آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

ملفات وتحقيقات


من يروي عطش الأهالي في صلاح الدين .. وهل ستنتهي الأزمة؟!

الأحد - 21 أكتوبر 2018 - 06:34 م بتوقيت عدن

من يروي عطش الأهالي في صلاح الدين .. وهل ستنتهي الأزمة؟!
صورة طفل يجلب المياه من بئر عيشة الخيرية بجوار مسجد العاقل

عدن (عدن الغد) خاص :

استطلاع/ محمد القاضي :

في غياب تام للسلطة المحلية بمديرية البريقة بعدن عن انقطاع مياه الشرب في منطقة صلاح الدين بشكل كامل ومن دون أي تحرك من قبل مؤسسة المياه لإنقاذ الأهالي من العطش وأعباء الأسعار المرتفعة في شراء ويتات المياه التي زادت من معانات المواطنين في المنطقة إلى جانب غلاء الأسعار في المواد الغذائية والأدوية والمواصلات..

بئر عيشة

حينما أدركت فاعلة الخير عيشة المعاناة التي يتجرعها المواطنون في المنطقة بادرت بحفر بئر لمساجد العاقل غير صالحة للشرب حتى يتمكن المصلون من أداء الصلاة بوجود ماء الوضوء بعد انعدامه  في المساجد  ويستفيد منه أهالي المنطقة في الغسل وتنظيف المنازل والتي أطلق عليها أهالي المنطقة باسم " بئر الإنقاذ " .

مواطنون يستغيثون

لازال أهالي صلاح الدين يعانون من مرارة العطش وأعباء شراء الوايتات بتكلفة باهظة الثمن حيث استغاث الأهالي بمنظمات الإغاثة العالمية بإنقاذهم من العطش الذي هل عليهم بعد تقاعس وصرف الأنظار من قبل السلطة المحلية ومؤسسة المياه رغم المناشدات المتكررة والملحة من أهالي المنطقة حيث  لم يصل الماء الى منازل المواطنين منذ ثالث أيام الفطر المبارك حتى الآن.

المنطقة التي لا تغيب عنها المياه

يقول المواطن فهمي عبد ربه ان منطقة صلاح الدين كانت من المناطق التي لا يغيب عنها مياه الشرب منذ دخول الاستعمار البريطاني حتى الحرب الأخيرة مع الحوثيين ومياه الشرب لا زالت مستمرة الا وأنها بقدرة قادر وفي ليلة وضاحها تسربت الى جوف الأرض وانعدمت من الخزانات ولم تصل المنطقة قطرة ماء يروي بها عطش ساكنيها ، مشيرا الى ان منطقة صلاح الدين كانت عصية على الحوثيين من دخولها وكانت هي بوابة النصر لعدن حيث انطلقت أول شرارة تحرير عدن من صلاح الدين لتطهير عمران وباقي مديريات عدن .

 

خزانات متهالكة ومشاريع فاشلة

ودعمت الهيئة الكويتية للإغاثة  مشروع نفذته مؤسسة المياه عدن   بمنطقة صلاح الدين فقم وعمران ، توصيل الأنبوب 24 بوصة من الخزانات امتداده من المثلث بمفرق كبجن ، حيث وقد افتتح المشروع مؤخرا ليخدم ويحسن نسبة وصول المياه للثلاث المناطق بلغت تكلفته الإجمالية بثلاثمئة وخمسة وسبعون مليون ريال يمني  ، إلا أن المشروع ينذر بالفشل رقم تكلفت المشروع التي كانت من الممكن ان تعيد ترميم خزانات المياه المجاورة لمعسكر الوقود وإعادتها إلى الخدمة مرة أخرى .

وقال سكان محليون ان هذا المشروع قد فشل وقد هلت لعنته على المنطقة ، ومنذ  إقامته لم يصل إليها قطرة من الماء بل زاد من معناتنا وكثرت مشاكلنا مع المناطق المجاورة مثل السكنية وفقم وعمران والخيسة بسبب هذا المشروع الفاشل ، مشيرين إلى انه قد تم إصلاح مشروع خاص بها .

