آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

أخبار وتقارير


الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي يطالب بوقف الحرب وتشكيل مجلس رئاسة وحكومة وفاق وطني

الخميس - 18 أكتوبر 2018 - 03:45 م بتوقيت عدن

الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي يطالب بوقف الحرب وتشكيل مجلس رئاسة وحكومة وفاق وطني

(عدن الغد) خاص:

أكد رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد على ضرورة وقف الحرب في اليمن والمستمرة منذ أواخر مارس عام 2015 عندما أعلنت دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عن شن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية دعماً لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين، والحفاظ على أمن ووحدة اليمن وسلامة أراضيه.

 

وعرض رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في محاضرة أقيمت في العاصمة الأردنية عمّان، الاثنين، مبادرة بـ"وقف الحرب في اليمن"، و قدمها الى الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية وإلى التحالف العربي، وشهدت حضوراً غير مسبوق من قبل شخصيات سياسية أردنية وعربية ودولية، في مؤشر قال عنه متابعون لوكالة "ديبريفر" للأنباء انه يشير إلى "وجود رأي عربي ودولي يضغط باتجاه وقف الحرب في اليمن".

 

وتعيش اليمن منذ 26 مارس 2015 في حرب ضارية بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وقوات الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية والإمارات ويشن ضربات جوية وبرية وبحرية في مختلف جبهات القتال وعلى معاقل الحوثيين، تمكنت من خلالها استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة في البلاد، لكن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات والمناطق شمالي البلاد.

 

وتقول الأمم المتحدة إنّ الأزمة الإنسانية في اليمن، هي الأسوأ في العالم في الوقت الراهن، وأشارت في تصريحات فائتة إلى أن أكثر من ثمانية ملايين يمني وصلوا إلى حافة المجاعة، وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص.

 

ويتركز جوهر مبادرة الرئيس ناصر على "تشكيل مجلس رئاسي في اليمن لإدارة الفترة الانتقالية بالتزامن مع تشكيل حكومة وفاق وطني واطلاق حوار بين جميع المكونات اليمنية للاتفاق حول شكل الدولة الاتحادي من اقليمين جنوبي وشمالي".

 

وكان تقرير دولي أكد حالة "اللا دولة" في اليمن، حيث رفع فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة المعني باليمن تقريراً بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير2018 عن الأوضاع التي تمر بها البلد التي تشهد حرباً ما زالت مستمرة وقد دخلت في سنتها الرابعة ويعاني منها معظم الناس على نحو كارثي.

 

وكتب التقرير خمسة أشخاص من الخبراء، أكدوا فيه أن "الدولة اليمنية لم يعد لها وجود"، وأن "هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية، ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال".

 

وأكد التقرير: "في الجنوب أُضعفت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شكل مؤخراً ويدعو إلى إنشاء جنوب يمني مستقل. وهناك تحد أخر تواجهه الحكومة وهو وجود قوات تعمل بالوكالة، تسلحها وتمولها الدول الاعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان. ومما يزيد ديناميات المعركة تعقيداً وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في سبه الجزيرة العربية، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وكلاهما يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية".

 

وكشف رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في محاضرته عن تلقيه مؤخراً، عرضاً تولي السلطة في اليمن، لكنه رفض ذلك، لأنه "لا يريد إلا إيقاف الحرب".

 

وتتخذ الحكومة الشرعية في اليمن مدينة عدن عاصمة مؤقتة للبلاد، لكنها تدير الدولة من الرياض. وعدن هي وفق تقرير لمجموعة الأزمات الدولية صدر في أبريل 2018م، "مدينة مأخوذة رهينة في لعبة شد حبال متداخلة: هناك أنصار حكومة هادي من جهة، وخصومهم في المجلس الجنوبي المؤقت من جهة أخرى". ويضيف التقرير: "ثمة نزاع بين مصالح وطنية ومحلية متعارضة يسعى فيه الجميع للسيطرة على الموارد لكن ليس هناك قوة تحكم بشكل فعال".

 

ووصف رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، الحرب الدائرة في اليمن بأنها "ليست حرباً بين اليمنيين و انما هي حرب إقليمية تؤججها دول لا تريد الاستقرار لليمن".

