آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-06:59م

رياضة


المحمدي والتلال..عراقة تحت الركام وواقع سيئ الحال

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - 12:53 م بتوقيت عدن

المحمدي والتلال..عراقة تحت الركام وواقع سيئ الحال

عدن(عدن الغد)وعد أمان:

يصعب على كل من عايش تلك الحقبة الزمنية التي ظهر فيها نادي الاتحاد المحمدي الرياضي أن يرى بأم عينيه ذلك الصرح الشامخ الذي كانت له الريادة الزمنية في المنطقة العربية كلها كناد عريق تأسس في العام 1905م لينقل لعبة كرة القدم آنذاك نقلة نوعية من لعبة تمارس في الحواري دون تنظيم إلى لعبة تمارس بشكل راق ووفق أسس ولوائح بسيطة ظهرت مع ظهور هذا النادي.

ولقد حرص القائمين عليه على بنائه وتشييده بنمط معماري فريد وبسيط بساطة أهل عدن.

وبقي هذا النادي الصرح يستقطب ويضم بين جنباته كوكبة من الرياضيين والنجوم الذين كان يشار لهم بالبنان , يصعب عليه وهو يرى الصرح اليوم في حال يرثى له ، وضع مفجع ومزري في ذات الوقت بل ومخزي أيضا ، فلا يكاد المرء يصدق أن هذا النادي الذي يمتد عمره إلى 113 عام والذي كان ينبغي أن يكون اليوم مزارا وقبلة لكل الرياضيين في المنطقة العربية يطلعوا من خلاله على تاريخ الكرة العدنية بوجه خاص والكرة اليمنية بشكل عام لم يعد سوى اطلال وخراب ينعق فيه الغراب.

 

مبنى متهالك مهجور وجدرانه متصدعة آيله للسقوط بوابته غارقة تحت أكوام من القمامة تعرض بفعل فاعل للإهمال والنسيان لسنوات خلت ، كما تعرض لأعمال طمس وتشويه وتغيير ملامحه التاريخية حتى باتت أجيال من شباب عام 90 وما بعده لا يعرفون حتى اسمه ، بل يسمونه تارتآ مقر للجان الدفاع الشعبي في إشارة إلى تحويله في الثمانينات بقرار سياسي إلى مقرا لمنظمة لجان الدفاع الشعبي ، وآخرون يسمونه مصنع البرد(الثلج) كون إدارة نادي التلال في ما بعد التسعينات أقدمت على تأجيره لأحد التجار الذي قام بتحويله مصنعا للبرد (الثلج) بعد إجراء بعض الاستحداثات في جهته الخلفية, والبعض الآخر يسمونه بالمبنى المهجور أو المسكون نتيجة لتوقف المصنع بعد خلافات بين صاحبه وإدارة النادي.



نادي الاتحاد المحمدي بعد الدمج

 

في مطلع السبعينيات ظهرت بعض التغيرات والتحولات على كرة القدم كلعبة لها جمهورها ومحبيها وعشاقها وكدا على الأندية الرياضية  المشهورة آنذاك تمثلت بدمج الأندية القريبة جغرافيا من بعضها وتقع في منطقة واحدة لتقليص عددها الكبير , ففي كريتر مثلا تم دمج نادي القطيعي والعيدروسي تحت مسمى نادي التضامن تم بعد ذلك ضم إليهما نادي الإتحاد المحمدي فسمي النادي الجديد نادي التضامن المحمدي.

وفي نفس الوقت تم ضم نادي الشباب الرياضي مع نادي الحسيني تحت مسمى النادي الأهلي وبقي نادي الاحرار لوحده.

حتى جاءت المرحلة الأخيرة من عملية الدمج فدمجت الستة الأندية مع بعضها ليكون الاسم الجديد هو نادي التلال الرياضي الذي اتخذ من نادي التضامن المحمدي مقراً له (المقر الحالي للتلال) وذلك في 18يوليو عام 1975م.

 

ويبقى نادي الاتحاد المحمدي هو النادي الأول الذي تأسس عام 1905م أما الخمسة الاندية الاخرى فقد تأسست جميعها في العشرينيات والثلاثينيات أي بعد عدة سنوات من تأسيس نادي الاتحاد المحمدي.

 

مشوار التلال

 

لقد سمي النادي الوليد بعد عملية الدمج بنادي التلال الرياضي واتخذ من مقر نادي التضامن المحمدي مقرا له باعتباره الأوسع من حيث المساحة عن بقية الأندية وهنا بدأ التلال مشواره بترتيب بيته الداخلي فتم نقل الأصول والممتلكات من كؤوس وتروس وغيرها من الأصول والتجهيزات والأثاث التابعة للستة الأندية إلى هذا البيت التلالي الذي ساهم الجميع في ترسيخ دعائمه وبنيانه .



تعاقبت إدارات نادي التلال الرياضي وترأس هذه الإدارات شخصيات اجتماعية وسياسية وأكاديمية ورياضية ساهمت في إزدهار النادي في جانبه الرياضي والمالي وكذا الإجتماعي ووصلت الانشطة والفعاليات إلى مراحل متقدمة فظهر ذلك جليآ في البطولات التي أحرزت في مختلف الألعاب فأصبح التلال والانتصارات لفترة من الزمن وجهان لعملة واحدة.

