يمر نازحو تعز والحديدة هذه الأيام بأوضاع مأساوية وغاية في الصعوبة من جراء الحرب العبثية على المحافظات الشمالية التي يشنها الحوثة لذا اضطر مئات من الأسر للنزوح الاضطراري من أماكن سكنهم والتوجه صوب المحافظات الجنوبية هربا من الحرب المدمرة التي أكلت الأخضر واليابس دون رحمة أو شفقة.
نزلت صحيفة “عدن الغد” إلى بعض الأماكن في مديرية خنفر واطلعت عل حجم المعاناة التي يعيشها إخواننا النازحين التي لا تسر لا عدوا ولا صديقا وهم بحاجة ماسة إلى تعاون والتفات جميع المنظمات الدولية والإقليمية في تقديم مختلف أنواع الدعم وتوفير أسباب العيش الكريم لتخفيف حدة الضغط والمعاناة عليهم في مثل هذه الظروف الصعبة.
نزوح اضطراري من ضربات المدافع
قال المواطن إبراهيم عوض علي نازح من الخوخة: “أرغمنا على النزوح الاضطراري من منازلنا من آثار الحرب المدمرة والقصف المتواصل بالقذائف وضربات الهون بين قوات الشرعية والحوثة على المنازل في محافظة الحديدة وعند خروجنا لم نأخذ معنا أي شيء سوى الملابس التي تقينا من حرارة الشمس وعند وصولنا إلى محافظة أبين وخصوصا منطقة باتيس وجدنا أهلها طيبين ومتعاونين ولكن تعاني العوز في بعض متطلبات الحياة الأساسية”.
على المنظمات النظر إلى وضعنا الكارثي
وقالت المواطنة مطرة عوض نازحة من منطقة حيس: “غادرنا منطقة حيس منذ فترة قصيرة ما تقارب سبعة أشهر تقريبا عند اشتداد ضربات الطيران المتواصل على القرية ونحن منذ مجيئنا إلى أبين لم نحصل على مواد إغاثية وإيوائية مثل معظم النازحين الذي استلموا العديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية وإنما على كيس بر من منظمة كير وعلى باقي المنظمات النظر إلى وضعنا الكارثي”.
نواجه صعوبة في الاستقرار
ومن جانبه قال الحاج سعيد هبه كده نازح من المخا محافظة تعز: “أجبرنا على مغادرة منازلنا عند اشتداد وتيرة الحرب في مدينة المخا وباقي مناطق تعز وانعدام فرص العمل التي توفر أسباب العيش الكريم، والآن نعيش حياة أكثر صعوبة وأكثر تعقيد لا نحصل على ما نأكله لسد جوعنا ونشكر تعاون أهالي منطقة باتيس الطيبين وعبر صحيفة “عدن الغد” نوجه نداء استغاثة لجميع المنظمات الدولية والإقليمية بإغاثتنا بسرعة كوننا نازحين جدد لم يمض على تواجدنا في القرية غير أسابيع لم نستلم من أي شيء من أي منظمة”.
الحكومة زادت من أسعار المواد الغذائية
وأشار النازح قاسم عبده منتعز إلى أنه : “نعيش في ضواحي مدينة جعار ونعاني من نقص في المواد الإيوائية و الإغاثية التي نحن بحاجة ماسة في الوضع الحالي لسد رمق الحياة ومواجهة قسوتها الحادة والحكومة الشرعية زادت من الطين بله بزيادة أسعار المواد الغذائية مما زاد من المعاناة ونرجو من الجهات الداعمة الإسراع في أغاثنا بالمواد الإغاثية والإنسانية إلى مناطقنا”.
باتيس محرومة من المساعدات المالية
وأفاد النازح أحمد عبده عوض من حيس الحديدة بأن “معظم المنظمات تقوم بتوزيع مبالغ مالية لبعض مناطق مديرية خنفر ومنها الحصن والرواء إلا نازحي باتيس محرومين من تلك المساعدات النقدية التي هم بحاجة ماسة إلى مختلف أنواع المساعدات لأنهم يعيشون أوضاعا صعبا ومأساوية يعرفها الجميع ومنها منظمة الجوع والهلال الأحمر الإماراتي الذي يصرف في كل مناطق أبين إلا منطقة باتيس”.
