آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-05:31م

ملفات وتحقيقات


فشل جنيف بعيون المواطن اليمني

الإثنين - 10 سبتمبر 2018 - 02:35 م بتوقيت عدن

فشل جنيف بعيون المواطن اليمني

تقرير / مكين محمد

فشل جريفث في عقد مشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة بجنيف، وجاء ذلك تأكيد للجميع أن الشارع اليمني بات على فهم كبير لسياسة الأطراف الداخلية وتعي مدى مصداقيتها وحرصها على حياة أبناء اليمن، فكل الاراء أجمعت على أن مستقبل المشاورات لن يكتب له النجاح، وهذا ماحدث فعلاً.

 

فشلت المشاورات بعد امتناع أنصار الله (الحوثيين) من الذهاب الى جنيف مما خلق توصيفات واراء عدة على الساحة المحلية والدولية.

 

المواطن فاروق يصف هذا الفشل بالسقوط المدوي للتحركات الأممية التي استغرقت 7 اشهر تنقل فيها مبعوثها الأممي مارتن جريفيث بين عواصم اقليمة ودولية، ويقول فاروق أن ماحصل من عدم نجاح المشاورات كان متوقع وقد قيل ذلك سلفاً، ويأسف وبشدة من تلاشي جهود عملية السلام، والتي انتهت قبل أن تبدأ، وخاصة في ظل امتلاء السجون بالاسراء والمخفيين و استمرار الجوع ازدحام الطوابير والمرتبات وانهيار العملية المحلية إلى أدنى مستوى لها على مدى التاريخ، وكل ومايعانية الشعب اليمني مع تجاهل من المجتمع الدولي لما هو حاصل.

 

وعاتب جهات تابعة للسلطة الشرعية بمحافظة تعز بإستخدامها سجون تحتجز فيها مواطنين أبرياء من أبناء المحافظة   بشكل سري ، مستغربا من مطالبات الحكومة الشرعية للحوثيين بإطلاق سراح المعتقلين في سجونها بينما مربعها يقبع مئات المخفيين من المواطنين الأبرياء.

 

اما الإعلامي رامي البريهي يعتبر حديث وزير الخارجية في حكومة الشرعية خالد اليماني بأنه موقف ضعيف وهزيل، ويقول كان من المفترض أن يكون صريحا بتحميل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة والإشارة اليها بالوقوف في صف الانقلابيين، ويصف الحكومة الشرعية بأنها جبانة وذلك ردا منه على ترهل مواقفها تجاه تخلف الانقلابيين عن موعد مشاورات جنيف .

 

فيما اعتبر الناشط الحقوقي عبده المقبلي بأن القرار لم يعد في يد الحكومة الشرعية وغير قادرة على اتخاذ أي قرار والذي أصبح مسلوب منها من قبل دول التحالف العربي والمجتمع الدولي، ويصف مواقف الشرعية بأنها مداهنة لولي النعمة، في إشارة منه إلى الانبطاح التام في طرف الشرعية لدول التحالف بقيادة السعودية و دولة الإمارات، مما يجعلها عاجزة في اتخاذ موقف شجاع يراعي مصلحة المواطنين، وأشار إلى تخوفهم من انقطاع الصرفيات والسفريات التي يحصل عليها مسؤولي الشرعية .

 

ويرا البعض أن فشل جنيف لن يطوي صفحة تحركات الأمم المتحدة لرعاية مشاورات جنيف الى ما لا نهاية، وازاء كل ما يحدث لحياة شعب بأكمله، فلن يكون في بال الأطراف الداخلية والإقليمية والمجتمع الدولي، ومابعد الفشل سيكون الوضع الحياتي في البلاد اوجع وانكى من سابق.

 

قبل أن تذهب جميع الأطراف اليمنية المتصارعة إلى العاصمة السويسرية لحضور مشاورات برعاية اممية للدخول في مباحثات عملية السلام في البلاد التي يقودها المبعوث الأممي مارتن جريفث، وفي هذا الصدد كان تطلع المواطنين اليمنيين لا يرتقي إلى الثقة لأطراف المشاورات، وهذا مايدور بين أوساط المجتمع المحلي، وفي ضوء ذلك يتوقع اليمنيون استمرار تصاعد ضبابية الوضع العام في اليمن.

 

فقبل أن يعلن جريفث فشل جهوده لإنعقاد المشاورات، قال مواطنون يمنيون، أن لا  ثقة لديهم بمصداقية الأطراف التي ستذهب إلى جنيف، كونها لا تملك القرار الذي  يحفظ الوطن ويحقن دماء ابناءه، كون الهوة بين اطراف المشاورات واسعة تجعل التقارب اكثر صعوبة، واعتقد البعض ان أي محاولة حلحلة الصراع يسبقه حكم الفشل وذلك بسبب مصالح خاصة بالأطراف المحلية لا تريد للبلاد أن تستبشر بنور السلام، وهذا ما حدث في جنيف مؤخرا.  

 

ويستغرب نشطاء ومواطنين يمنيين من دعوات المجتمع الدولي المتكررة الفاشلة مسبقاً، وذلك للأطراف المتصارعة الى مشاورات قد أعلنت فشلها تلك الأطراف المتحاربة  قبل وصولها  إلى مقر انعقادها.

 

وفي الوقت الذي شبح المجاعة يطارد الملايين من أبناء اليمن جراء انهيار العملة المحلية مما نتج عنها اشتداد الغلاء المعيشي، جاءت تباشير المبعوث الأممي لليمن جريفث بتعثر انعقاد مشاورات جنيف ، ليبدأ مشواره من جديد برحلة لا علم لأبناء اليمن الى اين ستأول، وهذا ياتي بمثابة الدخول في متاهات جديده في الساحة اليمنية.

 

الأطراف اليمنية المتصارعة وقبل  ذهابها الى جنيف التي كان من المفترض أن تنعقد فيها مشاورات يمنية يمنية، وكالعادة تسبق دخولها مضمار المشاورات و تعلن فشل محاولة الدخول في مفاوضات السلام في البلاد وذلك عبر التصريحات النارية التي تخرج بها قبيل الانطلاق ، وهذا ما أكده فشل جريفث في جنيف.