آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


في يومهم العالمي.. شباب اليمن: وقود الجبهات وضحية الأزمات

الأربعاء - 15 أغسطس 2018 - 06:11 م بتوقيت عدن

في يومهم العالمي.. شباب اليمن: وقود الجبهات وضحية الأزمات

تقرير: جعفر عاتق

يحتفل العالم في الـ12 من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للشباب، كيوم مركزي تقام فيها فعاليات وانشطة شبابية ويتم خلالها التركيز على دور الشباب في نهضة المجتمعات.

وأقرت الأمم المتحدة الاحتفال بيوم الشباب العالمي منذ العام 1999 تقديرا منها لدور الشباب في المجتمع والعالم.

واحتفل العالم أمس الأول الأحد بيوم الشباب العالمي فيما تمر هذه الذكرى مثل الخيال في اليمن.

يمثل الشباب الفئة الأكبر في اليمن حيث يتجاوزون نصف عدد سكان البلاد والمقدر عددهم بحوالي 30 مليون نسمة.

 

شباب اليمن والأزمات

يلعب الشباب دورا كبيرا في البلد الذي تعصف به الأزمات والحروب، ويمثل فئة الشباب الركيزة الأساسية في المجتمع اليمني.

يرزح شباب اليمن تحت مظلة الأزمات التي تعصف بالبلد منذ سنوات طويلة فمن البطالة، والفقر، والمشاكل النفسية، تأتي الحرب أخيرا لتكمل تضييق الخناق على الشباب اليمني.

ما يقارب من 70% من سكان اليمن يعانون من الفقر فيما يمثل الشباب ضحية أولية للفقر في البلد المصنفة من أكثر البلدان فقرا بالمنطقة.

قبل الحرب كانت نسبة البطالة بين صفوف شباب اليمن تقترب من 50% لكنها اليوم باتت أعلى كثيرا مع مرور حوالي 4 سنوات للحرب في البلاد.

 

الشباب الفئة الأكثر تضررا من الحرب

تجري في اليمن حربا أهلية تدور رحاها منذ حوالي أربعة أعوام حصدت خلالها الآلاف من الضحايا كان الشباب الفئة الأكثر استهدافا في الحرب.

يمثل الشباب وقود الحرب التي تجري في محافظات عدة في البلاد فهم الفئة الأكثر مشاركة في الحرب والاكثر قدرة على الخوض في نيرانها المحرقة.

وأكد الأستاذ حيدره الكازمي رئيس المنتدى الوطني للطفولة والشباب أن فئة الشباب في اليمن كانت الأكثر تضررا من الاحداث الجارية في البلاد. 

وأضاف ان الحرب دفعت بالعديد من الشباب نحو جبهات القتال بعد توقف الكثير من الأعمال والمنشآت كما أن التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني اجبر رجال الاعمال على ايقاف استثماراتهم في البلاد وهو ما انعكس سلبا على الشباب وجعل الجبهات ملاذهم الأخير. 

 

الشباب وقود الحرب

يجذب القتال الذي يشهده اليمن كثيراً من الشبان الفقراء والعاطلين من العمل ممن تضطرهم الظروف الاقتصادية للانخراط في الجماعات المتحاربة، ليس حباً في القتال فحسب، بل نتيجة لعدم وجود مصدر بديل يكسبون منه عيشهم، مع توقف العديد من الأعمال الحكومية والخاصة.

وأدى انقلاب مسلح تقوده منذ نهاية عام 2014 ميليشيات الحوثي، إلى انهيار سلطات الدولة ودخول البلاد في حرب أهلية، وتوقف الأعمال فيما قامت بعض المؤسسات الخاصة بتسريح موظفيها أو قلصت أعدادهم أو أعطتهم إجازات من دون راتب.

وفي البلد الأفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي تقول الأمم المتحدة أنه مهدد بمجاعة تبدو النزاعات المسلحة وميادين الحروب وجهة وحيدة للشبان الفقراء والعاطلين من العمل لتفادي الموت جوعا.

 

الشباب فرصة للاستثمار في الحرب

واستثمرت أطراف النزاع الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن، واستغلت الوضع المعيشي للشباب، ووجّهت قدراتهم نحو مزيد من العمل لتمديد أيدولوجياتها الفكرية، والعسكرية.

وقدمت أطراف النزاع امتيازات مالية للشباب والمراهقين والأطفال مقابل الانخراط في صفوفها.

وتقول احصائيات غير رسمية أن الحرب في اليمن خلفت ما يقارب من 30 ألف قتل يمثل الشباب أكثرهم.

 

الهجرة هربا من الحرب

وفي ظل هذه الظروف الصعبة حاول العديد من الشباب الهجرة من البلاد هربا من الأوضاع إلا أن حلم الكثير منهم قد تحطم بسبب القيود التي تفرضها دولا عدة على سفر اليمنيين لها.

ويعتبر الجواز اليمني الأضعف في العالم حيث تحظر دول كثيرة دخول اليمنيين اليها بينها دولا عربية شقيقة.

 

الاحتفال بيوم الشباب العالمي

وفي هذا العام نفذت وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية اضافة الى عدد من المبادرات والمنظمات الشبابية فعالية وورش تعرف بدور الشباب في بادرة هي الاولى من نوعها منذ سنوات.

وأقيمت فعالية رياضية موسعة أمس الاحد برعاية وزير الشباب والرياضة نايف البكري ودعم صندوق رعاية النشء بالعاصمة عدن شملت يوما رياضيا وشبابيا ضم أكثر من 100 شاب من محافظات مختلفة.، وبحضور قيادة وزارة الشباب والرياضة وعدد من المسئولين والمهتمين.

وخرج اللقاء بعدد من التوصيات التي تهدف لحماية الشباب ورعايتهم والاضطلاع بدورهم الكبير في المجتمع.

وايمانا بدور الشباب أكد الشاب أيوب عامر عضو شبكة القيادات الشبابية اليمنية -الجيل الثالث- ان الشباب يعد من الفئات الاكثر تضررا في كل حرب او صراع يحدث على مر التاريخ وهم وقود أي ثورة او انتفاضة.

وأضاف انه وبعد اربعة اعوام كاملة من الصراع حصدت الحرب ارواح الأف الشباب في اليمن , فيما غاب الشباب من المشهد السياسي تماما.

وأردف "يأتي لنا اليوم العالمي للشباب , كنقطة انطلاق لتسليط الضوء على المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب".

وأخيرا يأمل شباب اليمن أن تنتهي الحرب سريعا ويعودون الى حياتهم الاعتيادية ويكمل كل فرد منهم احلامه ويحقق طموحاته.