آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


عودة باعوم.. حسم أم وداع

الإثنين - 24 سبتمبر 2018 - 12:38 م بتوقيت عدن

عودة باعوم.. حسم أم وداع

القسم السياسي بـ (عدن الغد):

عودة مفجر الثورة الجنوبية الى الواجهة.. ماذا يحمل (باعوم) للجنوب؟

مظاهرات حاشدة بعدن.. أيستأنف الجنوبيون حراكهم التحرري؟

هل يشعل زعيم الحراك الساحة الجنوبية ويخلط الأوراق؟

أينجح باعوم بتحقيق الأهداف المتعثرة للثورة الجنوبية؟ وكيف؟

ما حقيقة اتهامات بالعمالة لقطر وإيران والإمارات تتقاذفها قوى الجنوب؟

أتنقد انتفاضة الحراك الجنوبيين أم تخذلهم كالتحالف والشرعية؟

 

تقرير/ عبدالله جاحب: محمد الجنيدي

 

 

 

بعد انقطاع وخصام مع ساحات وميادين النضال ومسيرات وشعارات الثورة الجنوبية التي كان أول من أشعل لهيبها وأطلق العنان لعنفوانها الثوري في بقاع الجنوب، عاد الزعيم (حسن باعوم) مجددا وبصورة مفاجئة إلى واجهة الساحة السياسية الجنوبية.

- باعوم.. عودة مفاجئة

الزعيم باعوم.. أتعب نظام صنعاء وأرهق الرئيس اليمني المخلوع (صالح)، ولم تقوى سجون صنعاء والمكلا واب على كسر عزيمته الثورية وإيقاف مسيرة الثورة التي أشعلها في المكلا وعدن والضالع وجبال ردفان وساحات وميادين الجنوب كافة.. إلا أن الرجل آثر منذ أربع سنوات الابتعاد عن ساحات النضال والجنوب ككل واختار من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان محطة استراحة طالت قليلا، لكنه يبدو أنه انهاها بالأمس بعودة قوية لحراكه الثوري إلى قلب حاضرة الجنوب وعاصمته عدن.

غاب الزعيم الجنوبي بشخصه عن المشهد الثوري والسياسي بعد أن أكل منه وشرب المرض كثيراً وتنقل بين الرياض ومسقط، إلا أن الرجل – باعوم - كان حاضرا دوما بمكانته الثورية وسجله النضالي وخطاباته الثورية في كل مسيرة أو مهرجان أو فعالية من فعاليات الحراك الجنوبي.

 

- الثوري ينهض مجددا من عدن

وأسدل حسن باعوم يوم أمس الستار على فترة غياب عن المعترك الثوري الجنوبي، وذلك بتظاهرة شعبية حاشدة للآلاف من أنصار الحراك الثوري الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب شهدتها شوارع مدينة كريتر في العاصمة عدن أمس السبت، وفاجأت بزخمها الكبير من ظنوا أن الرجل وحراكه في طريقهم إلى الأفول.

 

وتعيش مؤخرا عواصم ومدن الجنوب عنفوان وعودة الحراك الجنوبي، وتتصدر العاصمة عدن وعاصمة حضرموت المكلا وسيئون المشهد بعودة نيران غضب وعنفوان حراك الزعيم "حسن باعوم"، وقد ظهر ذلك جليا في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اندلاع ثورة الجياع نتيجة تردي الأوضاع في البلاد وتدهور الحالة المعيشية للمواطنين.. فهل تكون عودة حراك العم (حسن) عودة لبث روح الثورة الجنوبية مجددا في نفوس الجنوبيين واشعال نيران جدوتها في الجنوب وإصلاح المسار؟ أم تخمد وتطفىء في قادم المرحلة؟.

- هل يشعل باعوم الساحة السياسية أم عودة وداعية؟

ظهور تحركات ونشاط الحراك الجنوبي التابع للزعيم حسن باعوم وإشعال ذلك التحرك على أرض الواقع يذهب إلى وضع العديد من الطرق والاتجاهات والمسارات للحراك وأنصار الزعيم باعوم.

