آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


عودة «المؤتمر الشعبي العام»: «الإنتقالي» ضمن الترتيبات؟

الخميس - 16 أغسطس 2018 - 03:58 م بتوقيت عدن

عودة «المؤتمر الشعبي العام»: «الإنتقالي» ضمن الترتيبات؟
جناح «المؤتمر» المدعوم من قبل الإمارات أفشل اجتماعاً لانتخاب الرئيس

(عدن الغد) العربي

 

 

شهدت الأيام القليلة الماضية حراكاً سياسياً للملمة حزب «المؤتمر الشعبي العام» وإعادته إلى المشهد السياسي تحت قيادة موحدة، الجهود المبذولة لا تبدو أنها خارج الرغبة الدولية والإقليمية التي تراهن على «المؤتمر» للعب دور محوري في مستقبل اليمن ما بعد الحرب.

قبيل مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى القاهرة، عيّن قيادات «مؤتمرية» بارزة في حكومته، خطوة اعتبرها مراقبون أنها تندرج في إطار «حسن النوايا» للوصول إلى الاجتماع الموسع الذي عقد يوم الإثنين في القاهرة، وضم قيادات الصف الأول للحزب، وقد وجه هادي رسائلاً لقيادات الحزب «الحاضرة والغائبة»، تضمنت دعوة إلى «طي صفحة الماضي والتعامل مع المؤتمر كحزب وطني يلبي طموحات كل اليمنيين».

تلك الدعوات لاقت ردوداً من قِبل قيادات «المؤتمر فرع القاهرة» فاعتبر الأمين المساعد سلطان البركاني، أن «الإجتماع كان ناجحاً»، فيما عدَّه مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي، «لقاءً طوى خلافات الماضي وفتح صفحة جديدة تهدف لوحدة المؤتمر ضد الانقلاب، والاصطفاف إلى جانب الشرعية الدستورية لاستعادة الدولة».

في موازة ذلك، قاطعت الإجتماع قيادات «مؤتمرية» مقربة من أحمد علي، نجل الرئيس السابق، وكان أبرزها يحيى دويد، وفهد دهشوش، وقاسم الكسادي، ومطهر رشاد المصري وناصر باجيل وحنان حسين. وعلق عضو اللجنة الدائمة للحزب عادل الشجاع على الاجتماع قائلاً، إن «هادي يريد أن يترأس المؤتمر»، مضيفاً أن «من يقف إلى جانب هادي قيادات منشقة في العام2011»، فيما رأت رئيسة دائرة المرأة في «المؤتمر» حنان حسين، أن لا فرق «بين من صافح هادي في القاهرة ومن صافح مهدي المشاط في صنعاء».

مصادر سياسية في القاهرة أكدت أن اجتماعاً كبيراً كان سيعقد اليوم برئاسة هادي لاختيار رئيس جديد لحزب «المؤتمر»، ينتهي باختيار هادي رئيساً، مشيرة إلى أن الكثير من القيادات أبدت رفضها انتخاب هادي خلفاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وبحسب المصادر، فإن جناح «المؤتمر» المدعوم من قبل الإمارات هو من أفشل الإجتماع.

ويرى محللون أن هناك جهوداً تبذلها دول «التحالف» مع الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لتوحيد «المؤتمر»، حتى يتمكن من حكم اليمن مجدداً، وتعمل تلك الدول على التضييق على «الإصلاح» و«أنصارالله» حتى لاينفرد أيّاً منهما بحكم اليمن، ويضيف محللون أن تفاهمات الرئيس هادي مع الإمارات تضمنت تهدئة «المجلس الانتقالي»، والعمل على إشراكه ضمن «الشرعية»، وهو ما عبّر عنه رئيس «المجلس» اللواء عيدروس الزبيدي قبل أيام على قناة «أبوظبي»، بأنه «يمد يده إلى الرئيس هادي»، تلك التفاهمات أيضاً قضت بـ«توحيد المؤتمر واستعادة نشاطه من مدينة عدن».

إلى ذلك بارك «المجلس الانتقالي» جهود توحيد «المؤتمر»، وقال نائب رئيس «المجلس الانتقالي» الشيخ هاني بن بريك، إن «تعامل التحالف مع المؤتمر سيثمر كحزب عربي قومي له مبادئه القومية، ونفوذه وشعبيته الواسعة في اليمن - الشمال - كجهة ممكن تضمن سلامة اليمن - الشمال - من السيطرة الفارسية، والبعد عن قطبي قطر وإيران (الإصلاح والحوثي)»، لافتاً إلى أنه من الممكن «تهيئة شراكة جوار مثمرة معه».

ويرى مراقبون أن موقف «الانتقالي» المنسجم مع جهود توحيد «المؤتمر» كشف لأول مرة بشكل واضح التنسيق بين «المؤتمر» وبين «الانتقالي» منذ تأسيسه، حيث ضم «الانتقالي» قيادات «مؤتمرية» جنوبية بارزة، إضافة إلى التنسيق العسكري مع «حراس الجمهورية» التي يقودها العميد، طارق صالح، بدعم من الإمارات، برغم كل هذا لم يعلن «الانتقالي» تحالفه مع «المؤتمر» إلا بعد انعقاد «مؤتمر القاهرة»، الأمر الذي قوبل بردود أفعال واسعة من قبل أنصار «الانتقالي»، وتضمنت مجمل تلك الردود أن «الانتقالي» أصبح أشبه بحزب سياسي مرهون بأجندات إقليمية تعطي الأولوية لمستقبل اليمن بعيداً عن الجنوب.