آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

ملفات وتحقيقات


" عدن الغد " ترصد معاناة الأحياء الشعبية بعدن :الساكنون : احياء أطراف مدينة عدن اشبه بأدغال أفريقيا

الثلاثاء - 02 أكتوبر 2018 - 10:20 ص بتوقيت عدن

" عدن الغد " ترصد معاناة الأحياء الشعبية بعدن :الساكنون : احياء أطراف مدينة عدن  اشبه بأدغال أفريقيا

عدن(عدن الغد)خاص:

تقرير/ الخضر عبدالله:

تعانى معظم الأحياء والمناطق الشعبية بمحافظة عدن، حالة من العشوائية والفوضى، ، نظرا لغياب الأمن واختفاء دور المجالس  المحلية.

وساهم في ذلك سوء الأحوال الاجتماعية لسكان المناطق، وتردى حالة الخدمات الأساسية والصحية للمعيشة، وانتشار أكوام القمامة،  وطفح المجاري بأغلب شوارع وأزقة الأحياء.

رصدت " عدن الغد" معاناة الأحياء الشعبية من خلال بعض الأهالي الموجودين بهذه المناطق عدن وان غدر الزمان بأهلها عربية عربية لن تفصم.

عاشت مدينة عدن  عاصمة دولة جنوب اليمن سابقاَ  , والعاصمة الاقتصادية والتجارية حالياَ ..أبان التشطير (الشمالي – الجنوبي ) افضل مما هي عليه الآن  إذ كانت تتمتع بمزايا كثيرة منها مجانية التعليم والتطبيب والعلاج ولم يكن هناك أي مسميات لرسوم المعاينة أو مقابل عمليات أو قيمة كتب مدرسية أو تسجيل الدخول إلى أولى مراحل التعليم الابتدائي.

كانت الأوضاع الصحية أفضل مما هي عليه الآن ما عدا في جانب واحد وهو كثرة عدد المستوصفات الصحية والعيادات الخاصة , التي تكتض بها عدن وكله بالفلوس واللي ما يقدر على الدفع يموت ولا احد يحزن عليه .أما في قطاع المياه فكانت هذه ايضا من اكبر واجمل الخدمات والنعم التي تتمتع بها المدينة الباسلة طوال فترة التشطير وحرمت منها بعد التوحد.

فاليوم تعاني عدن من انقطاع تموينات المياه لساعات طويلة بسبب تدني الانتاجية ارتفاع الاستهلاك وكذا الحال بالنسبة لكميات الفاقد من المياه التي تهدر نتيجة للتسربات التي تعاني منها الشبكة المتهالكة , وفي المقابل محدودية حفر ابار  جديدة لتغطية النقص المتزايد الحاصل في الإنتاج بعد ان اخذت الابار الخاصة تشفط المخزون الجوفي دون حسيب ولا رقيب.

واليوم اصبحت المياه تباع بالفلوس فعجبي من هكذا وضع صرنا عليه في العهد الوحدوي الميمون . ما تطرقنا اليه سابقا هو غيض من فيض واشرنا اليه اجمالا وليس تفصيلا وحين يريد القارئ ان يتأكد من بعض جوانب القصور المزري  الذي أصاب عدن فعليه أن يقوم بجولة بسيطة في نواحيها وأطرافها المترامية التي تزداد توسعا يوما بعد يوم حتى صارت مناطق الاطراف اشبه بأدغال أفريقيا لا تعرف لها اولاً ولا آخر .

وفي جولة أخذنا تتوغل   فيها في بعض الأحياء الشعبية مثل الممدارة , السيسبان, كود بيجان , المحاريق , العثماني , والبساتين ,و الدار الشرقية ومنطقتي العريش و عبدالقوي , وغيرها من الأحياء الفقيرة التي تصارع الحياة من اجل البقاء تعيش هذه المناطق في وضع مأساوي حقيقي فالمنازل عبارة عن مباني متهالك  وضيقة وأكشاك وصناديق خشبية مع قليل من البرويز , و المجاري تطفح من هنا وهناك والقمامة تنتشر في الأرجاء ومعها تسرح الأغنام والمواشي , بعض مواقع الخدمات غطت عليها المباني العشوائية ومساحات اخرى صارت كخرم الابرة لا تستطيع ان تمر منها لتمديد كابل كهرباء او مواسير مياه او تحديث شبكة صرف صحي , فاين هي التنمية التي يتغنى بها أصحاب الوهم الزائف .. هل التنمية فقط هي ما نشاهده في المدن والأحياء الراقية أم أن التنمية بمفهومها العام يجب أن تشمل كل المناطق مهما كانت شريحة السكان التي تقطنها ودون تمييز او تحيز مع اوضد بعض المواطنين .

بعض المواطنين الذين التقيناهم شكو حاله مع ارتفاع رسوم الكهرباء وعدم القدرة على دفعها لانهم من الفقراء والعمالة الفائضة والمتقاعدين برواتب بسيطة لا تكفي للطعام فكيف بدفع رسوم خدمات ولهذا يلجأون الى سرقة التيار وربط الأسلاك من الخط الرئيسي مباشرة الى منازلهم في الليل وفكها في النهار  إلا أن بعضهم يتركها حتى يتم اكتشافها بالحملات التي تنفذها فرق التفتيش وتفرض على المخالفين غرامة هي الاخرى تقصم الظهر في احدى المناطق كانت القمامة مكدسة بجانب محول كهربائي وفي حالة انطلاق أي شرارة نار في الموقع سوف تحل الكارثة على الحي وأهله:

شبكات المجاري تكاد تكون شبه معدومه ولهذا يتم حفر البيارات باعماق بسيطة وتجدها دائمة الانسداد والطفح الى السطح , أما الطرقات ترابية وغير معبدة بالاسفلت  ومشاريها في علم الغيب إذ لا وجود على قاموس هؤلاء المساكين .

خلاصة القول إن ضواحي عدن مهمشة وان وجدت فيها خدمات فهي دون المستوى المطلوب فلا تخطيط ولا تطوير ولا اهتمام تنموي حقيقي طال هذه الاحياء كأن سكانها من كوكب اخر او مواطنين من الدرجة العاشر.