آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أخبار وتقارير


ارتفاع منسوب الجريمة بمحافظة إب يلوح بالمجهول

الخميس - 16 أغسطس 2018 - 09:04 م بتوقيت عدن

ارتفاع منسوب الجريمة بمحافظة إب يلوح بالمجهول

إب(عدن الغد ) خاص :

منذ بداية الحرب الطاحنة في البلاد، ومحافظة إب تشهد انفلات أمني مخيف نتج عنه انتشار للجريمة بمختلف أنواعها، إضافة إلى الانتهاكات التي تحدث بسبب مواقف سياسية في هذا الطرف أو ذاك، تتحدث المعطيات الناتجة عن فوضى حرب عن ارقام تتضاعف مع مرور الوقت وغياب البدائل المفترض أن يكون لها دور كبير لسد الفراغ الحاصل في مدينة تميزت بجمال طبيعتها الخلابة.

وتقول المؤشرات من مسؤول أمني في محافظة إب أن الصراع اليمني بين أطراف محلية كانت السبب الرئيسي في وصول الوضع إلى ماهو عليه الآن سواء في محافظة إب أو عموم اليمن من انهيار كامل في منظومة أجهزة الأمن، ففي اللواء الأخضر تدهورت الخدمات العامة والتي من أساسها لم تكن في فترة ما قبل الحرب بالمستوى المطلوب وبمجرد نشوء نزاع داخلي تبخرت في مهب الرياح، وظواهر كثيرة ساهمت بشكل مباشر تضخم حدوث الجريمة في ظل تدفق عوامل أخرى منها زيادة البطالة والغلاء المعيشي.

إنصاف أصحاب المظلومية من قبل القضاء أو التهاون في الردع، تعتبر مصادر لارتكاب الجريمة وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها عن وضع الأمن بمحافظة إب تفيد أن الخلافات بين أفراد من المجتمع الأبي على عقارات وأراضي سجلت أعلى مستوى في حدوث الجريمة ، وذلك في وضع يفتقد إلى الضبط القضائي والأمني، مما يخلق  غياب العدالة و إقحام الوساطة بكل صغيرة وكبيرة، وتحت هذه الأساليب تسجل انواع مختلفة من الجرائم في مديريات ومناطق وأحياء المحافظة.

تُحقق الجريمة في محافظة إب بمختلف أنواعها ارتفاع كبير تنذر بمستقبل ستسجل أرقام أكثر من ماهو الان ، وبحسب إحصائية غير رسمية، فإن عدد الجرائم في اليوم الواحد يصل إلى مايقارب (126) حالة في جميع أنحاء المحافظة، وبواقع (1890) في الشهر الواحد، وتتوزع بين القتل والتعذيب والتهديد والتحريض والسرقة وانتهاكات متعددة، والملفت في هذه الأرقام أن حجم الانفلات الأمني في محافظة إب كبير للغاية ومستمر في ارتفاع منسوب الجريمة مقابل انخفاض مستوى التواجد الأمني بالمدينة.

لن يكون الحد من تضاعف جسامة الجريمة سهل ولابد من إعادة النظر في من يمسك بالأجهزة الأمنية والقضائية مراعاة لحقوق وحياة المواطنين،  الاستاذه/ ياسمين ناشطة إعلامية ترجي انتشار الجريمة في محافظة إب الى عوامل عدة،  غياب دور أجهزة الدولة الأمنية   في ردع المجرمين وعقابهم وإظهار هيبة الأمن بجدية وحزم يقلل من منسوب الجريمة وضع حد للأرقام المرتفعة في معدل الجنايات سوى في الحق العام أو الخاص .

وجود خلل في النسيج الاجتماعي تعتبره ياسمين أنه معضلة ويعود بالضرر على الجميع وهذا يتجسد في التخاذل بين جميع أطياف المجتمع وتعدد التوجهات السياسية والفكرية والعقائدية ترى فيها سبب في انتشار الجريمة مما خلق ثقافة عدم التعاطي أو التفاعل في مايتعرض له طرف أو فرد في المجتمع ، في إشارة منها إلى انكماش الرأي العام وعدم تفاعله مع جسامة الانتهاكات التي يتعرض المواطنين من قبل مرتكبي الجنايات، وهذا ماهو حاصل في مدينة اللواء الأخضر إب .