 

إهمال مقر المحمدي

 

لكن هذه الإدارات المتعاقبة منذ يوليو 1975م وحتى اليوم لم تولي إهتماما بمقر نادي الاتحاد المحمدي او إتخاذها إجراءات من شأنها الحفاظ عليه ،  متناسية أو متجاهلة عراقة هذا النادي الذي هو في الأساس فخرا لنادي التلال (الوليد) الذي يطلق عليه اليوم عميد الأندية ويفاخر جميع محبي النادي بأنه تأسس في العام 1905م وأنه أول نادي تأسس في الجزيرة والخليج ، وثاني نادي عربي بعد فريق عمال السكة الحديد بمصر , لذلك كان الاحرى أن تولي هذه الإدارات المتعاقبة مزيد من الإهتمام بمقر المحمدي ليكون شاهدا اليوم على حديثهم عن العراقة والعمادة و الريادة في داخل الوطن وخارجه بحسب أراء الكثير من الناشطين والصحفيين الرياضيين وحتى المهتمين بالرياضة ومحبي التلال تحديداً.

 

لكن في حقيقة الأمر فقد بذلت الإدارة الحالية لنادي التلال جهود طيبة بشأن إعادة تأهيل مبنى الاتحاد المحمدي ورفعت مذكرة بهذا الصدد إلى محافظ عدن الأستاذ عبدالعزيز المفلحي الذي تجاوب بصورة سريعة مع مطالب إدارة النادي المتمثلة بإعادة تأهيل نادي التلال ومقر نادي المحمدي , ووجه مكتب اشغال عدن للبدء بالمشروع وخاصة في نادي التلال اولا كما بدل ايضا الاخ خالد سيدو مدير عام مديرية صيرة جهودا طيبة في هذا الجانب إلا أن المشروع للأسف توقف لأسباب تتعلق بأعمال المقاولة ومكتب الأشغال, لكن بقي مقر نادي المحمدي لم يدخل ضمن إهتمامات السلطات المختصة فزاد ذلك من تردي اوضاعه وحالته البنيوية.

 

لقد أثارت صورة لمقر نادي المحمدي التقطت حديثا وتحديدا في تاريخ 22/9/2018 ونشرت في بعض المواقع الإلكترونية حفيظة كثير من الناشطين والرياضيين للوضع المزري الذي لحق بمقر هذا النادي العريق ذو الريادة الزمنية في الجزيرة والخليج والوطن العربي العريض, واستغربوا إيما إستغراب من تجاهل الجهات المختصة وكل الأطراف المعنية بالشأن الرياضي وايضا المعنية لشؤون السياحة باعتبار أن هذا المبنى يعد من المعالم التاريخية إلى جانب كونه صرح رياضي شامخ البنيان ضارب جدوره في عمق التاريخ ومسيطرا بطولاته وريادته في صفحاته الناصعة.

 

مناشدة عاجلة

 

فتوافق جميعهم في شبكات التواصل الإجتماعي على رفع مناشدة عاجلة للجهات المختصة من وزارة رياضة ووزارة سياحة وسلطة محلية بعدن للإسراع في إنقاذ مبنى نادي الاتحاد المحمدي وترميمه وإعادة تأهيله ، ليصبح مزارا أو متحف تعرض فيه جميع الكؤوس والتروس الخاصة بالبطولات الرياضية لمختلف الألعاب التي تتصدرهم جميعا لعبة كرة القدم ووضع بنرات يدون فيها تاريخ الأندية الستة التي دمجت مكونة نادي التلال الرياضي ، وكذا ما حققه نادي التلال الرياضي منذ نشأته في يوليو 1975م حتى اليوم مدعومة بالصور الفوتوغرافية لأهم البطولات ومنصات التتويج.

 

ولكن قبل ذلك كله لابد من إنتشال مقر نادي التلال الرياضي من وضعيته الحالية وتهدم مبنى إدارته وصالاته  التي أصبحت اليوم تحت الركام جراء الحرب والتفجيرات التي لحقت الحرب عند البوابة الخارجية لقصر معاشق القريبة من مقر النادي والتي بسببها سارع محبي النادي والمخلصين في مجلس إدارته من الإسراع في نقل الكؤوس والتروس التي كان يحتفظ بها في مبنى الإدارة والاحتفاظ بها من عملية السرقة والنهب في بيت رئيس النادي الأخ عارف اليريمي وكذا في بيت عضو مجلس إدارة النادي الأخ القربي مما بعت على ارتياح جميع منتسبي ومحبي النادي كون تاريخ النادي قد أصبح في أيدي أمينة.

 

ويقول رئيس نادي التلال عاريف اليريمي في مقابلة مع عدن الغد: "الكؤوس تم سحبها من النادي قبل دخول الحوثيين مقر النادي بساعات  وهي بالحفظ والصون ،مجموعة منها في منزلي ، ومجموعة في منزل عضو الإدارة محمد القربي"



من جانبه يقول الأخ محمد القربي عضو مجلس إدارة النادي : "نعم الكؤوس موجودين عندي في المنزل ، طبعاً اغلب الكؤوس الموجودة معي  اخذتها من النادي وهي فاقده لمعانها ، وحالياً موجودة في غرفة و مغطيهم بطريبيل عشان الأتربة واغلبهم فاقدين لمعانهم يعني فاقدين للعناية لا يوجد تلف بأي كأس يمكن يكون بعض اللوحات او التروس مكسره زجاجاتهم ، انا عندي حوالي ٥١٨ كأس بمختلف انواعهم واثنين كراتين من التروس وكلهم مجرودين وايضاً في مجموعة بسيطة من الكؤوس في منزل رئيس النادي.

والسؤال متى سيتم الإنتهاء من إعادة تأهيل مقر نادي التلال؟

وانتشال نادي المحمدي وإنقاذه قبل الانهيار؟ وكلا الناديين اليوم في الهم شرق.

المرجع (موسوعة عدن حرة الرياضية)