آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

ملفات وتحقيقات


استمرار أزمة التعليم في عدن(تقرير)

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - 01:36 م بتوقيت عدن

استمرار أزمة التعليم في عدن(تقرير)
ارشيفية

عدن (عدن الغد)خاص:

 

تدخل المدارس في عدن شهرها الثاني، وما زالت العملية التعليمية لم تبدأ بعد. انزلاق مستمر نحو الفوضى التعليمية. ويقف الطالب  وحده عاجزا بين إضراب المعلمين وسكوت الحكومة.

ما هي الأسباب التي أدت إلى الإضراب في المدارس، وما هي أحوال الطلبة التعليمية ، كيف انعكس الأمر على الطالب قامت صحيفة" عدن الغد" بـ(إلقاء الضوء) على ردود الفعل. كل هذا وأكثر نتعرف عليه في التقرير التالي:

 

تقرير: عبد اللطيف سالمين

 

اعلنت  النقابة العامة للمعلمين و التربويين الجنوبيين الإضراب العام عن العمل بداية العام الدراسي الحالي 2018-2019،

 

وهو ما  اجبر الطلبة على العودة إلى مدارسهم في الشهر الماضي وفي اول اسابيع الدراسة في مدينة عدن، بسبب استجابة المعلمين للدعوة التي اطلقتها النقابة مطالبة بالعلاوات المتاخرة التي لم تصرف لهم بعد من قبل الحكومة، بجانب عدم القبول بالزيادة المعلن عنها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد مزامنة مع هبوط العملة المحلية أمام الدولار.

 

وأكدت النقابة على استمرار الإضراب إلى ان يحصل المعلمون على كافة حقوقهم.

 

وهو ما حال دون البدء في عملية الدراسة، لتغلق العديد من المدارس أبوابها أمام الطلاب فيما اكتفت بعض المدارس بفتح أبوابها للطلبة وعدم القاء الدروس من قبل المعلمين، ما جعل الطلبة يبدون انزعاجهم وشعورهم بالملل ، حيث  يذهب الطلبة للمدرسة أملا في تلقي الدروس وهو ما لا يحدث، ليظل ذهاب الطالب الى المدرسة لأجل إنجاح العملية التعليمية امر لا جدوى منه.

 

وصرح مسئول في النقابة ان  السبب الذي دعى النقابة لهذا القرار الصعب هو نفاد صبرهم، وان الحكومة لم تلبي مطالبهم وتكتفي بالوعود الكاذبة، فور كل إضراب، وان رابت المعلمين بعد ان كان يصل إلى مايقارب 250$ اصبح اليوم لا يتعدي ال 90$ ناهيك عن توقف العلاوات من سنين طويلة .

 

 

مطلبنا إعادة النظر في رواتب المعلمين.

 

من جهته يقول علي سليم، وهو مدرس في أحدى مدارس مدينة عدن: من حقنا الإضراب وسنستمر فيه إلى ان يتم النظر لمطالبنا وتخفيف معاناتنا نحن المدرسين الذين خدمنا كثيراً دون تأفف ولكن الأوضاع لم تعد مثلما كانت.

 

ويضيف سليم: بجانب اننا منهكون ومحطمون إلى ان ذلك لم يمنعنا من الاستمرار في اعمالنا ولكن ما يحدث اليوم كارثة ، حيث ان الراتب لم يعد يكفي ليسد ايام قليلة من الشهر امام هذا الارتفاع الجنوني للأسعار. كيف بالإمكان ان يوصل المدرس رسالته التربوية في ظل هذه الظروف الخانقة و امام الا مبالاة من الحكومة للنظر في امس احتياجاتنا والتي هي حقوقنا جميعاً.

 

ويتابع: رسالتنا واضحة، يجب إعادة النظر في رواتب المعلمين وكل الموظفين في وزارة التربية والتعليم، الذين أنهكتهم الحياة وانعكاس الظروف الصعبة التي تمر بها البلد عليهم.

 

ووصف بعض أولياء أمور الطلبة في مختلف المستويات الدراسية ان  قرار الإضراب بالقرار الهمجي، والعابث بمستقبل أبنائهم، ودعى أولياء الأمور بالبدء في العملية التعليمية بأسرع صورة ممكنه حرصا على ان ينال أبنائهم حصتهم الطبيعية من العملية التعليمية.

 

واعرب اولياء الامور عن قلقهم من استمرار الإضراب وتخريب العملية التعليمية.

 

يقول عمر سعيد: وهو طالب في الصف السابع:ذهبت إلى المدرسة وعدت إلى المنزل في وقت قصير ، وهو ما اثأر استغراب والدي، الذي ظن انني أتهرب من المدرسة، و الحقيقة ان المدرسين أعلنوا استمرار الإضراب وهو ما قد يعني ضياع عام دراسي اخر.

 

وكان لأحد أولياء الأمر رأي أخر حيث يرى ان ما يحدث هو تدمير للطلبة الذين ينتمون إلى اسر فقيرة  او الغير قادرة ، حيث ان المدارس الخاصة مفتوحة أبوابها والعملية التعليمية فيها مستمرة و ناجحة، بينما  الأولاد الآخرون من لا يستطيع أهلهم إرسالهم إلى المدارس الخاصة هم المتضررون. الأغنياء يتواجد أولادهم في المدارس الخاصة للدراسة غير مكثرتين او متأثرين بالذي يحدث بينما اولاد الفقراء يحرمون من الدراسة .

وتسائل ولي الأمر: لما يتم فرض الإضراب بالقوة على بعض المدارس التي تفتح أبوابها مشيراً إلى غالبية المدارس بعد أن فتحت أبوابها تم إغلاقها بالقوة بحجة العصيان العام والإضراب.

ويضيف: سياسة التجهيل هذه يجب ان تنتهي, هي السبب اليوم بالحال الذي وصلنا إليه، ان الحقوق التي يتبجح بها المعلمين للأسف ما هي الا لخدمة أجندة سياسية أخرى ولا احد يخسر في الأخير الا الطلبة.

 

على الجميع ان يعي هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج إلى نهضة تعليمية للخروج منها لا إغلاق المدارس كلما سنحت لهم الفرصة. أناشد الجميع برفع الإضراب عن الدارس لان أولادنا وحدهم المتضررين وهذا القرار الكارثي سينعكس سلبيا علينا جميعا.

 

ملف أخر لم يغلق بعد، أسئلة كثيرة تنتظر من يزيح الستار عنها ويبقى السؤال الأهم، متى تعالج وزارة التربية والتعليم مشكلة الإضراب ، وهل ستجد الحكومة في الايام القادمة حلاً سريعاً يضمن عودة الطلبة إلى المدارس والبدء في العملية التعليمية في اقرب وقت ممكن. ام ان الملف سيظل مفتوحاً كبقية الملفات التي لا تجد من يغلقها، هنا في عدن.