آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:26ص

ملفات وتحقيقات


بسبب إرتفاع إيجارات المنازل والشقق والدفع بالريال السعودي : أرباب الأسر يصرخون : من يقف طمع ملاك المنازل والشقق السكنية في ظل عجز الدولة

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - 10:37 ص بتوقيت عدن

بسبب إرتفاع إيجارات المنازل والشقق  والدفع بالريال السعودي : أرباب الأسر  يصرخون : من يقف طمع ملاك المنازل والشقق السكنية  في ظل عجز الدولة

عدن(عدن الغد)خاص:

تحقيق/  الخضر عبدالله :

تشهد مدن  المحافظات الجنوبية ارتفاعاً في الإيجارات السكنية في الأشهر الأخيرة، وطلب ملاك العقارات دفع الإيجار بالريال السعودي ..

وأتت ارتفاع الايجارات السكنية منذ بدء توافد  النازحين من المناطق الشمالية والمغتربين اليمنيين في السعودية بالعودة الى الوطن, إثر الرسوم الاخيرة التي فرضتها المملكة عليهم ..

وتبلغ ايجارات الشقة الواحدة في  بــ ( 1000) بالف ريال سعودي وقابل للزيادة ، ولا يقبل مالك الشقة بدفع الإيجار إلا بالريال السعودي ..

حيث قفزت أسعار العقار في الآونة الأخيرة لتبلغ حداً جنونياً لم يكن بالحسبان . ووفقا لمتخصصين ، فقد ارتفعت أسعار الوحدات السكنية، خلال الأشهر القليلة الماضية، في مدينة عدن  بنسبة 50% وإلى 70% في الأحياء العادية، أما في الأحياء الراقية وسط المدينة فبلغت الزيادة 150% كما ازدادت أسعار الإيجارات، لترتفع في الأحياء العادية بالمدينة ابتداء من 40 ألف ريال  للوحدة السكنية، بدلا من 30 ألف ريال خلال الأعوام الماضية، فيما بلغت في الأحياء التجارية ما بين 160 ألفا و200 ألف ريال

في إطار ذلك، طالب عدد من المواطنين بتدخل السلطة المحلية لوضع حد لطمع ملاك الشقق السكنية، مستغلين عودتهم إلى وطنهم وحاجتهم للسكن..

" عدن الغد " بدورها استطلعت آراء بعض المواطنين لتتعرف كيف  تأثرت الأسر بارتفاع أسعار الوحدات السكنية .

احمد سعدي سائق سيارة اجرة يقول :

ان اغلب الأسر  تعاني من عدم امتلاكهم الدور السكنية او حتى قطع الأراضي و هذه المشكلة ليست جديدة فهي متوارثة منذ أجيال لكنها تتفاقم يوماً بعد أخر و سنة بعد أخرى حيث وجدت الجهات المختصة نفسها أمام معضلة كبيرة لا حل لها بعد أن بلغت أعداد الذين لا يمتلكون سكناً خاصاً بهم مئات الالاف  الأشخاص و كان لابد من وضع الآليات لمعالجة مثل هذا الخلل عن طريق بناء الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود و في ظل هذه البطالة الحالية حيث يقف الأغلبية عاجزين أمام دفع مثل هذه الإيجارات التي بلغت بعضها ( الف ريال سعودي ) شهرياً في حين متوسط إيجار الدار الصغيرة وفي حي شعبي  بلغ (40) الف ريال يمني وهو مبلغ خيالي إمام رواتب الموظفين المقاضاة حاليا و انا اعمل سائق سيارة اجرة و اعمل من بداية الصباح لغاية ساعات متأخرة من الليل من اجل ان اجمع مبلغ إيجار الدار الذي اسكن فيه و الذي استأجره بمبلغ (40) ألف يمني بالإضافة الى اجور الكهرباء والماء والترميمات .

