آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-01:35م

ملفات وتحقيقات


تقرير: العائلات بمحافظة "حجة" تعتمد على أوراق الشجر وأغصانها والحشائش البرية لسد جوعها”.

الأربعاء - 19 سبتمبر 2018 - 09:53 ص بتوقيت عدن

تقرير: العائلات بمحافظة "حجة"  تعتمد على أوراق الشجر وأغصانها والحشائش البرية لسد جوعها”.

عدن(عدن الغد) خاص:

تقرير: الخضر عبدالله :

ما بين سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية , والمعارك الشرسة التي تخوضها هذه المليشيات مع  حكومة الشرعية بقيادة التحالف العربي ، لا تزال مئات الأسر بمحافظة حجة، يعيشون تحت وطأة كارثة إنسانية توشك بالفتك بهم مع نفاد مستلزمات الحياتية الأساسية، في ظل اتهامات للداخل والخارج بتجاهل هذه الصورة الذي ما زاد الوضع سوءا.

 

شاب رمز إلى أسمه " ناصر "  أحد سكان مناطق "حجة"، يروي لــ" عدن الغد " معاناته وغيره من ساكني المنطقة، قائلا إن "الوضع المعيشي للسكان متدهور، فلا وجود للمواد الغذائية في الأسواق، وأن وجدت كان بأسعار مرتفعة لا يطيق رب الأسرة شرائها.

 

وأضاف الشاب ناصر ، الذي تحدثت مع " عدن الغد " عبر التواصل الاجتماعي أن "انقطاع الماء ونقص الدواء وتراكم النفايات في كل مكان واستمرار الحرب فأقم من الأزمة الإنسانية وحولت مناطق محافظة حجة إلى مكان أشبه بالجحيم"، على حد تعبيره.

 

وفي حديث يعصر الألم ، أوضح ناصر "أن الجوع بدأ يفتك بالعائلات التي تحاول التمسك بالحياة إلى أبعد مدى على أمل التحرير والخلاص من هذا الواقع المزري ، والبدء بصفحة جديدة.

 

وكل يوم يمضي على هذه العائلات  يمثل لهم - بحسب ناصر- إضافة جديدة لمعاناتهم واقترابهم أكثر من خطر الموت لا محال.

 

الحشائش ..عوضاُ عن الطعام !

 

دكتور أكاديمي من حجة لم يعرف عن أسمه خوفاً من المضايقات الحوثية يقول " تسمع  بكاء وعويل وصرخات استغاثة واستنجاد  للأسر في بعض مناطق حجة لإنقاذهم من الجوع والحرمان الذي يعيشونه منذ سنوات ".

 

ويقول  في حديثه " لـ " عدن الغد " أن السكان المحليون  يشكو من تدهور صحة أولادهم بسبب سوء التغذية وعدم قدرتهم على توفير وجبات الطعام لهم وما يحتاجون إليه من غذاء يساعدهم على النمو ويحفظ حياتهم.

 

صلاح قاسم وهو أسم مستعار لأحد المواطنين والذي فضل استخدامه خشية ملاحقة مليشيات الحوثي له وتصفيته، قال لـ" عدن الغد"  إن "كارثة إنسانية تلوح في الأفق بعد نفاد الغذاء والدواء في بعض مناطق محافظة حجة ، حيث أصبحت العائلات تعتمد على أوراق الشجر وأغصانها والحشائش البرية لسد جوعها.

 

وأضاف أن "الكثير من الرجال والنساء الذين يضعون اللثام على وجوههم خشية معرفتهم ، يجوبون المواقع التي تتواجد فيها النفايات ويبحثون فيها للحصول على بقايا الطعام وتنظيفه ، ومن ثم تناوله لسد جوعهم وجوع أطفالهم.

 

وبيّن  صلاح :" أن هناك أطفال لا يستطيعون تحمل الجوع وكبار سن يعانون من أمراض وبحاجة إلى غذاء خاص، ونساء ورجال أنهكهم التفكير والقلق وأخذ الجوع أيضا منهم نصيب ليس بالقليل"، مشيرا إلى أن "الوضع أصبح لا يطاق وأن الكثير من العائلات باتت تفضل الموت بغارة جوية أو قذيفة صاروخية.

 

سياسة حصار .. الموت !

 

مراقبون للشأن الذي وصل الحال به في مناطق حجة ، اعتبروا من جانبهم ، أن سياسة التجويع الخانق على جانب يقطنه مئات الأسر والعائلات  بحجة محاربة " احتلال  التحالف العربي لليمن "  تعد فكرة غبية وغير مجدية في الوقت الذي تعتمد مليشيات الحوثي الارهابية على التأجيج الطائفي لضم عناصر جدد إلى صفوفها وازدياد البغضاء في نفوس المدنيين على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي  والتحالف العربي.

 

وأكد المراقبون " أن هناك انتشار كثير من الأمراض بين الأطفال والعائلات في  حجة مثل أمراض الصدر، والتهاب الأمعاء، والمعدة (القرحة)، والأمراض الجلدية المعدية"، لافتين إلى ان "سوء التغذية وانعدام الخدمات وتدهور الواقع الصحي شكل وحشا للفتك بالسكان وتعذيبهم.

 

ويقول و احد  من مسؤولي المؤسسات الخيرية التي تعنى بشؤون حقوق الإنسان والإغاثة من جانبه :"   أن ما يتعرض اهلي مناطق حجة بشمال اليمن جريمة لا يمكن السكوت عنها وانتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تعنى بحياة الإنسان وتطالب بالحفاظ عليها وحمايتها.

 

وأعلن رفضه "وبكل قوة تعريض حياة الآلاف لخطر الموت بداعي محاربة مجاميع  طائفية مسلحة قائلا إن "عملية محاصرة المدنيين وتجويعهم وترهيبهم وإذلالهم مؤامرة تقودها قوى ظلامية هدفها تدمير الحرث والنسل والتسبب بمجاعة جديدة في المناطق الشمالية.

 

ودعا :"  التحالف العربي إلى التحرك العاجل والجاد لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى المدنيين العزل في مناطق حجة ، ومراعاة أوضاعهم والعمل على تحييدهم عن الصراع المسلح ضد "الحوثي.

 

ولفت إلى أن "هناك الكثير من الطرق لإيصال المساعدات إلى العائلات والأسر وفي مقدمتها إسقاط السلال الغذائية بواسطة المظلات أو تشكيل فريقي دولي مختص للقيام بهذه المهمة بعد عقد اتفاقية مع المسلحين بعدم المساس بهم.