 

محابس عشوائية وربط الخيسة بصلاح الدين

تفقد المهندس / سالمين علوي علي مدير عام المياه والصرف الصحي /عدن الثلاثاء الموافق 13/ 6 / 2017م أحوال منسوب المياه في مناطق صلاح الدين وفقم في جولة استطلاعية اضطلع فيها على المحابس (الشمبرات) والأماكن الموجودة بها تلك المحابس والتي تعمل على فتح المياه وإغلاقها بوزنية محددة والتقى برئيس المجلس البلدي لمنطقة صلاح الدين الدكتور فهد عبدالقوي واستمع لشكاوى المواطنين عبره في عدم وصول المياه اليهم وانقطاعها فجأة عنهم وشرح له سبب الانقطاع وكيفية عمل المحابس التي يرجح انها السبب في انقطاع المياه وانخفاض مستواها وذلك بفعل فاعل يقوم بالتلاعب في وزنية المحابس التي بدورها تقوم بغلق الماء عن المواطنين،  وحث مدير المياه المواطنين على عدم المساس بتلك المحابس وأمر الجهات المختصة في المياه ببناء غرف خاصة لتلك المحابس لتفادي عملية التلاعب في المحابس بسبب المخربين والتحكم بها من قبل موظف المياه فقط  ، وأكد على ضرورة ردع كل من تسول له نفسه التلاعب في منسوب المياه وحرمان المواطنين منها ، الا ان ربط مشروع مياه صلاح الدين بمنطقة الخيسة التابعة لمنطقة البريقة وربها بخزانات البريقة وفصل صلاح الدين عن منطقة البريقة " الخيسة " لكان المشروع ناج دون أي عراقيل تذكر ، الا ان تلك الإرشادات لم تأتي بنفع مع العاملين على المشروع بل زاد في عرقلت المشروع عمل محابس عشوائية هدفها ادخل المواطن في معناه طويلة الأمد .

بيع حصة المواطنتين من مياه الشرب

ضمن نزوله الميداني استجابة لشكاوى الأهالي بمناطق صلاح الدين فقم عمران بانقطاع المياه عنهم ووجود مساكب تبيع حصتهم من المياه، وبمشاركة الأهالي والحزام الأمني في تلك المناطق،  أزال نائب مدير المياه عدن المهندس فتحي علوي السقاف تلك المواقع (المساكب) التي كانت تعمل على بيع المياه للبوز ومن ثم بيعها للمواطنين من مناطق صلاح الدين وما جاورها،  ياتي ذلك في ظل الوضع المتردي الذي وصلت اليه تلك المناطق من انقطاع للمياه دام عشرة ايام ، يشار الى انه وعند نزول نائب مدير المياه عدن المهندس فتحي السقاف لتلك المساكب وسؤال العمال لبيعهم المياه .. أجابوا بان هناك تصريح (امر)  من مدير مديرية البريقة هاني اليزيدي ببيع المياه للبوز والصهاريج التي بدورها تقوم ببيعها للمواطنين في مناطق صلاح الدين وما جاورها وتعد تلك المياه من حصتهم المخصصة لتلك المناطق التي تشكو الانقطاعات المتكررة للمياه ولفترات زمنية تصل الى اكثر من أسبوع ، وان تلك الانقطاعات اما بسبب اغلاق المحابس من قبل عمال الخزانات او بسبب المساكب التي تعمل على بيع المياه للمواطنين، ومدير المياه في المديرية على علم بذلك ولم يحرك ساكنا، مما اضطر بنائب مدير المياه عدن -عند مشاهدته لتلك الأعمال الرخيصة واستهتار مدير المياه البريقة لتلك الأعمال -الى إيقاف مدير المياه البريقة فورا وعدد من عمال الخزانات الذين يتلاعبون بالمحابس ويحرمون الناس حصتهم من المياه ، كما تم تحرير رسالة رسمية لمدير مديرية البريقة للنظر فيما سمع وشاهد من عمال تلك المساكب في مديرية البريقة التي تعد غير قانونية ولا تمت لمؤسسة المياه عدن بأي صلة وشكر أهالي مناطق صلاح الدين وفقم وعمران الأخ المهندس فتحي السقاف نائب مدير المياه عدن على جهوده المبذولة واستجابته لشكواهم ونزوله على الفور .

 

هل ستنتهي الأزمة

يقول احد المواطنين نحن في منطقة صلاح الدين ليس بصدد الإقدام على صناعة صاروخ فضائي بل نحن نبحث عن قطرة ماء نروي بها عطشنا الا ان سماسرة المنطقة لم يتركوا لنا شربه ماء ، ولو الأمر بأيديهم في قطع الهواء وبيعه لفعلوا ذالك ولباعوه في سوق النخاسة دون أي رحمة او ذرة ضمير تذكر .. نحن نعاني فهل من مغيث يغيثنا؟!.