 

صعوبات كبيرة :

 

و تألمت (موظفة في القطاع المدني ) من الارتفاعات الحاصلة بالإيجارات عندما وصلت إلى حالة لا يمكن أن يصدقها و قالت نحن لا نستطيع تحمل دفع الإيجارات العالية حيث كنا مستأجرين داراً صغيرة في إحدى المناطق الشعبية بمبلغ (25) الف ريال يمني و طلب صاحب العقار من زوجي أن نرفع مبلغ الإيجار إلى (40) الف ريال يمني أو نترك المنزل وقد وجدنا صعوبة كبيرة في توفير مثل هذا المبلغ الأمر الذي اضطرنا إلى أن نرحل من المكان الذي كنا نستأجره إلى إطراف المدينة واستأجرنا بيتا لم يكتمل بناؤه بمبلغ (25) الف ريال حيث انعدمت هناك الخدمات و صعوبة التنقل داخل المنطقة بسبب تراكم الأوحال مما جعلنا نعيش في دوامة كبيرة و أصبح الوصول إلى عملي يومياً مسألة في غاية الصعوبة مما جعلني افكر بالعودة إلى منطقتي و أتحمل تكاليف الأسعار المرتفعة .

 

وأبدى صاحب محل لبيع المواد الكهربائية استيائه من ارتفاع أسعار العقارات " ان مشكلة ارتفاع أسعار العقارات و بدلات الإيجار قد تفاقمت و استفحال أزمة السكن التي تعاني منها اغلب العوائل  منذ فترة ليست بالقصيرة في ظل ارتفاع مستمر لمجمل جوانب الحياة المعيشية حيث باءت محاولاتي بالفشل و إنا ابحث عن دار صغيرة للايجار بسعر معقول و قد أصابني الإرهاق و التعب من كثرة مراجعاتي لمكاتب العقار آملاً في الحصول على دار صغيرة للايجار لإسكان عائلتي أو حتى غرفة كبيرة للايجار لكن دون جدوى وذلك بسبب الارتفاع الهائل في أسعار الإيجارات و محدودية إمكاناتي المادية و أعتقد أني لن أجد أي مسكن يؤيني إنا و أطفالي ما دام أصحاب العقارات والدلالين قد وجدوا ضالتهم في رفع مستواهم المادي حيث يبلغ سعر الدار الذي استأجره (1000) الف سعودي .

موظف متقاعد  يقول " كان ايجار الدار التي نسكن فيه حالياً لا يتجاوز (20) الف يمني  لكن بسبب الحرب وكثرت النازحين إلى المدن المحررة ازدادت طلبات صاحب السكن بصورة كبيرة و إن المعيلة الوحيدة للعائلة التي تتكون من ( 7 ) أشخاص و قيمة الايجار ارتفعت للضعف و هذا يعني أني اذا لم أستطيع أن أسدد قيمة الإيجار فسوف اطرد بالشارع و نحن عائلة لا حول لها ولا قوة في هذا الزمن وراتب ( 35) الف يمني

 

و شكت ام محمد ( ربة بيت) من جشع مالكي المنازل عندما طالبها صاحب السكن بزيادة مبلغ الإيجار الشهري الذي تدفعه في وقته المحدد و البالغــ (26) الف شهرياً إلى (37) الـــــف ممــا دعاها للبحث عن مأوى آخر تستطيع أن تسكن فيه هي و أطفالها الأربعة بعد فقـــدان زوجها نتيجــة حادث سير و لا يوجد لها معيل .

وقالت أن المطالبة بهذه الزيادة حالياً وفق ظروف المعيشة الصعبة و البطالة المتفشية أصبحت غير عادلة و الدولة عاجزة او تتقصد عدم الوقوف مع الفقراء فعبر صحيفتكم " عدن الغد "  أطالب الجهات كافة للوقوف بحزم و اتخاذ جميع التدابير التي من شأنها أن تضع حداً لجشع صحاب المساكن والشقق .