عند خروجنا لم نأخذ شيئا
وأوضحت النازحة فاطمة عبيد عبدالله من منطقة الجراحي “هربنا من ضربات المدافع وإطلاق والصواريخ الذي سبب لنا حالة من الهلع والذعر حتى لم تحمل معنا أي شيء أثناء خروجنا ومنذ وصولنا إلى باتيس لم نحصل على أي مساعدات من أي منظمة وبعض المنظمات صرفت مبالغ مالية لبعض النازحين في مناطق خنفر باستثناء منطقة باتيس الشرقية والغربية ونحن مستحقون أكثر من غيرنا”.
على جميع المنظمات النظر لأحوال النازحين
من جانبه قال مروان الدبعي مندوب نازحي تعز بمدينة جعار: “أبناء مدينة تعز يعانوا أوضاعا صعبة وحرمانهم من المواد الإغاثية من العام الماضي لذا نناشد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وجميع المنظمات الدولية والإقليمية إعادة النظر لاحتياجات ومتطلبات النازحين بصورة عاجلة كونهم يعانوا ظروفا صعبة في أماكن تشردهم التي لايعلم بأحوالهم إلا الله في مدينة جعار وباقي مناطق خنفر ونحث منظمة كير على مواصلة نشاطها في استهداف اسر النازحين”.
لاننسى جهود الشيخ علي التركي
وأشار المواطن أحمد عوض نازح من تعز “كان النزوح من محافظة تعز بصورة مفاجئة وغير مرتب له واستلمنا بعض المساعدات من بعض المنظمات ولا ننسى تعاون شيخ منطقة باتيس الغربية الشيخ علي فضل التركي الذي بذل مزيدا من الجهود في تذليل الصعوبات أمام استقرار النازحين بالحد الذي يقدر عليه بمساعدة أهالي القرية.
وعود سرابية
واشتكى المواطن مسعود قائد سالم نازح من مدينة البرح تعز لـ”عدن الغد” من عدم استلام أي مساعدات إغاثية وإيوائية منذ فترة نزوحنا إلى مدينة جعار كلها مجرد تسجيل ووعود كالسراب دون فائدة من المندوبين تخلق حالة من اليأس والإحباط لدى النازحين الذي طال انتظارهم.
صرفت لأبناء تعز مساعدات من بيت هائل فقط
وأفاد الأخ مختار أحمد علي أحد المتابعين لنازحي تعز “لم نستلم أي مواد إغاثية أو مساعدات إنسانية من فبراير العام الماضي2017 وحتى أغسطس من العام الحالي 2018م وحتى تم الصرف لنا من بيت هائل بواسطة مدير الشؤون الاجتماعية خنفر الأخ أكرم ناصر باجراد والتزم باجراد بإدخالنا في الخطة الجديدة من هذا العام نشكره على تعاونه هذا مع أبناء تعز”.
المنظمات الداعمة تستهدف شريحة الفقراء
وأكد الأستاذ أكرم باجراد مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل خنفر لـ”عدن الغد” بالنسبة لوضع نازحي تعز والحديدة في مناطق متفرقة من مديرية خنفر وضواحيها في وضع لا يحسدوا عليه البعض منهم يعيشوا تحت أشجار السمر والسيسبان لا تتوفر لهم أجواء بيئة وصحية وصالحة للعيش الكريم مثل باقي المواطنين الآخرين كونهم نزحوا في ظرف قاهر أجبرهم على ذلك وبخصوص المساعدات المالية التي صرفتها منظمة العمل من أجل الجوع لا تستطيع المنظمة استهداف جميع نازحي المديرية لان عملها ليس مقصورا عليهم وإنما على شريحة الفقراء أيضا وتأخذ عند كل استهداف 300 إلى 400 حالة كحد أدنى وقد وصل عدد النازحين إلى 3050 أسرة بما فيهم نازحي تعز 2015 والبعض منهم رجعوا إلى بلادهم.
وأضاف باجراد عند مجيء المنظمات لا تأخذ النازحين وحدهم وإنما شريحة الفقراء والمعدمين وتهرب من الأماكن الذي فيها كثافة كبيرة مثل جعار والمحزن وحاليا منظمة صناع النهضة التزمت بصرف مساعدات مالية ل 800 حالة كمرحلة أولى والمرحلة الثانية نص العدد لنازحي جعار والمخزن وضواحيها
ونحن بدورنا سوف نخاطب المنظمات الدولية والإقليمية بتكثيف المساعدات الإنسانية والإغاثية لنستطيع التغلب على هذه الإشكالية.