 

وأضاف ناصر: "لحظة اعلان عاصفة الحزم كنتُ متواجداً في دولة خليجية وطُلب مني تأييدها مقابل اغراءات كثيرة لكنني رفضتُ ذلك بشدة".

 

وأكد أنه "حذّر التحالف العربي بأن الحرب ستستمر لسنوات وليس لشهر واحد كما كانوا مخططين لها".

 

وعن ما يجري في محافظة الحديدة غربي اليمن، قال ناصر إن "التحالف العربي حتى ولو دخل الحديدة بل وصنعاء نفسها فإن ذلك لن ينهي الحرب وإنما ستكون بداية جديدة لحرب أخرى".

 

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أكد، في 4 أكتوبر الجاري ، أن "الأمم المتحدة تأمل في استئناف المشاورات بين الأطراف المتناحرة في اليمن وهما الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، والحوثيين، وذلك بحلول نوفمبر المقبل"، في دليل جديد ينفي عدم صحة الأخبار التي يروّج لها المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته الممثل الوحيد لجنوب اليمن، وهو مكوّن يدعو الى انفصال جنوب اليمن عن شماله بقوة السلاح.

 

وأشار غريفيث إلى أنه "اقترب من التوصل إلى حل يهدف إلى تفادي المزيد من مفاجآت اللحظة الأخيرة". وأضاف: "ما أريد حدوثه هو أن نتمكن خلال الأسبوعين القادمين على أقصى تقدير من حل تلك المشكلات، حتى نستطيع عندئذ أن نقول: حسناً، نعرف الآن الأساس اللوجستي لدينا، فلنعد إلى الطاولة".

 

وقال: "أريد أن يبدأ ذلك في نوفمبر، لكن لا أستطيع التنبؤ الآن، نظراً لأنه يجب علينا أن نزيح تلك المشكلات اللوجستية عن الطريق". وأشار إلى أن "المحادثات ربما تُجرى في أوروبا"، لكنه امتنع عن تحديد المكان، قبل أن أعلن في وقت لاحق أن المحادثات ستعقد في لندن.

 

وقدم رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في بداية محاضرته تصوراً تاريخياً وسياسياً للأحداث والحروب التي مرت بها اليمن منذ الحرب السعودية اليمنية سنة 1934.

 

حضور كثيف خلال محاضرة الرئيس ناصر

 

وشهدت المحاضرة مداخلات وتعقيبات عديدة من الحضور صبت في مجملها "على ضرورة وقف الحرب التي سببت الدمار في اليمن".

 

وتقوم مبادرة رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد على العناصر التالية:

 

1 ـ تشكيل مجلس رئاسي

 

2 ـ حكومة توافق وطني

 

3 ـ لجان عسكرية لجمع السلاح من كل الأطراف

 

4 ـ اطلاق حوار بين المكونات السياسية حول شكل الدولة الاتحادية على شكل اقليمين جنوبي وشمالي

 

5 ـ تشكيل لجنة دستورية

 

6 ـ تشكيل لجنة انتخابية

 

7 ـ مؤتمر لإعادة الأعمار

 

8 ـ دعم مجلس الأمن الدولي للمبادرة.

 

وكان رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، التقى بالمبعوث الدولي لدى اليمن مارتن غريفيث، الأحد الفائت في العاصمة الأردنية عمّان، لمناقشة مبادرة السلام في اليمن ومشاركة وفد جنوبي موحّد في المفاوضات.

 

وناقش الاجتماع "وجهات النظر بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن". وأشاد ناصر بـ"جهود المبعوث ومساعيه الصادقة مع كل الأطراف في اليمن شمالاً وجنوبا لتحقيق الأمن والاستقرار فيه وفي المنطقة".

 

وأكد الرئيس ناصر خلال اللقاء، وقوفه إلى جانب جهود المبعوث الأممي، وناشد كافة الأطراف اليمنية والاقليمية والدولية على إنجاح مساعيه السلمية للخروج من دوامة الحرب والصراع التي يمر بها الشعب اليمني وشعوب المنطقة". ودعم ناصر "جهود المبعوث الدولي في تشكيل وفد جنوبي موحّد للتفاوض في المشاورات لوقف الحرب وما بعدها"، وتم الاتفاق على "استمرار التواصل بعد عودة غريفيث من مهماته التي سيقوم بها خلال الأيام القادمة.