آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

ملفات وتحقيقات


بعد قرار الرئيس بزيادة الرواتب 30%.. استمرار الاعتصامات في الشوارع مطالبة بالزيادة وتندد بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة

الخميس - 20 سبتمبر 2018 - 02:52 م بتوقيت عدن

بعد قرار الرئيس بزيادة الرواتب 30%.. استمرار الاعتصامات في الشوارع مطالبة بالزيادة وتندد بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة

عدن (عدن الغد)خاص:

 

عدن (عدن الغد)تقرير:دنيا حسين فرحان

عصيبة هي الأيام التي يمر بها المواطنون اليوم فالغلاء محيط بهم وارتفاع الدولار يتحكم بحياتهم ومشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية تعصرهم , وتكرار الأزمات يؤرق مناهم فكيف هو السبيل للخروج من كل هذا , وإلى متى سيظلون هكذا ولا يعرفون متى ستنتهي كل هذه المعاناة.

انتفاضة الشعب الأخيرة ونزول العديد منهم للشوارع من أجل المطالبة بتخفيض الأسعار وعمل حد لارتفاع الدولار الذي ما زال لم يتوقف عند سقف محدد , ما زالت مستمرة وهناك جملة من المطالب التي يطلقوها كل يوم بحسب احتياجاتهم والواقع المحيط بهم.

وفي اجتماع طارئ عقده رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مع بعض الوزراء والمختصين في الشؤون الاقتصادية للبلاد خرجت منه عدة نتائج أولها زيادة رواتب الموظفين في قطاع الدولة وآخرها تشكيل لجنة من اقتصاديين للأشراف على البنوك

وعلى توحيد سعر الدولار وعدم والتلاعب به , هذه القرارات سببت جدلا كبيرا بين الناس فمنهم من يتمنى أن تنفذ ومنهم من يقول انها لن تكون إلا حبر على ورق...

نعرض تحليلا لهذه القرارات وما التي سببته من جدل واسع في التقرير التالي...

اعتصامات مطالبة بزيادة نسبة الرواتب ل100%:

بعد أن وصل سعر صرف الدولار لأكثر من 600 والريال السعودي لأكثر من140 ريال يمني حدثت هناك ضجة كبيرة في أوساط المواطنين فالأسعار فاقت الخيال ولم يعد بإمكانهم أن يوفروا أبسط حقوقهم وهي توفير لقمة العيش السوي وكيف سيقضون الشهر فهناك من لا يمتلك منزلا بل مستأجر وهناك من لم يستلم راتبه منذ أشهر ومنهم من لديه أطفال وعليه مسؤوليات فكيف سيكون حاله بعد ارتفاع سعر كل شيء فالمواد الغذائية الأساسية أن توفرها جميعا يعني أن تدفع أكثر من 100 ألف شهريا وهناك من يقول أن سعر الجونية الأرز تصل لأكثر من 40 ألف وهذا يعني أن هناك موظفين قد يتطلب منهم أن يدفعوا كل راتبهم من أجل شرائها والاستلاف أو الدين من أجل توفير الدقيق والسكر وغيره من الراشن الشهري لأي أسرة.

كل هذا فجر حالة من الغضب بين المواطنين اللذين خرجوا للشوارع واغلقوا الطرقات ورفعوا لافتات تحمل عبارات تطالب بالالتفات لهم , وزيادة رواتبهم ليس بنسبة بسيطة كما جاء القرار أي 30% لأنها أيضا غير كافيه ولن تتمكن من سد الغلاء وزيادة أسعار كل شيء فهم يطالبون زيادة الرواتب بنسبة 100% حتى يتمكنوا من شراء كل شيء بكل سهولة دون تعب أو ديون أو أي مشاكل أخرى , فالكل يرى أن هذا من حقهم فكم هي السنوات التي ظل الراتب كما هو دون أي زيادة وحان الوقت لكي يزداد ويتواكب مع الواقع الصعب والغلاء المحيط بهم وإلا سوف يظلون على اعتصامهم حتى تستجاب مطالبهم.

إغلاق المدارس من أجل الضغط على الحكومة :

من ضمن مظاهر الاعتصام للمواطنين أغلاق المدارس الحكومية وعدم ذهاب الطلاب للمدرسة برغم أن العام الدراسي قد بدأ فالكل يقول بأن قطاع التعليم هو الأهم ومن خلاله يمكن أن يتم الضغط على الحكومة من أجل الالتفات لمطالب الشعب  , وهناك بعض الهيئات التعليمية التي تقوم بإنزال المنشورات التي تطالب الأهالي بالتعاون معهم وعدم احضار أولادهم للمدارس إلا أن يتم التجاوب مع مطالبهم , وحتى المعلمون والمعلمات أيدوا هذا الاعتصام الذي وصفوه بالحل السلمي من أجل الضغط على الحكومة وتوصيل رسالتهم التي عجزوا من سنين لتوصيلها , فكم طالبوا بزيادة رواتبهم وكم طالبوا بعلاواتهم السنوية التي كادت تصل لملايين إذا حصلوا عليها الآن لذا وجدوا أن أنسب وسيلة للتعبير عن حالهم المؤسف بأن يعلنوا اعتصامهم وعدم فتح المدارس إلا أن تزيد رواتبهم.

اعلان استمرار أيام الاعتصام إلا أن تستجاب مطالب الشعب:

بعد أن انطلقت الاحتجاجات والاعلان عن القيام باعتصام سلمي لجميع فئات الشعب فبعد أن كان يومي الاحد والخميس حدد الآن بيومي الأثنين والأربعاء وتوزع منشورات على كل المارة في الشارع والأسواق تقول بأن يوم غذا هو اعتصام في مختلف المديريات حتى أن بعض المرافق الحكومية تطلب من موظفيها عدم الحضور للدوام في هذه الأيام وتغلق معظم المؤسسات فقد يصحب هذا الاعتصام اغلاق للطرقات وشلل شبه تام للحركة ولا توجد هناك باصات أو وسائل نقل إلا القليل وحتى المحلات التجارية والبقالات وغيرها تغلق أبوابها خوفا من حدوث أي فوضى أو سرقات أيضا تتضامن مع مطالب الشعب التي تتوحد في الحصول على حقها في زيادة الرواتب وفي تدخل الحكومة للحد من ارتفاع الدولار ومن أن توفر للمواطنين لها حياة كريمة بعد كل ما عاشوه وعانوه في الفترات الماضية.

وقد تظهر هناك بعض الاطراف التي تريد استغلال هذه الاعتصامات لصالحها والوصول إلا ما تريد على حساب المواطنين الضعفاء اللذين لا يهمهم سوى توفير المال أو الحصول على مصدر دخل من أجل توفير متطلبات أسرهم وأولادهم التي تزداد يوما عن الآخر.

والخوف من ان تسيس مطالب الشعب من أجل تنفيذ مطالبها والوصول لما تخطط له بعيدا عن أنه حق المواطنين أو تقوم بمساعدتهم للاستجابة لمطالبهم , لكن الشعب لم يعد يطيق الحياة بهذا الشكل المهين ولم يعد يستطيع تحمل كل ضغوطات الأزمات والمشاكل ووضع البلاد والبقاء ساكتا حتى يصل لمرحلة التجويع وقرر أن يطلق هذا الاعتصام كبادية ثورة لها مطالب ولها صوت تريد ايصاله للحكومة التي اصبح وجودها مثل عدمها فلو الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.