آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير: ارتفاع أسعار كبش العيد: يحرم بعض المواطنين من شراءه أو تذوق لحمه وكسب أجر الأضحية

الثلاثاء - 14 أغسطس 2018 - 12:35 م بتوقيت عدن

تقرير: ارتفاع أسعار كبش العيد:  يحرم بعض المواطنين من شراءه أو تذوق لحمه وكسب أجر الأضحية

عدن(عدن الغد) خاص:

يأتي العيد وتأتي معه طقوسه المعروفة لدى جميع المواطنين فالبعض منهم يخصص ميزانية خاصة لشراء أغراض العيد للمنزل وملابس العيد لهم ولأطفالهم ومبلغ من المال لإعطاء العيدية صباح يوم العيد للأطفال كي يسعدوهم ويشعروهم بقيمة العيد وحلاوته.

عيد اليوم يختلف عن عيد البارحة كثيرا فكل شيء تغير أو بالأصح كل شيء أصبح أغلى وأثمن من ذي قبل فارتفاع الدولار الذي لا يرد أن يتوقف عند سقف معين وانعكاس ذلك على أسعار المواد الغذائية الأساسية وكل غرض يشترى في السوق ومختلف البضائع وحتى الأشياء البسيطة أصبحت لها أسعار مضاعفة عن ما كانت عليه , والرواتب هي نفسها والأبشع من هذا أن هبوط الريال اليمني سبب احباط كبير للمواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود أو المعتمدين بشكل رئيسي على العمل بالأجر اليومي فما يحصلون عليه لا يقضي حاجاتهم ولا يكفيهم لشراء كل ما يريدون حتى لو كان أساسيا لهم.

وبما أن العيد قادم بعد أيام قليلة اذا خروف العيد لابد أن يكون هو الآخر قادم فالمواطنون الآن يبدأون بشراء خروف العيد وابقاءه بحوش المنزل أو في زريبة الخرفان ويحفظون به ليوم العيد حتى يتم ذبحة والتضحية به كالمعتاد في عيد الأضحى المبارك.

لكن خروف العيد أو كما يسميه المواطنون في عدن كبش العيد هو الآخر لاقى نصيب من غلاء الأسعار وارتفاع الدولار فسعر الخروف الواحد يصل اليوم لأكثر من 50 ألف ريال بعد أن كان العام الماضي ب30 ألف أو أكثر بقليل هذا إذا كان حجمه صغير فكلما كبر حجمة زاد سعره لتصبح علاقة طردية طردت فرحة المواطنين بالعيد وبشراء كبش العيد كالعادة كل عام.

وما زال المواطنون اليوم يبحثون عن سعر مناسب لكبش العيد في كل زريبة وفي كل سوق وحتى مع أشخاص يبيعونه ربما يجدوا ما يناسبهم أو يظلون هكذا حتى ينتابهم التعب ويضطر بعضهم للتنازل عن الاضحية بعد ألم وحسرة شديدة...

 

تقرير: دنيا حسين فرحان

 

*كباش العيد بأسعار خيالية

 

من الوهلة الأولى التي تبدأ فيها بالسؤال اليوم عن أسعار كبش العيد حتى تجد الإجابة الصاعقة أنها لا تقل عن 50 ألف ريال بل تتصاعد لتصل ل60 وال70 وال80 وربما المئة بحسب حجمة ونوعه ومعايير يخترعها البائع ليقنع بها المشتري قد لا تكون حقيقة أو صادقة.

هناك فئة من المواطنين لا تشعر بغلاء سعر الكباش حتى وأن تضاعف سعرها أو وصل لمرحلة من الغلاء الفاحش بل يشترونه دون أي تذمر أو حتى اعتراض ومبايعة فرواتبهم كبيرة وقد يكونوا يستلمونها بالدولار فتصبح مضاعفة عند صرفها للريال اليمني.

