بعد إعلان اضراب نقابة كليات جامعة عدن ،التي كانت قد اعلنت الاسبوع الماضي ، بدا الجميع بالقلق حيال ذلك وحول مصير طلاب الكليات ودراستهم ،خاصة بعد إضراب نقابة المعلمين و ضياع الوقت دون تدريس الطلاب ، ونتج ذلك نتيجة سلبية يدفع ثمنها الطلاب ، وكما قال الاهالي ان من تضرر في هذا الاضراب هم طلاب المدارس وليست الحكومة .
اكد رؤساء اللجان النقابية في عموم كليات جامعة عدن ، ان تدهور العملة الوطنية امام العملات الخارجية أدى الى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني ، حيث أن الرواتب لم تعد تكفي للعيش امام الأسعار الخانقة في الوقت الراهن ، ويطالبوا من الحكومة بتثبيت سعر الدولار امام الريال اليمني ، بالإضافة الى زيادة الأجور للمنتسبين في جامعة عدن بنسبة ٢٠٠ ٪في إطار جدولة مزمنة أقصاها ٦ أشهر .
في استطلاع صحفي أجرته صحيفة عدن الغد
استطلاع /سامية المنصوري :
(عانة وبيستين)
قالت هيام بن بريك وموظفة في القطاع الخاص “ بعض دكاترة التدريس في كليات عدن يطالبوا بزيارة رواتبهم 50% بعد كل شهرين مثل الإداريين الذين يعملوا في كليات عدن او حافز شهري،وهذا ليس من حقهم ان يقارنوا انفسهم بالادارين او المنتسبين والمتعاقدين او حتى المتطوعون ،لانهم لا يداموا الا ثلاث مرات او اربع مرات في الشهر كلة ، بينما الإداريين كل يوم يداموا واكثر منهم عملا وضغوظات ومن شدة الضغوظات في العمل يضطرون الى تكملة العمل في منازلهم اي انهم اغلب الايام يعملوا ع مدار الساعة .
واضافت “ رواتب الدكاترة عالية جدا حيث ان أدنى راتب للدكتور الواحد قد يكون 300الف ريال والبعض رواتبهم فوق ال 300 الف، بينما رواتب المتعاقدين 8الف ريال (عانة وبيستين) ، وهم من يتعب اكثر ويتحملوا المشقات والغلاء والمواصلات والعمل المضاعف والأهم من هذا انهم صبروا سنين طويلة منتظرين ان يكونوا موظفين الأساسيين .
وأكدت “ ان كلية الشعب هي الوحيدة الذي زادات رواتب المتعاقدين والمتطوعين لشهر 8 و9 ،بينما باقي كليات عدن لم تزيد رواتب المتعاقدين ولا المتطوعيين ، لان كلية الشعب دخلها الاكثر من موظفين الشؤون فهم يعلموا السنة كلها الرخل الي يأتي منهم اكثر من دخل الكلية .
تزيد المشكلة تفاقما وضحيتها الاجيال
وقالت الأستاذة عزة الهاشمي مدرسة في كلية الآداب “ بالنسبه لاضراب نقابة الكليات كان المفترض يكون من قبل هذا باعوام من اجل تحسين جوده التعليم و تحسن الوضع الاقتصادي الذي له اعوام يسوء اكثر فاكثر الي يومنا هذا ومازالت تتفاقم المعاناه ، لان البلد لن تستقيم الا ببذل الغالي والرخيص لارجاع الوطن كما يجب ان يكون. .
واضافت الهاشمي “ استمرار الإضراب سيؤثر على سير العملية التعليمية ، وقد يعطي نتائج وخيمة ع الاجيال الأكاديمية.
وإشارات الهاشمي “ هناك اطراف حقيقته تريد ان يبقي التعليم ضعيف ومهزوز وهزيل، وهذه الاطراف تعمل ع إرباك العملية التعليمية ، والقصد من ذلك انتاج جيل فاشل .
وتابعت الهاشمي “ كان من المفترض على نقابة الكليات في عدن ان تتدخل ، وكما اشرت سابقاً اتي تدخلها متاخرا جدا ،اذن السوال الذي ينبغي ان يطرح هل ستضغط النقابات التعليمية على الحكومة لأستقرار العملة والوضع الاقتصادي ام ستزيد المشكلة وتتفاقم ، ويكون ضحيتها الاجيال الأكاديمية.
مهزلة حقيقة لكل ما لهذه الكلمة من معنى
ومن جانبها قالت صفاء سلمان متعاقدة في شؤون الطلاب كلية الآداب “ ان إضراب يصب المزيد من الزيت على نار مشتعلة في كلية الآداب، حري بالمتطوعين والمتعاقدين أن يضربوا عن العمل حتى تنفذ طلباتهم وهي الحصول على عقود ورواتب أفضل في ظل أزمة الغلاء المتفاقمة والإرتفاع المتزايد للأسعار أسعار الغذاء والدواء والمواصلات.
واضافات “ بأي وجه يطلب من الموظف الإلتزام بالحضور في ظل هكذا وضع مزي.
