آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

أخبار وتقارير


ألغام الحوثي البحرية.. تهديد إيراني للملاحة الدولية

السبت - 20 أكتوبر 2018 - 01:45 م بتوقيت عدن

ألغام الحوثي البحرية.. تهديد إيراني للملاحة الدولية

(عدن الغد) وكالات:

تستمر الميليشيا الحوثية المدعومة من ايران في انتهاكاتها للقانون الدولي عبر تهديد الملاحة الدولية وطرق التجارة من خلال زرعها الألغام البحرية في مياه البحر الأحمر قبالة السواحل التي ما تزال تسيطر عليها وتلك التي توشك على الإنسحاب منها نتيجة ضغط الجيش الوطني وقوات التحالف الداعم للشرعية.

وقبل أيام استعرضت الميليشيا الإرهابية مشاهد عرضتها لأول مرة لتصنيع الألغام البحرية عبر فيلم بثته قناتها "المسيرة" متباهيةً بأفعالها الإرهابية في عرض البحر ومعترفة في الوقت ذاته بالتصنيع المستمر للألغام البحرية بعد ان كانت تنكر ذلك. 

وتدعي الميليشيات الحوثية القدرة على صناعة ألغام بحرية نوعية بأيادٍ وخبراتٍ محلية تزعم أنها بنسبة مائة في المائة بينما يرى مراقبون استحالة قدرتها على ذلك النوع من التصنيع دون وجود خبراء من إيران وعناصر حزب الله اللبناني الإرهابي وهي رؤية منطقية حسب المعطيات وقراءة الواقع ومن خلالها يتجدد التأكيد على تدخل النظام الإيراني الذي يقدم الدعم التقني العسكري إلى جانب تهريب الأسلحة المتنوعة لذراعه في اليمن.

اعتراف المليشيا الحوثية بتصنيع الألغام وزرعها والتباهي بذلك مرده بحسب المراقبين إلى رغبة الحوثيين ومن خلفهم ايران في رفع الروح المعنوية لأتباعهم والمغرر بهم وبسطاء التفكير وإيهامهم بانتصارات مزعومة بعد ما منيت به الميليشيا من هزائم ساحقة ومتتالية في جبهات الساحل الغربي المشتعلة والمهمة وكذلك في جبهات صعدة, منطلق الحركة الإرهابية . 

باحثون وكتَاب يرون أن اعتراف ميليشيا الحوثي بقدرتها على تصنيع الألغام البحرية يعتبر تحدياً صريحاً للمجتمع الدولي وتهديداً سافراً لطرق الملاحة في البحر الأحمر بالإضافة إلى رغبة إيران في إرسال رسائل منها إظهار قدراتها الإرهابية البحرية عبر ذراعها الحوثي وبالتالي فرض نفسها طرفاً مؤثراً وفاعلاً في المنطقة وقادراً على تنفيذ كثير من التهديدات التي يتم التلويح بها.

ويعتقد الباحث السياسي نجيب غلاب رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات أن الميليشيا الحوثية "تعيش مأزقاً قاتلاً في الساحل الغربي وخسائرها تزداد يومياً في ظل استراتيجية الجيش اليمني التي ركزت على النفس الطويل والقضم التدريجي وتخفيف الخسائر والحد من المأساة الإنسانية، ما جعل الجماعة تجد نفسها في مستنقع الاستنزاف"، وهذا يفسر تهديدها مرة أخرى بتلغيم البحر والتحرك بشكل علني واستعراض ألغامها الإيرانية".

"غلاب" لم يستبعد قيام طهران بتوجيه الميليشيات الحوثية "للقيام بأعمال إرهابية من خلال التلغيم والزوارق المفخخة واستعمال الصواريخ لاستهداف ممر التجارة الدولية في البحر الأحمر"، ويرى في الوقت نفسه أن "الألغام البحرية التي عرضتها الحوثية لن تؤثر على معركة الساحل الغربي وتحرير الحديدة بل إن استخدامها من قبل الحوثية سيعجل من سقوطها على طول الساحل"، مرجحاً أن الاستعراض وما ستقوم به الميليشيا من تهديد للملاحة "له علاقة بالحاجات الإيرانية".

من جهته يرى المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة بليغ المخلافي أن الميليشيات غير قادرة على صناعة أي أسلحة، سواء أكانت ألغاماً بحرية أم صواريخ، وإلا لكانت استخدمتها منذ الوهلة الأولى للحرب، مؤكداً أن السلاح يصل إلى الميليشيات عن طريق تهريبه مجزأً عبر ممرات التهريب التي ما زالت تعمل نتيجة للصعوبات القائمة أمام السيطرة على الكم الكثير من الجزر الصغيرة المتناثرة في البحر الأحمر والسواحل اليمنية المترامية الأطراف.

وترجح مصادر أمنية في صنعاء أن الميليشيا أقامت خلال السنوات الأخيرة، في مواقع سرية في كل من صنعاء وذمار وعمران، عدداً من الورش الخاصة بصناعة الألغام والمتفجرات بإشراف من خبراء إيرانيين قدموا إلى اليمن قبل انطلاق عاصفة الحزم . 

وتحدثت المصادر نفسها عن أن أغلب الألغام والمتفجرات الحوثية يتم نقلها من هذه الورش في صنعاء وفي غيرها من المناطق في عربات مدنية باتجاه الساحل الغربي عبر عدد محدود من عناصر الميليشيات المتخصصين في نقل العتاد العسكري، مقابل منحهم مبالغ ضخمة لقاء توصيل كل شحنة إلى الجبهات.

وبدوره أكد الكاتب والصحفي همدان العليي "لو كانت الحكومة الشرعية أو دول التحالف هي التي تمارس هذه الانتهاكات فإنها ستتعرض للمساءلة وربما العقوبات وذلك لسبب طبيعي وهو أن هذه الكيانات خاضعة للقانون الدولي وستتأثر به"، متابعاً: "الميليشيات لا تأبه لأي ردات فعل وتمارس انتهاكاتها بكل أريحية، وتعلنها، حتى الكيان الإسرائيلي عندما يفجر أو يهدم منازل المقاومين الفلسطينيين لا يقوم بتصويرها، لكن الميليشيات الحوثية تتعمد التصوير لإرهاب الناس ولا تهتم بالقانون الدولي".

وسبق وأن نفذت الميليشيا الحوثية عدداً من الهجمات الإرهابية في عرض البحر الأحمر مستهدفة ناقلات النفط وسفن المساعدات الإنسانية عبر الصواريخ الإيرانية والقوارب المفخخة.