آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:22م

أخبار وتقارير


قضيته ما تحملها ملف .. المجلس الانتقالي هل سينتزع استقلال الجنوب ام سينتحر على أبواب الشرعية؟

الإثنين - 15 أكتوبر 2018 - 02:28 ص بتوقيت عدن

قضيته ما تحملها ملف .. المجلس الانتقالي هل سينتزع استقلال الجنوب ام سينتحر على أبواب الشرعية؟

عدن (عدن الغد ) خاص :

تقرير / عبدالرقيب فارع

ثمة أمور كثيرة يعاني منها رجال السياسة في بلادنا ليس من اليوم وإنما منذ ولوج أولئك النفر هذا الحقل المُعقد والمتشابك أكان عبر الصدفة او بعوامل مساعدة مكنتهم من الوصول لأي منصب فما بين الفينة والأخرى تجد الساسة يتلاعبون بالأوراق بطرق بهلوانية تُهيج الغثيان لدى عامة الناس وبالأخص لدى مناصريهم ومحبيهم .

قضية اليوم هي قضية المجلس الانتقالي التي باتت حديث الشارع اليمني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص .

قتلى وجرحى

قبيل تسعة أشهر اي نهاية شهر يناير المنصرم أعلن المجلس عدم اقتناعه بأداء حكومة بن دغر بسبب غلاء الأسعار وفشل القيادة لبعض الوزراء , حينها تفاقمت المشاكل وازداد الوضع سوء لتصل نيران الطرفين إلى قصر المعاشيق مما أوقع قتلى لجل الأطراف أكثر من 150 ما بين قتيل وجريح وسط صمت وتخاذل مخزي لدول التحالف التي أتت لدعم الشرعية لاسيما وتلكم الدول اكتفت بالمشاهدة فقط وكأن الأمر لا يعنيها بحسب ما قال الغالبية من متابعين للمشهد اليمني .

وعود عرقوبيه

وبالنظر لهذه القضية بعيون ثاقبة وبعقلانية يرى المحللين والسياسيين أنها ظلت تغوص وتُبحر ما بين أمواج الداخل والخارج تارةً يوضع لها شروط تعجيزية من لدن الانتقالي وتارةً أخرى تأتي وعود عرقوبيه من قبل القيادة السياسة بقيادة الرئيس هادي الذي فضل عدم الانجرار لمطالب الانتقالي والتحالف.

ليصل الأمر إلى التهديد والوعيد بعدما أعلن مجلس الزُبيدي يوم 3 أكتوبر عصيان مدني وطرد حكومة بن دغر والاستيلاء على المقرات الحكومية الإيرادية وغير الإيرادية مما أثار الرعب لدى المواطنين اليمنيين في الداخل والخارج ، لدرجة ان بعض الأسر فضلت مغادرة عدن الحبيبة المغلوبة على أمرها قُبيل المهرجان الجماهيري بالعيد الوطني لثورة 14 أكتوبر خوفا من اندلاع اشتباكات مسلحة.

الانتقالي بين انهيار الشعبية وانتزاع الجنوب

وضع المجلس الانتقالي نفسه مابين تحديين كبيرين الاول هو طرد الحكومة الشرعية والسيطرة على المحافظات الجنوبية وإدارتها وبين التراجع والانكسار وخسران كل شيء

خاصةً وبعض المحللين والمتابعين عملوا على تأجيج الموقف عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي.

ففي هذا الاتجاه أكد بعض النشطاء والسياسيون بأن المجلس الانتقالي لن يتمكن من تحقيق اي نقلة نوعية قد تكون من شأنها خدمة أبناء الجنوب ويؤكدون ان المجلس يشهد تراجعا كبيرا في شعبيته .

لكن آخرين ذهبوا الى التأكيد على ان الانتقالي يسير بخطى ثابتة وبات قادرا على طرد الحكومة الشرعية وانجاز الانتصار عليها في ظل حالة الشتات والضعف التي تعاني منها.

كثيرون ممن يؤيدون المجلس يرون فيه اخر تيار سياسي وعسكري يمكن له ان ينتزع استقلال الجنوب عن النظام اليمني الحاكم الذي يقوده منصور هادي .

يرى المؤيديون ان المجلس يسير وسط ظروف صعبة ومعقدة لكنه يحقق الكثير من المكاسب السياسية.