وإشارات” ان دكاترة الكلية رواتبهم تجاوز 200.000 الف و300.000 الف ريال، ومتعاقدين رواتبهم لا تصل للعشرة الف ، مهزلة حقيقة لكل ما لهذه الكلمة من معنى.
الضغط على الحكومة
وقال الاستاذ حسين الجعدني رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس التنسيقي للأتحاد العام لنقابات عمال الجنوب “ ان الاضراب هو اخر شيء قمنا به و اننا مجبورين غير راغبين واخر العلاج هو الكي والاضراب هو الكي للضغط على الحكومة.
وتابع” نعم نحن معلمون تكتوي قلوبنا بتوقف العملية التعليمية وتحترق اكبادنا ، ونشاهد اطفالنا توقفوا عن التعليم ، ولكن في نفس الوقت وجدنا أنفسنا بخيار صعب اما ان نختار اولادنا يستمرون في التعليم، او نختار الدفاع عن اولاد المعلمين الذين لم يستطيعوا المعلمون ان يوفروا قوت اولادهم براتب حقير ، لهذا اجبرنا للدفاع عن اطفال المعلمين من الموت جوعاً فقد اصبحت العلبة الحليب بتسعة الف ريال، فمن اين يأتي المعلم مبلغ لشراء علبة الحليب لطفلة .
واكد الجعدني “ أصبح المعلم يتسول إن أصاب أحد أفراد عائلته مرض ، لم يقدر المعلم ان يوفر أجرة المواصلات للذهاب إلى المدرسة ...الخ .
وأضاف الجعدني “ اننا في الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب في اجتماعات متواصلة وقد أيدت نقابة الكهرباء ،ونقابة الصحة ، و نقابة المتقاعدين المدنيين و جميع النقابات الجنوبية ايدت اضراب نقابة المعلمين، ومع هذا فان النقابات الاخرى سوف تبدأ تنفيذ الاضراب وسوف تدخل في الاضراب نقابة الصحة مع بداية شهر اكتوبر وبتدريج بقية النقابات .
اشار الجعدني “ ان اللجنة النقابية في الجامعات بالمثل سوف تدخل في الاضراب بتدريج ، وهذا ليس عمل مسيس او عشوائي ولكن نحن في النقابات اضرابنا هو بداية النهوض من السبات وتحذير المجتمع من قدوم مجاعة لا محالة ان سكتنا ، فالعملة في تدهور متسارع و يجب وضع حد . وخطابنا موجة للحكومة والاقليم والمجتمع الدولي، فسياسة التجويع لن نقبلها .
تعطيل عجلة الحياة
وفي نفس السياق قال بديع سلطان، صحفي ، مرايل قناة عدن سكاي “ أنا من معارضي الإضرابات في بعض المرافق كالمدارس لأن الأمر متعلق بمستقبل الوطن.
وتابع بن سلطان “ أن الإضرابات تصنف على أنها إجراء سلبي، ولو أنها تعتبر من الممارسات المشروعة، لكن أثرها سلبي على المجتمع، وليس لها أي إيجابيات إلا لمن يقوم بها.
واشار “ أنا أشك أن يتم الاستجابة لأي مطالب مادية، لأننا نعرف ما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية وتردي سعر العملة المحلية، والصعوبات التي تواجهها الحكومة في توفير الرواتب الأساسية للموظفين، فما بالنا بالعلاوات والتسويات والمستحقات التي يطالب بها المضربين.
واكد الصحفي بن سلطان “ أن الاضراب سينعكس سلباً على الطلاب وضياع أوقاتهم.. ونحن بصراحة في غنى عن إضاعة ساعة واحدة، لأننا في زمن حرب وكلنا نعرف مستوى الأجيال الحالية، فلا تحتاج لمزيد من الفراغ والضياع، وعلينا أن نجعل كل أوقاتنا عمل وعلم حتى نعوض ما فاتنا في عهد الحروب والنزاعات.
وأضاف “ دولة كألمانيا ألغت الإجازات الصيفية في المدارس عقب الحرب العالمية الثانية حتى تعوض ما خسرته في الحرب. ونحن نفرح بالإجازات والعطل ونسعى للإضراب وتعطيل عجلة الحياة.
تستمر الإضرابات وكل يوم يستقظ البلاد بخبر إضراب نقابة غير النقابات السابقة، وبالرغم ان خزنة الدولة فارغة ومرور البلاد بأصعب مراحلها الاقتصادية الخانقة كما يقول الكثير من المحللين الاقتصاديين ، الا إن هناك الكثير من النقابات لا تأبه ولاتستطيع التحمل والاستمرار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، ويعم الضجيج في شوارع العاصمة المؤقتة عدن ومواقع التواصل الإجتماعي من قبل سكان عدن ان مايحدث من إضرابات ورائها داعم والغرض منها إنتاج جيل فاشل جاهل ، بالإضافة الى إنتشار هاشتاقات عن من يريدون الخير للبلاد ، والمقصد منها على المعلمين المضربين والان يليها نقابات كليات جامعة عدن ومن يشجعهم على ترك الطلاب بدون دراسة .
