ظهر خلاف بين داعيتين إسلاميين معروفين، أحدهما سعودي والآخر كويتي، حول الجن وحقيقة وجوده في حياة البشر، إلى العلن، بعد أن تبرأ أحدهما من رواية منسوبة له حول الموضوع ذاته، كانت قد تسببت بجدل واسع.
وتحوّل خلاف الداعية السعودي، الدكتور عبدالعزيز السدحان، مع نظيره الكويتي، الدكتور عثمان الخميس، إلى العلن، عندما كشف السدحان أن ما نسبه الخميس له عن قدرة الجن على التواصل مع البشر، غير صحيح.
وقال السدحان في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “معاشر المتابعين الأكارم، نُسِبَ إليّ خبر خلاصته: (أنّ الشيخ بن باز كان يجيب على أسئلة الجن) وأحيطكم علمًا أنني لم أسمع هذا الخبر إلا منسوبًا إليّ من أحد المشايخ وقد وهم. وقد أَلّفتُ كتابًا وألقيتّ محاضرات عن الشيخ ابن باز ولم أذكر هذا الخبر لعدم علمي به. ففضلًا منكم: بينوا ذلك لغيركم”.
وكان السدحان وهو أحد تلامذة مفتي المملكة الراحل والأشهر، عبدالعزيز بن باز، يشير لمقطع فيديو منقول من محاضرة دينية للداعية الكويتي الخميس، يقول فيها: إن الداعية السدحان قال إن ابن باز كان يخصص جزءًا من دروسه الدينية للجن ويجيب على أسئلتها.
وكان حديث الداعية الخميس الذي يعود لأشهر قليلة، قد أثار جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي، التي كذب كثير من مدونيها ممن شاهدوا الفيديو، حقيقة القدرة المنسوبة للجن والتي أوردها الداعية الكويتي، نقلًا عن نظيره السعودي.
وعاد الداعية السدحان ونشر تغريدة ثانية عن القضية ذاتها، قائلًا إنه أجرى اتصالًا مع الداعية المقصود، في إشارة إلى الخميس، دون أن يسميه، أقر فيه بأنه أخطأ بنسب الرواية المثيرة للجدل إلى الداعية السدحان.
وقال السدحان في تغريدته: “معشر المتابعين الأكارم، اتصلت قبل قليل – هاتفيًا – بالشيخ الذي نسب الخبر إليَّ وبينت له أنه واهم في ذلك، فذكر لي أنّه سبق أن نشر مقطعًا بيّن فيه أنه وهم في نسبة الخبر إليَّ ( خبر إجابة الشيخ ابن باز على أسئلة الجن )”.
ولم يعلّق الداعية الخميس على الخلاف بينه وبين السدحان، وما إذا كان الطرفان قد تصالحا بعد المكالمة الهاتفية بينهما. لكن انتقادات عديدة طالته في مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالب بالاعتذار للشيخ السدحان.
وقال الداعية السعودي الشيخ سليمان الطريفي، في تعليق على توضيح السدحان: “لو لم ينفِ الشيخ السدحان قصة الجن وابن باز لصارت حجة عند البسطاء، ولو نفيتها بثوابت الشريعة لقالوا لك أنت تكذّب العلماء، فأنت زنديق، ولصارت مثار جدل وحروب، هكذا كثير من الروايات أوهام صارت دينًا”.
وعلّق مغرد يدعى “محمد أبو بكر” على الخلاف بين الداعيتين السدحان والخميس حول الرواية: “كويس أن الشيخ عبدالعزيز السدحان لازال موجودًا وإلا فمن سينفي هذا الكلام ..! لا أريد أن أكذب الشيخ عثمان فهو رجل معروف وله مكانته في العلم والدعوة إنما هذا كلام غريب منه … قد يكون الشيخ عثمان سمع كلامًا من الشيخ السدحان وفهمه على غير مقصده .. ربما”.
وطلب الشاعر والكاتب السعودي، عبدالله محمد المقرن، من الداعية الخميس، الاعتذار قائلًا: “لقد كذب على الشيخ عبدالعزيز السدحان والشيخ عبدالعزيز بن باز وأعطى المسلمين معلومة خاطئة ويجب عليه الاعتذار صراحة؛ لأن هذه أمور خطيرة، هل تريدني أن أقول وهِم ؟ النبي عليه السلام قال (من كذب علي متعمدًا )؛ أي أن هناك كذبًا غير متعمد ربما أنه الذي يسمى الآن الوهم، ولكنه يظل كذبًا على أية حال”.
ويحمل السدحان شهادة الدكتوراه من “كلَّية أصول الدِّين” في جامعة الإمام، وهو داعية معروف، عمل كإمام لعدد من مساجد الرياض بجانب عمله عضوًا في هيئة التدريس في الكلية التقنية بالرياض.
كما أن الداعية عثمان الخميس معروف في بلاده الكويت وخارجها، وقد درس أيضًا في السعودية، فِي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بِالقَصِيم، وله عدة مؤلفات، وبجانب عمله كموجه أول في وزارة الأوقاف الإسلامية، ينشط بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويختلف علماء الشريعة الإسلامية في العصر الحالي، بحسب مذاهبهم ودولهم، حول قضية الجن، وما إذا كانت قادرة على التواصل مع البشر، فيما يرافق النقاش حول الجن في مواقع التواصل الاجتماعي، جدل واسع.
*متابعات | طلال لزرق