ويرى محللون ومتابعون ان تحرك أنصار الزعيم حسن باعوم جاء بإيعاز سياسي من مسقط وبيروت، وأن النشاط السياسي الذي يصاحبه نشاطه وتحركه على أرض الواقع من خلال مظاهرات ومسيرات الحراك الثوري في الساحات والميادين قد يفضي نهاية المطاف إلى عدد من المعطيات والمتغيرات التي من شأنها قلب الطاولة السياسية على القوي المتزاحمة على مقاعد طاولة الحوار الجنوبي.

وأكد المراقبون أن حراك (باعوم) قد يخلط كثير من الأوراق ويغير قواعد اللعبة والعملية السياسية الجنوبية بشريطه ان يرافق حراكه السياسي الخارجي حراك شعبي داخلي لتحقيق السيناريو المراد الوصول إليه في قادم المرحلة.

 

بينما يرى البعض الآخر ان كل تلك التحركات الداخلية والخارجية من قبل الحراك التابع للزعيم حسن باعوم عبارة عن أنفاس اخيرة ولحظات وداع سياسية للمشهد والساحة الجنوبية وقد تفضي في قادم الأيام الى موت سياسي وثوري وتلاشي وذوبان ذلك الحراك وتحوله لاحقا إلى ذكرى ثورية في صفحات سجل التاريخ السياسي الجنوبي.

 

فهل يشعل حراك العم حسن المشهد السياسي ويخلط الأوراق على الطاولة الجنوبية أم يكون أنفاس الوداع الثوري الأخيرة في الساحة الجنوبية؟.

- ماذا تحمل عودة حراك باعوم ومن يدعمه؟

عودة نشاط وحراك الزعيم حسن باعوم إلى الساحة الجنوبية فتحت الباب على الكثير من التساؤلات وأيقظت هواجس وعلامات استفهام في الشارع الجنوبي.

 

فقد لقيت التحركات الأخيرة لأنصار الزعيم حسن باعوم وأخرها المظاهرات الحاشدة للآلاف من أنصار الحراك الثوري بعدن العديد من ردود الفعل وأثارت جدلا سياسيا.

 

قوى سياسية في الساحة الجنوبية أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي كانت قد وجهت في الفترة الأخيرة اتهامات لحراك الزعيم حسن باعوم بالعمالة لقوى دولية وإقليمية من ضمنها جمهورية إيران الإسلامية ودولة قطر وتنفيذ مخططات الهدف منها إشعال فتيل الفتنه والصراع الداخلي في الجنوب.

 

وقد شهدت احتجاجات قادتها قيادات وأنصار باعوم في المكلا عاصمة محافظه حضرموت تمزيق وإحراق صور التحالف العربي مما دفع قوات الأمن التابعة لدوله الامارات في المحافظة الى استخدام القوة لفض المتظاهرين الذين اتهموا بانهم يتبعون حراك باعوم المدعوم ومن خلفه جهات خارجيه حسب تصاريح السلطه المحلية في المحافظه في حضرموت، وشهدت المكلا عقبها حمله واسعة من المداهمات والاعتقالات طالت نشطاء حراكيون كان اخرها اعتقال الحراكي (القميشي).

 

قوى جنوبية أخرى ترى أن تلك الاتهامات والاقاويل يقف خلفها التحالف العربي وقوى جنوبية بهدف اخماد نيران الحراك الشعبي التابع للزعيم حسن والمخاوف توسعه وانتشاره في الفترة الأخيرة.

 

ويبقى السؤال.. هل كانت عودة حراك باعوم تجديد واحياء لعنفوان الثورة الجنوبية واعاده توهج بريقها أم مشروع مدعوم ومسنود من قوي وجهات دوليه إقليمية؟.

- ما حقيقة عودة الزعيم؟

عاد الزعيم "باعوم"، ليتصدر  المشهد الجنوبي في العام 2018م عقب تركه الساحة الجنوبية لأطرافاً أخرى لنحو أربعة أعوام.

 

وقاد باعوم تظاهرات في محافظات جنوبية عدة تطالب بطرد ما يوصفه بالإحتلال الأجنبي (دول التحالف العربي) والإحتلال الجديد (الحكومة اليمنية).