مآرب شخصية

وفي المقابل يرى معارضون للمجلس الانتقالي انه يسعى لتحقيق المآرب الشخصية لان تحرير محافظة الحديدة لا تعني قضية الجنوب من قريب او بعيد إضافة الى ذلك سعيهم وطمعهم بتقلد بعض الوزارات والمناصب على حساب قضيتهم الأم هي من عملت على تراجع قابليتهم وشعبيتهم بشتى المحافظات ، والأنكى من كل ما سبق وصول الشارع الجنوبي لقناعة كاملة بأن من منحوهم الثقة يسعون لتنفيذ مآرب دولة الإمارات فقط والجنوب له الله.

اعادة سيناريو يناير ولعبة هادي

بالجهة الأخرى يرى المعارضون لحكومة بن دغر انها وضعت مطالب الشارع الجنوبي خلف ظهرها وبإدراج مكاتبها المقفلة فبدلاً من وضع الحلول لتدهور العملة وحماية المواطنين من الانفلات الأمني وانطفاء الكهرباء واستمرار التعليم وغيرها من المتطلبات الحياتية زادت الطين بله ودفعت بالانتقالي الى الخروج عن الذوق السياسي،

المهم والاهم ان الجميع من مواطنين وسياسيين كانوا يتخوفون من عودة الصراعات المسلحة الى عدن رغم المحاولات الحثيثة لكبار القادة والسياسيين وفي مقدمتهم مبعوث الأمم المتحدة لليمن غريفيث قضت باتفاق لمشاركة جنوبية بمفاوضات قادمة هذه المبادرة أعدها البعض بأنها مسكنات لحلحلة الأزمة لكن الأطراف الأخرى التي تُدير خيوط اللعبة لم يعجبها العجب وأوعزت لمنفذيها بمواصلة التصعيد وإطلاق عبارات التهديد والوعيد بالمقابل وكما أكدت بعض المصادر والمقربين من مصادر القرار الحكومي بأن الرئيس هادي فهم اللعبة وفضل اللعب مع المجلس على المكشوف وأعاد نائب مدير أمن عدن ابو مشعل الكازمي من قاهرة المعز الى عدن ليخلط على الانتقالي ومن يقف الى جانبهم أوراقهم لأن الكازمي يحظى بشعبية كبيرة في الجنوب وسيكون ندا قويا للانتقالي .

ويرى مؤيدون للحكومة الشرعية ان الهجوم الذي تتعرض له من قبل الانتقالي غير مبرر ويرون ان الحكومة تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية وتحديات كبيرة فكل الموارد معطلة والبلد تعيش حالة حرب في ظل غياب أي دعم حقيقي من قبل التحالف العربي.

صراع هادي والامارات

بالمقابل ظل مجلس الزُبيدي مصرا على القرارات المتخذة مسبقاً ظناً منهم إرضاخ خصومهم وقبولهم بإقالة حكومة بن دغر فمع تسارع الأحداث ظن كثيرون انتصار الانتقالي، ففي الأيام القليلة الماضية أكدت مصادر مقربة وكذلك سياسيين ومحللين بأن الرئيس هادي طلب من مجلس الأمن والأمم المتحدة الاستغناء عن خدمات دولة الإمارات في مشروع التحالف المدافع عن الشرعية ورغم تشكيك البعض بهذا الطلب للرئيس هادي الا ان البعض الآخر يؤكد صحته لماذا ويدلل على تحرك الانتقالي وتراجعه عن قراره واصدر بيانا بإلغاء الاحتفاء بعيد 14 أكتوبر جاء فيه .

تطورات الاوضاع والانهيار الاقتصادي

وقبل يوم أقرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعها أمس الأول عدم تنظيم فعالية مركزية في الرابع عشر من أكتوبر نظرا للأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يشهدها الجنوب ويعانيها أبنائه في كل المحافظات نتيجة الانهيار الاقتصادي الكبير وانهيار العملة المحلية وغيرها من صور الانهيار الناتجة عن الفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية الكارثية.

وقال المتحدث باسم المجلس سالم ثابت العولقي إن هيئة الرئاسة أقرت تسخير أي إمكانيات متوفرة لإقامة الفعالية لدعم أنشطة المجلس الإغاثية والإنسانية التي تستهدف آلاف الأسر المحتاجة في العديد من محافظات الجنوب.

انتظار المجهول

مع اقتراب ذكرى ثورة 14 اكتوبر والتي ستحل بعد يومين يصبح السؤال الاكثر اهمية للراي العام والشارع ما الذي سيحدث هل سيتمكن الانتقالي من بسط سيطرته على المؤسسات الحكومية والبدء فعليا بادارة المناطق الجنوبية ام ان الاحتفال سينتهي مثل سابقه من الاحتفالات لتواصل الحكومة الشرعية تسجيل حضورها وممارسة الحكم ليعود الناس بعد اشهر الى مسلسل جديد من الاحتقان والمواجهات.