آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-04:46ص

أدب وثقافة


روحانية الحج

السبت - 11 أغسطس 2018 - 03:02 م بتوقيت عدن

روحانية الحج

كتب: د. لبيب نجيب

ليس الحج مجرد أعمالٍ يذكرها الفقهاء، خمسة أركان، وستة واجباتٍ .. إلخ، فالحج روحانيةٌ، وموسمٌ تصفو في الروح من علائق الدنيا، ليقف الإنسان لابسًا قطعة ثيابٍ بيضاء قائلًا بلسان حاله: (ربّ قد جئتُك كما خلقتني أول مرةٍ تاركًا دنياك وراء ظهري فارضَ عني).

- الحج إعلان الخضوع لله تعالى وإيقاف العقل أمام الشرع، فلا يسأل لماذا نبيت هنا ؟ ونرمي هنا ؟ ونطوف هكذا ؟ ونسعى هكذا ؟.

- الحج موسمُ تعارف وتشاور، وإظهارُ وحدةٍ إسلامية، ورمزُ قوةٍ لهذا الدين، وأنَّه لا زال شامخًا أمام أعدائه، يأتي المسلمون من أطراف الأرض تلبيةً لنداء الخليل قبل عشرات بل مئات القرون.

- الحج برهانٌ قاطعٌ ودليلٌ ساطعٌ على أنّ هذه الأمة هي أولى الأمم بخليل الرحمن إبراهيم الذي (ما كان يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين).

- الحج تلمّس أطياف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فنعيش حيث عاش إبراهيم عليه السلام، ونذبح حيثما ذبح، ونرمي كما رمى، ونسعى مستحضرين مشهد هاجر عليها السلام وهي تتلهف بحثًا عن الماء لوليدها إسماعيل عليه السلام، فأطياف الذكريات ترفرف في تلك البقاع.

- الحج تأسي بهديّ المصطفى وتتبع لخطواته وأخذٌ بنسكه، وتذكر لطفوته وصباه وشبابه كيف عاش في هذه العرصات ؟ وكيف كانت حياته قبل بعثته وبعدها ؟

- إنَّ هذه الذكريات تملأ قلب المسلم تعظيمًا للأولين من الأنبياء والصالحين الذي تحمَّلوا المشاقّ قاصدين تلك البقاع طاعةً لله رب العالمين.