ولكن تبقى المشكلة الكبيرة في المواطنين اللذين لا تتجاوز رواتبهم ال40 ألف وكبش العيد أصبح أغلى منها إضافة أن لديهم كسوة العيد لأولادهم وليدهم مصاريف أخرى قد تكون أقساط أو ديون أو شراء راشن ولا ننسى أن المدارس بعد العيد مباشرة إذا هم بحاجة كبيرة لميزانية خاصة لشراء متطلبات المدارس من كتب ودفاتر وحقيبة مدرسية بكافة مستلزماتها فكيف سيوفرون ذلك وهل سيتمكنون من شراء كبش العيد أم سيصبح حلم من احلامهم؟؟

 

*مرافق توفر مبالغ لكبش العيد ومرافق تقسط المبلغ

 

قد تكون خطوة جيده أن تقوم مرافق حكومية أو حتى خاصة بإعطاء الموظفين والعاملين فيها مبلغ كل عام مخصص لشراء كبش العيد كنوع من التعاون معهم وتقديرا لهم وهذا يخفف كثيرا على المواطنين خاصة هذا الأيام ويضمون أن حق كبش العيد آتيه لا محاله وأنهم سيستفيدون منه في شراءه والتضحية به في صباح يوم العيد أو أي يوم من أيامه المشروع فيها ذبحه.

وهناك مرافق ومؤسسات أخرى توفر للموظفين فيها أوراق يقومون بشراء كبش العيد عن طريق القسط الشهري بمبلغ محدد حتى يستكملون المبلغ كاملا ويتم قطع هذا القسط من رواتبهم عن طريق إدارة المؤسسة في وسيلة للتخفيف عليهم من شراء كبش العيد كيش أي تسليم المبلغ كاملا في ظل هذا الغلاء وصعوبة حدوث ذلك عن العاملين معهم.

ولكن هناك عمال وموظفين تبع هذه المرافق والمؤسسات الحكومية يقومون بأخذ هذه الأوراق وبيعها على المواطنين بسعر هم يحددوه وبدفع مباشر دون أي قسط فهناك من يبيعها ب30 ألف وهناك من يبيعها أكثر ويأخذون المبلغ ليشتروا به كسوة العيد أو أغراض أخرى ويسحب منهم القسط الشهري بشكل طبيعي من مرفق العمل.

*مواطنون لا يتمكنون من شراء كبش العيد أو تذوق لحمه

 

هناك في الجهة الأخرى مواطنين بسطاء وذوات دخل محدود أو يومي يفكرون قبل أن يشتروا أي شيء من السوق أو البقالات ويحسبون كل ريال يخرج منهم ويتنازلون كثيرا عن أشياء قد تكون أساسية في سبيل التوفير والاقتصاد بالراتب أو المبلغ الذي يحصلون عليه ليكفيهم لآخر الشهر.

حالهم اليوم مع زيادة أسعار كباش العيد مؤسف ومؤلم قد يضطرهم لعدم شراء كبش العيد وعدم تمكنهم من التضحية لأولادهم أو لأنفسهم رغم أنهم يردون ذلك لكن كما يقول المثل العين (بصيرة واليد قصيرة) يكتفون فقط بمشاهدة كباش العيد في أحواش الجيران أو في الشوارع والأسواق ولا يتمكون حتى من تذوق لحمها اذا كانوا فقراء أو ليس لديهم دخل ثابت وينتظرون الصدقة والحسنه من الجيران وفاعلي الخير ليسدوا بها جوعهم أو حاجتهم لتذوق اللحم أيام العيد وإن لم يجدوا يكتفون بشراء الدجاج أو السمك هذا أن تمكنوا من شراءه لأنهم أصبح باهض الثمن أيضا وشبه معدوم خاصة السمك فيتحسرون على حالهم الصعب الذي لم يتوقعوا يوما أن يصلوا إلية ومنهم من يخرج للشحت أو مد يده للناس لمساعدة ومنهم من يبقى في منزله يدعو الله أن يخفف عنه ويغلق بابه ليحمل الوجع والحرمان لوحدة متيقنا أن سيجد في رحمة الله مالم يجده بين البشر المحيطين به.

وتبقى أسعار كبش العيد في تزايد ورواتب المواطنين ثابتة في محلها وقد يأتي وقت لا يتمكن عدد كبير منهم من شراء كبش العيد وتمكنهم من الأضحية في العيد ويصبح كبش العيد حلم يرادوه دون أن يتحقق.