آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


تقرير:زيادة سعر صرف العملات.. اعصار يضرب الأسواق ويهدد مكاتب الصرافة وحياة المواطنين

السبت - 11 أغسطس 2018 - 02:25 م بتوقيت عدن

تقرير:زيادة سعر صرف العملات.. اعصار يضرب الأسواق ويهدد مكاتب الصرافة وحياة المواطنين

عدن (عدن الغد)خاص:

نسمع هذه الأيام كثيرا عن تفاوت في سعر العملات أهمها الدولار الذي يعتبر عملة عمالية تتحكم باقتصاد البلدان بشكل عام , وسعر الريال السعودي المتداول حاليا في عدن وما يمكن أن يحدثه حال ارتفاعه وكيف يؤثر على سعر الصرف بالنسبة للمكاتب الصرافة وللمواطنين على حد سواء.

 

ما أن ارتفع سعر الصرف لهاتين العملتين حتى بدأت المشاكل الاقتصادية تتوالى وبشكل سبب للمواطنين حاله من الجنون عندما وجدوا أن الغلاء هو نتيجة ارتفاع الدولار والريال السعودي وأصبحوا يتابعون أخبار سعر الصرف يوميا وإلى أي مدى أرتفع ويحسبون حساب الشراء وتوفير متطلباتهم وموادهم الغذائية التي وصلت لأسعار مضاعفة ولم يتمكن الجميع من توفيرها كاملة.

 

الصرافين أيضا لهم نصيب من تغيير سعر العملات يوميا وتحدث لديهم لخبطة كبيرة قد تؤدي إلى إغلاق مكاتبهم وانتظار انتظام سعر العملة أو أن تتدخل الحكومة وتقوم بعمل حل يرضي جميع الأطراف المتضررة من ارتفاع سعر العملات الذي حل كالصاعقة على رؤوس المواطنين والفأس التي تذبح اقتصاد البلاد.

 

نستطرد أبرز الأمور التي تشرح حالة السوق ووضع المواطنين ومكاتب الصرافة بعد ارتفاع سعر العملات وكيف أثرت على حياة الجميع في سياق هذا التقرير...

 

تقرير: دنيا حسين فرحان

 

زيادة سعر الصرف وصل لمرحلة الجنون

 

 

 

عندما نسأل اليوم عن سعر صرف الدولار تكون الإجابة أنه وصل لأكثر من 560 ريال يمني والريال السعودي لأكثر من 140 ريال يمني , هذا يعني أن معدل رواتب المواطنين لم تعد تعني شيء مقارنة بسعر الصرف في السوق فالحاجيات التي كان يشتريها المواطن بسعر بسيط أصبحت اليوم بسعر مضاعف نتيجة انعكاس ارتفاع سعر العملات على الاقتصاد وتغيير عدد من التجار لأسعار البضائع والمواد الغذائية والراتب هو نفسه دون زيادة بل أصبح يتناقص مقارنة بسعر العملات اليوم وأصبح الحديث الشاغل هذه الأيام للمواطنين الدولار اليوم بكم؟؟ وبكم الريال السعودي الآن؟؟

 

ومن الملاحظ أن هناك توتر كبير يصيب المواطنين ذوي الدخل المحدود خاصة مع قرب العيد وقد أصبح سعر الكبش لأكثر من 60 ألف وهو صغير الحجم والأكبر أغلى وأغلى إضافة للمدارس التي ستفتح أبوابها بعده وكيف سيتمكنون من شراء ملابس العيد لأولادهم أو الزي المدرسي والحقيبة المدرسية بكافة أغراضها والأسعار بهذا الارتفاع وهناك أسر تمتلك أكثر من 3 أطفال بمراحل دراسية مختلفة يحتاجون لمصاريف وأغراض , الجنون أصاب المواطنين والهلوسة تلازمهم يوميا ولا يعرفون ما هو السبيل للخلاص من كل هذا ومن سيخلصهم من هذا الوضع الصعب.