 

وعلى الرغم من التكهنات حول موقف الرجل من جماعة الحوثي إلا أنه بدأ يتصدر المشهد بقوة على غرار الأطراف الأخرى بلا شعارات لدولٍ ولا أحزب سوى رفعه شعارات جنوبية كأعلام الدولة الجنوبية، وهو ما أثار تعاطفا وتأييدًا كبيراً مع الرجل.

- البحث عن منقذ

يقول الصحافي الجنوبي أحمد الحسني أن الشعب في الجنوب يبحث عن منقذ، خصوصاً وقد فقد الأمل في القيادات الحراكية التي أصبحت تابعة للتحالف.

 

ولفت الحسني أن موقف باعوم الحالي ينسجم مع تطلعات الشعب الذي يعاني في كل مناحي الحياة بسبب سياسات متعمدة من قبل التحالف.

 

وأشار الحسني بالقول: "صحيح أن هناك قوى محلية وإقليمية تسعى إلى قلب الطاولة على التحالف. لكن أيضا الأخير أعطى ألف ذريعة لتلك القوى أن تحرك الشارع وتستثمر غضبه لأهداف ربما خاصة".

- فشل أم نجاح

 

على الرغم من سعي أطرافًا جنوبية مدعومة من دولٍ خارجية، إلى إفشال الزعيم حسن باعوم وإحراق صورته على أنه مدعوم من إيران، لكن الرجل حينما لم يحمل شعارات تؤيد أطرافًا حصل على تأييد جنوبي كبير، بعكس الأطراف الجنوبية الأخرى التي تحمل صوراً لهادي أو التحالف - الذي يرى الجنوييون بأن الطرفان هما أساس المشكلة وأساس متاعبهم وليس الحل.

 

وبدأ واضحاً في العام الجاري تقلص التأييد الشعبي للتحالف العربي وشرعية الرئيس هادي وحتى الأطراف الجنوبية تدريجياً في الجنوب، نتيجة عدم توفر الخدمات وإرتفاع غلاء المعيشة، وهو ما أفضى إلى نجاح باعوم الذي لاينتمي لأي طرف من الأطراف المتواجدة على الساحة الجنوبية - واليمنية ككل.

 

وشهدت الضالع وردفان قبيل بضعة أسابيع مظاهرات مناوئة للتحالف العربي، فيما سارعت مكونات جنوبية مدعومة من دول خارجية إلى إمتصاص هذا الغضب.

 

ورأى مراقبون أن تلك المكونات بالفعل نجحت في إطفاء التظاهرات المناوئة قبيل توسعها لكنهم قالوا أنها فشلت في امتصاص غضب الناس.

- باعوم... وقلب الطاولة

 

لا يستبعد سياسيين وصحافيين أن يقلب الزعيم الجنوبي حسن باعوم الطاولة على المكونات الجنوبية الأخرى.

 

يقول الصحفي ماهر درهم، أن  الجنوبيين يتمنون ان يكون باعوم قد المسؤولية خصوصا وانهم خذلوا من جميع القيادات التي تاجرت بالقضية الجنوبية وحققوا مكاسب سياسية وجنوا اموالا طائلة .

 

ولم يستبعد "درهم"، أن يكون "باعوم"، مدفوعاً من أطرافًا اقليمية تحاول خلط الاوراق على الساحة الجنوبية.

 

وقال، أن ظهور باعوم للواجهة بهذا التوقيت له دلالات سياسية كبيرة ابرزها انه يريد التأكيد على ان شعبيته لازالت موجودة وان الحراك الجنوبي هو الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية خصوصا وانها لم تحل ولم يتم اعطاء الجنوبيين حقوقهم بعد ٤ سنوات على التحرير.

