "قطعت الرياض الطريق أمام المتربصين ومن يحاول ابتزاز السعوديين والإساءة منهم بإعلانها نتائج التحقيقات الأولية في قضية المواطن جمال خاشقجي، الذي توفى نتيجة شجار مع عدد من المشتبه بهم في القنصلية السعودية في إسطنبول".

 

ووصفت صحيفة "اليوم" ما أعلنته النيابة العامة السعودية حول مقتل خاشقجي بأنه "يعطي درسا هاما لا يمكن أن ينسى لكل الأوساط السياسية والإعلامية في العالم بعدم التسرع في اختلاق الروايات حول أي حدث قبل التحقق من صحته".

 

وامتدحت صحيفة "الرياض" ما وصفته بـ"ترحيب واسع بإجراءات المملكة تجاه قضية خاشقجي".

 

وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها "أساليب المساومات والابتزاز التي تعرضت لها المملكة منذ اللحظات الأولى التي أُعلن فيها اختفاء جمال خاشقجي".

 

ويقول خالد بن حمد المالك في "الجزيرة" السعودية إن وفاة خاشقجي حدثت "دون تخطيط مسبقٍ، أو نيةٍ لقتله، أو توجيهٍ بأن تكون هذه نهايته، فكانت المملكة قيادةً وشعباً في حالة ذهول وصدمة وحزن على ما جرى، غير مصدقين أنه لقي حتفه، بانتظار ما تسفر عنه التحقيقات السعودية - التركية للوصول إلى التفاصيل، ومعرفة الحقائق بعيداً عن التسريبات والاتهامات التي كانت تتبناها قناة الجزيرة ووسائل إعلام تركية وعالمية معادية".

 

وفي مقال بعنوان "شجاعة أمام مؤامرة كبرى مدبرة"، يشير المالك إلى أن "المعلومات التي كانت تنقل للجهات الأمنية تشير إلى مغادرة خاشقجي للقنصلية، وهذا غير صحيح، مما يؤكد الحاجة إلى إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وتفعيل أدائها لئلا يتكرر مستقبلاً مثل حادث القنصلية في تركيا".

 

ويقول عبد الله الجميلي في "المدينة" السعودية إن "السعودية ليس عندها ما تخفيه فقد أكدت حرصها على الوصول للحقيقة في تلك الأزمة".

 

وقالت "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها إن السعودية "قدمت إيضاحات شاملة ووافية حول القضية" حيث "أسقطت خطط الرهانات التي كانت تهدف إلى ممارسة ابتزازها والنيل منها".

 

"مسرحية هزلية"

بالمقابل، يقول عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية إن "الرِواية الرسمية السعودية التي تعترف بمقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مليئة بالثقوب، والثغرات، وتعكس محاولة يائسةً لكَسبِ الوقت، ولهذا قُوبِلت بالشكوك، وصعدت المطالبات بإجراء تَحقيق دولي شفاف".

 

ويضيف أن "القول بأن خاشقجي قُتِل إثر شجارٍ وقع بينه وأشخاص قابلوه في القُنصلية تتَّسم بالكَثير من الركاكة والسذاجة، وغير مقنعة على الإطلاق".

 

ويرى عطوان أن "العائلة المالكة في السعودية تواجه أحد أبرز التحديات التي تهددها ووجودها، واستمرارها، ولا نبالغ إذا قُلنا أنها أخطَر من حربيّ اليمن الأُولى والثَّانية".

 

وترى إحسان الفقيه في "القدس العربي" اللندنية أن "الرواية السعودية التي قد لا تقنع أحدًا في العالم بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودائرة الصقور الجمهوريين المحيطة به، وهو يوقع السعودية في حرج أمام الإدارة الأمريكية، إلا أن حسابات الربح والخسارة لدى واشنطن ستجعل هذا الاعتراف السعودي كافيًا لديها للإبقاء على العلاقات مع المملكة في إطارها القوي المتين، فالولايات المتحدة تحتاج إلى السعودية ربما أكثر من حاجة السعودية إليها".

 

ويقول محمد المري في مقال بعنوان "قنصلية الموت "في "الوطن" القطرية إن بيانات الرياض "لم تكن نتيجة تحقيقات شفّافة، وإنما هدفها الرئيسي التغطية على الشخص المسؤول والذي اصدر قرار تصفية خاشقجي في القنصلية".

ويرى صادق العماري في "الشرق" القطرية أن "المسرحية الهزلية أسوأ من الجريمة".

 

ويقول "كفى دجلا، كفى كذباً. يجب أن نحترم عقلية البشر ولا نزيد في سخرية العالم من شخصية هذه القيادات الساذجة التي تخوض مغامرات إقليمية يائسة في اليمن، وفي حصارها لقطر".

 

ويضيف "يزيد من السخرية استكمال المسرحية الهزلية بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة... وكأن خاشقجي قضى بسبب الخلل في هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة!".

 

وفي "الشروق" المصرية، يقول محمد عبد الحفيظ "قتل خاشقجي أريد به، ليس فقط كتم صوته، أو دفن الأسرار التي حملها بحكم قربه سنوات من دوائر السلطات السعودية، بل توصيل رسالة إلى كل من تسوّل له نفسه ويشرد عن القطيع ويرفع صوته في وجه تلك الأنظمة".