آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:19م

ملفات وتحقيقات


تقرير:"عدن الغد " تسلّط الضوء على ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح في المناطق الوسطى بأبين

الأحد - 09 سبتمبر 2018 - 11:23 ص بتوقيت عدن

تقرير:"عدن الغد " تسلّط الضوء على ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح في المناطق الوسطى بأبين

لودر(عدن الغد)خاص:

 تقرير : الخضر عبدالله

 

على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء مختلف مديرية المناطق الوسطى بأبين  الجنوبية نتيجة الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد ..  إلا أنك تجد أبناء هذه المناطق  يبتسمون ويضحكون بل وتمتلئ  المدن والقرى فيها بالوافدين لغرض الترويح عن النفس أو مشاركة فرحة زواج  ,ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحدث في هذه الأعراس أهمها إطلاق النار «الرصاص» بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لا تُشفى ولا يمكن علاجها بسبب الرصاص الراجع!.

 

وتعتبر ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية بالرصاص والألعاب النارية في المناسبات والأعراس ظاهرة عشوائية وخطيرة لا تليق بالأعراف القبلية ومخلّة بالأمن والاستقرار وتزعج الجميع.

 

وهي عادة أو ظاهرة يمارسها أبناء المناطق الوسطى بأبين  على حد سواء.. ولأهمية الموضوع وخطورته سلّطت "عدن الغد",, الضوء على  هذه الظاهرة والتقت ببعض المواطنين وخرجت بالحصيلة التالية : 

 

دعوات شعبية لإجراءات صارمة

 

يشير مواطنون ومتضررون من حوادث إطلاق العيارات النارية إلى أن مشهد إطلاق العيارات النارية - من المسدسات أو أسلحة الكلاشنكوف و البنادق- في السماء بات مشهدا مألوفا في موسم الأعراس ومناسبات أخرى، ومما يزيد من خطورتها إطلاقها داخل الأحياء وبين البيوت. وتنتشر هذه العادة القاتلة في الغالب بين فئة الشباب ..

 

اعتقاد خاطئ

 

ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي، وقال أحد مطلقي النار، وكان يحمل بندقية  من نوع "آلي" أنه : يجد سعادة في إطلاق النار في الفرح، رغم أن ذلك كلفه الكثير من النقود كثمن للرصاص الذي يطلقه، واعتبر أن ما أنفقه من نقود على شراء الرصاص نوعاً من الهدية للعريس! وبسؤاله حول ما قد ينجم عن ذلك من آثار قد لا تحمد عقباها ويضيف مطلق النار الذي رفض الكشف عن اسمه : أنه واثق من قدراته على إطلاق الرصاص دون أن يتسبب في إصابة أي أحد، وأنه يصوب سلاحه باتجاه السماء والمناطق المكشوفة!، بمعنى أنه يأخذ احتياطاته الجيدة قبل إطلاق النار., ولعل هذه الظاهرة لا تزال منتشرة بشكل ملحوظ في مجتمعنا , بالرغم من يقيننا القاطع جميعا، بمضار هذه الآفة الخطيرة.

 

كيف  يمكن  القضاء عليها ؟

 

وانطلاقا من هذا اليقين، رأينا في " عدن الغد" أن نطرح هذه  القضية من خلال السؤال: من المسؤول الحقيقي لهذه الآفة؟ وكيف يمكننا الحدّ من انتشارها؟

 

الإعلام والمساجد

 

ويقول الأستاذ. ناصر عوض موسى مدير مكتب التربية بلودر أبين : " ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات من الظواهر السلبية والمزعجة التي أصبحت اليوم منتشرة في مناطق ومحافظات ومدن كثيرة في أبين وإن جئت لتسأل المواطن البسيط هنا أو هناك حول هذه الظاهرة التي تنتشر كنوع من التفاخر سيجيبك هذا المواطن بصراحة أنها ظاهرة مزعجة تُعَكِّر صفو السكينة العامة وتثير الخوف عند الجميع وتحديداً النساء والأطفال" .