- السقلدي: هذا هو المطلوب من مكونات الجنوب

أما الصحفي صلاح السقلدي فقال: "لا شك أن المناضل حسن باعوم يتمتع بتقدير كبير لدى الجنوبيين بمن فيهم المختلفون معه، وعودة شعبيته بقوة مؤخرا الى الشارع الجنوبي ليس من باب المناكفات السياسية ولا موجهة ضد أي طرف جنوبي ـ أو بالأصح يجب أن لا تكون موجهة ضد اي طرف جنوبي مهما تباينت الآراء خصوصا في مثل هكذا ظرف دقيق. فالمرحلة يصعب أن يتحمل أعبائها وتحدياتها كيان جنوبي لوحده، ناهيك عن قيادي بمفرده حتى وأن كان بحجم المناضل حسن أحمد باعوم، ونتمنى أن تظل هذه التحركات بسكة حديدها الثورية الحريصة وأن لا تخرج عن القضبان بعيدا، فالجنوب مستهدفاً من كثير من القوى. وبالمناسبة أتمنى ان تعطي هذه الجموع بكل ما تمتلكه من زخم  دافعا لكل النخب والقوى الجنوبية وعلى رأسها المجلس الانتقالي نحو رأب الصدع ومواصلته اي الانتقالي بخطوات الحوار التي أطلقها مؤخرا رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ـ فهذا التحرك الجماهيري الذي نشاهده بالشارع الجنوبي أتى بعد أن تملك الناس اليأس من ضبابية ومخاتلة الأطراف اليمنية والإقليمية وفوضوية وفساد ومكر حكومة الشرعية تجاه القضية الجنوبية، وأن ينصب هذا الحوار بدرجة أساسية عل ى داخل الثورة الجنوبية فهو الأولى بهذه الدعوة ومن ثم مواصلة الإنطلاقة بالداخل والخارج, هذه الخطوة التي شاهدناها بكل اعتزاز وتفاؤل".

 - بيع القضية الجنوبية

يخشى الجنوبيون من المكونات الجنوبية التي ظهرت مؤخرًا وحتى مكون الحراك الجنوبي وذلك من بيع القضية الجنوبية مجاناً لدول خارجية كقطر والإمارات.

 

ولم يستبعد سياسيين أن يكون الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي قد باعا القضية للإمارات وقطر، عقب تغير المشهد بعد العام 2015 إذ أن الطرفان حصلا على دعم هائل من الدولتين تغنيهم عن عودة الدولة الجنوبية وعودتهم إلى متاعب الكفاح المسلح.

 

وقال السياسيين، أن أولى ثمرات التخوف هذه قد بدأت، من خلال انضمام الكثير من نشطاء الحراك وشعراءه وقياداته الى الشرعية اليمنية تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وذلك تخوفا من استخدامهم ادوات ضد اخوانهم في الجنوب خدمة لهذه الدول.

 

واوضح السياسيين أن الدعوات للخروج ضد التحالف والشرعية من قبل الحراك، ودعوات الانتقالي لتأييد التحالف ما هو إلا صراع على الحكم ، ومدفوع من الإمارات وقطر وسيكون ساحته الجنوب.

 

وفي السياق، ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "عدن الغد"، أن لقاء ثلاثي جمع محمد عبدالسلام وفادي باعوم نجل الزعيم باعوم وتوكل كرمان في فندق قصر البستان بمسقط عُمان أغسطس الماضي.

 

ولم تفصح المصادر عن اسباب اللقاء وما دار فيه.

 

 وافضى الانقسام الجنوبي الى انخفاض الزخم الثوري ، الذي عرف به الجنوبيين منذ بدء كفاحهم السلمي منذُ العام الفان وسبعة.

 

الجدير بالذكر أنه بسبب تشتت الجنوبيين وكثرة مكوناتهم أقصى المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث الطرف الجنوبي من مفاوضات السلام التي كان من المزمع عقدها في سبتمبر الجاري.

 

وأسس الزعيم الجنوبي حسن باعوم في العام 2009 المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب" وقاد نضالاً ثورياً ضد نظام علي عبدالله صالح الذي كان من أشد المعادين للحراك السلمي الجنوبي المطالب بإنفصال الجنوب عن الشمال، لكن باعوم غاب عن الأنظار منذُ العام 2015 حينما قاد الحوثيون وحليفهم صالح حربًا ظالمة على الجنوب، ليعتبره الجنوبيون غزواً جديداً وثانٍ من القبل القوى الشمالية عقب غزو صيف 94 للميلاد.

 

وطوال أربعة أعوام لم يدن الزعيم حسن باعوم الغزو الشمالي على الجنوب، ما أثار حالة استغراب وقلق لدى الأوساط الجنوبية.