في ظل استمرار تدهور الوضع العام في البلاد غابت البدائل التي بإمكانها تغطية ما سببته الحرب من فراغ في كل المستويات ، ياسمين تتحدث أيضاً عن المشاركة المجتمعية من خلال عقال الحارات والوجاهة الاجتماعية وذلك بالتنصل عن المسؤولية في حفظ إطار تواجدها في احياء ومناطق محافظة إب وتراجع سياسات  منظمات المجتمع المدني و وسائل الإعلام الموجه في نشر الوعي ومحاربة الجريمة بمختلف أنواعها وخطر حمل السلاح والتعاطي معه.

الاستاذه/ ملاح علي مديرة مدرسة سابقة تقول إن انتشار الجريمة يهدد حياة الناس في المحافظة ويقابل ذلك ارتفاع منسوب الجريمة و تدني مخيف في الأمن وهذا يأتي لأسباب كثيرة منها تشجيع الأطفال والشباب على الانتقام وإهمال مبدأ التسامح، وغياب دور المدرسة في نشر الوعي بين الأجيال وبأهمية رجل الأمن واحترام عمله من أجل السكينة العامة.

"وترى" فلاح أن غياب العقاب والردع لكل من يرتكب جريمة أو يخالف القانون من قبل أجهزة الأمن التهاون في تطبيق النظام والقانون على الجميع دون أي محاباة، حديث كهذا جاء على لسان الاستاذه/ فلاح يعتبر في غاية الأهمية وبكل تأكيد أن تطور الجريمة لم يكن إلا بفعل تجاوز الجهات الأمنية في البلاد للقوانين واللوائح التي تحفظ تركيبة الدولة والمجتمع، ومحافظة إب كغيرها من محافظات الجمهورية وتعاني من نفس الإشكاليات التي نخرت جسد المجتمع.

مع دخول البلاد مرحلة حرب شاملة أخذت طابع فوضوي خلق بيئة ملائمة لتوسع وانتشار الظواهر الذي تهدد حياة المجتمع، كما هو الحال في محافظة إب والتي يشكي سكانها من  انتشار  واسع لتجار بائعي  الأسلحة والذخائر في الأسواق  بدون ادنى مراقبة تذكر أو عقاب يحد من هكذا تجارة تصنع وضع كارثي يقلق أهالي المحافظة وهذا تؤكده الاستاذه فلاح حيث قالت " بيع السلاح والذخيرة أصبح منتشر دون أي عقاب على من يتاجر به في الأسواق" .

يخشى أبناء إب من انتقال المحافظة من وضعها الراهن الى مرحلة اكثر إلاماً من سابقاها خصوصا مع انهيار شامل للخدمات العامة مما يجعل الشباب عرضة للثقافات السلبية التي تغذي عقولهم بوسائل مختلفة، الاخ/ عادل محمد مواطن من أبناء محافظة إب يرى أن الافلام التي تحتوي على سيناريوهات جنائية أو بما تسمى أفلام الرعب  "الاكشن"  فهي تكرس ثقافة سلبية عند ضعفاء النفوس ومنها يكتسب المجرمين قدرات تؤهل مهنتهم الغير أخلاقيه، ويشير إلى أنها تعطيهم ذرائع واهية لارتكاب الجريمة فيما بينهم.

"ويعتبر" عادل ان من أسباب انتشار الجريمة في محافظة إب ، هي غياب الوازع الديني وتربية الأسرة والاحتكاك بفئات لها سوابق إضافة إلى تجاهل قوانين الدولة واستخدام إحكام خارج إطار القانون، وعدم التعامل مع رجال الأمن والذي يجعل من ذلك تهميشا للدولة وهيبتها.

ويشير الاخ عادل الى بعض من يمارس الجريمة وهو في محل المسؤولية والأعظم من ذلك أنه  يرتكب الجريمة  ويستظل بمسميات السلطة أو المشيخة (أعراف قبلية) واللامبالاة  بحق الآخرين أو احترام مبادئ وحقوق الإنسان .

وضع مؤهل أن تتطور فيه الجريمة وتصبح مجرد حدث ليس بمستوى يمكن الحديث عن محتواه، مما يزيد من مخاوف سكان محافظة إب على حياتهم في ظل تراجع خدمي على كل الأصعدة يبشر بمستقبل مجهول ، سؤال بحاجة إلى إجابة متى سيتم وضع حد لزيادة نسبة الجريمة حفاظاً على سلامة السكان؟

* من مكين محمد