 

 

 

بعض مكاتب الصرافة تغلق أبوابها وتعلن الاضراب :

 

 

 

من الطبيعي أن يتسبب ارتفاع الدولار والريال السعودي بالعديد من الأمور والمشاكل لمكاتب الصرافة في عموم مناطق البلاد فهي تعتمد بشكل مباشر على هذه العملات في عملها وكسبها لذا تتأثر كثيرا بارتفاع أن انخفاض سعر العملة , فنجد أنه ما أن حل شبح ارتفاع العملات وانخفاض سعر العملة المحلية ناشد عدد من مكاتب الصرافة الحكومة بالتدخل وهناك بعض المكاتب أغلقت أبوابها وتوقفت عن العمل ومنها من أعلن الاضراب إلى أن يتم عمل حل أو يستقر الوضع الاقتصادي فهم سيخسرون كثيرا إذا استمروا في العمل والعملات في ارتفاع يومي دون توقف.

 

هناك من يقول بأن الصرافين هم من يتحكموا بسعر العملات وأنهم يستغلون هذا الوضع الاقتصادي الصعب لنهش لحم المواطن والدولة خاصة وأن البنك المركزي لم يعد هو للمتحكم بالأمر منذ فترة طويلة , فجاءت هناك حملة قريبة لإغلاق مكاتب الصرافة الغير مرخصة عندما زاد عددها وخرجت عن سيطرت الدولة وأصبحت منتشرة بشكل كبير في عموم المديريات والمناطق لكن هذا الإجراء لم يسمن ولم يغني من جوع فما زالت هناك مكاتب صرافة تعمل وما زال الدولار والريال السعودي يرتفعون وما زال الصرافين يهددون بإغلاق المكاتب وإعلان الإضراب وما زال الوضع معقدا.

 

 

 

بدأ انطلاق ثورة شعبية تندد تطالب بتدخل حكومي:

 

 

 

في الأيام الماضية انطلقت عدة وقفات احتجاجية في بعض المناطق بمحافظة عدن ورفع فيه المواطنين لافتات تحمل عبارات ورسائل قوية للحكومة بارتفاع الاسعار وانعكاسها على حياتهم وشارك فيها شخصيات مختلفة وعدد من الشباب والكبار يطالبون بإنهاء معاناتهم التي ترتفع كلما أرتفع سعر الصرف وأنهم لم يعودوا يتحملون البقاء بهذا الوضع , كما انطلق على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج يندد بالغلاء الحاصل ويطالب الحكومة بشكل مباشر أن تجد حل لما يحدث في اقتصاد البلاد والاعصار الذي يضرب أسواقها التجارية ووضع حد للتجار الذين يستغلون ارتفاع العملات وحالة الناس التعيسة للاسترزاق منهم والكسب على حسابهم وأن يضعوا أزمة الرواتب بعين الاعتبار بدلا من طبع عملات جديدة وتلوينها والناس تموت جوعا كل يوم دون رحمه أو شفقة.

 

وهناك مطالبات بتزايد عدد المحتجين وتحديد أماكن لوقوف الناس للمطالبة بحقوقهم والترتيب لعمل ثورة كبيرة لمواجهة قوى الشر التي هي المتسببة بالوضع الحاصل الآن وصاحبة المصلحة الأولى في ادخال المواطنين في دوام الغلاء والفقر والحرمان وإدخال اقتصاد البلاد في نفق مظلم.

 

غلاء وارتفاع في سعر العملات وحياة اقتصادية صعبة مثلث الموت البطيء بالنسبة للمواطنين يصارعونه كل يوم ويتجرعون مرارته ويردون أن يجدوا من يسمعهم أو يحس بهم لأن سكوتهم طيلة الفترات الماضية قد يكون ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة وينذر بثورة شعبية قد لا تحمد عقباها مستقبلا.