 

ويكمل: "إن سألتني عن مقارنة بين وجود هذه في السابق واليوم؟  سأجيبك وأؤكد لك أن هذه الظاهرة منتشرة اليوم أكثر من السابق والأسباب تعود إلى الأحداث السابقة وما أفرزته من نتائج كزيادة كميات السلاح والرصاص إضافة إلى غياب هيبة الدولة وحالة الانفلات الأمني الموجود في هذه المناطق والمحافظات ما أدى ويؤدي إلى أن تكون ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية من المظاهر الموجودة والمتزايدة ولعلي هنا أشير وأؤكد لك عن جانب مؤلم فيما يتعلق بموضوع إطلاق الأعيرة النارية ألا وهو "الرصاص الراجع" وأؤكد لك أن هناك ضحايا سقطوا ويسقطوا جراء هذا الراجع وهناك عدد من الحوادث حصلت هنا في لودر وضحايا سقطوا بين قتلى وجرحى لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم كانوا متواجدين في المكان الذي نزلت فيه هذه الأعيرة النارية ،وبكل تأكيد ربما تطرح أسئلة عن المعالجات والحلول وباعتقادي أن المعالجات والحلول يجب أن تتم ضمن منظومة متكاملة فالإعلام والجانب الإعلامي مهم ومؤثر في التوعية إضافة إلى دور أئمة وخطباء المساجد والمنظمات المجتمعية والمحلية والشخصيات الاجتماعية وكل من له دور وتأثير وبكل تأكيد هناك جانب مهم جدا وهو حضور الاستتباب الأمني وهيبة الدولة المفقودة منذ سنوات وكل ما نأمله ونتمناه" .

 

ويتابع حديثه : " ومما ندعوا إليه هو أننا نقول باختصار وبوضوح لمن يقوموا أو يشجعوا هذه الظاهرة باعتبارها نوعا من التفاخر والمباهاة أو جزءا من التقاليد نقول لهم : هي ظاهرة مزعجة وسلبية وأيضا خطيرة وبدلا من صرف مبالغ كبيرة لشراء الرصاص وفروا هذه المبالغ أو سخروها لجانب آخر مفيد ونافع شاكرا لكم إتاحة هذه الفرصة للحديث عن هذا الموضوع الذي اعتبره موضوعا مهما وجب طرحه وتناوله واستعراض كل الجوانب المرتبطة به".

 

تخويف الساكنين :

 

وتحدث معنا الشخصية الاجتماعية بمديرية مودية  الاخ / محمد الفقيرية  عن طاهرة اطلاق الاعيرية النارية في الاعراس فقال "نبشر المواطنين بمديرية مودية  أنه اجتمع قائد الواء الرابع وقائد الحزام الامني ومدير عام موديه بجميع الشخصيات وخرجوا بمذكرة  ذيلة بتوقيع الحاضرين بمنع اطلاق الرصاص في الزواجات وجميع المناسبات كما نناشد عبر صحيفة "عدن الغد : من جميع مديريات المنطقة الوسطى خاصة ومديريات ابين والجنوب عامة , أن يمنعوا هذه الظاهرة المخيفة , التي بسببها تروع الساكنين وخوف الاطفال والنساء من الراجع وازعاج المرضى والاخطر من كل هذا وذاك تحصل تصفية حسابات مع اطلاق رصاص الاعراس .

 

طيش ورعونة

 

أما الأستاذ. العبد الخضر كردة  وكيل مجمع الشهيد لجدل التربوي - يقول ": كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر إطلاق الرصاص تعبيرا عن الفرحة سواء بعودة حبيب أو عرس قريب ، وذلك مما يستوجب الفرح ولا شك ، لكن التعبير به لا ينبغي أن يكون بمظاهر تدل على الطيش والرعونة ، بل والتبذير والإسراف فضلا عن كونه سبب إزعاج وربما سببا لإصابة أو وفاة كما يحصل ذلك عند إطلاق الرصاص والأعيرة النارية في الأعراس" .

 

 وأضاف : " و لا ينبغي أن تكون فرحة أحدنا سببا في ضرر الآخرين وإزعاجهم وتعاستهم فكم من مريض أزعجوه وشيخ أو طفل نائم فأيقظوه ومارّا فأصابوه" .