و يقول صاحب بسطة نازح من تهامة " تعبت من البحث عن بيت للإيجار بهذه الكلمات بدأ ابو بشرى حديثه منذ أربعة أشهر متواصلة لم يجد بيتا بسعر مناسب له و لعائلته المكونة من ستة أفراد ووجد نفسه مهددا بالطرد بعد أن حصل صاحب السكن التي يستأجرها على قرار بأخلاء المنزل اذا لم أدفع  الإيجار بالسعر الجديد و هو يقول راتبي الشهري مقطوع نتيجة الحرب و اقل إيجار يبلغ (40) الف ريال يمني

 

اما أم يسلم  (أرملة) فلها اهات كبيرة " تقول اسكن انا و اولادي الستة في شقة مكونة من غرفة و خدمات تقع في مبنى قديم في إحدى  المناطق الشعبية في عدن هروبا من ظلم الإيجار و ارتفاع أسعارالمنازل والشقق و لعدم وجود معيل لها و لعائلتها بعد استشهاد زوجها إبان إحداث الحرب التي تعصفت بالبلاد تنام الأسرة على فرشات صغيرة يقومون برفعها و حصرها في مكان خلال النهار للحصول على مساحة للحركة

وتقول أم يسلم " المكان ليس صالحا للسكن و خطر على المعيشة فضلاً عن مشاكل الكهرباء و المياه  والمجاري و مع ذلك نحن مضطرون للسكن به منتظرين التفاتة صغيرة من الحكومة للنظر بحالتنا المزرية التي نعيشها .

ارباب الأسر رجال ونساء اضطروا  للعمل لدفع قيمة الإيجار :

 المئات من أرباب الأسر التي تسكن في منازل وشقق بالإيجار  يقولون " أثر ارتفاع الإيجار على حياتنا المعيشية وتقول ربة أسره : " راتب زوجي 42 ألف ريال يمني فقط  ، جميع الحوافز والتسويات الخاصة بعمله موقفة من أيام الأزمة ..كنا نعيش في غرفتين ب25 ألف الأن ارتفع إلى 40 ألف .. بحثنا عن بيت آخر أقل  بس ماحصلنا ..وإن لقينا غالباً يكون الدفع شهرين مقدم وشهر تأمين غير حق الدلالة ". تضيف: " اشترى زوجي تاكسي لكي يؤمن بقية متطلبات الحياة بس للأسف خسرانين فيها ..إذا اشتغلت يومين  3 أيام عاطلة لازم لها مهندس ...خسرنا فيها ...واضطررت للعمل .. لكي أساعده على تأمين باقي متطلبات حياتنا ..راتبي لابأس به والحمدلله .." . وتقول صديقتها معلقة على الموضوع : " جيراني أثر عليهم ارتفاع الأسعار ..امرأة لديها أيتام ومعها ابن بالسعودية يرسل لها 500 سعودي حق الإيجار فقط ..حالياً تشتغل فترتين عشان توفر متطلبات الحياة لعيالها الأيتام ". وتضيف : " أيضاً جيران كانوا مستأجرين ب40 ألف ..الآن رفع عليهم إلى 50 ألف .." فمن يقف عبث اصحاب المنازل برفع تسعيرة الإيجار .

 

ويقول صاحب مكتب للعقار تعذر عن ذكر اسمه " انتعشت تجارة العقارات خلال الفترة القليلة الماضية في مشهد لافت للنظر في عموم المحافظات المحررة، حيث عادت تجارة العقارات إلى نشاطها حالياً برغم ارتفاع العقارات والقطع السكنية وبدلات الايجار التي تضاعفت بنحو الضعفين او أكثر , و هذه العقارات من أراض سكنية و زراعية و منازل وعمارات ومحال ارتفع الطلب عليها حالياً مما شجّع على التوسع في أعمال البناء لمنازل جديدة و التي أصبحت لا تجاري الطلب عليها في بعض الأحيان بسبب زيادة الطلب نتيجة تحسن الوضع الأمني حيث اصبح قطاع العقارات يمثل حاليا فرصة استثمارية جيدة و رصيداً مالياً يرتفع مع مرور الأيام و تجارة رابحة لا خسارة فيها بسبب ارتفاع أسعار العقارات و الأراضي السكنية وليس العكس .

ويختم حديثه قائلاً " و الحل هو ان تقوم كل وزارة ببناء مجمعات خاصة بموظفيها مقابل مبالغ مالية تقسط على فترة (15) عام او اكثر .