 

وقد ورد النهي بالإشارة فضلا عن إطلاق الرصاص والعلة موجودة في قوله صلى الله عليه وسلم (لعل الشيطان ينزغ) وقد سمعنا نزغه في وفيات الأعراس بأحداث الوفيات فعن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ ). والنهي يقتضي التحريم وعليه فما يفعله الناس من إطلاق الرصاص في الأعراس حرام شرعا .

 

ويكمل ":أضف إلى ما فيه من إضاعة المال ، في وقت أحوج ما يكون إليه أهل العروس أو حتى الفقراء من الجيران ، ولا يخفى على كل أحد في بلدنا أين وصل الفقر بالناس ، وأخشى أن يكون ذلك الفعل من كفر النعمة التي سخرت في غير رضا الله تعالى ، وفي الحديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال) رواه البخاري ومسلم"

 

ويردف : " وكذلك مثل هذه الأفعال تدخل في أذية الآخرين التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أقل مما تحدثه تلك الأفعال - أعني إطلاق الرصاص في الأعراس - فعن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه عن النبي  أنّه قال: ((إياكمْ والجلوسُ في الطُّرقاتِ))، فقالوا: يا رسولَ الله، ما لنا بدٌّ في مجالِسِنا نتحدَّثُ فيها! فقال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أبيتُمْ إلا المجلِسَ فأَعطُوا الطريقَ حقَّه))، قالُوا: ومَا حقُّ الطريقِ يا رسولَ الله؟! قال: ((غضُّ البصر، وكفُّ الأذَى، وردُّ السَّلام، والأمْرُ بالمعرُوفِ، والنَّهي عن المنكر)) متفق عليه.

 

فمن اطلق الرصاص لم يكف أذاه عن الناس .والله أعلم وأساله أن يتمم أفراحنا بما يرضيه عنا"

 

 

 

القنابل الصينية وإطلاق الرصاص إزعاج..

 

ومن جهة أخرى يقول  المحامي القانوني الأخ/  طاهر ناصر الجنيدي: " أنا ضد ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات لأنها دخيلة على مجتمعنا , حتى استخدام تلك القنابل الصينية في الأعراس والتي صوت بعض هذه القنابل الصينية أكبر إزعاجا من القنابل القتالية الحقيقية! ،  والمصيبة أن الفرحة واستخدام هذه القنابل لا يتم إلا آخر الليل والناس تنعم بالهدوء فتأتي أصوات هذه القنابل ككابوس يحرمهم راحتهم فما بالنا بالمرضى والأطفال ولو أردنا توضيح ما يحدث في الأعراس فإن هناك ناس ناقصين ويعوضوا نقصهم بمثل هذه التصرفات التي تنم عن جهل وقله ذوق وعدم احترام الآخرين.. يعني من الآخر ظاهرة مشينة جدا ولابد من إنهائها! " 

 

 

 

ظاهرة شائعة ومنشرة

 

ويتابع المحامي طاهر  حديثه "  إن هذه الظاهرة غير حضارية وسيئة جداً وبسببها راح الكثير من الأبرياء الذين لم ينعموا بحق الحياة في ديارهم آمنين مطمئنين , وإنها ظاهرة شائعة ومنتشرة على حد سواء في الأرياف والمدن .لكي نقضي عليها يجب أن نجفف مصادرها أو نوقف مصدرها . انتشار السلاح بالطريقة العشوائية كثّر من انتشارها وإذا أخذنا بالتوعية سيأخذ منا وقت طويل جداً ولن تأتي نتائجه الايجابية إلا وقد حصدت أرواح الكثير والكثير. لذا القضاء على مصادر تمويلها ومصادرة الأسلحة من قبل الدولة ولو عن طريق شرائها من ذلكم الأشخاص ستقلل إلى حد كبير من  مخاطرها والسيطرة عليها , ونرجوا من الجميع أن يكون لديهم الإحساس بالمسؤولية قبل أن يقع الفأس في الرأس."